الحكم النازي في ألمانيا
مرسل: الثلاثاء يوليو 17, 2012 8:58 pm
الحكم النازي ف يالمانيا 1933 - 1939
الحكم النازي في المانيا 1933 - 1939
]نشأة هتلر وبروزه
ولد هتلر في النمسا عام 1889 وقد نشا هتلر يتيما اذ مات ابوه وهو في الثالثة عشر من عمره كان هتلر يطمح في ان يكون فنانا فسافر الى فينا لكنه اخفق مرتين في اجتياز امتحانات القبول في اكاديمية فينا للفنون الجملية وقد اضطر الى مزاولة بعض المهن البسيطة في سبيل كسب قوته . وفي اثناء اقامته في العاصمة النمساوية انكب على قراءة الكتب التي تعالج الاشتراكية الماركسية وتلك التي تتناول اليهود وخرج من دراساته بكراهية لكليهما . وفي عام 1913 هاجر هتلر الى ميونخ في المانيا وشارك في الحرب العالمية الاولى وكاد يفقد بصره بسبب تعرضه للغازات السامة .
بعد انتهاء الحرب عاد هتلر الى ميونخ وانضم عام 1919 الى حزب العمال الالماني حيث اعجب بافكاره القومية المتطرفة واصبح بشكل سريع من قادة الحزب الذي تغير اسمه في العام التالي الى حزب العمال الوطني الاشتراكي الالماني اصبح يعرف اختصارا بالحزب النازي وفي تموز من العام نفسه انتخب هتلر رئيسا للحزب النازي .
شرع هتلر منذ عام 1921 في القاء سلسلة من الخطب على الجماهير الالمانية وقد ندد فيها بجمهورية فايمار ومعاهدة فرساي ولاقت خطبه استحسان الالمان فانضم كثيرون منهم الى الحزب النازي وكان هتلر قد قام _ كما ذكرنا سابقا _ بمحاولة انقلاب فاشلة ضد حكومة فيمار ادخل على اثرها السجن
لعبت الازمة الاقتصادية في المانيا وفشل جمهورية فيمار في العثور على الحلول الناجعة لها دورا مهما في ازدياد نمو الحزب النازي واستطاع ان يكسب تاييد قطاعات مختلفة من الشعب الالماني من خلال برنامج الحزب الذي طرحه على الشعب الالماني وكان يتضمن عدة نقاط مثل التوسع والاحتلال، إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد، إلغاء معاهدة فرساي، إلقاء اللوم على اليهود بخصوص المشاكل التي تواجهها ألمانيا، محاربة الشيوعيين والرأسماليين. كل هذه نقاط استعملت في الدعاية النازية لكسب تأييد الشعب الألماني في هذه الفترة. وقد عزز الحزب النازي من نشاطه السياسي بانشاء ميليشيات مسلحة عملت على دعم الحزب والوقوف بوجه معارضيه .
وبفضل النشاط السياسي المدعوم بالقوة المسلحة بدأت قوة الحزب النازي تزداد بسرعة. ففي انتخابات 1930 ارتفع عدد ممثلي الحزب في البرلمان إلى 107 مقاعد بعد أن كان عددهم 12 مقعد سنة 1928. ثم قفزت الى 200 مقعدا من اصل 500 مقعد في الانتخابات التي اجريت عام 1932 .
في عام 1933 خشي اليمين من تعاظم قوة الشيوعيين الذين اخذوا يخططون لإجراء إضراب عمالي شامل في البلاد فضغطت الأوساط اليمينية على الرئيس هاندنبرغ بان يعين هتلر مستشارا لألمانيا (وكان ذلك من صلاحية رئيس الجمهورية ) باعتباره الزعيم القادر على وقف عملية تحول ألمانيا إلى دولة شيوعية وهكذا تم تعين هتلر مستشارا لألمانيا بتاريخ 30/1/1933
هتلر يشدد قبضته على الحكم
عمل هتلر منذ الايام الاولى لوصوله الى السلطة على اتخاذ الخطوات العملية للانفراد بالحكم فكانت الخطوة الاولى حله للبرلمان واجراء انتخابات جديده في 5 ايار عام 1933 على امل الحصول على الاغلبية الساحقة في البرلمان وقد نظم هتلر ما وصف بانه انجح حملة دعاية انتخابية عرفتها المانيا على الاطلاق جدد خلالها العهد للشعب باعادة مجد المانيا ولم تخل الحملة من استخدام وسائل العنف ضد خصوم النازية ولا سيما الشيوعيين الذين يعتبرون الد اعداء النازية .
وصلت الحملة الانتخابية الى ذروتها في ليلة 27 شباط 1933 حينما دمر حريق هائل مبنى البرلمان ( الريخشتاغ ) وتم اعتقال الناشط الشيوعي الهولندي فان دير لوبي وأدين في جريمة إحراق المبني عمدا وتم إعدامه. واستغل هتلر هذا الحادث وأقنع الرئيس هندنبرغ بإصدار مرسوم بالحد من الحريات المدنية في 28 شباط او كما عرف باسم مرسوم حريق الرايخشتاغ الذي مهد الطريق لقمع آلاف الشيوعيين وغيرهم من الجماعات المناهضة للنازية.
وبسبب فشل النازيين في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان وحدهم، فقد توجهت حكومة هتلر إلى الرايخشتاغ الجديد بقانون أطلق عليه اسم قانون التمكين، وهو قانون يمنح مجلس الوزراء سلطات تشريعية لمدة أربع سنوات.. ولأن الموافقة على مشروع القانون تستلزم الحصول على أغلبية تتمثل في ثلثي عدد أصوات الرايخشتاغ، فإن الحكومة كانت في حاجة إلى الحصول على تأييد الأحزاب الأخرى. وحسم حزب الوسط - ثالث أكبر حزب ممثل في الرايخشتاغ - الموقف؛ فقد قرر الحزب تحت زعامة كاس أن يقوم بالتصويت في صالح قانون التمكين. واتخذ الحزب هذا القرار في مقابل التعهدات الشفوية التي قدمتها له الحكومة بحصول الكنيسة على الحرية الكاملة، بالإضافة إلى تأمين الاستمرار لوجود حزب الوسط على الساحة السياسية.
استغل هتلر قانون التمكين للانفراد بالسلطة والقيام بحملة واسعة لتطهير المؤسسات الالمانية سواء كانت العسكرية او المدنية من جميع المعادين للنازية وقد تم حل اغلب الاحزاب العاملة في الساحة السياسية وتم الاستلاء على مقراتها كما قام الحزب النازي بالاستيلاء على مراكز نقابات العمال
وفي عام 1934 توفي الرئيس هندنبرغ وبدلاً من إجراء انتخابات رئاسية جديدة، قام مجلس الوزراء الذي يرأسه هتلر بالموافقة على قانون يضع حكم وسلطات رئيس الدولة في يد هتلر باعتباره ورئيسا للدولة وكان ذلك اخر مراحل السيطرة التامة على السلطة في المانيا والانطلاق نحو تنفيذ سياسته الخارجية التي تسببت في اشعال الحرب العالمية الثانية .
سياسة هتلر الخارجية
لقد كان حجر الزاوية في سياسة هتلر الخارجية هو الارتقاء بالمانيا الى مصاف الدول الكبرى وادرك هتلر بان ذلك سوف لن يتحقق الا بتحقيق ثلاثة اهداف هي
أ- الغاء معاهدة فرساي واعادة بناء القوة العسكرية الالمانية
ب- ضم الاقاليم التي فيها جاليات المانية الى دولة المانيا لتكون قوية وموحدة
ج- تامين المجال الحيوي لالمانيا من خلال توسيع اراضيها على حساب الدول الاخرى لا سيما في اوربا الشرقية وذلك بهدف تامين احتياجاتها من الموارد الزراعية والصناعية فضلا عن استيعاب الفائض من سكانها
وقد شرع هتلر منذ توليه السلطة في المانيا في وضع اهدافه موضع التنفيذ وعلى النحو التالي
1- الانسحاب من عصبة الامم
حاول هتلر في بادئ الامر استحصال موافقة الدول الكبرى على اعادة تسليح المانيا الا ان هذه الدول رفضت هذا الامر لذلك جاء قرار هتلر بالانسحاب من معاهدة نزع السلاح التابعة لعصبة الامم في 14 تشرين الاول 1933 وبعدها باسبوع انسحبت المانيا ايضا من عصبة الامم
2- ضم السار الى المانيا
كانت منطقة السار قد اقتطعت من المانيا بموجب معاهدة فرساي ووضعت تحت ادارة دولية خاضعة لاشراف عصبة الامم ولمدة 15 عاما وكان على السكان ان يختاروا بعد انقضاء تلك المدة وعن طريق استفتاء عام احد حلول ثلاثة اما الانضمام الى فرنسا او الانضمام الى المانيا او البقاء تحت الادارة الدولية ونشط النازيون في القيام بحملة دعائية في منطقة السار لحمل سكانها على التصويت الى جانب الانضمام الى المانيا وهكذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانضمام الى المانيا وباغلبية 90 % من الاصوات واصدرت عصبة الامم قرارا باعادة السار الى المانيا اعتبارا من 17 اذار 1935
3- اعادة تسليح المانيا
اعلن هتلر في اذار عام 1935 اعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الالزامية وزيادة الفرق العسكرية الالمانية الى 36 فرقة وفي غضون سنتين اصبحت المانيا اقوى دولة في اوروباواصبحت القيود العسكرية المفروضة على المانيا حبرا على ورق . وعلى الرغم من المخاوف التي اثارها قرار هتلر باعادة تسليح المانيا فان دول الحلفاء لم تتخذ أي اجراءات رادعه ضده بل ان بريطانيا وافقت على ان تعيد المانيا بناء اسطولها البحري بشرط ان لا يزيد حجمه وقوته عن 35 % من حجم وقوة الاسطول البريطانيوقد بررت بريطانيا تلك الموافقة بحجة انه طالما ليس في مقدورها ان تمنع الالمان من المضي قدما في بناء اسطول كبير فمن الافضل لها ان تحدد قوته اما فرنسا فلم يكن الوضع فيها يسمح لها باتخاذ اجراءات ضد المانيا وعليه اقتصرت ردود فعلها على تقديم احتجاجات ضدها ومن جهة اخرى اجرت فرنسا اتصالات مع الاتحاد السوفيتي الذي اعرب هو الاخر عن قلقه تجاه إعادة تسليح المانيا وتم التوصل الى اتفاق بين الدولتين وقع في ايار 1935 نص على تبادل المساعدة بينهما في حالة وقوع عدوان الماني على احدهما .
4- احتلال المانيا لمنطقة الراين :
شجعت انتصارات المانيا السابقة هتلر على المضي في طريقه قدما نحو تمزيق ما تبقى من قيود معاهدة فرساي فبعد سنة من قرار اعادة تسليح المانيا قرر هتلر احتلال منطقة الراين التي كانت معاهدة فرساي قد نصت على بقائها منطقة منزوعة السلاح منعا لاية احتكاكات قد تقع في المستقبل بين المانيا وفرنسا وقد دافع هتلر عن قراره بان الاتفاق الفرنسي السوفيتي يشكل بحد ذاته خرقا لاتفاقية لوكارنو.
وفي 6 اذار 1936 عقد هتلر مجلسا حربيا وابلغ قادته بان تسليح الراين سوف في اليوم التالي ولما اعرب بعض من القادة الالمان عن قلقهم من احتمال قيام فرنسا باجراءات مضادة اجابهم بانه مقتنع بان فرنسا لن تقوم باي رد فعل ومضى يقول وحتى لو حدث ذلك فان الجيوش الالمانية سوف تنسحب في الحال ، وفي 7 اذار 1936 دخلت الجيوش الالمانية منطقة الراين وشرع هتلر بإعادة تسليح المنطقة ، ولم تبدي فرنسا اية مقاومة واقتصرت ردودهم على تقديم احتجاجات عادية . وجريا على عادته اقدم هتلر على اجراء استفتاء في منطقة الراين اسفر عن موافقة سكانها على الاجراء الالماني بنسبة 99 % من الاصوات .
5- سياسة المحاور :
أ – محمور روما – برلين اذ ان النظامين متشابهين بعدة امور عقائدية وسياسية لذلك راى الجانبان ان ينسقا موقفهما بالشكل الذي يضمن جميع الاهداف التي يطمحون اليها وكان ذلك في تشرين الاول عام 1936 عندما اتفق الطرفان على مجموعة من القضايا تخص تاييد كل طرف لمطالب الطرف الاخر في مناطق اوربا والبحر المتوسط .
ب – محمور برلين - طوكيو وذلك من خلال اقامة حلف بينهما في 25 تشرين الثاني 1936 تعهدت فيه الدولتان بمقاومة الشيوعية العالمية بقوة السلاح في اسيا .
6 - ضم النمسا الى المانيا
بما ان الشعب النمساوي يتكلم الالمانية وان الاصول العرقية لعدد كبير من الشعب النمساوي هي المانية بالاصل لذلك اراد هتلر ضم النمسا الى المانيا فاستغل هتلر فرصة اقدام السلطات النمساوية على اعتقال بعض من النازيين في النمسا في كانون الثاني 1938 بتهمة محاولتهم القيام بانقلاب ضد الحكومة والاستيلاء على السلطة لتنفيذ مخططه الرامي الى ضم النمسا فقد طلب من المستشار النمساوي شوشينغ تعين النازي انكارت وزيرا للداخلية وهدد باتخاذ تدابير عسكرية ضد النمسا في حالة الرفض . الامر الذي اجبر الحكومة النمساوية على الموافقة على ذلك
شعر شوشينغ بان هتلر يسير باتجاه ضم النمسا بطريقة او باخرى لذا دعا الشعب النمساوي الى الاختيار بين الالتحاق بالمانيا او التمسك بالاستقلال وذلك من خلال استفتاء قرر إجراءه في 13 اذار 1938 .
اثار قرار شوشينغ سخط هتلر ودفعه الى ان يتدارك الموقف بسرعة سيما وانه كان على يقين من ان نتيجة الاستفتاء سوف لن تكون لصالح الانضمام الى المانيا فيما لو تمت عملية الاستفتاء فاوعز هتلر الى انكارت بتوجيه انذار شديد اللهجة الى شوشينغ يطلب اليه فيه التخلي عن فكرة الاستفتاء والا فسوف تقوم القوات الالمانية باحتلال النمسا وقد وجدت النمسا نفسها وحيدة في محنتها فلم تتلقى اية مساعدة او دعم من قبل عصبة الامم او من دول الحلفاء مما اضطرها في 11 اذار أي قبل يومين فقط من الموعد الحدد للاستفتاء الى العدول عنه .
شجع القرار الاخير المانيا على التمادي في التدخل في شؤون النمسا الداخلية فتقدمت بطلب يقضي باقالة شوشينغ وتعين انكارت رئيسا للحكومة الجديدة وتم الالمانيا ما ارادت ، واستدعى الاخير بصورة رسمية الجيش الالماني الى دخول فينا ودخل الجيش الالماني النمسا في 13 اذار 1938 وصدر قانون نص على الحاق النمسا بالمانيا .
ولم تتخذ دول اوروبا خاصة فرنسا وبريطانيا أي شئ لردع هتلر تمشيا مع سياسة الترضية البريطانية التي اتبعها رئيس الحكومة تشمبرلين . وقد ترك هذا الاجتياح انطباعا سيئا عن سياسة هتلر ورغيته في التوسع واثارت جدلا عنيفا في بريطانيا وفرنسا بين من يؤيد سياسة الترضية وبين من يعارضها بشدة ومن ابرز المعارضين كان ونستون تشرتشيل ابرز زعيم في حزب المحافظين المعارضين لحكومة العمال التي تزعمها تشمبرلن .
7- احتلال تشيكوسلوفاكيا
كان مؤتمر الصلح في باريس قد الحق اقليم السوديت الذي يقع على الحدود الغربية من تشيكوسلوفاكيا ( وكان سابقا جزءا من امبراطورية النمسا والمجر ) بتشيكوسلوفاكيا وكان سكان هذا الاقليم من الالمان ولهذا طالب هتلر باجراء استفتاء شعبي بين سكان الاقليم يقررون فيه بين البقاء مع تشيكوسلوفاكيا او الانضمام الى المانيا . رفض رئيس الجمهورية التشيكي ذلك واعتبره تدخلا في شؤون بلاده الداخليه فهدد هتلر باستعمال القوة لتحقيق ذلك الامر الذي ادى الى الى تأزم العلاقات الدولية في اوروبا لان تشيكوسلوفاكيا كانت قد وقعت اتفاقيات تحالف مع فرنسا ومع الاتحاد السوفيتي واذا قام هتلر بالحرب ضد تشيكوسلوفاكيا فانه سيلزم الدولتين بالوقوف الى جانبها
للخروج من هذا المازق دعا تشمبرلن الى عقد مؤتمر لتسوية هذه المسالة وبالفعل عقد هذا المؤتمر في ميونيخ. حضره زعماء بريطانيا – فرنسا – المانيا وايطاليا وقد استمر عمل الموتمر 3 ايام 29 – 1 /9 / 1938 وفي النهاية تم التوقيع على اتفاقية ميونيخ التي كانت بنودها ما يلي :-
أ- ضم اقليم السوديت الى المانيا خلال 10 ايام .
ب- منع تشيكوسلوفاكيا من هدم التحصينات العسكرية الموجودة في الاقليم .
ت- رسم الحدود الالمانية التشيكية وفقا للمصالح الإستراتيجية الالمانية .
ج- مقابل ذلك يتعهد هتلر بالتخلي عن اية مطامع اقليمية اخرى
اضطرت تشيكوسلوفاكيا الى الموافقة على تلك الشروط ودخلت القوات الالمانية اقليم السوديت في الاول من تشرين الاول 1938
كان اجتماع ميونخ المسمار الاخير في نعش السلام الاوربي والعالمي بشكل عام لانه اعطى دليلا لهتلر بضعف فرنسا وتردد بريطانيا في الوقوف بوجه أي عمل يقوم به مهما كان فقرر ضم تشيكوسلوفاكيا باكملها الى المانيا في اذار 1939 .
8 - الغزو الالماني لبولندا
من وجهة نظر تشامبرلين كانت التضحية بسلامة تشيكوسلوفاكيا وسيادتها ثمناً يمكن احتماله لتجنيب أوروبا حرباً طاحنة أخرى، بعد أقل من عقدين على نهاية الحرب الأولى. ولكن شهية ألمانيا النازية للتوسع شرق اوربا ، أو ما أسماه هتلر بمجال ألمانيا الحيوي لم يكن من السهل إشباعها وقد أصبحت بولندا بأقليتها الألمانية وبما اعتبرته برلين أرضاً انتزعت منها ( ميناء دانزك والممر البولندي )، هدف السياسة النازية التالي.
خلال شهور صيف 1939 أدركت الحليفتان بريطانيا وفرنسا حقيقة النوايا الألمانية، ووقعتا بالتالي معاهدة دفاع مشترك وحماية مع بولندا. ولكن هتلر، حتى تلك اللحظة، وربما لسياسة تشمبرلين الاسترضائية، لم يأخذ البريطانيين والفرنسيين مأخذ الجد بمعنى أنه اعتقد أن لندن وباريس لن تغامرا في خوض حرب أوروبية جديدة من أجل مصير بولندا وما كان يقلق الزعيم النازي هو روسيا ولذا فقبل أيام من غزو بولندا وقعت المانيا مع الاتحاد السوفيتي اتفاقا نص على عدم الاعتداء والحق بالاتفاق ميثاق بروتوكول سري اقتسمت فيه الدولتان بولندا بحيث الجزء الشرقي منطقة نفوذ سوفيتية والجزء الغربي منطقة نفوذ المانية
وفي الاول من ايول 1939 اجتاحت القوات الالمانية الاراضي البولندية بجزئها الغربي بينما دخلت القوات السوفيتية الجزء الشرقي من بولندا لتبدأ على اثر ذلك الحرب العالمية الثانية .
الحكم النازي في المانيا 1933 - 1939
]نشأة هتلر وبروزه
ولد هتلر في النمسا عام 1889 وقد نشا هتلر يتيما اذ مات ابوه وهو في الثالثة عشر من عمره كان هتلر يطمح في ان يكون فنانا فسافر الى فينا لكنه اخفق مرتين في اجتياز امتحانات القبول في اكاديمية فينا للفنون الجملية وقد اضطر الى مزاولة بعض المهن البسيطة في سبيل كسب قوته . وفي اثناء اقامته في العاصمة النمساوية انكب على قراءة الكتب التي تعالج الاشتراكية الماركسية وتلك التي تتناول اليهود وخرج من دراساته بكراهية لكليهما . وفي عام 1913 هاجر هتلر الى ميونخ في المانيا وشارك في الحرب العالمية الاولى وكاد يفقد بصره بسبب تعرضه للغازات السامة .
بعد انتهاء الحرب عاد هتلر الى ميونخ وانضم عام 1919 الى حزب العمال الالماني حيث اعجب بافكاره القومية المتطرفة واصبح بشكل سريع من قادة الحزب الذي تغير اسمه في العام التالي الى حزب العمال الوطني الاشتراكي الالماني اصبح يعرف اختصارا بالحزب النازي وفي تموز من العام نفسه انتخب هتلر رئيسا للحزب النازي .
شرع هتلر منذ عام 1921 في القاء سلسلة من الخطب على الجماهير الالمانية وقد ندد فيها بجمهورية فايمار ومعاهدة فرساي ولاقت خطبه استحسان الالمان فانضم كثيرون منهم الى الحزب النازي وكان هتلر قد قام _ كما ذكرنا سابقا _ بمحاولة انقلاب فاشلة ضد حكومة فيمار ادخل على اثرها السجن
لعبت الازمة الاقتصادية في المانيا وفشل جمهورية فيمار في العثور على الحلول الناجعة لها دورا مهما في ازدياد نمو الحزب النازي واستطاع ان يكسب تاييد قطاعات مختلفة من الشعب الالماني من خلال برنامج الحزب الذي طرحه على الشعب الالماني وكان يتضمن عدة نقاط مثل التوسع والاحتلال، إعادة الاستقرار إلى الاقتصاد، إلغاء معاهدة فرساي، إلقاء اللوم على اليهود بخصوص المشاكل التي تواجهها ألمانيا، محاربة الشيوعيين والرأسماليين. كل هذه نقاط استعملت في الدعاية النازية لكسب تأييد الشعب الألماني في هذه الفترة. وقد عزز الحزب النازي من نشاطه السياسي بانشاء ميليشيات مسلحة عملت على دعم الحزب والوقوف بوجه معارضيه .
وبفضل النشاط السياسي المدعوم بالقوة المسلحة بدأت قوة الحزب النازي تزداد بسرعة. ففي انتخابات 1930 ارتفع عدد ممثلي الحزب في البرلمان إلى 107 مقاعد بعد أن كان عددهم 12 مقعد سنة 1928. ثم قفزت الى 200 مقعدا من اصل 500 مقعد في الانتخابات التي اجريت عام 1932 .
في عام 1933 خشي اليمين من تعاظم قوة الشيوعيين الذين اخذوا يخططون لإجراء إضراب عمالي شامل في البلاد فضغطت الأوساط اليمينية على الرئيس هاندنبرغ بان يعين هتلر مستشارا لألمانيا (وكان ذلك من صلاحية رئيس الجمهورية ) باعتباره الزعيم القادر على وقف عملية تحول ألمانيا إلى دولة شيوعية وهكذا تم تعين هتلر مستشارا لألمانيا بتاريخ 30/1/1933
هتلر يشدد قبضته على الحكم
عمل هتلر منذ الايام الاولى لوصوله الى السلطة على اتخاذ الخطوات العملية للانفراد بالحكم فكانت الخطوة الاولى حله للبرلمان واجراء انتخابات جديده في 5 ايار عام 1933 على امل الحصول على الاغلبية الساحقة في البرلمان وقد نظم هتلر ما وصف بانه انجح حملة دعاية انتخابية عرفتها المانيا على الاطلاق جدد خلالها العهد للشعب باعادة مجد المانيا ولم تخل الحملة من استخدام وسائل العنف ضد خصوم النازية ولا سيما الشيوعيين الذين يعتبرون الد اعداء النازية .
وصلت الحملة الانتخابية الى ذروتها في ليلة 27 شباط 1933 حينما دمر حريق هائل مبنى البرلمان ( الريخشتاغ ) وتم اعتقال الناشط الشيوعي الهولندي فان دير لوبي وأدين في جريمة إحراق المبني عمدا وتم إعدامه. واستغل هتلر هذا الحادث وأقنع الرئيس هندنبرغ بإصدار مرسوم بالحد من الحريات المدنية في 28 شباط او كما عرف باسم مرسوم حريق الرايخشتاغ الذي مهد الطريق لقمع آلاف الشيوعيين وغيرهم من الجماعات المناهضة للنازية.
وبسبب فشل النازيين في الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان وحدهم، فقد توجهت حكومة هتلر إلى الرايخشتاغ الجديد بقانون أطلق عليه اسم قانون التمكين، وهو قانون يمنح مجلس الوزراء سلطات تشريعية لمدة أربع سنوات.. ولأن الموافقة على مشروع القانون تستلزم الحصول على أغلبية تتمثل في ثلثي عدد أصوات الرايخشتاغ، فإن الحكومة كانت في حاجة إلى الحصول على تأييد الأحزاب الأخرى. وحسم حزب الوسط - ثالث أكبر حزب ممثل في الرايخشتاغ - الموقف؛ فقد قرر الحزب تحت زعامة كاس أن يقوم بالتصويت في صالح قانون التمكين. واتخذ الحزب هذا القرار في مقابل التعهدات الشفوية التي قدمتها له الحكومة بحصول الكنيسة على الحرية الكاملة، بالإضافة إلى تأمين الاستمرار لوجود حزب الوسط على الساحة السياسية.
استغل هتلر قانون التمكين للانفراد بالسلطة والقيام بحملة واسعة لتطهير المؤسسات الالمانية سواء كانت العسكرية او المدنية من جميع المعادين للنازية وقد تم حل اغلب الاحزاب العاملة في الساحة السياسية وتم الاستلاء على مقراتها كما قام الحزب النازي بالاستيلاء على مراكز نقابات العمال
وفي عام 1934 توفي الرئيس هندنبرغ وبدلاً من إجراء انتخابات رئاسية جديدة، قام مجلس الوزراء الذي يرأسه هتلر بالموافقة على قانون يضع حكم وسلطات رئيس الدولة في يد هتلر باعتباره ورئيسا للدولة وكان ذلك اخر مراحل السيطرة التامة على السلطة في المانيا والانطلاق نحو تنفيذ سياسته الخارجية التي تسببت في اشعال الحرب العالمية الثانية .
سياسة هتلر الخارجية
لقد كان حجر الزاوية في سياسة هتلر الخارجية هو الارتقاء بالمانيا الى مصاف الدول الكبرى وادرك هتلر بان ذلك سوف لن يتحقق الا بتحقيق ثلاثة اهداف هي
أ- الغاء معاهدة فرساي واعادة بناء القوة العسكرية الالمانية
ب- ضم الاقاليم التي فيها جاليات المانية الى دولة المانيا لتكون قوية وموحدة
ج- تامين المجال الحيوي لالمانيا من خلال توسيع اراضيها على حساب الدول الاخرى لا سيما في اوربا الشرقية وذلك بهدف تامين احتياجاتها من الموارد الزراعية والصناعية فضلا عن استيعاب الفائض من سكانها
وقد شرع هتلر منذ توليه السلطة في المانيا في وضع اهدافه موضع التنفيذ وعلى النحو التالي
1- الانسحاب من عصبة الامم
حاول هتلر في بادئ الامر استحصال موافقة الدول الكبرى على اعادة تسليح المانيا الا ان هذه الدول رفضت هذا الامر لذلك جاء قرار هتلر بالانسحاب من معاهدة نزع السلاح التابعة لعصبة الامم في 14 تشرين الاول 1933 وبعدها باسبوع انسحبت المانيا ايضا من عصبة الامم
2- ضم السار الى المانيا
كانت منطقة السار قد اقتطعت من المانيا بموجب معاهدة فرساي ووضعت تحت ادارة دولية خاضعة لاشراف عصبة الامم ولمدة 15 عاما وكان على السكان ان يختاروا بعد انقضاء تلك المدة وعن طريق استفتاء عام احد حلول ثلاثة اما الانضمام الى فرنسا او الانضمام الى المانيا او البقاء تحت الادارة الدولية ونشط النازيون في القيام بحملة دعائية في منطقة السار لحمل سكانها على التصويت الى جانب الانضمام الى المانيا وهكذا جاءت نتيجة الاستفتاء لصالح الانضمام الى المانيا وباغلبية 90 % من الاصوات واصدرت عصبة الامم قرارا باعادة السار الى المانيا اعتبارا من 17 اذار 1935
3- اعادة تسليح المانيا
اعلن هتلر في اذار عام 1935 اعادة العمل بنظام الخدمة العسكرية الالزامية وزيادة الفرق العسكرية الالمانية الى 36 فرقة وفي غضون سنتين اصبحت المانيا اقوى دولة في اوروباواصبحت القيود العسكرية المفروضة على المانيا حبرا على ورق . وعلى الرغم من المخاوف التي اثارها قرار هتلر باعادة تسليح المانيا فان دول الحلفاء لم تتخذ أي اجراءات رادعه ضده بل ان بريطانيا وافقت على ان تعيد المانيا بناء اسطولها البحري بشرط ان لا يزيد حجمه وقوته عن 35 % من حجم وقوة الاسطول البريطانيوقد بررت بريطانيا تلك الموافقة بحجة انه طالما ليس في مقدورها ان تمنع الالمان من المضي قدما في بناء اسطول كبير فمن الافضل لها ان تحدد قوته اما فرنسا فلم يكن الوضع فيها يسمح لها باتخاذ اجراءات ضد المانيا وعليه اقتصرت ردود فعلها على تقديم احتجاجات ضدها ومن جهة اخرى اجرت فرنسا اتصالات مع الاتحاد السوفيتي الذي اعرب هو الاخر عن قلقه تجاه إعادة تسليح المانيا وتم التوصل الى اتفاق بين الدولتين وقع في ايار 1935 نص على تبادل المساعدة بينهما في حالة وقوع عدوان الماني على احدهما .
4- احتلال المانيا لمنطقة الراين :
شجعت انتصارات المانيا السابقة هتلر على المضي في طريقه قدما نحو تمزيق ما تبقى من قيود معاهدة فرساي فبعد سنة من قرار اعادة تسليح المانيا قرر هتلر احتلال منطقة الراين التي كانت معاهدة فرساي قد نصت على بقائها منطقة منزوعة السلاح منعا لاية احتكاكات قد تقع في المستقبل بين المانيا وفرنسا وقد دافع هتلر عن قراره بان الاتفاق الفرنسي السوفيتي يشكل بحد ذاته خرقا لاتفاقية لوكارنو.
وفي 6 اذار 1936 عقد هتلر مجلسا حربيا وابلغ قادته بان تسليح الراين سوف في اليوم التالي ولما اعرب بعض من القادة الالمان عن قلقهم من احتمال قيام فرنسا باجراءات مضادة اجابهم بانه مقتنع بان فرنسا لن تقوم باي رد فعل ومضى يقول وحتى لو حدث ذلك فان الجيوش الالمانية سوف تنسحب في الحال ، وفي 7 اذار 1936 دخلت الجيوش الالمانية منطقة الراين وشرع هتلر بإعادة تسليح المنطقة ، ولم تبدي فرنسا اية مقاومة واقتصرت ردودهم على تقديم احتجاجات عادية . وجريا على عادته اقدم هتلر على اجراء استفتاء في منطقة الراين اسفر عن موافقة سكانها على الاجراء الالماني بنسبة 99 % من الاصوات .
5- سياسة المحاور :
أ – محمور روما – برلين اذ ان النظامين متشابهين بعدة امور عقائدية وسياسية لذلك راى الجانبان ان ينسقا موقفهما بالشكل الذي يضمن جميع الاهداف التي يطمحون اليها وكان ذلك في تشرين الاول عام 1936 عندما اتفق الطرفان على مجموعة من القضايا تخص تاييد كل طرف لمطالب الطرف الاخر في مناطق اوربا والبحر المتوسط .
ب – محمور برلين - طوكيو وذلك من خلال اقامة حلف بينهما في 25 تشرين الثاني 1936 تعهدت فيه الدولتان بمقاومة الشيوعية العالمية بقوة السلاح في اسيا .
6 - ضم النمسا الى المانيا
بما ان الشعب النمساوي يتكلم الالمانية وان الاصول العرقية لعدد كبير من الشعب النمساوي هي المانية بالاصل لذلك اراد هتلر ضم النمسا الى المانيا فاستغل هتلر فرصة اقدام السلطات النمساوية على اعتقال بعض من النازيين في النمسا في كانون الثاني 1938 بتهمة محاولتهم القيام بانقلاب ضد الحكومة والاستيلاء على السلطة لتنفيذ مخططه الرامي الى ضم النمسا فقد طلب من المستشار النمساوي شوشينغ تعين النازي انكارت وزيرا للداخلية وهدد باتخاذ تدابير عسكرية ضد النمسا في حالة الرفض . الامر الذي اجبر الحكومة النمساوية على الموافقة على ذلك
شعر شوشينغ بان هتلر يسير باتجاه ضم النمسا بطريقة او باخرى لذا دعا الشعب النمساوي الى الاختيار بين الالتحاق بالمانيا او التمسك بالاستقلال وذلك من خلال استفتاء قرر إجراءه في 13 اذار 1938 .
اثار قرار شوشينغ سخط هتلر ودفعه الى ان يتدارك الموقف بسرعة سيما وانه كان على يقين من ان نتيجة الاستفتاء سوف لن تكون لصالح الانضمام الى المانيا فيما لو تمت عملية الاستفتاء فاوعز هتلر الى انكارت بتوجيه انذار شديد اللهجة الى شوشينغ يطلب اليه فيه التخلي عن فكرة الاستفتاء والا فسوف تقوم القوات الالمانية باحتلال النمسا وقد وجدت النمسا نفسها وحيدة في محنتها فلم تتلقى اية مساعدة او دعم من قبل عصبة الامم او من دول الحلفاء مما اضطرها في 11 اذار أي قبل يومين فقط من الموعد الحدد للاستفتاء الى العدول عنه .
شجع القرار الاخير المانيا على التمادي في التدخل في شؤون النمسا الداخلية فتقدمت بطلب يقضي باقالة شوشينغ وتعين انكارت رئيسا للحكومة الجديدة وتم الالمانيا ما ارادت ، واستدعى الاخير بصورة رسمية الجيش الالماني الى دخول فينا ودخل الجيش الالماني النمسا في 13 اذار 1938 وصدر قانون نص على الحاق النمسا بالمانيا .
ولم تتخذ دول اوروبا خاصة فرنسا وبريطانيا أي شئ لردع هتلر تمشيا مع سياسة الترضية البريطانية التي اتبعها رئيس الحكومة تشمبرلين . وقد ترك هذا الاجتياح انطباعا سيئا عن سياسة هتلر ورغيته في التوسع واثارت جدلا عنيفا في بريطانيا وفرنسا بين من يؤيد سياسة الترضية وبين من يعارضها بشدة ومن ابرز المعارضين كان ونستون تشرتشيل ابرز زعيم في حزب المحافظين المعارضين لحكومة العمال التي تزعمها تشمبرلن .
7- احتلال تشيكوسلوفاكيا
كان مؤتمر الصلح في باريس قد الحق اقليم السوديت الذي يقع على الحدود الغربية من تشيكوسلوفاكيا ( وكان سابقا جزءا من امبراطورية النمسا والمجر ) بتشيكوسلوفاكيا وكان سكان هذا الاقليم من الالمان ولهذا طالب هتلر باجراء استفتاء شعبي بين سكان الاقليم يقررون فيه بين البقاء مع تشيكوسلوفاكيا او الانضمام الى المانيا . رفض رئيس الجمهورية التشيكي ذلك واعتبره تدخلا في شؤون بلاده الداخليه فهدد هتلر باستعمال القوة لتحقيق ذلك الامر الذي ادى الى الى تأزم العلاقات الدولية في اوروبا لان تشيكوسلوفاكيا كانت قد وقعت اتفاقيات تحالف مع فرنسا ومع الاتحاد السوفيتي واذا قام هتلر بالحرب ضد تشيكوسلوفاكيا فانه سيلزم الدولتين بالوقوف الى جانبها
للخروج من هذا المازق دعا تشمبرلن الى عقد مؤتمر لتسوية هذه المسالة وبالفعل عقد هذا المؤتمر في ميونيخ. حضره زعماء بريطانيا – فرنسا – المانيا وايطاليا وقد استمر عمل الموتمر 3 ايام 29 – 1 /9 / 1938 وفي النهاية تم التوقيع على اتفاقية ميونيخ التي كانت بنودها ما يلي :-
أ- ضم اقليم السوديت الى المانيا خلال 10 ايام .
ب- منع تشيكوسلوفاكيا من هدم التحصينات العسكرية الموجودة في الاقليم .
ت- رسم الحدود الالمانية التشيكية وفقا للمصالح الإستراتيجية الالمانية .
ج- مقابل ذلك يتعهد هتلر بالتخلي عن اية مطامع اقليمية اخرى
اضطرت تشيكوسلوفاكيا الى الموافقة على تلك الشروط ودخلت القوات الالمانية اقليم السوديت في الاول من تشرين الاول 1938
كان اجتماع ميونخ المسمار الاخير في نعش السلام الاوربي والعالمي بشكل عام لانه اعطى دليلا لهتلر بضعف فرنسا وتردد بريطانيا في الوقوف بوجه أي عمل يقوم به مهما كان فقرر ضم تشيكوسلوفاكيا باكملها الى المانيا في اذار 1939 .
8 - الغزو الالماني لبولندا
من وجهة نظر تشامبرلين كانت التضحية بسلامة تشيكوسلوفاكيا وسيادتها ثمناً يمكن احتماله لتجنيب أوروبا حرباً طاحنة أخرى، بعد أقل من عقدين على نهاية الحرب الأولى. ولكن شهية ألمانيا النازية للتوسع شرق اوربا ، أو ما أسماه هتلر بمجال ألمانيا الحيوي لم يكن من السهل إشباعها وقد أصبحت بولندا بأقليتها الألمانية وبما اعتبرته برلين أرضاً انتزعت منها ( ميناء دانزك والممر البولندي )، هدف السياسة النازية التالي.
خلال شهور صيف 1939 أدركت الحليفتان بريطانيا وفرنسا حقيقة النوايا الألمانية، ووقعتا بالتالي معاهدة دفاع مشترك وحماية مع بولندا. ولكن هتلر، حتى تلك اللحظة، وربما لسياسة تشمبرلين الاسترضائية، لم يأخذ البريطانيين والفرنسيين مأخذ الجد بمعنى أنه اعتقد أن لندن وباريس لن تغامرا في خوض حرب أوروبية جديدة من أجل مصير بولندا وما كان يقلق الزعيم النازي هو روسيا ولذا فقبل أيام من غزو بولندا وقعت المانيا مع الاتحاد السوفيتي اتفاقا نص على عدم الاعتداء والحق بالاتفاق ميثاق بروتوكول سري اقتسمت فيه الدولتان بولندا بحيث الجزء الشرقي منطقة نفوذ سوفيتية والجزء الغربي منطقة نفوذ المانية
وفي الاول من ايول 1939 اجتاحت القوات الالمانية الاراضي البولندية بجزئها الغربي بينما دخلت القوات السوفيتية الجزء الشرقي من بولندا لتبدأ على اثر ذلك الحرب العالمية الثانية .