- الأربعاء يوليو 18, 2012 11:01 pm
#52795
كتبهاعبدالله العتوم ، في 19 أيلول 2009
مفهوم التنمية السياسية
"التنمية السياسية" مفهوم شديد الغموض لأكثر من سبب. أولا لأنه كثيرا ما يقع الخلط بينه وبين مفاهيم أخرى قريبة منه، وربما رآها البعض مرادفة له مثل التحديث السياسي، والانفتاح السياسي، والإصلاح السياسي، والانتقال السياسي، والديموقراطية. وثانيا لأنه يضم مفاهيم فرعية غامضة بدورها، مفاهيم سياسية وإيديولوجية وأخلاقية وفلسفية غير قابلة للقياس الدقيق والملاحظة العلمية، مثل العدل والمساواة والقدرة وغيرها. السبب الثالث، وفيه يتجلى غموض المفهوم أكثر من غيره، هو تعدد التعاريف التي وضعت للتنمية السياسية واختلافها، وجزئيتها أحيانا وعموميتها وتجريدها في أحيان أخرى.
وضعت تعاريف عدة لمفهوم التنمية السياسية ؛ فمنهم من ركز على العلاقات الاجتماعية والروابط السياسية في المجتمع، العلاقات بين الناس والعلاقات بين المؤسسات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والعلاقات بين هذه وأولئك. ومنهم من ركز على بنية الأجهزة والهياكل السياسية وطبيعتها ومكانتها ودورها في الدولة، ومنهم من اهتم خاصة بقدرات النظام السياسي وفعالية الأداء الحكومي، ومنهم من أولى عنايته لاستقرار النظام السياسي وشرعيته في المجتمع. وهكذا ظهرت تعاريف كثيرة يمكن اختصار مضمونها في :
التنمية السياسية هي قدرة النظام على التعامل مع بيئته الداخلية والخارجية.
التنمية السياسية هي قدرة النخبة الحاكمة على تحقيق التنمية.
التنمية السياسية هي عملية بناء الديموقراطية.
وأنا أقول أن التنمية السياسية هي عملية إنتقال تدريجي من التقليد الى الحديث ، ضمن محورين أساسيين متداخلين ، مؤسسات النظام السياسي شاملاً تقويم السلوكيات والقيم السياسية وهياكل المؤسسات الحكومية، والمحور الأخر هو المجتمع بكل أبعاده الهيكلية والسلوكية ، وهناك علاقة تبادلية بين المحورين بحيث يؤثر ويتأثر كل منهما بالأخر ، وأي تغيير في محور يؤدي بالضرورة الى التغيير في المحور الأخر ، ومن خلال دراسة العديد من المراجع في هذا المجال ، فإنه لا بد من الاشارة الى الملاحظات التالية حول عملية التنمية السياسية :
أ. إنها عملية (process) أو تطور ، وليست مرحلة(stage) او درجة ، بمعنى أن التغيير يشير الى مجموعة من التطورات او التغييرات التي تحدث في الهياكل السياسية ووظائفها المختلفة ، والتفاعلات والأنماط السياسية المرتبطة بها ، ومع أن التنمية هي عملية ولكن ذلك لا ينفي عدم وجود مراحل في إطار هذه العملية.
ب. إنها مفهوم حركي ديناميكي ، أي لا تعرف نقطة تنتهي عندها فهي حركة وتطور مستمر من جانب الهيكل السياسي والنظام المجتمعي لملائمة ذاته وأبنيته مع الظروف والتغييرات الجديدة .
جـ. إنها مفهوم نسبي ، بمعنى أنه لا يوجد مرجع معياري مطلق للحكم على أن دولةً ما وصلت القمة في مجال التنمية السياسية ، فالعملية التنموية تتباين بتباين البيئات الثقافية والحضارية ونسق القيم السائدة ، ويبدو أن لكل دولة خبرتها الخاصة بها والتي تحدد معالمها خلفياتها التاريخية والثقافية والحضارية .
د. وإنطلاقاً مما سبق فإنها مفهوم عالمي ، بمعنى أنها تحدث في كل المجتمعات المتقدمة والنامية ، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة .
مفهوم التنمية السياسية
"التنمية السياسية" مفهوم شديد الغموض لأكثر من سبب. أولا لأنه كثيرا ما يقع الخلط بينه وبين مفاهيم أخرى قريبة منه، وربما رآها البعض مرادفة له مثل التحديث السياسي، والانفتاح السياسي، والإصلاح السياسي، والانتقال السياسي، والديموقراطية. وثانيا لأنه يضم مفاهيم فرعية غامضة بدورها، مفاهيم سياسية وإيديولوجية وأخلاقية وفلسفية غير قابلة للقياس الدقيق والملاحظة العلمية، مثل العدل والمساواة والقدرة وغيرها. السبب الثالث، وفيه يتجلى غموض المفهوم أكثر من غيره، هو تعدد التعاريف التي وضعت للتنمية السياسية واختلافها، وجزئيتها أحيانا وعموميتها وتجريدها في أحيان أخرى.
وضعت تعاريف عدة لمفهوم التنمية السياسية ؛ فمنهم من ركز على العلاقات الاجتماعية والروابط السياسية في المجتمع، العلاقات بين الناس والعلاقات بين المؤسسات الحكومية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والعلاقات بين هذه وأولئك. ومنهم من ركز على بنية الأجهزة والهياكل السياسية وطبيعتها ومكانتها ودورها في الدولة، ومنهم من اهتم خاصة بقدرات النظام السياسي وفعالية الأداء الحكومي، ومنهم من أولى عنايته لاستقرار النظام السياسي وشرعيته في المجتمع. وهكذا ظهرت تعاريف كثيرة يمكن اختصار مضمونها في :
التنمية السياسية هي قدرة النظام على التعامل مع بيئته الداخلية والخارجية.
التنمية السياسية هي قدرة النخبة الحاكمة على تحقيق التنمية.
التنمية السياسية هي عملية بناء الديموقراطية.
وأنا أقول أن التنمية السياسية هي عملية إنتقال تدريجي من التقليد الى الحديث ، ضمن محورين أساسيين متداخلين ، مؤسسات النظام السياسي شاملاً تقويم السلوكيات والقيم السياسية وهياكل المؤسسات الحكومية، والمحور الأخر هو المجتمع بكل أبعاده الهيكلية والسلوكية ، وهناك علاقة تبادلية بين المحورين بحيث يؤثر ويتأثر كل منهما بالأخر ، وأي تغيير في محور يؤدي بالضرورة الى التغيير في المحور الأخر ، ومن خلال دراسة العديد من المراجع في هذا المجال ، فإنه لا بد من الاشارة الى الملاحظات التالية حول عملية التنمية السياسية :
أ. إنها عملية (process) أو تطور ، وليست مرحلة(stage) او درجة ، بمعنى أن التغيير يشير الى مجموعة من التطورات او التغييرات التي تحدث في الهياكل السياسية ووظائفها المختلفة ، والتفاعلات والأنماط السياسية المرتبطة بها ، ومع أن التنمية هي عملية ولكن ذلك لا ينفي عدم وجود مراحل في إطار هذه العملية.
ب. إنها مفهوم حركي ديناميكي ، أي لا تعرف نقطة تنتهي عندها فهي حركة وتطور مستمر من جانب الهيكل السياسي والنظام المجتمعي لملائمة ذاته وأبنيته مع الظروف والتغييرات الجديدة .
جـ. إنها مفهوم نسبي ، بمعنى أنه لا يوجد مرجع معياري مطلق للحكم على أن دولةً ما وصلت القمة في مجال التنمية السياسية ، فالعملية التنموية تتباين بتباين البيئات الثقافية والحضارية ونسق القيم السائدة ، ويبدو أن لكل دولة خبرتها الخاصة بها والتي تحدد معالمها خلفياتها التاريخية والثقافية والحضارية .
د. وإنطلاقاً مما سبق فإنها مفهوم عالمي ، بمعنى أنها تحدث في كل المجتمعات المتقدمة والنامية ، وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة وبأشكال مختلفة .