صفحة 1 من 1

الإمبراطورية النمساوية

مرسل: السبت يوليو 14, 2012 8:29 pm
بواسطة مشعل الشعلان 36
الامبراطورية النمساوية ، خلفت ما تبقى من الإمبراطورية الرومانية المقدسة في أراضي النمسا الحالية واستمرت رسمياً بين 1804-1867. أعقب ذلك الإمبراطورية النمساوية المجرية والتي تشكلت بعد إعلان إمبراطور النمسا ملكاً على هنغاريا وهو تحرك دبلوماسي رفع وضعية المجر داخل الإمبراطورية النمساوية نتيجة لتسوية نمساوية هنغارية عام 1867 ‏. ويستخدم أيضاً مصطلح "الإمبراطورية النمساوية" في وصف ممتلكات آل هابسبورغ قبل عام 1804 والتي لم تمتلك اسماً رسمياً يجمعها.
تأسست الإمبراطورية النمساوية من قبل الملك من آل هابسبورغ ملك الإمبراطورية الرومانية المقدسة الامبراطور فرانسيس الثاني (الذي أصبح الإمبراطور فرانسيس الأول من النمسا) كدولة تضم ممتلكاته الشخصية داخل وخارج الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
كان هذا رد فعل على إعلان نابليون بونابرت الإمبراطورية الفرنسية الأولى في عام 1804.
خاضت النمسا وبعض أجزاء الإمبراطورية الرومانية المقدسة بعد ذلك الحرب ضد فرنسا وحلفائها الألمان خلال حرب التحالف الثالث التي أدت إلى هزيمة ساحقة في أوسترليتز في أوائل ديسمبر / كانون الأول 1805. بحلول الرابع من الشهر نفسه جرى وقف إطلاق النار وبدأت محادثات السلام.
نتيجة لذلك وافق فرانسيس الثاني على المعاهدة المذلة في برسبورغ (ديسمبر 1805) والتي عنت عملياً حل الإمبراطورية الرومانية المقدسة وإعادة تنظيم الأراضي الألمانية وفقاً لرؤية نابليون في دولة سلف لألمانيا الحالية. كانت تلك الأراضي جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة داخل الحدود الحالية لألمانيا فضلا عن تدابير أخرى لإضعاف آل هابسبورغ النمسا بطرق أخرى. نقلت مقتنيات نمساوية في ألمانيا إلى حلفاء فرنسا وهم ملك بافاريا ‏( وملك فورتمبرغ ‏)‏ وحاكم بادن ‏)‏. رفضت مطالبات النمسا بهذه الدول الألمانية دون استثناء.
كانت إحدى النتائج التالية بعد ثمانية أشهر يوم 6 أغسطس/ آب 1806 عندما أعلن فرانسيس الثاني حل الإمبراطورية الرومانية المقدسة وتشكيل اتحاد الراين من طرف فرنسا حيث لم يرغب أن يخلفه نابليون. لم يعترف جورج الثالث ملك المملكة المتحدة بهذا الإجراء حيث كان حاكم هانوفر أيضاً وكان قد خسر الأراضي الألمانية حول هانوفر لنابليون. سويت المطالب الإنجليزية عن طريق إنشاء مملكة هانوفر التي حكمها ورثة الملك جورج البريطاني حتى استلام الملكة فيكتوريا حيث انفصلت العائلتان المالكتان وبالتالي عرشي المملكة المتحدة وهانوفر.
على الرغم من أن منصب الإمبراطور الروماني المقدس كانت بالنتخاب فإن آل هابسبورغ ضمنوا اللقب منذ 1440 (مع انقطاع قصير) وكانت النمسا قلب أراضيهم.
بعد هزيمة النمسا في الحرب البروسية النمساوية في عام 1866 وتركها للاتحاد الألماني تحولت الإمبراطورية النمساوية إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية عبر لتسوية نمساوية هنغارية عام 1867 والتي منحت المجر والأراضي المجرية وضعية مساوية لبقية النمسا ككل.
تأثرت السياسة الخارجية في السنوات بين 1804-1815 إلى حد كبير بالحروب النابليونية. بعد توقيع بروسيا معاهدة سلام مع فرنسا يوم 5 أبريل/ نيسان 1795 أجبرت النمسا على تحمل العبء الرئيسي في الحرب مع الجمهورية الفرنسية لمدة عشر سنوات تقريباً. أدى هذا الوضع إلى ضعضعة الاقتصاد النمساوي الأمر الذي دفع النمساويين لإدراك أن الحرب لا تحظى بشعبية كبيرة في البلاد. بناء على ذلك رفض الامبراطور فرانسيس الثاني المشاركة في الحرب التالية ضد فرنسا النابليونية لفترة طويلة. من ناحية أخرى لم يتخلى فرانسيس الثاني عن رغبته في الانتقام من فرنسا وبالتالي دخل في اتفاق عسكري سري مع الإمبراطورية الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1804. كانت الاتفاقية لضمان التعاون المشترك بين النمسا وروسيا في حالة حرب جديدة ضد فرنسا.
تغلبت بريطانيا على عدم الرغبة الواضح من طرف النمسا للانضمام إلى التحالف الثالث من خلال الإعانات المالية البريطانية، لكن الهزيمة الساحقة التي تلقتها النمسا في في معركة أوسترليتز وضعت حداً لعضويتها في التحالف الثالث. على الرغم من أن الميزانية النمساوية عانت من نفقات الحرب كما قوض موقفها الدولي بشكل كبير فإن المعاهدة المذلة في برسبورغ منحتها الوقت لتقوية الجيش والاقتصاد. علاوة على ذلك سعى كل من الدوق تشارلز ‏( الطموح ويوهان فيليب فون شتاديون لحرب جديدة مع فرنسا.
خدم الدوق تشارلز من النمسا رئيساً لمجلس الحرب وقائداً عاماً للجيش النمساوي. معززاً بالصلاحيات الواسعة أعاد بناء الجيش النمساوي واستعد لحرب أخرى. يوهان فيليب فون شتاديون وزير الخارجية أكن كرهاً خاصاً لنابليون بسبب مصادرة ممتلكاته في فرنسا على يد نابليون. بالإضافة إلى ذلك فإن الزوجة الثالثة لفرانسيس الثاني ماري لودوفيكا من شرق النمسا، أيدت جهود شتاديون لبدء حرب جديدة. دعا كليمنز فينزل فون ميترنيخ المقيم في باريس إلى التقدم الحذر في حالة الحرب ضد فرنسا. أشعلت هزيمة الجيش الفرنسي في معركة بايلن في إسبانيا يوم 27 يوليو/ تموز 1808 نار الحرب. في 9 نيسان/أبريل 1809 هاجمت قوة نمساوية من 170,000 رجلاً بافاريا.
على الرغم من حجم الخسائر التي منيت بها النمسا وخاصة الشديدة منها في معارك مثل مارينغو ‏()‏ وأولم ‏()‏ وأوسترليتز وفاغرام ‏()‏ وبالتالي الأراضي التي فقدتها خلال الحروب النابليونية (في معاهدات مثل كامبو فورميو في 1797 و برسبورغ ‏( في 1806 وشونبرون ‏()‏ في (1809) فإن النمسا لعبت دوراً حاسماً في الإطاحة بنابليون في حملات 1813-1814.
في نهاية الحروب النابليونية مارس ميترنيخ درجة كبيرة من التأثير على السياسة الخارجية في الإمبراطورية النمساوية بناء على أوامر الإمبراطور. أيد ميترنيخ مبدئياً التحالف مع فرنسا وترتيب الزواج بين نابليون وابنة فرانسيس الثاني ماري لويز لكن بعد حملة 1812 أدرك حتمية سقوط نابليون ودفع النمسا لحرب فرنسا. كان تأثير ميترنيخ في مؤتمر فيينا ملحوظاً حيث لم يقتصر دوره على ممثل للنمسا في أوروبا ولكن الحاكم الفعلي للإمبراطورية حتى 1848 (عام الثورات) وصعود الليبرالية مما عنى بداية سقوطه السياسي.