موقف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب العالمية الاولى
مرسل: الثلاثاء يوليو 17, 2012 9:01 pm
موقف الولايات المتحدة الامريكية من الحرب العالمية الاولى
تبنت الولايات المتحدة الامريكية بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى سياسة الحياد الايجابي تجاه المعسكرين المتحاربين وقد استمر الحياد الامريكي منذ بداية الحرب الى 2 نيسان 1917 حيث اعلنت الادارة الامريكية دخولها الحرب الى جانب معسكر الحلفاء.
اسباب الحياد الامريكي
مما لا شك فيه أن هناك أسباب عديدة ومتشابكة كانت وراء تبني الولايات المتحدة موقف الحياد تجاه طرفي النزاع ولعل ابرز هذه الأسباب هي :
1- الأسباب الاقتصادية
عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى كانت الولايات المتحدة الامريكية تعاني من ضيق اقتصادي وكساد بين عامي 1913 – 1914 نتيجة التنافس على الاسواق مع الدول الاوربية الاخرى وما ادته سياسة الدولار من ردود افعال سلبية تجاه الاستثمارات الامريكية من جهة وحصول صراعات بين ارباب العمل والعمال والتي كانت بالاساس ناتجة عن عدم وجود فرص للازدهار الاقتصادي المرتبط بالحاجة الى التوسع الاقتصادي الخارجي والحاجة الى اسواق خارجية من جهة ثانية . لذلك اعتقدت الاوساط الحاكمة امكانية استغلال هذه الفرصة لتطوير البلاد صناعيا وتجاريا على حساب الاطراف المتحاربة بوسائل تمهد لها طريق السيطرة على اقتصاديات العالم. وقد اصابت الادارة الامريكية فيما اعتقدته فاستغلت ظروف الحرب ، خاصة حاجة الدول المتحاربة الملحة الى السلاح والسلع الى الحد الاقصى الممكن فلم تمانع بالاتجار على نطاق واسع باحدث الاسلحة الفتاكة مع الخندقيين المتقابلين . واذا جاءت لوحة تجارتها الخارجية في صالح الحلفاء اكثر من دول الوسط فان ذلك يعود بالدرجة الأساس إلى سيطرة الأسطول البريطاني المحكمة على البحار التي كانت تشكل حلقة وصل التبادل الوحيدة مع امريكا انذاك وهكذا فتحت اوربا ابوابها امام المنتوجات الامريكية بعد ان حولت جميع الدول الراسمالية الاخرى تقريبا مصانعها الى الانتاج الحربي مما ادى الى تضاعف الانتاج الصناعي الامريكي بوتائر مذهلة وبدأت المصانع الامريكية تنتج بطاقتها القصوى بعد ان كانت تنتج حتى بداية الحرب في حدود نصف طاقتها الاجمالية تقريبا . وتحولت الولايات المتحدة في الوقت نفسه الى المصدر الرئيس لتمويل عدد كبير من الدول المتحاربة بالقروض بعد ان كانت هي نفسها تلتجئ قبل الحرب الى الديون الاجنبية وكان من الطبيعي ان تحقق الاحتكارات الامريكية في ظل هذه الظروف إرباحا وصلت حد الخيال وسنتطرق إلى تفاصيلها فيما بعد.
2- اسباب سياسية
كانت احدى تقاليد الدبلوماسية الاميركية بعدم التدخل في الشؤون الدولية في المناطق البعيدة وهذا ما عرف بسياسة العزلة الامريكية التي بدات منذ عهد جورج واشنطن الرئيس الامريكي الاول وظلت الحكومات الامريكية المتعاقبة تسير عليها ثم تم ترسيخها بمبدا مونرو الذي حاول اقامة حاجز سياسي بينها وبين اوربا. لذلك عندما نشبت الحرب العالمية الأولى لم تكن للولايات المتحدة الأمريكية اية تحالفات سياسية او عسكرية تستوجب مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ولم تكن لديها مصالح مباشرة يمكن ان تهددها الحربهذا من جهة ، ومن جهة ثانية كانت الادارة الامريكية ترى من مصلحتها – واصابت في ذلك ايضا – ان يدب الوهن عسكريا واقتصاديا في كيانات الانظمة الاوربية التي كانت بامكانها الوقوف امام التوسع الامريكي السياسي والاقتصادي.
وانطلاقا من الاسباب السياسة نفسها كانت حكومة ولسن ضد الانتصار الكامل لاي من الجانبين المتحاربين وظلت تعمل في هذا الاتجاه حتى اشهر قليلة قبل دخولها الحرب . وفي مرحلة معينة – خاصة بعد ان حققت المانيا بعض الانتصارات الكبيرة – حاول الرئيس ويلسون ان يقوم بدور الوسيط لاقرار السلم بين الطرفين والذي اطلق عليه الاسم المعبر عن واقعه " سلم بدون انتصار " وقد كانت الترجمة الواقعية لهذا الشعار خروج اقوى دول أوربا من الحرب منهكة وضعيفة مستسلمة عمليا للدولة الرأسمالية الأقوى التي حققت كما سنرى مكاسب ضخمة للغاية جراء موقفها المحايد وبالطبع لم يكن على ساسة مجربين من أمثال كليمنصو ولويد جورج ادراك حقيقة هذه السياسة بسهولة فجاء ردهم على لسان الأخير بان بلدانهم سوف تستمر في الحرب بجميع طاقاتها الى ان تحقق سلما حقيقيا.
3- الهيمنة على نصف الكرة الأرضي
ظهر منذ وقت مبكر ضغط الرأسمالية الأمريكية لتحقيق مصالحها في نصف الكرة الغربي ولكن هذه الرأسمالية كانت تعاني من منافسة القوى الدولية الأخرى ، ولذلك كان اندلاع الحرب العالمية الأولى فرصة مناسبة لتعزيز النفوذ الأمريكي الاقتصادي والسياسي فيها مستغلة انشغال القوى الأوربية بالحرب من جهة ومحاولة تكوين علاقات اقتصادية وسياسات موحدة لدول المنطقة لقطع الطريق إمام القوى الأوربية للعودة اليها بعد انتهاء الحرب ، ولم يكن ذلك يعني ان السياسة المتبعة في هذه المنطقة بعد اندلاع الحرب كانت منفصلة عما سبق اذ استمرت الولايات المتحدة تميز بين الجوار الجغرافي والمناطق البعيدة. فكانت تستخدم سياسة الضم والهيمنة في الجوار ، في الوقت الذي تستخدم فيه سياسة التغلغل الاقتصادي اوكما تعرف بسياسة الباب المفتوح في المناطق االبعيدة عنها وقد تدرجت هذه السياسة طبقا لتطور الوضع الدولي ودرجة انشغال الدول الاوربة بالحرب
4- التعدد ألاثني :
اتسم المجتمع الأمريكي بكونه خليطا من أجناس مختلفة وهو ما انعكس في تعدد ثقافته وتوجهاته لذلك كان على الادارة الامريكية ان تاخذ بمبدا الحياد وعدم استثارة أي فئة لان ذلك قد يؤدي الى خلق تكتلات قوية ضد الحكم اذا ما انحازت الادارة الأمريكية لهذا الطرف او ذاك.
كل هذه الاسباب مجتمعة جعلت من حكومة الرئيس ويلسون ان تقف على الحياد بالاسلوب الذي كان من شانه تحقيق الاغراض الحقيقية للاسباب المذكورة الا ان الادارة الامريكية غيرت بالرغم من كل ذلك وبشكل مفاجئ موقفها من الحرب واصبحت طرفا مباشرا فيها اثر إعلانها الحرب على ألمانيا في 2 نيسان 1917.
اسباب دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى :
في اخر عام 1916 وفي كانون الثاني 1917 لم تفكر الولايات المتحدة ولا الرأي العام الأمريكي بهذا التدخل وبعد ان انتخب الرئيس ويلسون للمرة الثانية رئيسا للولايات المتحدة في تشرين الثاني 1916 وجه الرئيس حملاته في سبيل حياد أمريكا، واصبح شعار "انه أي ويلسون يجعلنا بعيدين عن الحرب" واحدا من ابرز الشعارات الانتخابية للحزب الديمقراطي. وقد وصل الامر بالرئيس الامريكي ان اعلن في كانون الثاني 1917 قائلاً " ان الاشتراك بالحرب الاوربية جريمة على الحضارة ". اذاً كيف حصل ، في خلال ثلاثة اشهر ، بين كانون الثاني وبداية نيسان 1917 ان تبدلت الحالة تماما ؟ وتحت تاثير أي الحوادث اعلنت الولايات المتحدة الامريكية الحرب على المانيا ؟
لقد كتب الكثير عن ذلك ، لكن قلة من الكتاب هم الذين تحروا الحقيقة المجردة واستطاعوا الوصول اليها بعد ان نفضوا عنها غبار العاطفة او التشويه المقصود ، فقد قال بعضهم واكثر هولاء من المؤرخين الامريكيين انفسهم ، ان امريكا دخلت الحرب نصرا للديمقراطية على طغيان الالمان. وفي هذا التعليل مثالية زائدة وتزييف ظاهر اذ لماذا لم تحاول الولايات المتحدة ان تنصر الديمقراطية طوال سنوات 1914 ، 1915 ، 1916 ؟ الم يكن الطغيان الالماني ظاهرا بارز المعالم انذاك ؟ والم يكن دخولها الحرب سنة 1914 اقدر على انقاص عدد ضحايا ذلك الطغيان ودعم الديمقراطي.
اما نقاد اخرون فيرون ، ونظنهم قد لامسوا الحقيقة ، ان الولايات المتحدة قد دخلت الحرب لان طبيعة نظامها الاقتصادي اجبرها على ذلك وتتمثل تلك الطبيعة في الانتعاش المؤقت الذي يخشى الازمة ، والقروض التي توجب ضمان سدادها هي وارباحها العالية ، وقد فصلوا ذلك في صورة مفادها ، ان الاتجار الواسع خلال حوالي ثلاث سنوات من الحياد مع القروض الضخمة للغاية قد ربط مصالح الولايات المتحدة الامريكية اكثر فاكثر بجبهة الحلفاء الى درجة اصبح معها انهيارها يهدد مجمل الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية في الصميم . لذا اصبح لزاما عليها التمسك بالاتجاه الذي يحول دون انتصار دول الوسط ، وبالفعل ظهرت في الافق بعض المؤشرات لمثل ذلك الانتصار بعد بعض النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات الالمانية في جبهات القتال الغربية التي ادخلت الرعب في نفوس الحلفاء الى درجة ان القوات الانكليزية بدأت تفكر بالانسحاب من تلك الجبهة ، وباشر المسؤولون الفرنسيون باتخاذ إجراءات لنقل العاصمة من باريس . وقد ادت الانتصارات نفسها الى تزايد غرور المانيا الى درجة انها ارتكبت اخطاء سياسية كبيرة تجاه الولايات المتحدة التي اصبحت تتوقع في وقت ما اعلان المانيا الحرب عليها ايضا ، وفعلا دفع بها ذلك الغرور الى مع استيائها الشديد من التعاون الاقتصادي بين الحلفاء والولايات المتحدة الى اعلان حرب غواصات مدمرة امتدت أثارها الى المصالح الأمريكية بشكل مباشر. ففي صيف من سنة 1916 وضعت القيادة العامة للجيش الالماني خطة بحرية تهدف الى حسم الموقف الحربي والاسراع بهزيمة بريطانيا ، وتقوم هذه الخطة على تقوية حرب الغواصات بحيث تغرق اية سفينة تقترب من شواطئ انكلترا او فرنسا او تحمل بضائع ومؤن للانكليز او حلفائهم مهما كانت جنسيتها ودون سابق انذار . وكانت القيادة الالمانية تعتقد ان مثل هذا الحصار سيصيب بالشلل الصناعة البريطانية وسيؤدي الى فقدان المواد الغذائية من اسواق انكلترا فاذا حصل ذلك فانها لن تقاوم اكثر من ستة اشهر بحسب تقديرات القيادة الالمانية.
وفي 31 كانون الثاني سنة 1917 ابلغ الرئيس ويلسون رسميا بالقرار الالماني الذي سيوضع موضع التنفيذ اعتبار من مطلع شباط من السنة نفسها ، وعلى الرغم من احتجاج الولايات المتحدة الامريكية وتهديدها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا في حالة استئنافها لحرب الغواصات باسلوب غير شرعي ، فان الحصار قد نفذ بإحكام.
من هنا اصبح انهيار الحلفاء امرا واردا واقترب الخطر من القارة الامريكية . فاذا استطاعت الغواصات ايقاف التدفق التجاري بين الولايات المتحدة والحلفاء كان ذلك نكبة للولايات المتحدة في اكثر من ناحية ، اذ ان ازدهار صناعتها وتجارتها سينقلب الى ازمة بطالة وبؤس في تلك الحال . وبريطانيا وفرنسا ستغدوان اقرب الى الهزيمة او الاستسلام لألمانيا وعندئذ من سيدفع القروض الضخمة التي استدانتاها من الولايات المتحدة ؟ طبيعي ان المانيا المنتصرة لن تفعل ذلك وطبيعي ان الحلفاء المهزومين لن يكونوا في وضع يمكنهم من الدفع اذن ستذهب تلك القروض مع الريح
ردت الولايات المتحدة الامريكية على ذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا يوم 3 شباط 1917 ، وفي 26 شباط اقترح الرئيس ويلسون على الكونغرس تسليح البواخر التجارية الامريكية ، وفي 2 نيسان 1917 اعلن الرئيس الأمريكي دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء. والسؤال الذي يطرح هنا هو لماذا انتظرت الولايات المتحدة الأمريكية شهرين حتى تعلن دخولها الحرب إلى جانب الحلفاء ؟
لقد كان الرئيس ويلسون قلقا جدا كما تقول شواهد معاونيه فقد كان يعلم أن الرأي العام في شهر شباط لم يكن متهيئا لفكرة الحرب، فلم ، وكيف اقتنع الرأي العام بضرورة التدخل في شهر نيسان ؟
منذ ان دخلت حرب الغواصات حيز التنفيذ في الأول من شباط امتلأت الموانئ الأمريكية بالبضائع التي توقفت السفن التجارية الأمريكية عن نقلها وحصل في الموانئ الأمريكية احتقان شديد ووصل هذا الاحتقان الى مراكز الإنتاج إذ أحجم المصدرون عن شراء المواد الغذائية والمواد الأولية ، فشعر المزارعون في وسط الغرب ومنتجو الأقطان في الجنوب ، مباشرة بنتائج حرب الغواصات غير المحددة على مصالحهم المادية . فمن المسؤل عن ذلك سوى ألمانيا ؟ وبعد أن كان هؤلاء الأهالي لا يهتمون بإبعاد الحرب بين الدول الأوربية فهموا ألان انه لم يعد من السهل عليهم البقاء خارج الحرب
كما ودفعت الحرب الغواصات بالاحتكارات الأمريكية الى الإصرار على اتخاذ إجراءات رادعة بحق المانيا لانها احست بان الخطر المباشر بات يهدد مليارات الدولارات التي أقرضتها لدول الحلفاء ، اذ لم تقتصر الديون الأمريكية لها على الدولة ، بل أنها شملت أيضا البيوت المالية الضخمة وعلى راسها مجموعة مورغان ، فاستغلت الصحافة ولا سيما بتحريك منها ، حرب الغواصات الالمانية لشن حملة دعائية واسعة النطاق ضد دول الوسط وتأليب الرأي العام الأمريكي ضدها باعتبارها المسئولة عن حالة التخمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد. وبعد ذلك ببضعة ايام جاءت حادثة برقية زيمرمان والتي ساهمت الى حد كبير في اثارة الراي العام الأمريكي ضد الألمان ، فالحكومة الالمانية عندما عاودت حرب الغواصات كانت تتوقع ان يكون رد الفعل الأمريكي على قرارها هذا هو اعلان الحرب عليها فحاولت استقطاب المكسيك كحليف لها يشغل الولايات المتحدة الامريكية ولو جزئيا عن التدخل في شؤون أوربا ويثير القلاقل والاضطرابات عند حدودها الجنوبية فيشغل بعض امكانياتها العسكرية ويستهلك جزءا من قدراتها الاقتصادية ، فأرسل الوزير الألماني زيمرمان برقية سرية الى السفير الالماني في المكسيك طالبا منه ان يعرض على حكومتها فكرة التحالف في حال دخول الولايات المتحدة الامريكية مؤملا اياها في حال النصر بإمكانية استرجاع جميع المقاطعات التي سلختها الولايات المتحدة الأمريكية عن المكسيك عام 1848 كما تضمنت الرسالة دعوة المكسيك للاتصال باليابان وإقناعها بدخول هذا الحلف ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد استطاعت بريطانيا ان تلتقط هذه البرقية وان تفك رموزها فسارعت الى تسليمها للرئيس ويلسون الذي امر بنشرها في الصحف الأمريكية وبسبب الحساسية الشديدة للمشكلة المكسيكية ، فقد ترتب على هذا الحادث ان تحركت مشاعر الشعب الامريكي ضد الالمان دون البحث عن حقيقة هذه البرقية ، حيث هناك اعتقاد بان قصة البرقية من اولها الى اخرها كانت من تدبير وتنفيذ المخابرات البريطاني.
هكذا بات الراي العام في الولايات المتحدة الأمريكية مقتنعا بفكرة الحرب راضيا بدخولها ليس لحساب الحلفاء وإنما لحساب أميركا نفسها التي باتت مهددة من الألمان في عقر دارها ، عندها وقف الرئيس الأمريكي ويلسون أمام الكونكرس الأمريكي في 2 نيسان 1917 طالبا منه الموافقة على إعلان الحرب على المانيا فكان له ما اراد باغلبية 373 نائبا ضد 50 نائبا و82 شيخا ضد ستة
الدور الامريكي في الحرب
لقد كان للتدخل الامريكي في الحرب العالمية الاولى العامل الحاسم في هزيمة دول الوسط من خلال ، ابطال مفعول حرب الغواصات التي كانت المانيا تعول عليها كثيرا ، واحكام الحصار البحري المفروض على المانيا من قبل الحلفاء ، وزيادة المعونة الاقتصادية الامريكية للحلفاء ، كما دفعت الولايات المتحدة الامريكية اعداد كبيرة من جنودها الى ساحة المعركة بلغ عددهم 1750000 الف جندي . هذا المدد الضخم هو الذي جعل الوضع يتغير لصالح الحلفاء ، وقادت القوات الأمريكية إلى جانب القوات الفرنسية والبريطانية سلسلة من الهجمات العسكرية الناجحة انتهت بجعل الحكومة الألمانية تدرك صعوبة الانتصار بل واستحالته مما جعلها تطلب في شهر تشرين الأول من نفس السنة من الرئيس الأميركي ولسون إجراء مفاوضات للصلح على أساس بنوده الأربعة عشر ، وفي 11 تشرين الثاني توقف القتال ووقعت اتفاقية الهدنة
المصدر: شبكة و منتديات التاريخ العام
تبنت الولايات المتحدة الامريكية بعد اندلاع الحرب العالمية الاولى سياسة الحياد الايجابي تجاه المعسكرين المتحاربين وقد استمر الحياد الامريكي منذ بداية الحرب الى 2 نيسان 1917 حيث اعلنت الادارة الامريكية دخولها الحرب الى جانب معسكر الحلفاء.
اسباب الحياد الامريكي
مما لا شك فيه أن هناك أسباب عديدة ومتشابكة كانت وراء تبني الولايات المتحدة موقف الحياد تجاه طرفي النزاع ولعل ابرز هذه الأسباب هي :
1- الأسباب الاقتصادية
عندما اندلعت الحرب العالمية الاولى كانت الولايات المتحدة الامريكية تعاني من ضيق اقتصادي وكساد بين عامي 1913 – 1914 نتيجة التنافس على الاسواق مع الدول الاوربية الاخرى وما ادته سياسة الدولار من ردود افعال سلبية تجاه الاستثمارات الامريكية من جهة وحصول صراعات بين ارباب العمل والعمال والتي كانت بالاساس ناتجة عن عدم وجود فرص للازدهار الاقتصادي المرتبط بالحاجة الى التوسع الاقتصادي الخارجي والحاجة الى اسواق خارجية من جهة ثانية . لذلك اعتقدت الاوساط الحاكمة امكانية استغلال هذه الفرصة لتطوير البلاد صناعيا وتجاريا على حساب الاطراف المتحاربة بوسائل تمهد لها طريق السيطرة على اقتصاديات العالم. وقد اصابت الادارة الامريكية فيما اعتقدته فاستغلت ظروف الحرب ، خاصة حاجة الدول المتحاربة الملحة الى السلاح والسلع الى الحد الاقصى الممكن فلم تمانع بالاتجار على نطاق واسع باحدث الاسلحة الفتاكة مع الخندقيين المتقابلين . واذا جاءت لوحة تجارتها الخارجية في صالح الحلفاء اكثر من دول الوسط فان ذلك يعود بالدرجة الأساس إلى سيطرة الأسطول البريطاني المحكمة على البحار التي كانت تشكل حلقة وصل التبادل الوحيدة مع امريكا انذاك وهكذا فتحت اوربا ابوابها امام المنتوجات الامريكية بعد ان حولت جميع الدول الراسمالية الاخرى تقريبا مصانعها الى الانتاج الحربي مما ادى الى تضاعف الانتاج الصناعي الامريكي بوتائر مذهلة وبدأت المصانع الامريكية تنتج بطاقتها القصوى بعد ان كانت تنتج حتى بداية الحرب في حدود نصف طاقتها الاجمالية تقريبا . وتحولت الولايات المتحدة في الوقت نفسه الى المصدر الرئيس لتمويل عدد كبير من الدول المتحاربة بالقروض بعد ان كانت هي نفسها تلتجئ قبل الحرب الى الديون الاجنبية وكان من الطبيعي ان تحقق الاحتكارات الامريكية في ظل هذه الظروف إرباحا وصلت حد الخيال وسنتطرق إلى تفاصيلها فيما بعد.
2- اسباب سياسية
كانت احدى تقاليد الدبلوماسية الاميركية بعدم التدخل في الشؤون الدولية في المناطق البعيدة وهذا ما عرف بسياسة العزلة الامريكية التي بدات منذ عهد جورج واشنطن الرئيس الامريكي الاول وظلت الحكومات الامريكية المتعاقبة تسير عليها ثم تم ترسيخها بمبدا مونرو الذي حاول اقامة حاجز سياسي بينها وبين اوربا. لذلك عندما نشبت الحرب العالمية الأولى لم تكن للولايات المتحدة الأمريكية اية تحالفات سياسية او عسكرية تستوجب مشاركة الولايات المتحدة في الحرب ولم تكن لديها مصالح مباشرة يمكن ان تهددها الحربهذا من جهة ، ومن جهة ثانية كانت الادارة الامريكية ترى من مصلحتها – واصابت في ذلك ايضا – ان يدب الوهن عسكريا واقتصاديا في كيانات الانظمة الاوربية التي كانت بامكانها الوقوف امام التوسع الامريكي السياسي والاقتصادي.
وانطلاقا من الاسباب السياسة نفسها كانت حكومة ولسن ضد الانتصار الكامل لاي من الجانبين المتحاربين وظلت تعمل في هذا الاتجاه حتى اشهر قليلة قبل دخولها الحرب . وفي مرحلة معينة – خاصة بعد ان حققت المانيا بعض الانتصارات الكبيرة – حاول الرئيس ويلسون ان يقوم بدور الوسيط لاقرار السلم بين الطرفين والذي اطلق عليه الاسم المعبر عن واقعه " سلم بدون انتصار " وقد كانت الترجمة الواقعية لهذا الشعار خروج اقوى دول أوربا من الحرب منهكة وضعيفة مستسلمة عمليا للدولة الرأسمالية الأقوى التي حققت كما سنرى مكاسب ضخمة للغاية جراء موقفها المحايد وبالطبع لم يكن على ساسة مجربين من أمثال كليمنصو ولويد جورج ادراك حقيقة هذه السياسة بسهولة فجاء ردهم على لسان الأخير بان بلدانهم سوف تستمر في الحرب بجميع طاقاتها الى ان تحقق سلما حقيقيا.
3- الهيمنة على نصف الكرة الأرضي
ظهر منذ وقت مبكر ضغط الرأسمالية الأمريكية لتحقيق مصالحها في نصف الكرة الغربي ولكن هذه الرأسمالية كانت تعاني من منافسة القوى الدولية الأخرى ، ولذلك كان اندلاع الحرب العالمية الأولى فرصة مناسبة لتعزيز النفوذ الأمريكي الاقتصادي والسياسي فيها مستغلة انشغال القوى الأوربية بالحرب من جهة ومحاولة تكوين علاقات اقتصادية وسياسات موحدة لدول المنطقة لقطع الطريق إمام القوى الأوربية للعودة اليها بعد انتهاء الحرب ، ولم يكن ذلك يعني ان السياسة المتبعة في هذه المنطقة بعد اندلاع الحرب كانت منفصلة عما سبق اذ استمرت الولايات المتحدة تميز بين الجوار الجغرافي والمناطق البعيدة. فكانت تستخدم سياسة الضم والهيمنة في الجوار ، في الوقت الذي تستخدم فيه سياسة التغلغل الاقتصادي اوكما تعرف بسياسة الباب المفتوح في المناطق االبعيدة عنها وقد تدرجت هذه السياسة طبقا لتطور الوضع الدولي ودرجة انشغال الدول الاوربة بالحرب
4- التعدد ألاثني :
اتسم المجتمع الأمريكي بكونه خليطا من أجناس مختلفة وهو ما انعكس في تعدد ثقافته وتوجهاته لذلك كان على الادارة الامريكية ان تاخذ بمبدا الحياد وعدم استثارة أي فئة لان ذلك قد يؤدي الى خلق تكتلات قوية ضد الحكم اذا ما انحازت الادارة الأمريكية لهذا الطرف او ذاك.
كل هذه الاسباب مجتمعة جعلت من حكومة الرئيس ويلسون ان تقف على الحياد بالاسلوب الذي كان من شانه تحقيق الاغراض الحقيقية للاسباب المذكورة الا ان الادارة الامريكية غيرت بالرغم من كل ذلك وبشكل مفاجئ موقفها من الحرب واصبحت طرفا مباشرا فيها اثر إعلانها الحرب على ألمانيا في 2 نيسان 1917.
اسباب دخول الولايات المتحدة الحرب العالمية الاولى :
في اخر عام 1916 وفي كانون الثاني 1917 لم تفكر الولايات المتحدة ولا الرأي العام الأمريكي بهذا التدخل وبعد ان انتخب الرئيس ويلسون للمرة الثانية رئيسا للولايات المتحدة في تشرين الثاني 1916 وجه الرئيس حملاته في سبيل حياد أمريكا، واصبح شعار "انه أي ويلسون يجعلنا بعيدين عن الحرب" واحدا من ابرز الشعارات الانتخابية للحزب الديمقراطي. وقد وصل الامر بالرئيس الامريكي ان اعلن في كانون الثاني 1917 قائلاً " ان الاشتراك بالحرب الاوربية جريمة على الحضارة ". اذاً كيف حصل ، في خلال ثلاثة اشهر ، بين كانون الثاني وبداية نيسان 1917 ان تبدلت الحالة تماما ؟ وتحت تاثير أي الحوادث اعلنت الولايات المتحدة الامريكية الحرب على المانيا ؟
لقد كتب الكثير عن ذلك ، لكن قلة من الكتاب هم الذين تحروا الحقيقة المجردة واستطاعوا الوصول اليها بعد ان نفضوا عنها غبار العاطفة او التشويه المقصود ، فقد قال بعضهم واكثر هولاء من المؤرخين الامريكيين انفسهم ، ان امريكا دخلت الحرب نصرا للديمقراطية على طغيان الالمان. وفي هذا التعليل مثالية زائدة وتزييف ظاهر اذ لماذا لم تحاول الولايات المتحدة ان تنصر الديمقراطية طوال سنوات 1914 ، 1915 ، 1916 ؟ الم يكن الطغيان الالماني ظاهرا بارز المعالم انذاك ؟ والم يكن دخولها الحرب سنة 1914 اقدر على انقاص عدد ضحايا ذلك الطغيان ودعم الديمقراطي.
اما نقاد اخرون فيرون ، ونظنهم قد لامسوا الحقيقة ، ان الولايات المتحدة قد دخلت الحرب لان طبيعة نظامها الاقتصادي اجبرها على ذلك وتتمثل تلك الطبيعة في الانتعاش المؤقت الذي يخشى الازمة ، والقروض التي توجب ضمان سدادها هي وارباحها العالية ، وقد فصلوا ذلك في صورة مفادها ، ان الاتجار الواسع خلال حوالي ثلاث سنوات من الحياد مع القروض الضخمة للغاية قد ربط مصالح الولايات المتحدة الامريكية اكثر فاكثر بجبهة الحلفاء الى درجة اصبح معها انهيارها يهدد مجمل الحياة الاقتصادية للولايات المتحدة الامريكية في الصميم . لذا اصبح لزاما عليها التمسك بالاتجاه الذي يحول دون انتصار دول الوسط ، وبالفعل ظهرت في الافق بعض المؤشرات لمثل ذلك الانتصار بعد بعض النجاحات الكبيرة التي حققتها القوات الالمانية في جبهات القتال الغربية التي ادخلت الرعب في نفوس الحلفاء الى درجة ان القوات الانكليزية بدأت تفكر بالانسحاب من تلك الجبهة ، وباشر المسؤولون الفرنسيون باتخاذ إجراءات لنقل العاصمة من باريس . وقد ادت الانتصارات نفسها الى تزايد غرور المانيا الى درجة انها ارتكبت اخطاء سياسية كبيرة تجاه الولايات المتحدة التي اصبحت تتوقع في وقت ما اعلان المانيا الحرب عليها ايضا ، وفعلا دفع بها ذلك الغرور الى مع استيائها الشديد من التعاون الاقتصادي بين الحلفاء والولايات المتحدة الى اعلان حرب غواصات مدمرة امتدت أثارها الى المصالح الأمريكية بشكل مباشر. ففي صيف من سنة 1916 وضعت القيادة العامة للجيش الالماني خطة بحرية تهدف الى حسم الموقف الحربي والاسراع بهزيمة بريطانيا ، وتقوم هذه الخطة على تقوية حرب الغواصات بحيث تغرق اية سفينة تقترب من شواطئ انكلترا او فرنسا او تحمل بضائع ومؤن للانكليز او حلفائهم مهما كانت جنسيتها ودون سابق انذار . وكانت القيادة الالمانية تعتقد ان مثل هذا الحصار سيصيب بالشلل الصناعة البريطانية وسيؤدي الى فقدان المواد الغذائية من اسواق انكلترا فاذا حصل ذلك فانها لن تقاوم اكثر من ستة اشهر بحسب تقديرات القيادة الالمانية.
وفي 31 كانون الثاني سنة 1917 ابلغ الرئيس ويلسون رسميا بالقرار الالماني الذي سيوضع موضع التنفيذ اعتبار من مطلع شباط من السنة نفسها ، وعلى الرغم من احتجاج الولايات المتحدة الامريكية وتهديدها بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا في حالة استئنافها لحرب الغواصات باسلوب غير شرعي ، فان الحصار قد نفذ بإحكام.
من هنا اصبح انهيار الحلفاء امرا واردا واقترب الخطر من القارة الامريكية . فاذا استطاعت الغواصات ايقاف التدفق التجاري بين الولايات المتحدة والحلفاء كان ذلك نكبة للولايات المتحدة في اكثر من ناحية ، اذ ان ازدهار صناعتها وتجارتها سينقلب الى ازمة بطالة وبؤس في تلك الحال . وبريطانيا وفرنسا ستغدوان اقرب الى الهزيمة او الاستسلام لألمانيا وعندئذ من سيدفع القروض الضخمة التي استدانتاها من الولايات المتحدة ؟ طبيعي ان المانيا المنتصرة لن تفعل ذلك وطبيعي ان الحلفاء المهزومين لن يكونوا في وضع يمكنهم من الدفع اذن ستذهب تلك القروض مع الريح
ردت الولايات المتحدة الامريكية على ذلك بقطع العلاقات الدبلوماسية مع المانيا يوم 3 شباط 1917 ، وفي 26 شباط اقترح الرئيس ويلسون على الكونغرس تسليح البواخر التجارية الامريكية ، وفي 2 نيسان 1917 اعلن الرئيس الأمريكي دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب الحلفاء. والسؤال الذي يطرح هنا هو لماذا انتظرت الولايات المتحدة الأمريكية شهرين حتى تعلن دخولها الحرب إلى جانب الحلفاء ؟
لقد كان الرئيس ويلسون قلقا جدا كما تقول شواهد معاونيه فقد كان يعلم أن الرأي العام في شهر شباط لم يكن متهيئا لفكرة الحرب، فلم ، وكيف اقتنع الرأي العام بضرورة التدخل في شهر نيسان ؟
منذ ان دخلت حرب الغواصات حيز التنفيذ في الأول من شباط امتلأت الموانئ الأمريكية بالبضائع التي توقفت السفن التجارية الأمريكية عن نقلها وحصل في الموانئ الأمريكية احتقان شديد ووصل هذا الاحتقان الى مراكز الإنتاج إذ أحجم المصدرون عن شراء المواد الغذائية والمواد الأولية ، فشعر المزارعون في وسط الغرب ومنتجو الأقطان في الجنوب ، مباشرة بنتائج حرب الغواصات غير المحددة على مصالحهم المادية . فمن المسؤل عن ذلك سوى ألمانيا ؟ وبعد أن كان هؤلاء الأهالي لا يهتمون بإبعاد الحرب بين الدول الأوربية فهموا ألان انه لم يعد من السهل عليهم البقاء خارج الحرب
كما ودفعت الحرب الغواصات بالاحتكارات الأمريكية الى الإصرار على اتخاذ إجراءات رادعة بحق المانيا لانها احست بان الخطر المباشر بات يهدد مليارات الدولارات التي أقرضتها لدول الحلفاء ، اذ لم تقتصر الديون الأمريكية لها على الدولة ، بل أنها شملت أيضا البيوت المالية الضخمة وعلى راسها مجموعة مورغان ، فاستغلت الصحافة ولا سيما بتحريك منها ، حرب الغواصات الالمانية لشن حملة دعائية واسعة النطاق ضد دول الوسط وتأليب الرأي العام الأمريكي ضدها باعتبارها المسئولة عن حالة التخمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد. وبعد ذلك ببضعة ايام جاءت حادثة برقية زيمرمان والتي ساهمت الى حد كبير في اثارة الراي العام الأمريكي ضد الألمان ، فالحكومة الالمانية عندما عاودت حرب الغواصات كانت تتوقع ان يكون رد الفعل الأمريكي على قرارها هذا هو اعلان الحرب عليها فحاولت استقطاب المكسيك كحليف لها يشغل الولايات المتحدة الامريكية ولو جزئيا عن التدخل في شؤون أوربا ويثير القلاقل والاضطرابات عند حدودها الجنوبية فيشغل بعض امكانياتها العسكرية ويستهلك جزءا من قدراتها الاقتصادية ، فأرسل الوزير الألماني زيمرمان برقية سرية الى السفير الالماني في المكسيك طالبا منه ان يعرض على حكومتها فكرة التحالف في حال دخول الولايات المتحدة الامريكية مؤملا اياها في حال النصر بإمكانية استرجاع جميع المقاطعات التي سلختها الولايات المتحدة الأمريكية عن المكسيك عام 1848 كما تضمنت الرسالة دعوة المكسيك للاتصال باليابان وإقناعها بدخول هذا الحلف ضد الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد استطاعت بريطانيا ان تلتقط هذه البرقية وان تفك رموزها فسارعت الى تسليمها للرئيس ويلسون الذي امر بنشرها في الصحف الأمريكية وبسبب الحساسية الشديدة للمشكلة المكسيكية ، فقد ترتب على هذا الحادث ان تحركت مشاعر الشعب الامريكي ضد الالمان دون البحث عن حقيقة هذه البرقية ، حيث هناك اعتقاد بان قصة البرقية من اولها الى اخرها كانت من تدبير وتنفيذ المخابرات البريطاني.
هكذا بات الراي العام في الولايات المتحدة الأمريكية مقتنعا بفكرة الحرب راضيا بدخولها ليس لحساب الحلفاء وإنما لحساب أميركا نفسها التي باتت مهددة من الألمان في عقر دارها ، عندها وقف الرئيس الأمريكي ويلسون أمام الكونكرس الأمريكي في 2 نيسان 1917 طالبا منه الموافقة على إعلان الحرب على المانيا فكان له ما اراد باغلبية 373 نائبا ضد 50 نائبا و82 شيخا ضد ستة
الدور الامريكي في الحرب
لقد كان للتدخل الامريكي في الحرب العالمية الاولى العامل الحاسم في هزيمة دول الوسط من خلال ، ابطال مفعول حرب الغواصات التي كانت المانيا تعول عليها كثيرا ، واحكام الحصار البحري المفروض على المانيا من قبل الحلفاء ، وزيادة المعونة الاقتصادية الامريكية للحلفاء ، كما دفعت الولايات المتحدة الامريكية اعداد كبيرة من جنودها الى ساحة المعركة بلغ عددهم 1750000 الف جندي . هذا المدد الضخم هو الذي جعل الوضع يتغير لصالح الحلفاء ، وقادت القوات الأمريكية إلى جانب القوات الفرنسية والبريطانية سلسلة من الهجمات العسكرية الناجحة انتهت بجعل الحكومة الألمانية تدرك صعوبة الانتصار بل واستحالته مما جعلها تطلب في شهر تشرين الأول من نفس السنة من الرئيس الأميركي ولسون إجراء مفاوضات للصلح على أساس بنوده الأربعة عشر ، وفي 11 تشرين الثاني توقف القتال ووقعت اتفاقية الهدنة
المصدر: شبكة و منتديات التاريخ العام