السياسة الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية
مرسل: الاثنين يوليو 16, 2012 10:24 pm
السياسة الأمريكية تجاه أمريكا اللاتينية:ملامح التغير والاستمرار
مجلة السياسة الدولية العدد 150 - أكتوبر 2002
أثار التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية لدولة فنزويلا منذ مطلع العام الحالى ودعم الولايات المتحدة لحركة الانقلاب الفاشلة على الرئيس شافير ، التساؤل حول ما اذا كان هذا التدخل يشكل تطوراً ذا دلالة فى مسار العلاقات بين الطرفين.والحقيقة أن الولايات المتحدة فى ظل الادارة الحالية برئاسة بوش الابن تحاول احياء مبدأ مونرو وسياسة العصا الغليظة فى سياستها الخارجية تجاه دول أمريكا اللاتينية ، وذلك من خلال إعمال حق التدخل المباشر فى كافة القضايا والمشكلات التى تمر بها دول المنطقة .
كما تسعى الولايات المتحدة للتخلص من النظم السياسية المناوئة لسياستها الخارجية ، وهو ما برز بصورة واضحة مؤخراً فى الحالة الفنزويلية ، حيث شعرت الولايات المتحدة بعدم الارتياح تجاه سياسة الرئيس شافيز الخارجية منذ وصوله للسلطة عام 1998 ، حيث رفع الشعارات المعادية والمناوئة للولايات المتحدة وطريقة ادارتها للقضايا الدولية والاقليمية ، مما دفع الولايات المتحدة للتعاون مع مدبرى الانقلاب ضد الرئيس شافيز ، وعقب فشل الانقلاب وعودة شافيز للسلطة ، انتقدت الولايات المتحدة سياسته وطالبته بالاستجابة لمطالب ورغبات شعبه ، وقد استوعب شافيز مغزى الرسالة الأمريكية ، وسارع بالاعراب عن ايمانه بالديمقراطية والحرية وفقاً للنمط الأمريكى ، ورفض الانضمام لدعوات العراق وايران بالمطالبة بوقف تصدير النفط للولايات المتحدة.
وبصفة عامة فإن الولايات المتحدة لا تهتم بصياغة سياسة متكاملة إزاء أمريكا اللاتينية إلا فى أوقات الأزمات الدولية ، وحينما تتجه الى انتهاج خط انعزالى فى سياستها الخارجية.أما فى الأوقات التى تتسم بالهدوء العالمى النسبى أو فى الأوقات التى تنتهج فيها الولايات المتحدة خطاً تدخلياً فى الشئون العالمية ، فإن أمريكا اللاتينية توضع على الرف.كما أن الولايات المتحدة تنظر دائماً الى أمريكا اللاتينية باعتبارها مجالاً فسيحاً للاستثمارات الأمريكية الخاصة.وقد حرصت الولايات المتحدة على تكريس نمط التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة فى أمريكا اللاتينية ، وساعدها على ذلك عجز النخب الحاكمة فى بلدان أمريكا اللاتينية عن إحداث تنمية حقيقية ، الأمر الذى أتاح للولايات المتحدة السيطرة والتحكم فى اقتصادات معظم بلدان القارة.
ومن الخصائص المميزة لسياسة الولايات المتحدة إزاء أمريكا اللاتينية هو ميلها لتوسيع هامش أمنها السياسى فى القارة ، والتدخل الفعال لتأمين هذا الهامش ، وربما على حساب دول القارة فى بعض الأحيان.وترى الولايات المتحدة أن تدخلها فى أمريكا اللاتينية يعتبر مسئولية أمنية للولايات المتحدة ، وهذا لا يتعارض مع السعى الأمريكى فى كثير من الأحيان لايجاد علاقة قوامها المشاركة المتبادلة بين الأمريكتين ، وتأكيد الدور التنموى للولايات المتحـدة فى أمريكا اللاتينية.
مجلة السياسة الدولية العدد 150 - أكتوبر 2002
أثار التدخل الأمريكى فى الشئون الداخلية لدولة فنزويلا منذ مطلع العام الحالى ودعم الولايات المتحدة لحركة الانقلاب الفاشلة على الرئيس شافير ، التساؤل حول ما اذا كان هذا التدخل يشكل تطوراً ذا دلالة فى مسار العلاقات بين الطرفين.والحقيقة أن الولايات المتحدة فى ظل الادارة الحالية برئاسة بوش الابن تحاول احياء مبدأ مونرو وسياسة العصا الغليظة فى سياستها الخارجية تجاه دول أمريكا اللاتينية ، وذلك من خلال إعمال حق التدخل المباشر فى كافة القضايا والمشكلات التى تمر بها دول المنطقة .
كما تسعى الولايات المتحدة للتخلص من النظم السياسية المناوئة لسياستها الخارجية ، وهو ما برز بصورة واضحة مؤخراً فى الحالة الفنزويلية ، حيث شعرت الولايات المتحدة بعدم الارتياح تجاه سياسة الرئيس شافيز الخارجية منذ وصوله للسلطة عام 1998 ، حيث رفع الشعارات المعادية والمناوئة للولايات المتحدة وطريقة ادارتها للقضايا الدولية والاقليمية ، مما دفع الولايات المتحدة للتعاون مع مدبرى الانقلاب ضد الرئيس شافيز ، وعقب فشل الانقلاب وعودة شافيز للسلطة ، انتقدت الولايات المتحدة سياسته وطالبته بالاستجابة لمطالب ورغبات شعبه ، وقد استوعب شافيز مغزى الرسالة الأمريكية ، وسارع بالاعراب عن ايمانه بالديمقراطية والحرية وفقاً للنمط الأمريكى ، ورفض الانضمام لدعوات العراق وايران بالمطالبة بوقف تصدير النفط للولايات المتحدة.
وبصفة عامة فإن الولايات المتحدة لا تهتم بصياغة سياسة متكاملة إزاء أمريكا اللاتينية إلا فى أوقات الأزمات الدولية ، وحينما تتجه الى انتهاج خط انعزالى فى سياستها الخارجية.أما فى الأوقات التى تتسم بالهدوء العالمى النسبى أو فى الأوقات التى تنتهج فيها الولايات المتحدة خطاً تدخلياً فى الشئون العالمية ، فإن أمريكا اللاتينية توضع على الرف.كما أن الولايات المتحدة تنظر دائماً الى أمريكا اللاتينية باعتبارها مجالاً فسيحاً للاستثمارات الأمريكية الخاصة.وقد حرصت الولايات المتحدة على تكريس نمط التبعية الاقتصادية للولايات المتحدة فى أمريكا اللاتينية ، وساعدها على ذلك عجز النخب الحاكمة فى بلدان أمريكا اللاتينية عن إحداث تنمية حقيقية ، الأمر الذى أتاح للولايات المتحدة السيطرة والتحكم فى اقتصادات معظم بلدان القارة.
ومن الخصائص المميزة لسياسة الولايات المتحدة إزاء أمريكا اللاتينية هو ميلها لتوسيع هامش أمنها السياسى فى القارة ، والتدخل الفعال لتأمين هذا الهامش ، وربما على حساب دول القارة فى بعض الأحيان.وترى الولايات المتحدة أن تدخلها فى أمريكا اللاتينية يعتبر مسئولية أمنية للولايات المتحدة ، وهذا لا يتعارض مع السعى الأمريكى فى كثير من الأحيان لايجاد علاقة قوامها المشاركة المتبادلة بين الأمريكتين ، وتأكيد الدور التنموى للولايات المتحـدة فى أمريكا اللاتينية.