صفحة 1 من 1

مقال مثير لمحمود عباس

مرسل: الأربعاء يوليو 11, 2012 2:36 pm
بواسطة نايف المسلماني
مقال مثير لمحمود عباس

يلقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقال له يوم السبت 14 الجاري الضوء على بدايات الهجرة اليهودية الى إسرائيل قائلا إن الحركة الصهيونية كانت تطلب الدعم المالي والسياسي من يهود البلاد العربية ولم تكن تريد هجرتهم إلى الأراضي الفلسطينية لأنها كانت تطمح إلى بناء دولة يهودية ذات طابع غربي. ويخص عباس يهود العراق الذين أجبروا على ترك بلادهم قائلا إنهم تركوا العراق كيهود وعاشوا في "إسرائيل" كعراقيين ويستشهد على ما خلص إليه بمقابلات صحفية أجرتها وسائل إعلام مع شعراء وقادة إسرائيليين ومؤلفي كتب عاشوا تلك الفترة من خلال حديثهم عن تجاربهم الشخصية.
ويستهل عباس في مقاله المطول بالحديث عن قصة استضافة الإذاعة الإسرائيلية عام 1979 للشاعر اليهودي من أصل عراقي أبراهام عوبديا التي يروي لها قصته مع كتابة الشعر بعد أن تعرف على مدرس فلسطيني كان يعمل في العراق قبل عام 1948 .ويقتبس عباس في مقاله الذي حصلت رويترز على نسخة منه عن عوبديا قوله للإذاعة كنت طالبا في الإعدادية في البصرة ولاحظ أستاذي أنني أتمتع بملكة شعرية وكان هذا الأستاذ مسيحيًّا من فلسطين وهو أحد أعضاء البعثة التعليمية التي كانت ترسلها الهيئة العربية العليا إلى بعض البلاد العربية
ويضيف "لقد نصحني أستاذي المسيحي حنا حتى أتمكن من اللغة العربية أن أحفظ القرآن وحفظته فعلا وبدأت الشعر إلى أن أصدرت في بغداد أول ديوان في عام 1948 وأرسلت نسخة إهداء إلى أستاذي في القدس اعترافا مني بفضله علي ولسوء الحظ فإن النسخة لم تصله لأن الحرب كانت اندلعت وهاجر أستاذي إلى الأردن في نفس الوقت الذي هاجرت أنا فيه من العراق إلى فلسطين بحجة جمع شمل العائلات اليهودية. "ويرى عباس أن هذا الحديث يبين أن الوفاق والوئام الذي كان يعيش الناس في ظلاله في البلاد العربية على اختلاف أديانهم وطوائفهم وصل إلى حد أن أستاذا مسيحيًّا ينصح طالبا يهوديا أن يحفظ القرآن الكريم دون أن يشعر أي منهما بأي حرج
ويضيف أنه يبين أيضا "نبرة المرارة التي تحدث فيها الشاعر الإسرائيلي عن الوضع الذي وصل إليه أستاذه عندما رحل من القدس بسبب الحرب وما وصل إليه هو نفسه عندما اجبر على الرحيل من العراق موطنه وموطن آبائه وأجداده إلى فلسطين تحت حجة جمع العائلات. "ويستشهد عباس بحديث الشاعر اليهودي من أصل عراقي لنفي الرواية الإسرائيلية حول دوافع هجرة اليهود إلى فلسطين قبل وبعد عام 1948. ويقول عباس في مقاله "إن تعبيره "عوبديا" هذا ينفي بشكل قاطع أي دافع صهيوني أو عقائدي وراء هجرته إلى فلسطين بل أن هجرته إليها كانت قهرية وقسرية استهدفت اقتلاعه من جذوره رغم أنفه ذلك هو حال كل اليهود الذين نقلوا من العراق إلى فلسطين نتيجة تواطؤ ثلاثي صهيوني بريطاني عراقي. "ويضيف ولم يعد خافيا الدور الذي لعبه ديفيد بن غوريون عندما أرسل مبعوثيه إلى هناك لإلقاء الرعب في قلوب اليهود فأمعنوا بهم قتلا وإرهابا وتنكيلا ثم ترك للإعلام دور إشاعة أن العرب المتطرفين كانوا وراء هذه الأفعال البشعة.
ويذكر عباس بدور بعض القيادات الإسرائيلية في هجرة اليهود إلى فلسطين بالقول "لا تزال بعض جماهير اليهود تذكر دور الوزير في وزارة الليكود مردخاي بن فورات وشلومو هليل وزير الشرطة في حكومة المعراخ اللذين قادا التنظيم السري الصهيوني ونظما بنفسيهما سلسلة عمليات إلقاء القنابل على البيوت والمقاهي والمتاجر والكنس اليهودية. "ويضيف "ولا تزال جماهير اليهود تذكر الدعوى التي أقامها أحد أفراد هذه العصابات الذي فقد ساقه في إحدى هذه العمليات ضد ديفيد بن غوريون يطالبه بالعطل والضرر بسبب تكليفه شخصيا بهذه العملية وقد أصبح مصابا بعاهة مستديمة. "ولم يتضح السبب وراء كتابة الرئيس الفلسطيني لهذا المقال الذي يرى فيه "لم تكن الحركة الصهيونية تريد هجرة يهود البلاد العربية إلى فلسطين لأنها كانت تطمح أن تبني دولة يهودية أشكنازية ذات طابع غربي أو أوروبي إلا أنها كانت تطالبهم فقط بالدعم السياسي المالي والإعلامي.
وأضاف "ومن هنا كان شعار الحركة الصهيونية لا نريد ذهب أمريكا فقط وإنما نريد ذهب المغرب والعراق لنبني دولة "صهيون". إلا أن الأمر اختلف بعد قيام الدولة واحتلال قوات الجيش الإسرائيلي لمساحات شاسعة أكثر مما أقره قرار التقسيم والخيبة التي أصابت الصهيونية في عدم وصول أعداد كبيرة من يهود أوروبا إلى إسرائيل بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وكان أملهم أن هؤلاء اليهود لابد أن يرحلوا إليها نتيجة لما لاقوه من عذاب واضطهاد وقمع على أيدي النازيين والفاشيين. "وتطرق عباس في مقاله إلى ما كان يتمتع به اليهود من حقوق في الدول العربية بالقول "ولذلك كان لا بد مما ليس منه بد فاتجهت الحركة الصهيونية إلى الجاليات اليهودية في العراق واليمن وشمال أفريقيا ومصر وسوريا تحثها على الهجرة.
وأضاف "وبما أن هذه الجاليات لم يكن لديها الدافع لذلك ولم يكن هناك سبب يحثها على ذلك إذ كانت جميع هذه الجاليات تنعم بمستوى معيشة لائق وبحقوق مدنية وسياسية لم يحلم بها اليهود في أوروبا على مدى قرون طويلة ففي العراق مثلا وبعد إعلان دستور عام 1908 انتخب اليهودي العراقي ساسون حزقيال عضوا في "مجلس المبعوثان" وتجدد انتخابه في دورات المجلس جميعها حتى قيام الحرب العالمية الأولى."وتابع "كما عين أول وزير للمالية سنة 1921 واستمر يشغل هذا المنصب عدة دورات متتالية بل أن قانون المجلس التأسيسي العراقي الصادر عام 1922 قد نص في الفقرة الثانية من مادته الثالثة على أن يكون من بين أعضائه يهوديان من يهود بغداد وواحد من كل من الموصل والبصرة وكركوك ونصت المادة التاسعة من قانون انتخاب النواب رقم احد عشر لعام 1946 على أن يمثل اليهود ثلاث نواب في قضاء مركز بغداد ونائبان في قضاء مركز لواء البصرة ونائب في لواء الموصل إلى جانب من يمثلهم في مجلس الأعيان.
وأوضح عباس أن هذه الأسباب جعلت "من الصعب بل من المستحيل إقناع هذه الجالية بضرورة الرحيل فالتجأت الحركة الصهيونية إلى العنف والتآمر مع بعض السلطات المحلية والقوى الأجنبية التي كانت في ذلك الوقت تتحكم بمقاليد البلاد وكانت صاحبة مصلحة سياسية في تهجير هذه الجاليات لبناء الدولة اليهودية بإمدادها بالقوى البشرية اللازمة."وتابع "يضاف إلى ذلك كله ان تهجير عرب فلسطين من بلادهم أدى إلى فراغ هائل وحاجة ماسة الى قوى بشرية تقوم بالأعمال التي يأنف يهود أوروبا ذوو الياقات البيضاء ان يقوموا بها
وينقل الرئيس الفلسطيني عما سماه "اعتراف" ديفيد بن غوريون لصحيفة "كمفر" الناطقة باليديشية والصادرة في نيويورك بتاريخ 11/ 7/1952 قوله "إنني لا أخجل من الاعتراف بأنني لو كنت أملك ليس فقط الإرادة بل القوة أيضا لانتقيت مجموعة من الشباب الأقوياء والأذكياء والمتفانين والمخلصين لأفكارنا والمشتعلين بالرغبة للمساهمة في عودة اليهود إلى إسرائيل" مضيفا "ولأرسلتهم إلى البلدان التي بالغ فيها اليهود بالقناعة الآثمة وستكون مهمة هؤلاء الشباب أن يتنكروا بصفة أناس غير يهود ويرفعوا شعارات معاداة للسامية فإنني أستطيع أن أضمن أنه من ناحية تدفق المهاجرين إلى إسرائيل من هذه البلدان سوف تكون النتائج اكبر بعشرات آلاف المرات من النتائج التي يحققها آلاف المبعوثين الذين يبشرون بمواعظ عديمة الجدوى.
وقال عباس في مقاله " لقد حاول بن غوريون أن يعبر عن التمنيات ولكنه أخفى الأفعال وهو في الواقع قد نفذ ما تمنى عندما أرسل مبعوثيه للعراق والمغرب ليقتلع اليهود من هناك بالقوة والقتل حتى تمكن من جلب مئات الألوف من اليهود الذين عاشوا في هذه البلاد قرونا طويلة. "واستشهد عباس بكتاب صدر عن دار النشر السفاردية عام 1972 في القدس تحت عنوان "الخروج من العراق" لمؤلفه إسحق بار موشيه مدير الإذاعة الإسرائيلية في الحديث عن أوضاع اليهود العراقيين.
وقال عباس إن الكتاب "وصف فيه حالة اليهود العراقيين عند وصولهم إلى إسرائيل والمعاناة التي لاقوها والتمزق النفسي والعائلي الذي عانوا منه واللامبالاة التي جوبهوا بها والاحتقار الذي كان سمة كل من استقبلهم هناك. "واقتبس عن مؤلفه "كنت أتجول بين القادمين كلما سنحت لي الفرصة وابحث عن معارفي وأهلي وأصدقائي. لقد تحول الجميع إلى أعزاء قوم ذلوا واستبيحوا مرتين مرة بيد حكومة العراق ومرة بيد حكومة إسرائيل التي لم تدرك خطورة ما قامت به تجاه طائفة يهودية من أعرق وأعظم الطوائف بالعالم. "وأضاف "لقد تعرضنا في إسرائيل لحرب حضارية سافرة كان الجهل يخيم على عقل كل من قابلناه. كان الجهل بنا وبماهيتنا هو الإهانة الكبرى التي شعرنا بها ونحن نتجول كأشباح فنرصد الأعمال ونبحث عن أمكنة سكن ملائمة أو نقضي أوقاتنا في معسكرات الاستقبال أو فيما يسمى بالمعابر التي أخذنا نسميها "المقابر" وظهرت للجميع مخاطر من نوع لم يحلموا به ولم يفكروا بإمكانية وجوده أصلا.
وواصل عباس اقتباسه عن المؤلف "نتذكر بحزن أن حكام العراق آنذاك كانوا يصفوننا بأننا يهود وقد تركنا العراق كيهود ووصلنا إسرائيل كعراقيين. المنظر مأساوي ومضحك في الوقت نفسه فقد ساعدنا حكام العراق على تثبيت هويتنا وها هم اليوم أبناء ديننا وجلدتنا يساعدوننا مرة أخرى على تأكيد وتثبيت عراقيتنا. كان الشعور مؤلما ومثيرًا للحزن في آن معا. "واختتم عباس مقاله بالقول بعد نصف قرن هل تغير شعور اليهود العراقيين وهل تغيرت أوضاعهم وهل تغيرت النظرة إليهم.. لا نعتقد






تعليق: ليس هناك من جديد في هذا المقال فكل الذين عايشوا النكبة وأحداثها على علم بهذه القصص...! المهم النتيجة التي نعاني منها اليوم! وهذا يذكرني بما قالته الصحافية المخضرمة هيلين توماس الأمريكيَّة من أصول لبنانيَّة أمام زعماء البيت الأبيض ما لم يجرؤ أحد من القادة العرب أن يقوله أو ينطق به: "لا بد من إعادة اليهود إلى البلاد التي أتوا منها وإعادة فلسطين إلى أصحابها"...! هذا هو بيت القصيد، والعودة إلى التقسيم المرفوض بسبب عدم عدالته أصبح في عالم الغيب، لكنه كان في ذلك الوقت أفضل من هذا الحال المزري، خاصَّة وأنه مع مرور السنين وتكاثر العدد تعود فلسطين إلى بلد واحد تضم الثلاثة... فهل يا ترى سنرى هذا في حياتنا أم أنَّ الحرب الدامية هي الحل للوصول إلى الحق والعدالة؟!
ن ص – مونتريال
رئيس لجنة حركة دعم القدس – معلِّق سياسي
__________________