صفحة 1 من 1

الطابع الخارجي للسياسه الخارجية ( تنمية سياسيه )

مرسل: الأحد يوليو 08, 2012 1:35 pm
بواسطة محمد بن شاهين
الطابع الخارجي للسياسة الخارجية: السياسة الخارجية وان كانت تصاغ في اطار الوحدة الدولية الا انها تسعى الى تحقيق اهداف تجاه الوحدات الخارجية الاخرى ، وهذا ما يميز السياسة الخارجية عن السياسة الداخلية ، فالسياسة الخارجية تقع خارج نطاق سيطرة الوحدة الدولية او الدولة ، بينما السياسة الداخلية تقع في نطاق سيطرة الوحدة الدولية.

الا ان هذا التحديد لموضوع السياسة الخارجية يثير اشكاليات هامة تتعلق بالحدود المنهجية للسياسة الخارجية وتمييزها عن السياسة الداخلية ، اذ ان من المتصور ان تتبع الوحدة الدولية سياسة تبدو وكأنها خارجية ولكنها في الواقع تهدف الى تحقيق اهداف داخل الدولة ، ولحل هذه الاشكالية ينبغي علينا التمييز مابين الموضوع المباشر والموضوع الغير مباشر في السياسة الخارجية ، كالتالي:

اما الموضوع المباشر؛ فيتمثل في الأهداف المعلنة التي تهدف السياسة الخارجية الى تحقيقها.

اما الموضوع الغير مباشر؛ فيتعلق بالنتائج التي تكون خلف هذه السياسة ولكنها ليست محددة صراحة كجزء من هذه السياسة. وبالتالي نجد ان السياسة تصنف على انها سياسة خارجية طالما انها تهدف الى تحقيق نتائج خارج حدود الدولة بشكل علني ، وان كانت هذه السياسة تهدف في التحليل النهائي الى تحقيق نتائج داخل الدولة.

ولذلك نجد ان السياسة الخارجية احيانا وان كانت تبدو خارجية الا ان محصلتها النهائية تصب في الداخل. اشكال الترابط بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية ، وأشكال وانواع هذا الترابط .تتمثل في ثلاثة اشكال:

١- الترابط بين الهياكل الداخلية والسلوك الخارجي: السلوك الخارجي للدولة هو نتيجة لمجموعة من العوامل الموضوعية والنفسية داخل الدولة ، كما ان للموارد الاقتصادية وطبيعة النظام السياسي دور في التأثير على السياسة الخارجية.

٢- المؤثرات الخارجية على السياستين الداخلية والخارجية: فالسياسة الداخلية تتأثر بمجموعة من المتغيرات خارج النظام السياسي ، كمتغيرات النسق الدولي والشركات المتعددة الجنسية.

٣- الترابط بين النظم والسياسات الداخلية للدول: في عصر التكنولوجيا وتقدُّم وسائل الاتصال نجد ان النظم او الجماعات الداخلية لم تعد في الواقع تمارس هذه الوظائف داخل حدود الدولة ، ولكنها تعدت ذلك لتمارس هذه الوظائف خارج حدود اقليم الدولة. فالمنظمات الصهيونية في اوروبا وامريكا تلعب دورا في تغيير مجريات العلاقات الدولية في الشرق الأوسط من خلال الدعم المادي لإسرائيل ومن خلال الضغط السياسي للدول الكبرى. الإختلاف بين السياستين الداخلية والخارجية: يمكن ان نقول ان هنالك اختلافين بين السياسة الخارجية والسياسة الداخلية:

١- السياسة الخارجية لا تمس توزيع الموارد الإجتماعية مباشرة ، وهنا نجد ان احد مفكري السياسة الخارجية (جيمس روزنو) ميز بين السياستين الداخلية والخارجية على ثلاثة مستويات:

المستوى الأول: السياسة الخارجية تثير لدى الجماهير او المواطنين دوافع تختلف عن الدوافع التي تثيرها السياسة الداخلية ، لذلك نجد ان اهتمام المواطن بالسياسة الخارجية اقل اهتماماً من اهتمامه بالسياسة الداخلية ، لأن السياسة الداخلية هي التي تؤثر مباشرة في الحياة يومية لهذا المواطن.

المستوى الثاني: ان السياسة الخارجية تتسم بوجود ادوار متميزة فهي تمتاز عن السياسة الداخلية بوجود مجموعة الادوار المؤثرة في صياغة هاتين السياستين ، ولذلك نجد ان عدد المشاركين في صنع السياسة الخارجية اقل من عدد المشاركين في صنع السياسة الداخلية.

المستوى الثالث: ان السياسة الخارجية تتسم بوجود انماط متميزة من التفاعلات ، فنمط التفاعلات في السياسة الخارجية يتميز بالتدرج الرأسي (من رئيس الدولة - رئيس الحكومة- وزير الخارجية) ، بينما نجد ان السياسة الداخلية تتوزع بين اجزاء متعددة من النظام السياسي حيث ان كل وزارة لديها مسؤولية معينة في هذه السياسة الداخلية التي تهم المواطن (اي انها ليست من خلال التدرج الرأسي).

الاختلاف الثاني: ان السياسة الخارجية تمتاز بدرجة كبيرة من عدم التنبؤ او عدم اليقين ، والذي يعني الموقف الذي لا يستطيع فيه صانع القرار التوصل الى المعلومات الصحيحة حول الازمة او الموقف. طبيعة عدم اليقين او التنبؤ بالسياسة الخارجية تتضح من خلال ثلاثة خصائص:

١- غموض البيئة الدولية.
٢- تعدد ازمات او مواقف او مشاكل السياسة الخارجية.
٣- الضغوط النفسية في البيئة الدولية.