- السبت يوليو 14, 2012 12:31 am
#52553
الحقيقة في قصة القبض على صدام حسين
صدام حسين قبض عليه بعد مقاومة عنيفة قتل فيها احد المارينز
عثرنا على صدام في بيت بالقرية وليس في الحفرة التي هي عبارة عن بئر قديم
شبكة البصرة
ترجمة دجلة وحيد
للكاتب مالكوم لاغوش - جيف أرتشر
كلنا رأينا الصور في ديسمبر/كانون أول 2003 لصدام حسين أشعث الشعر وغير مرتب بعد سحبه من "حفرة عنكبوت" في بلدة قرب تكريت. الإدارة سخرت والرأي العام الأمريكي ألف النكات عنه وعن مخبأه. الغرفة كانت قذرة. كانت هناك علبة فارغة للحم رخيص علامة "سبام". القصة كانت بأنه اختفى هنا وهذا ليس ذا أهمية للعراقيين. أيامه قد انتهت وهو الآن في أيدي المحررين.
إحزر ماذا؟ لا شيء من هذا السيناريو كان صحيحا.
نشر الإتحاد الصحفي الدولي (يو بي آي) في 8 مارس 2005 بيانا صحفيا صغيرا تحت عنوان "نسخة عامة عن قصة خيالية لأسر صدام". لا تعتقد بأنك مقصرا لأنك لم تقرأ هذا لحد الآن، لكنه حظي بتغطية إعلامية ضئيلة في الولايات المتحدة قبل أن أتولى كتابة هذا المقال. لقد وجدت وسيلة إعلامية واحدة فقط عرضت هذه القصة : قناة وام 13 في روتشيستير، نيويورك.
البيان الصحفي لـ"يو بي آي" اشتمل على اقتباسات من جندي بحرية (مارينز) سابق اسمه نديم رابح، وهو من أصول لبنانية. بالإضافة إلى الرواية الأمريكية عن تاريخ الأسر بأنه قد انتهى في يوم واحد، ذكر نديم رابح أثناء مقابلة له في لبنان:
أنا كنت من بين الـ 20 رجل المكونين للوحدة، بضمنهم ثمانية من أصول عربية، الذين بحثوا عن صدام لمدة ثلاثة أيام في منطقة الدور القريبة من تكريت، ووجدناه في بيت بسيط في قرية صغيرة وليس في حفرة كما أعلن.
أسرناه بعد مقاومة عنيفة خلالها قتل أحد أفراد مشاة البحرية من أصل سوداني.
روى رابح كيف أن صدام أطلق النار عليهم من بندقية من نافذة غرفة تقع في الطابق الثاني. بعدها، صرخ جنود البحرية عليه باللغة العربية، "يجب أن تستسلم. ليس هناك فائدة في المقاومة".
كيف جئنا لمشاهدة صور الحفرة وصدام بمظهره القذر؟ طبقا لرابح، "لاحقا، لفق فريق إنتاج عسكري فلم أسر صدام في حفرة، والتي في الحقيقة كانت فتحة لبئر مهجور".
رواية جندي البحرية السابق تختلط مع الأداء الذي أعطاه صدام حسين لمحاميه في اجتماعهم الوحيد. صدام أخبره بأنه أسر في بيت صديق وأنه خدر وعذب لمدة يومين. لهذا السبب، بدت صور صدام موسخة.
ذهبت إلى موقع " قوقل.كوم " وبحثت عن صور أسر صدام. كل الشبكات ومنشورات الأخبار الرئيسية أظهرت صور الحفرة وصدام المحاصر: مجلة التايمز، "سي أن أن"، مجلات، صحف يومية، الخ. سمها ما شئت وأنها نشرت ذلك.
لكن، كانوا جميعا على خطأ. ليست هناك نشرة واحدة أخذت متسع من الوقت لبحث القصة. ليست واحدة. هم فقط أخذوا الصور التي وزعت عليهم من قبل الجيش الأمريكي ومن ثم كتبوا الخطوط التي أمليت عليهم مرددين الكلام بطريقة ببغاوية.
ليست هذه هي المرة الأولى، شيئا من هذا القبيل قد حصل سابقا. بعد غزو واحتلال بنما عام 1989، سمحت الولايات المتحدة للصحافة دخول مكتب مانويل نورييجا. لقد وصف وكأنه منحرف جنسيا. كانت في المكتب صور لأولاد صغار، صورة لهتلر، ملابس داخلية حمراء ومجلات خلاعية. اللقيط القذر.
بعد بضعة أشهر، سرح من الخدمة العسكرية جندي البحرية الذي كان أول من دخل مكتب نورييجا. تحدث هذا الجندي في نهاية المطاف مع مراسل صحفي وقال له بأنه كان على الإطلاق أول من دخل المكتب بعد أن اختطفت الولايات المتحدة الرئيس البنمي السابق وكل ما كان داخل المكتب هو منضدة، هاتف، كرسي وآلة كاتبة.
دعونا نرجع 16 عاما إلى الخلف من زوال نورييجا. في عام 1973، اغتيل الرئيس التشيلي سلفادور الليندي. عندما سمح للصحافة دخول مكتبه، شاهدوا زوجا من الملابس الداخلية الحمراء، صور لأولاد صغار، صورة لهتلر ومجلات أباحية. وكالة المخابرات المركزية لم تمتلك الحشمة لتغيير الدعائم. استعملوا نفس الدعائم السينمائية لكلا المكتبين، معتقدين أن 16 سنة كان وقتا طويلا وليس هناك أحدا يكتشف ويفهم الحيلة. أحد المراسلين الذي غطى حدث 1973 كان أيضا موجودا في بنما عام 1989 وحدث أن رأى كلا السيناريوهين المصطنعين الملفقين.
مع صدام، غيروا الدعائم السينمائية التي سبق ذكرها، لربما أنها قد لا تمر في العراق دون اكتشافها. وأنا دائما تساءلت: كيف أنه حصل على علبة لحم "سبام"، لأن اي منتج من هذا القبيل لم يعرض للبيع في العراق.
يبدوا أن لا أحد طرح أسئلة، مثل كيف حصل أن علبة لحم "سبام" كانت موجودة في الحفرة؟ قبل نحو السنة، كانت هناك صورة على شبكة الإنترنيت، والتي اكتسبت كثيرا من الدعاية والإعلان، لمجموعة من الجنود الأمريكان واقفين بجوار بناية عراقية وعليها كانت صورة انفجار مركز التجارة العالمي. الاستدلال من ذلك هو أن العراقيين كانوا فرحين ومغتبطين لحادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
بيد أنني لاحظت أن الجنود كانوا واقفين على قاعدة طريق لملعب البيسبول. لم يكن لساحات ملاعب البيسبول وجودا في العراق. بعدها، نظرت إلى الأشجار ورأيت أنها كانت مطابقة لنوع من أنواع الأشجار الموجودة في المناطق الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة والتي لم أرى وجودا لها في أي صور من صور العراق.
الصورة كانت مزيفة، لكن الأذى منها قد تم القيام به. حتى وسائل الإعلام الرئيسية السائدة التقطتها وعرضتها. كتبت إلى بضعة من الوكالات التي استعملتها ووزعتها، لكنني لم أستلم أي جواب.. أنهم شعروا بالحرج..
دعنا الآن نعود إلى صدام وحفرة العنكبوت والسمات الأخرى من حياته بعد 9 نيسان/أبريل 2003.
عندما أسر، قالت السلطات الأمريكية بأنه كان يشكل قوة مستهلكة وليس له أي تأثير على المقاومة المتنامية باضطراد. هراء، المعلومات اللاحقة أظهرت بأنه كان يترأس المقاومة ودعى إلى إطلاق العديد من الهجمات على قوات الاحتلال. على سبيل المثال، خلال زيارته الأولى لبغداد، مكث بول وولفوفتز في فندق الرشيد. أطلق صاروخ على البناية وقتل عقيد أمريكي كان ماكثا في طابق واحد فقط فوق الطابق الذي حل فيه وولفوفتز. صدام حسين أمر شخصيا هذه الضربة، ولأجل حوالي أربعة أمتار، لربما قد غير التاريخ.
سمعت حكايات قصصية عن صدام حسين يشارك في حرب الشوارع ضد القوات الأمريكية. مصادر مختلفة أخبرتني بهذا. لذا، كتبت إلى مصدري في بغداد (عقيد متقاعد) وسألته. اليوم، استلمت ردا حول ذلك بالإضافة إلى أسر صدام. هنا بعض البنود التي ذكرها:
- ملابس صدام الداخلية كانت نظيفة جدا، مما تعطي الانطباع على أنه لم يكن في الحفرة.
- في الوقت الذي قالوا أنهم أسروه، لم تكن هناك أية تواريخ متوفرة، لكن الأشجار التي أظهروها في الفلم تمثل أشجار نخيل تحمل رطبا (تمرا) طريا وهذا غير محتمل.
- بيتي يقع في منطقة الأعظمية وأنا أستطيع القول بأنني رأيت صدام بعد أن أعلنوا عن سقوط بغداد. رأيته بنفسي. كان واقفا على غطاء سيارة. كان يبتسم إلى الناس الواقفين حوله الذين كانوا يشجعونه بولائهم له، الولاء الذي كانوا دائما يحملونه ويكنون به له.
- كما أعرف، صدام كان على قمة المعركة في المطار.
- ما سمعته أنه كان على قمة العديد من الهجمات ضد الأمريكان.
من مصادر مختلفة، لدينا الآن قصة مختلفة كليا عن الواحدة التي أطعمتنا وغذتنا بها إجباريا الإدارة الأمريكية. بدلا من صدام حسين كونه جبانا، الذي هرب وألقي القبض عليه في حفرة في الأرض، هو الآن الرئيس، الذي، تحت الحصار، اجتمع علنا بشعبه في 9 أبريل/نيسان 2003 (رأينا فلم فيديو عن هذا في التلفزيون الأمريكي)، بعد أن شارك بصورة شخصية في معارك مختلفة ضد الغزاة، والذي خلق شبكة من المقاومة بينما عشرات الآلاف من العسكريين الأمريكان كانت تبحث عنه.
هناك شيء واحد أكيد. معظم الرجال بعمر 65 سنة يتأملون التقاعد. لكن، صدام حسين عاش بسبب ذكائه، الأرض، ومع الرفاق لمدة تسعة أشهر، ينسق كل الوقت مقاومة ضد المحتلين الغير شرعيين. معظم الرجال بنصف عمره لن يكونوا قادرين على خوض التحديات البدنية لمثل هذا الروتين. هذا بحد ذلته إنجاز هائل.
دعونا نلقي نظرة على نظير صدام الأمريكي، جورج دبليو بوش. حول الإنجاز العسكري الوحيد الذي أداه والذي كان تجنبه لفحوصات المخدرات بينما كان هو عضوا في الحرس الوطني الأمريكي. هناك، نجح بشكل رائع.
لسوء الحظ، تمتلك الحكومة الأمريكية كل سجلات العراق لما قبل أبريل/نيسان 2003. ليست كلمة واحدة ستذكر والتي من شأنها أن تتعارض مع إعادة كتابة تاريخ العراق من قبل الولايات المتحدة. في أحسن الأحوال، يجب علينا أن نعتمد على روايات قصصية وشهود عيان. أنها ليست الأفضل ولا الشكل الأكثر دقة للتاريخ. لكن هذا كل ما لدينا الآن.
11/3/2005
صدام حسين قبض عليه بعد مقاومة عنيفة قتل فيها احد المارينز
عثرنا على صدام في بيت بالقرية وليس في الحفرة التي هي عبارة عن بئر قديم
شبكة البصرة
ترجمة دجلة وحيد
للكاتب مالكوم لاغوش - جيف أرتشر
كلنا رأينا الصور في ديسمبر/كانون أول 2003 لصدام حسين أشعث الشعر وغير مرتب بعد سحبه من "حفرة عنكبوت" في بلدة قرب تكريت. الإدارة سخرت والرأي العام الأمريكي ألف النكات عنه وعن مخبأه. الغرفة كانت قذرة. كانت هناك علبة فارغة للحم رخيص علامة "سبام". القصة كانت بأنه اختفى هنا وهذا ليس ذا أهمية للعراقيين. أيامه قد انتهت وهو الآن في أيدي المحررين.
إحزر ماذا؟ لا شيء من هذا السيناريو كان صحيحا.
نشر الإتحاد الصحفي الدولي (يو بي آي) في 8 مارس 2005 بيانا صحفيا صغيرا تحت عنوان "نسخة عامة عن قصة خيالية لأسر صدام". لا تعتقد بأنك مقصرا لأنك لم تقرأ هذا لحد الآن، لكنه حظي بتغطية إعلامية ضئيلة في الولايات المتحدة قبل أن أتولى كتابة هذا المقال. لقد وجدت وسيلة إعلامية واحدة فقط عرضت هذه القصة : قناة وام 13 في روتشيستير، نيويورك.
البيان الصحفي لـ"يو بي آي" اشتمل على اقتباسات من جندي بحرية (مارينز) سابق اسمه نديم رابح، وهو من أصول لبنانية. بالإضافة إلى الرواية الأمريكية عن تاريخ الأسر بأنه قد انتهى في يوم واحد، ذكر نديم رابح أثناء مقابلة له في لبنان:
أنا كنت من بين الـ 20 رجل المكونين للوحدة، بضمنهم ثمانية من أصول عربية، الذين بحثوا عن صدام لمدة ثلاثة أيام في منطقة الدور القريبة من تكريت، ووجدناه في بيت بسيط في قرية صغيرة وليس في حفرة كما أعلن.
أسرناه بعد مقاومة عنيفة خلالها قتل أحد أفراد مشاة البحرية من أصل سوداني.
روى رابح كيف أن صدام أطلق النار عليهم من بندقية من نافذة غرفة تقع في الطابق الثاني. بعدها، صرخ جنود البحرية عليه باللغة العربية، "يجب أن تستسلم. ليس هناك فائدة في المقاومة".
كيف جئنا لمشاهدة صور الحفرة وصدام بمظهره القذر؟ طبقا لرابح، "لاحقا، لفق فريق إنتاج عسكري فلم أسر صدام في حفرة، والتي في الحقيقة كانت فتحة لبئر مهجور".
رواية جندي البحرية السابق تختلط مع الأداء الذي أعطاه صدام حسين لمحاميه في اجتماعهم الوحيد. صدام أخبره بأنه أسر في بيت صديق وأنه خدر وعذب لمدة يومين. لهذا السبب، بدت صور صدام موسخة.
ذهبت إلى موقع " قوقل.كوم " وبحثت عن صور أسر صدام. كل الشبكات ومنشورات الأخبار الرئيسية أظهرت صور الحفرة وصدام المحاصر: مجلة التايمز، "سي أن أن"، مجلات، صحف يومية، الخ. سمها ما شئت وأنها نشرت ذلك.
لكن، كانوا جميعا على خطأ. ليست هناك نشرة واحدة أخذت متسع من الوقت لبحث القصة. ليست واحدة. هم فقط أخذوا الصور التي وزعت عليهم من قبل الجيش الأمريكي ومن ثم كتبوا الخطوط التي أمليت عليهم مرددين الكلام بطريقة ببغاوية.
ليست هذه هي المرة الأولى، شيئا من هذا القبيل قد حصل سابقا. بعد غزو واحتلال بنما عام 1989، سمحت الولايات المتحدة للصحافة دخول مكتب مانويل نورييجا. لقد وصف وكأنه منحرف جنسيا. كانت في المكتب صور لأولاد صغار، صورة لهتلر، ملابس داخلية حمراء ومجلات خلاعية. اللقيط القذر.
بعد بضعة أشهر، سرح من الخدمة العسكرية جندي البحرية الذي كان أول من دخل مكتب نورييجا. تحدث هذا الجندي في نهاية المطاف مع مراسل صحفي وقال له بأنه كان على الإطلاق أول من دخل المكتب بعد أن اختطفت الولايات المتحدة الرئيس البنمي السابق وكل ما كان داخل المكتب هو منضدة، هاتف، كرسي وآلة كاتبة.
دعونا نرجع 16 عاما إلى الخلف من زوال نورييجا. في عام 1973، اغتيل الرئيس التشيلي سلفادور الليندي. عندما سمح للصحافة دخول مكتبه، شاهدوا زوجا من الملابس الداخلية الحمراء، صور لأولاد صغار، صورة لهتلر ومجلات أباحية. وكالة المخابرات المركزية لم تمتلك الحشمة لتغيير الدعائم. استعملوا نفس الدعائم السينمائية لكلا المكتبين، معتقدين أن 16 سنة كان وقتا طويلا وليس هناك أحدا يكتشف ويفهم الحيلة. أحد المراسلين الذي غطى حدث 1973 كان أيضا موجودا في بنما عام 1989 وحدث أن رأى كلا السيناريوهين المصطنعين الملفقين.
مع صدام، غيروا الدعائم السينمائية التي سبق ذكرها، لربما أنها قد لا تمر في العراق دون اكتشافها. وأنا دائما تساءلت: كيف أنه حصل على علبة لحم "سبام"، لأن اي منتج من هذا القبيل لم يعرض للبيع في العراق.
يبدوا أن لا أحد طرح أسئلة، مثل كيف حصل أن علبة لحم "سبام" كانت موجودة في الحفرة؟ قبل نحو السنة، كانت هناك صورة على شبكة الإنترنيت، والتي اكتسبت كثيرا من الدعاية والإعلان، لمجموعة من الجنود الأمريكان واقفين بجوار بناية عراقية وعليها كانت صورة انفجار مركز التجارة العالمي. الاستدلال من ذلك هو أن العراقيين كانوا فرحين ومغتبطين لحادث الحادي عشر من سبتمبر/أيلول.
بيد أنني لاحظت أن الجنود كانوا واقفين على قاعدة طريق لملعب البيسبول. لم يكن لساحات ملاعب البيسبول وجودا في العراق. بعدها، نظرت إلى الأشجار ورأيت أنها كانت مطابقة لنوع من أنواع الأشجار الموجودة في المناطق الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة والتي لم أرى وجودا لها في أي صور من صور العراق.
الصورة كانت مزيفة، لكن الأذى منها قد تم القيام به. حتى وسائل الإعلام الرئيسية السائدة التقطتها وعرضتها. كتبت إلى بضعة من الوكالات التي استعملتها ووزعتها، لكنني لم أستلم أي جواب.. أنهم شعروا بالحرج..
دعنا الآن نعود إلى صدام وحفرة العنكبوت والسمات الأخرى من حياته بعد 9 نيسان/أبريل 2003.
عندما أسر، قالت السلطات الأمريكية بأنه كان يشكل قوة مستهلكة وليس له أي تأثير على المقاومة المتنامية باضطراد. هراء، المعلومات اللاحقة أظهرت بأنه كان يترأس المقاومة ودعى إلى إطلاق العديد من الهجمات على قوات الاحتلال. على سبيل المثال، خلال زيارته الأولى لبغداد، مكث بول وولفوفتز في فندق الرشيد. أطلق صاروخ على البناية وقتل عقيد أمريكي كان ماكثا في طابق واحد فقط فوق الطابق الذي حل فيه وولفوفتز. صدام حسين أمر شخصيا هذه الضربة، ولأجل حوالي أربعة أمتار، لربما قد غير التاريخ.
سمعت حكايات قصصية عن صدام حسين يشارك في حرب الشوارع ضد القوات الأمريكية. مصادر مختلفة أخبرتني بهذا. لذا، كتبت إلى مصدري في بغداد (عقيد متقاعد) وسألته. اليوم، استلمت ردا حول ذلك بالإضافة إلى أسر صدام. هنا بعض البنود التي ذكرها:
- ملابس صدام الداخلية كانت نظيفة جدا، مما تعطي الانطباع على أنه لم يكن في الحفرة.
- في الوقت الذي قالوا أنهم أسروه، لم تكن هناك أية تواريخ متوفرة، لكن الأشجار التي أظهروها في الفلم تمثل أشجار نخيل تحمل رطبا (تمرا) طريا وهذا غير محتمل.
- بيتي يقع في منطقة الأعظمية وأنا أستطيع القول بأنني رأيت صدام بعد أن أعلنوا عن سقوط بغداد. رأيته بنفسي. كان واقفا على غطاء سيارة. كان يبتسم إلى الناس الواقفين حوله الذين كانوا يشجعونه بولائهم له، الولاء الذي كانوا دائما يحملونه ويكنون به له.
- كما أعرف، صدام كان على قمة المعركة في المطار.
- ما سمعته أنه كان على قمة العديد من الهجمات ضد الأمريكان.
من مصادر مختلفة، لدينا الآن قصة مختلفة كليا عن الواحدة التي أطعمتنا وغذتنا بها إجباريا الإدارة الأمريكية. بدلا من صدام حسين كونه جبانا، الذي هرب وألقي القبض عليه في حفرة في الأرض، هو الآن الرئيس، الذي، تحت الحصار، اجتمع علنا بشعبه في 9 أبريل/نيسان 2003 (رأينا فلم فيديو عن هذا في التلفزيون الأمريكي)، بعد أن شارك بصورة شخصية في معارك مختلفة ضد الغزاة، والذي خلق شبكة من المقاومة بينما عشرات الآلاف من العسكريين الأمريكان كانت تبحث عنه.
هناك شيء واحد أكيد. معظم الرجال بعمر 65 سنة يتأملون التقاعد. لكن، صدام حسين عاش بسبب ذكائه، الأرض، ومع الرفاق لمدة تسعة أشهر، ينسق كل الوقت مقاومة ضد المحتلين الغير شرعيين. معظم الرجال بنصف عمره لن يكونوا قادرين على خوض التحديات البدنية لمثل هذا الروتين. هذا بحد ذلته إنجاز هائل.
دعونا نلقي نظرة على نظير صدام الأمريكي، جورج دبليو بوش. حول الإنجاز العسكري الوحيد الذي أداه والذي كان تجنبه لفحوصات المخدرات بينما كان هو عضوا في الحرس الوطني الأمريكي. هناك، نجح بشكل رائع.
لسوء الحظ، تمتلك الحكومة الأمريكية كل سجلات العراق لما قبل أبريل/نيسان 2003. ليست كلمة واحدة ستذكر والتي من شأنها أن تتعارض مع إعادة كتابة تاريخ العراق من قبل الولايات المتحدة. في أحسن الأحوال، يجب علينا أن نعتمد على روايات قصصية وشهود عيان. أنها ليست الأفضل ولا الشكل الأكثر دقة للتاريخ. لكن هذا كل ما لدينا الآن.
11/3/2005