إسرائيل لا تكذب أبدا ....
مرسل: الاثنين يوليو 16, 2012 6:40 am
إسرائيل لا تكذب أبدا .... بقلم/ توفيق أبو شومر
هكذا هي إسرائيل دائما، لابد أن تظل في حالة بحث عن الأعداء، فهي دولة غريبة في عالم اليوم، فهي إن خرجتْ من أزمةٍ، فإنها تُعدُّ لأزمةٍ أخرى،كما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة القادرة على إقناع العالم بأنها مختلفة عن الدول الأخرى، فإذا أشعلتْ حربا، فمِن حقها، وإن اجتاحت وحاصرت وقتلت، فهي دائما على حق، وإن اغتالت بلا محاكمات، بواسطة طائرات بلا طيار، فهي أيضا على حق، حتى ولو كان القتيل يعيش في بور سودان، أو في أقصى المعمورة !
فإسرائيل هي الدولة التي لا تكذب أبدا، فهي المرأة (حذامِ) أو زرقاء اليمامة في الأسطورة العربية، التي نصحتْ قومها بأن يتركوا مكانهم ويرتحلوا حتى لا يظفر بهم أعداؤهم، فهي الصادقة الصدوق، التي لا يشكك في صدقها سوى المغرضين! وفق قول زوجها لُجيم بن مصعب:
إذا قالتْ حذامِ فصدِّقوها... فإن القولَ ما قالتْ حذامِِ!!
إن النزاعات والحروبَ في إسرائيل هي أساسات الوحدة الوطنية الإسرائيلية، فهي ناظمة رئيسة للفسيفساء المجتمعية المتنازعة والمختلفة والمتنافرة في داخلها!!
وليس من المبالغة القولُ : إن السياسيين المتطرفين في إسرائيل مقتنعون بأن حالة السلام والهدوء والاطمئنان في إسرائيل تفكك الإسرائيليين إلى فسيفسائهم الأولى، وتعيدهم إلى أجناسهم وبلدانهم التي كانوا فيها، أو عاش فيها أجدادهم، فتشتد الخلافات، وتعود العصبيات القبلية الإسرائيلية العرقية من جديد، لذا فإنهم دائمو البحث عن أزمةٍ أو صراع!
ما حدث منذ أيام كان مثالا على حالة هذا المجتمع، وطريقته في التلاحم، فعندما لا يقوم جيش الدفاع( بأنشطة) عسكرية وفق مصطلحهم، أو لا يشن حربا ضد الآخرين، أو يهدد بحرب عالمية ضد إيران وسلاحها النووي،حينئذٍ تتفتح شهية فلولُ السياسيين المتطرفين والحارديم، نحو العنصريات، ويكون غير اليهود هم ضحايا هذه العنصريات،
وما إن يصل الجمهور الإسرائيلي إلى درجة التُّخمة من العنصريات، حتى يخشي السياسيون في إسرائيل من أن يفقدوا شعبيتهم، فيُشعلون حربا داخلية جديدة، ولتكن هذه المرة ضد العمال السودانيين في إسرائيل:
فقامت مجموعة من أعضاء الكنيست يوم 24/5/2012 منهم: الليكودي ياريف ليفين وداني دانون وميري ريغف بالاشتراك مع مئات من المشاغبين الشباب وطاردوا العاملين السودانيين المهاجرين جنوب تل أبيب في حي هاتكفا الذي يسكنه كثير من مهاجري إفريقية المساكين، فضربوهم وأهانوهم وسلبوهم أموالهم، وخطب عضو الكنيست ميري ريغف في المشاغبين يحرضهم ويقول:
"السودانيون سرطانات في جسد إسرائيل"
والتحق بالليكوديين عضو الكنيست رينات تيروش من كاديما، ومتشل بن آري من حزب الاتحاد الوطني!!
وقالت عنهم هارتس يوم 25/5/2012 :
" إنهم يحاولون الحصول على مكاسب سياسية انتخابية، مستغلين ضائقة المهاجرين وفقر الفقراء الغاضبين"!!
وفي يوم المظاهرات نفسه، اعتدى طلاب مدرسة في تل أبيب أيضا على ثلاث معلمات درزيات كن يراقبن على الاختبارات، وصاحوا فيهن:" الموت للعرب"!!
وعندما يملُّ المتطرفون من إيجاد عدو ينظم صفوفهم، فإنهم يعودون إلى المربع الأول، يتوحدون من جديد ضد الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، يطاردونهم بالقوانين العنصرية، وبفتاوى تنص على منع بيع وتأجير العقارات لهم، وإلزامهم بتأدية قسم الولاء لدولة إسرائيل، ومنعهم من السكن في أحياء اليهود، وتأدية الخدمة المدنية لتعزيز الاستيطان، وترحيلهم من بيوتهم التي سكنوها في القدس منذ أكثر من نصف قرن، وهدم بيوتهم التي بنوها فوق أرضهم في النقب، وإحاطتهم بالأسوار والحواجز وما في حكمها، وما يزال مسلسل العنصريات ضدهم يتزاوج ويتناسل ويتكاثر ويتعدد ويتجدد أمام سمع العالم وبصره!
هكذا هي إسرائيل دائما، لابد أن تظل في حالة بحث عن الأعداء، فهي دولة غريبة في عالم اليوم، فهي إن خرجتْ من أزمةٍ، فإنها تُعدُّ لأزمةٍ أخرى،كما أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة القادرة على إقناع العالم بأنها مختلفة عن الدول الأخرى، فإذا أشعلتْ حربا، فمِن حقها، وإن اجتاحت وحاصرت وقتلت، فهي دائما على حق، وإن اغتالت بلا محاكمات، بواسطة طائرات بلا طيار، فهي أيضا على حق، حتى ولو كان القتيل يعيش في بور سودان، أو في أقصى المعمورة !
فإسرائيل هي الدولة التي لا تكذب أبدا، فهي المرأة (حذامِ) أو زرقاء اليمامة في الأسطورة العربية، التي نصحتْ قومها بأن يتركوا مكانهم ويرتحلوا حتى لا يظفر بهم أعداؤهم، فهي الصادقة الصدوق، التي لا يشكك في صدقها سوى المغرضين! وفق قول زوجها لُجيم بن مصعب:
إذا قالتْ حذامِ فصدِّقوها... فإن القولَ ما قالتْ حذامِِ!!
إن النزاعات والحروبَ في إسرائيل هي أساسات الوحدة الوطنية الإسرائيلية، فهي ناظمة رئيسة للفسيفساء المجتمعية المتنازعة والمختلفة والمتنافرة في داخلها!!
وليس من المبالغة القولُ : إن السياسيين المتطرفين في إسرائيل مقتنعون بأن حالة السلام والهدوء والاطمئنان في إسرائيل تفكك الإسرائيليين إلى فسيفسائهم الأولى، وتعيدهم إلى أجناسهم وبلدانهم التي كانوا فيها، أو عاش فيها أجدادهم، فتشتد الخلافات، وتعود العصبيات القبلية الإسرائيلية العرقية من جديد، لذا فإنهم دائمو البحث عن أزمةٍ أو صراع!
ما حدث منذ أيام كان مثالا على حالة هذا المجتمع، وطريقته في التلاحم، فعندما لا يقوم جيش الدفاع( بأنشطة) عسكرية وفق مصطلحهم، أو لا يشن حربا ضد الآخرين، أو يهدد بحرب عالمية ضد إيران وسلاحها النووي،حينئذٍ تتفتح شهية فلولُ السياسيين المتطرفين والحارديم، نحو العنصريات، ويكون غير اليهود هم ضحايا هذه العنصريات،
وما إن يصل الجمهور الإسرائيلي إلى درجة التُّخمة من العنصريات، حتى يخشي السياسيون في إسرائيل من أن يفقدوا شعبيتهم، فيُشعلون حربا داخلية جديدة، ولتكن هذه المرة ضد العمال السودانيين في إسرائيل:
فقامت مجموعة من أعضاء الكنيست يوم 24/5/2012 منهم: الليكودي ياريف ليفين وداني دانون وميري ريغف بالاشتراك مع مئات من المشاغبين الشباب وطاردوا العاملين السودانيين المهاجرين جنوب تل أبيب في حي هاتكفا الذي يسكنه كثير من مهاجري إفريقية المساكين، فضربوهم وأهانوهم وسلبوهم أموالهم، وخطب عضو الكنيست ميري ريغف في المشاغبين يحرضهم ويقول:
"السودانيون سرطانات في جسد إسرائيل"
والتحق بالليكوديين عضو الكنيست رينات تيروش من كاديما، ومتشل بن آري من حزب الاتحاد الوطني!!
وقالت عنهم هارتس يوم 25/5/2012 :
" إنهم يحاولون الحصول على مكاسب سياسية انتخابية، مستغلين ضائقة المهاجرين وفقر الفقراء الغاضبين"!!
وفي يوم المظاهرات نفسه، اعتدى طلاب مدرسة في تل أبيب أيضا على ثلاث معلمات درزيات كن يراقبن على الاختبارات، وصاحوا فيهن:" الموت للعرب"!!
وعندما يملُّ المتطرفون من إيجاد عدو ينظم صفوفهم، فإنهم يعودون إلى المربع الأول، يتوحدون من جديد ضد الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، يطاردونهم بالقوانين العنصرية، وبفتاوى تنص على منع بيع وتأجير العقارات لهم، وإلزامهم بتأدية قسم الولاء لدولة إسرائيل، ومنعهم من السكن في أحياء اليهود، وتأدية الخدمة المدنية لتعزيز الاستيطان، وترحيلهم من بيوتهم التي سكنوها في القدس منذ أكثر من نصف قرن، وهدم بيوتهم التي بنوها فوق أرضهم في النقب، وإحاطتهم بالأسوار والحواجز وما في حكمها، وما يزال مسلسل العنصريات ضدهم يتزاوج ويتناسل ويتكاثر ويتعدد ويتجدد أمام سمع العالم وبصره!