منتديات الحوار الجامعية السياسية

الفكر الليبرالي السعودي .. ولادة بلا حمل


التجديد في الذهن السعودي مصطلح (سياسي) المنطلق بالدرجة الأولى ولذلك فإن كل المحاولات الفكرية السعودية لها هدف سياسي والمصدر فقط هو الجانب الثقافي في هذه المعادلات الغريبة.
ويبرر هذه المعادلات الجانب (المركزي) في السياسة السعودية فلا بد أن الانغلاق السياسي قد أثر كثيراًًًًً في أشكال الحياة في المملكة ولكن ليس تأثيراً سلبياً بالضرورة.

وعندما لجأت بعض الحركات التي كانت في ظاهرها حركات فكرية إلى التراث وصبغت نفسها بصبغة دينية , كان لابد لليبرالية أن تحذو نفس الحذو فلجأت إلى (الحضارة الغربية ) وصبغت نفسها بصبغة (حضارية , تقدمية) والحقيقة أن كل ذلك كان (مكياجاً ) وبروبوجاندا يغطي أشياء قبيحة لا يود أصحاب المصالح (الفعليون) أن تظهر.

والحقيقة أن ما يدور في كلا الجانبين متشابه إلى حد بعيد فهناك هدف سياسي وراء كل طرف وهناك عمل حركي منظم وهناك تطرف واعتدال ولكن القبول على الأرض يختلف جذرياً , فبعكس الحركات التي لجأت إلى التراث والذي ناسب المحيط الاجتماعي الذي نشأت فيه هذه الحركات كانت الليبرالية (عيباً) يلتصق بدعاتها لا يزالون يتهربون منه في كل مره يظهرون فيها للناس وذلك بسبب غرابة هذا الكائن الفكري المشوه في بيئة لا تعرف العيون الزرقاء والشعر الأشقر إلا مع دخول المنطقة في حالة حرب تقودها أمريكا بالطبع.

وفي كل الحركات التي نشأت هنا أو في خارج هذا البلد كانت فيها حالات للإستقواء بالعامل الخارجي ولكنه أكثر وضوحاً في الحالة الليبرالية. والسبب هو حاجة الخارج لاختراق الداخل السعودي وهنا يقول الدكتور عبدالله النفيسي ما معناه :
(إن الغرب أو أمريكا بشكل أدق فشلت في اختراق السعودية واليمن سياسياً فلجأت إلى اختراقها اجتماعيا وتحديداً عن طريق المرأة .. )
هذا الكلام جوهري جداً في محاولة فهم هذه القضايا وانظر إلى حالات ليبرالية مختلفة في المملكة وكيف يتمحور عملها حول قضايا المرأة.