صفحة 1 من 1

روسيا و عقدة الاسلام السني !

مرسل: الثلاثاء يوليو 17, 2012 5:15 pm
بواسطة تركي المحارب 36
في خضم الثورة السورية خرج علينا وزير خارجية روسيا (سيرغي لافروف) قائلاً :
إذا انهار النظام السوري الحالي، فإن بعض البلدان في المنطقة يرغبون في إقامة حكم السنة في سوريا
فلماذا خص هذا الوزير الإسلام السني بالتحديد ولم يقل الإسلام ؟
ما سر العِداء الروسي الرسمي للإسلام السني من بين كل الطوائف التي تنسب نفسها للإسلام ؟
هل الوزير على علم جيد بخواص كل طائفه إسلاميه لدرجة تمييز السني من بينها ؟
هل يجب ان يكون البديل في سوريا غير سُني حتى تقبل به روسيا وتسقط الأسد ؟

أولاً لنبدأ ببعض المقارنه بين مايحدث في سوريا وماحدث في روسيا وبالتحديد في الشيشان :

1- ذبح الأطفال بالسكاكين واغتصاب للنساء وحرق لجثث الرجال

في روسيا قام بذلك الصوفيه بقيادة (رمضان قاديروف) حيث تم تشكيل فرق الموت وهم مرتزقه يقتلون بالجملة ، حيث يلبسون الأقنعة السوداء ويربطون الربطه البيضاء على أكتافهم ويجوبون الشوارع لقمع وترهيب الشعب.

في سوريا قام بذلك الشيعه بقيادة (الحرس الثوري الإيراني) حيث تم تشكيل فرق الموت وهم شيعة من إيران والعراق ولبنان وسوريا ، حيث يضعون علامات على أيديهم تميزهم عن المسلمين ثم يدخلون المدن والقرى ويبدأون عمليات الإباده الجماعيه. هذا مشابه تماماً لما حصل للمسلمين في العراق على يد شيعة المهدي وفيلق غدر وغيرهم حيث قضى مليون سني قتلاً وسحلاً وحرقاً وتعذيباً على أيدي المليشيات الشيعيه وبمباركه شيعيه مرجعيه وشعبيه.

2- إغتيال القيادات السنيه المشاركه في الثورة أو المحايده

في روسيا قامت المخابرات الروسية باغتيال القاده العسكريين الشيشانيين أمثال (الخطاب وأصلان مسخادوف) عن طريق عناصر محسوبه على التيار الجهادي ولكنهم بالواقع مدسوسين أو تم شراء ذممهم. في الخارج تمت تصفية القاده الشيشانيين أمثال ( زليم خان ياندربييف ) عن طريق عناصر المخابرات الروسيه ، حيث تم اغتياله في قطر وألقت السلطات القطريه القبض على العناصر الروسيه غير ان الضغوط الروسيه الشديده على قطر جعلتهم يسلمون الجواسيس إلى روسيا حيث استُقبلوا استقبال الابطال واطلق سراحهم مباشره. هذا الأمر سبب زعزعه في صفوف المجاهدين وحصل شقاق وانشقاق كبير لم يخدم إلا العدو.

في سوريا رأينا كيف تم خطف المقدم حسين الهرموش في عمليه مدروسه حيث يعتبر المقدم من أوائل المنشقين عن الجيش الأسدي وتبعه كثير من الأفراد والضباط. محاولات اغتيال لرموز الثورة السورية بدء من الناشطين الحقوقيين وبعض المراقبين العرب السابقين وليس إنتهاء بـ قتل الصحفيين الأجانب الذين كانوا يقومون بتغطية الأحداث في حي بابا عمرو في حمص.

3- استخدام القوة العسكرية المدمره لتسوية البنيه التحتيه بالأرض في المناطق الثائره :

في روسيا لم تتمكن القوات الروسيه من السيطره على غروزني (العاصمه الشيشانيه) إلا بعد عامين من الثوره الشيشانيه حيث دمرتها بالكامل باستخدام الصواريخ والدبابات ومختلف القذائف والآليات.

في سوريا لم تتمكن القوات الأسديه من السيطره على بابا عمرو (عاصمة الثورة) إلا بعد سنه تقريباً من الثورة السورية حيث دمرتها بالكامل باستخدام الصواريخ والدبابات ومختلف القذائف والآليات.

يبقى السؤال الأهم :

لماذا تخاف روسيا من الإسلام السُني تحديداً ولا تخاف الطوائف الإسلاميه عموماً ؟

في عام 1991 م حاول الشيشانيون الإستقلال عن روسيا وإنشاء وطن لهم مثلما فعلت بعض الدول المنفكه عن الإتحاد السوفيتي المتهاوي. لقراءة نبذه عن تلك الشراره أنظر هنا :

الحرب الشيشانيه الروسية

ترأس الجمهورية الشيشانيه أبطال مسلمين سُنه كلهم وأخضعوا العدو لمرارة المفاوضات والحرب ، ولن ينسى العالم كله تلك اللحظات التي اهتز فيها الدب الروسي (بوريتس يلتسن) من مقعده خانعاً أمام رغبة البطل السُني القائد (زليم خان ياندرييف) ..
لم أتطرق للجهاد الأفغاني كـ غصه يعانيها الساسه والمحاربون الروس لأنني على يقين أنهم لن ينسوا ذلك أبداً بل وأصبح وصمة عار تطاردهم في صحوتهم ومنامهم. إن روسيا تدرك جيداً أن أفضل حل لضرب السُنه هو تجييش عواطف الطوائف الأخرى من شيعه ودروز وصوفيه على السُنه مما يشعل حرباً تنكوي بسعيرها المنطقه ككل ويكون الخاسر الاكبر فيها المسلمين. لقد تعلمت روسيا الدرس وهاهي تفتح الشيشان أمام المتصوفه وعلى رأسهم رمضان قاديروف ووالده.
عقيدة الجهاد عن الدين ورفع رايته غير موجوده إلا عند السُنه ويبذلون من أجل ذلك نفوسهم وأموالهم ، وهذا أمر لا يخفى على الغرب كله وروسيا خاصه. أمريكا كـ مثال تطارد المجاهدين بتهمة الإرهاب وتضغط على الدول الإسلامية كي تسلمهم المجاهدين أو تنفيهم لأماكن القتال وساحات الدمار. إنها تقود حرب بربريه على الإسلام عموماً والمجاهدين خصوصاً حتى تكسر شوكة المسلمين تماماً فتستلمهم فرداً فرداً ولكن الجهاد باق في المسلمين وماضٍ في اعدائهم مهما كرهوا ذلك.

ستحاول روسيا تكرار المشهد الشيشاني في سوريا عن طريق إبقاء الحكم في يد الشيعه ولكن مالم تدركه روسيا هو أن سوريا ليست مثل الشيشان جغرافياً ، فالشيشان كان يقع في محيط يصعب امداد المجاهدين فيه بالسلاح كما وأن الدول الحدوديه للشيشان تعتبر ضمنياً تحت الولايه الروسيه. أما سوريا فـ الحدود شبه مفتوحه أمام عمليات تهريب السلاح أو الإمداد المتعمد ، هذا عدا أن الدول المحيطه فيها نسبه كبيره من السُنه إن لم تكن الغالبيه سُنيه.

هذا أمر كفيل بأن يجعل المخطط الروسي يفشل في مهده لأن الغطاء السياسي والإعلامي الذي تمنحه دول الخليج للثوار هو أمر مقلق للروس وجعلهم في أكثر من محفل يدعون السعوديه خصوصاً للمشاركه في حل الأزمة السورية على النهج اليمني. أمريكا هنا تتدخل ليس حباً في المسلمين ولكن كُرهاً بالدور السياسي والعسكري المتنامي للروس في آسيا خصوصاً.

نصر الله من نصر كلمته ورفع رايته في كل مكان ..