صفحة 1 من 1

نضبة قلم

مرسل: الخميس يوليو 12, 2012 8:48 pm
بواسطة مساعد الدايل36
أعتقد بأن التخطيط لأي مشروع يعتبر من أولى الأولويات وأن الدراسات متى ما أخذت وقتها الكافي وعلى أيدي المختصين المخلصين فإن ذلك يعني لن تندم الجهات ذات العلاقة بتلك المشاريع في حال البدء في التأسيس أو التنفيذ، وهذا بالتأكيد يمكن إسقاطه على كل ما يتعلق بتنمية المكان والسكان فكم مر بنا من مشروعات انتهت بالإغلاق كما هي الثانويات المطورة في التعليم العام والمدارس الجاذبة بالرغم مما بذل لها وعليها فقد اختفت من خارطة التطوير والسبب يعود إلى عدم استيفاء الدراسة والتخطيط، وأتذكر عندما تم الإعلان عن فتح جامعة في الباحة على إثر سفر أبنائها وبناتها بحثا عن الدراسة في أمهات المدن فقد عمت الفرحة أرجاء المنطقة، وبدأ التفكير أين سيكون مقرها وسط المحافظات وكانت أنظار المواطنين تقع على منطقة الوسط التي تمثلها الباحة المركز ولكن بقدرة قادر وبدون تخطيط تحولت على جانب طريق محافظة العقيق القديم في طرف المنطقة بمعنى أنه يبعد عن آخر نقطة في الغرب بأكثر من مائة كم ثم بقدرة قادر تم تحويل طريق الباحة العقيق عن مساره القديم وبالتالي وقع اختيار بنائها في منطقة جبلية تحتاج مئات الملايين لتكسيح قممها ودفن الأودية حولها ثم الشروع في البناء ولسرعة البدء في فتح الجامعة كان لزاما استئجار مبان تفي بالغرض فتحولت قصور أفراح الباحة إلى قاعات للدرس وتطايرت كليات الجامعة بعيدا عن إدارتها التي تشد الرحال لمتابعتها فكان سوء اختيار موقع المدينة الجامعية سببا في تأخر التنفيذ، وأعتقد أنه لو بنيت الجامعة في أرض وزارة المالية المنبسطة بين مخطط جفن والمطار لكان أجدى ولتم تنفيذ أكثر من 70% من المشروع الذي يحوي مدينة جامعية قوامها 250 فلة ومستشفى وعشرة مبان متعددة الأدوار ومجموعة من مباني الكليات العلمية ومباني الخدمات المساندة ولكن كما أسلفنا فالدراسات اعتمدت بصورة سريعة وموجهة لا ترقى إلى جودة الاختيار الأمثل فضلا عن أنها ستلتهم المليارات لتسوية الجبال التي كان بالإمكان أن تقيم الجامعة بكاملها إلى جانب تنمية المكان والسكان بجوار المطار كواجهة للزائر فهي الآن تقبع في ظل الطريق المؤدي للباحة..
الجامعة اليوم ولدت ناضجة باحتضانها قرابة عشرين ألف طالب وطالبة ولديها برامج غير مسبوقة في برامج التجسير والانتساب المطور وبرامج الدراسات العليا والتخصصات الجديدة إلا أن بعض كلياتها ستبقى رهينة القصور وفي مقدمتها كلية التربية للأقسام الأدبية في رغدان.