صفحة 1 من 1

تعريفات السياسه الخارجية ( تنمية سياسية )

مرسل: الأحد يوليو 08, 2012 1:51 pm
بواسطة محمد بن شاهين
التعريف بالسياسة الخارجية
اختلفت أراء الباحثين وتباينت أقوالهم فى تعريف السياسة الخارجية فمن خلال مطالعة أدبيات العلاقات الدولية، يتجلى لنا أن مفهوم السياسة الخارجية كغيره من المفاهيم المطروحة فى حقل العلوم السياسة يعانى من عدم وجود تعريف محدد ومتفق عليه من طرف الباحثين والمتخصصين فى العلاقات الدولية. إذ تتعدد تعريفاته بتعدد الباحثين الذين تعرضوا لدراسة ظاهرة السياسة الخارجية وفيما يلى نشير إلى مجموعة من التعريفات التى وردت فى مؤلفات بعض المتخصصين والمتهمين بدراسة العلاقات الدولية.
تعرف الباحثة كارول باركر Carol M.Barker السياسة الخارجية بأنها (الرباط أو حلقة الوصل بين السياسة الداخلية للدولة والنظام الدولى. وهى فى نفس الوقت تعتبر استجابة للمتطلبات الداخلية ومحاولة للتأثير فى سلوكيات الدول الأخرى)(1). كما يعرف فاضل زكى السياسة الخارجية بأنها (الخطة التى ترسم العلاقات الخارجية لدولة مع غيرها من الدول)(2).
وعلى المنوال ذاته يرى نصيف يوسف حتّى بأن السياسة الخارجية تعرف على أنها (سلوكية الدولة تجاه محيطها الخارجى وقد تكون هذه السلوكية التى قد تأخذ أشكالاً مختلفة موجهة نحو دول أخرى أو نحو وحدات فى المحيط الخارجى من غير الدول كالمنظمات الدولية وحركات التحرير أو نحو قضية معينة)(3).
والملاحظ على هذه التعريفات أنها تقصر موضوع الفاعلية الدولية على الدول بشكل رئيسى، أى بمعنى أن الدولة هى الفاعل أو الوحدة الأساسية فى العلاقات الخارجية، لذلك ما يؤخذ على هذه التعريفات هو إغفالها للوحدات الدولية الأخرى غير الدول. إذ أن نطاق وحدات السياسة الخارجية يتسع ليشمل إلى جانب الدول الشركات متعددة الجنسيات والمنظمات الدولية والمنظمات السياسية(4).
بيد أن فى المقابل نجد تعريفات أخرى تجنبت التركيز على الدولة فقط فى تحديد الوحدة الفاعلة فى السياسة الخارجية: فقدمت صياغات أو تعبيرات أكثر شمولية فمثلاً يعرف محمد السيد سليم السياسة الخارجية بأنها (برنامج العمل العلنى الذى يختاره الممثلون الرسميون للوحدة الدولية من بين مجموعة البدائل البرنامجية المتاحة من أجل تحقيق أهداف محددة فى المحيط الدولى) ( [2]).
ويقول على الدين هلال فى إشارته إلى السياسة الخارجية (يقصد بالسياسة الخارجية عموماً مجمل نشاط وسلوك الفاعلين الدوليين فى المجال الخارجى) ( [3]).
كما يقدم مازن الرمضانى تعريفاً أكثر دقة فى التعبير عن مفهوم السياسة
الخارجية إذ يرى السياسة الخارجية هى (السلوك السياسى الخارجى الهادف والمؤتمر لصانع القرار) ( [4]).
ويعد التركيز على صانع القرار على درجة كبيرة من الأهمية فى تحليل السلوك السياسى الخارجى لايه وحدة دولية، وهذا ما يؤكد عليه ريتشارد سنايدر الذى يرى أن الدولة تحدد بأشخاص صانعى قراراتها من الرسميين ومن تم فإن سلوك الدولة هو سلوك الذين يعملون باسمها وأن السياسة الخارجية عبارة عن محصلة لقرارات من طرف أولتك الذين يتولون المناصب الرسمية فى الدولة( [5]).
كما يمكن إعطاء تعريف مختصر للسياسة الخارجية باعتبارها "مجموعة من العلاقات الخارجية الرسمية التى يسلكها أو يؤديها فاعل مستقل "عادة ما يكون دولة"( [6])
بمعنى أن جملة رد فعل تسمح أو تمكن من إدراج فاعلين آخرين غير الدولة مثلاً الاتحاد الأوروبى تسمح بإدراج المخرجات من كل أجزاء الآليات الحاكمة للدولة. والسياسة الخارجية هى مجموع كل هذه العلاقات الرسمية لأن أى فعل ما يعدو سياسة خارجية منفصلة فى حين يسعى الفاعلين عادة إلى تحقيق درجة ما من التماسك تجاه العالم الخارجى.
ومن الصعوبة تقديم تعريف للنشاطات السياسية وكذلك بالنسبة للسياسة الخارجية فإلى أى حد ما يقرر صانعى القرار أنفسهم ما هى السياسة الخارجية من خلال ما يختارونه من نشاطات يقومون بها ولكن الآن لم تعد الهيئات الخارجية تحتكر القيام بمثل تلك المهام.
وهذا يضعنا فى مشكلة أخرى تتعلق بمن هو صانع القرار الفعلى Foreign-Policy Maker مثلاً : لو أن هناك خلافات حول الهجرة غير الشرعية سيكون تحليل السياسة الخارجية مركزاً على العلاقات على المستوى الدبلوماسى القومى أو الوزراء المحلين، وهذا ما جعل التفرقة الشائعة بين السياسة العليا والسياسة الدنيا غير ذات معنى على أساس أن السياسة العليا High Politics تركز على القضايا الأساسية للدولة مثل الوحدة النقدية، الهجوم المسلح … الخ).
أما السياسة الدنيا تركز على قضايا ثانوية تتعلق بالملاحة والصيد الذى فى أى نشاط يقوم به فاعل ما على المستوى الرسمى فى السياسة الدولية هو من قبل السياسة الخارجية.
وفى الواقع أن محاولة تقديم تعريف محدد لمفهوم (السياسة الخارجية) لابد أن تكون منطلقة من التحديد الاصطلاحى أو اللفظى لعبارة (السياسة الخارجية) فعندما نتكلم عن السياسة الخارجية نفكر تلقائياً فى الطابع (الخارجى) لهذه السياسة ولكن موقع (خارجى) جاء كنعت أو صفة لـ (السياسة) وهذا ما يميز من الناحية اللفظية السياسة الداخلية عن السياسة الخارجية.