منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#52568
التنمية البشرية، والأمية مرحلة واحدة أو وظيفة واحدة من الوظائف السبع لتعليم الكبار؛ فهي عبارة عن برامج متكاملة تهيئ الفرصة لحياة أفضل؛ لأن الهدف هو تنمية قدرات الإنسان نفسه ومن ثم تنمية مجتمعاته بالتحديد، فكيف أطلب من شخص لا يمتلك مهارات ولم يتوافر له فرص عمل، ويعيش في بيئة سيئة مع قلة الخدمات الصحية، أن يساهم في بناء مجتمعه، ولهذا فتعليم الكبار يشتمل على هذه الأشياء، فأغلب من يعانون من الأمية يعانون أيضا من المرض ومن الفقر، فمدخل التعليم بمفرده مع هؤلاء لن يجدي، والشكل التقليدي لمحو الأمية لن يحقق الهدف منه، ولا بد من برامج متواكبة للوعي الصحي والبيئي بالإضافة إلى التدريب والتأهيل لفرص عمل أفضل، يليه برنامج للمشاركة المجتمعية لتنمية مجتمعاتهم.

تحديد سن محو الأمية:-
حددت المنظمات الدولية سن تعليم الكبار في المرحلة العمرية من 15 عاما – 35 عاما، و هذا مجحف جدا في حق بقية الشرائح العمرية في التعليم؛ فالتعليم حق لكل إنسان مهما كان صغيرا أو كبيرا، لكن المنح والمساعدات التي تقدم من المنظمات الدولية تقدم لتعليم هذه الفئة ويتم تجاهل الشريحة فوق 35 عاما وتحت 15 عاما وهم المتسربون من التعليم الأساسي أو الابتدائي برغم أنهم يمثلون نسبة كبيرة من الأميين في العالم العربي، فهناك 10 ملايين طفل عربي خارج منظومة التعليم الأساسي في الوطن العربي.

والتقرير الأخير الذي أصدرته الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار يشير إلى أن قضية الأمية ما زالت هي القضية ذات الأولوية في عالمنا العربي سواء أعلى مستوى الحكومات أو المنظمات الأهلية أو الجهات المانحة، ولكن هذا كله يتوقف على كيفية تنفيذ هذه التوجهات، والمشكلة الرئيسية التي تواجهنا هي عدم التنسيق بين المؤسسات التي تعمل في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، سواء أكانت جهات بحثية أو مؤسسة حكومية أو جمعيات أهلية أو الإعلام، بالإضافة لعدم وجود جدول زمني واضح يحدد فيه بصراحة ووضوح نسبة أو أعداد الأميين وعدد السنوات اللازمة لتعليمهم وتأهيلهم، ولهذا نجد أن الحكومات العربية تتعهد كل 10 سنوات منذ 1960 بالقضاء على الأمية خلال 10 سنوات ثم لا يحدث ذلك، والسبب الحقيقي هو أننا لا نخطط بشكل سليم وليست عندنا برامج جادة لتقييم البرامج المقدمة لمحو الأمية وتعليم الكبار حتى نعرف ما إذا كانت هذه البرامج ذات جدوى أم لا؛ فبعض البرامج تكتفي بفترة 8 أشهر فقط لبرنامج محو الأمية، في حين أن بعضها يمدها إلى 4 سنوات كما في الإمارات؛ وهو ما يؤهل الدارس لاستكمال تعليمه بعد ذلك حتى لا يرتد للأمية.

الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار:-
تأسست الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار عام 1999 بدعوة من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأليكسو)، لتمثيل 18 دولة عربية من خلال التنسيق بين الجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية المهتمة بمحو الأمية وتعليم الكبار، وبمشاركة المؤسسات الحكومية المهتمه بمكافحة محو الأمية بمساعدة الإدارات الحكومية المهتمة بمحو الأمية وتعليم الكبار في الوطن العربي بصفة مراقبين، وتم اختيار جمهورية مصر العربية مقرا للشبكة، وجاء تأسيس الشبكة بهدف تشجيع المنظمات والجمعيات الأعضاء بها على التعاون على المستوى القومي من خلال إقامة مشروعات مشتركة خاصة للمرأة العربية والتعرف على الاتجاهات العالمية في محو الأمية وتعليم الكبار، والاتصال بالشبكات الدولية والإقليمية بالدول النامية والمتقدمة ذات الاهتمام بتعليم الكبار والاستفادة من التجارب الناجحة في البلاد العربية لخفض نسبة الأمية، وللشبكة مجلس تنفيذي يخطط لعمل الشبكة.لا توجد دولة عربية تخلصت من الأمية بشكل نهائي، ولكن هناك دولا استطاعت أن تخفض نسبة الأمية فيها مثل الأردن التي وصلت نسبة الأمية بها إلى 13% وكذلك تونس وليبيا وسوريا، ولكن عادة لا يتم حساب الأمية بين المقيمين في الدولة من غير مواطنيها (مثل العمال وخدم المنازل وغيرهما) والذين يشكلون عادة نسبة كبيرة من أعداد المواطنين، وعلى الجانب الآخر هناك دول عربية أخرى تتركز فيها معدلات الأمية بشكل كبير؛ وهي 5 دول (المغرب والجزائر ومصر واليمن والسودان) حيث يوجد بها 78% من نسبة الأمية في العالم العربي.ولكل دولة أسبابها في زيادة نسبة الأمية بها؛ فبعض الدول يكون السبب هو قصور التعليم الأساسي أو الابتدائي عن استيعاب كل الأطفال في سن المدرسة وبالتالي يظل منبع الأمية موجودا، والبعض يلتحق بالتعليم ويتسرب منه وهؤلاء يولدون مشكلات مثل عمالة الأطفال المنتشرة في المغرب ومصر بشكل كبير، و تؤثر الحروب والاضطرابات الداخلية في زيادة نسبة الأمية .