منتديات الحوار الجامعية السياسية

خاص بالمشكلات السياسية الدولية
#52826
خلافا لما يتصوره الكثيرون، لا تهدف القوى العالمية إلى إجهاض البرنامج النووي الإيراني، حسب ما تقول باحثة غربية إنما تتخذ ذلك ذريعة للإطاحة بنظام الثورة الإسلامية التي تأسست أدبياتها على شيطنة الغرب ومعاداة أميركا بالذات.

هذا ما توصلت إليه أستاذة العلوم السياسية بجامعة كامبردج روكسان فارمانفارمايان في محاضرة نظمها الثلاثاء مركز الجزيرة للدراسات بعنوان: إستراتيجية إيران النووية وخطوط الغرب الحمر.

تستند فارمانفارمايان إلى أن مصالح الجانبين في المنطقة متضاربة بشكل كبير جعل الغرب يخلص إلى أن الحل الوحيد هو رحيل النظام من خلال التضييق عليه ودفعه ليكون خصيما للمنظمات الدولية، إلى حد أن "مطالب الغرب تجاوزت التزامات طهران".

وحسب أستاذة العلوم السياسية، فإن الغرب لم يقم بأي مجهود للتخلص من البرنامج النووي الإيراني، لأنه يريد الإبقاء عليه كواجهة للحرب على نظام طهران.

وحتى بعض نشاطات الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت مجرد غطاء لعمليات تجسس توجت لاحقا بحرب إلكترونية لتفتيت قوة النظام ودفعه للسقوط، وفق فارمانفارمايان.

الاحتواء والاستفزاز
وترى أستاذة العلوم السياسية أن القوى الدولية تدرك أن سياسة الاحتواء لن تجدي مع إيران، لأن نظامها يتشبث بحقه في التمايز مع الغرب، وتقديم نفسه كطرف نافذ في الإقليم.

كذلك، تقول فارمانفارمايان فإن استفزاز إيران بعمل عسكري يظل أمرا مستبعدا نظرا لمقدرة طهران على إلحاق الأذى بمصالح الغرب في العراق وأفغانسنان وقدرتها على شل تدفق النفط من الخليج.

وأمام صعوبة احتواء النظام الإيراني والتخلص منه بعمل عسكري، لم يعد أمام الغرب سوى تضخيم أهمية البرنامج النووي واتخاذه ذريعة لمزيد من العقوبات بهدف إنهاك قادة طهران وتأليب الرأي العام المحلي ضدهم، وفق تقديرها.

بيد أن هذا الرهان يبدو خاسرا أيضا في نظر فارمانفارمايان التي ترى أن "فكرة انهيار النظام ليست واردة"، لأنه يملك خبرة طويلة في الالتفاف على العقوبات ولديه "اقتصاد مثابر" وتفادى الانهيار في أزمات أكثر قسوة من الوضع الراهن.

وحتى تحجيم نفوذ طهران الخارجي ليس بالأمر الهين، لأن لديها خطوطا سالكة مع المليشيات في لبنان والعديد من دول الشرق الأوسط وتضمن ولاء حكومة العراق، وتتغلغل في أميركا الجنوبية، وفق فارمانفارمايان.

طرح واقعي
ويؤيد هذا الرأي الباحث الإيراني منير الدين موسى، الذي يرى أن طرح الدكتورة روكسان واقعي جدا ويدعمه نفوذ طهران في سوريا والعراق ولبنان والعديد من دول العالم، حسب تعبيره.

وحتى لو نجحت الثورة السورية في إسقاط حكم الأسد فإن العرب والغربيين سيلجؤون لإيران لمساعدتهم في تفادي انهيار البلد والحيلولة دون الحرب الأهلية، وفق تقدير موسى.

يشار إلى أن إيران داعم أساسي لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في قمعه للمظاهرات الاحتجاجية، وتقف معه بالدعم المالي والسياسي، وترفض المعارضة السورية خصوصا الجيش السوري الحر أي دور لإيران وتتهمها بمد نظام الأسد بالسلاح والرجال.

لكن الباحث في الشؤون الدولية محمد عبد العاطي يرى أن سياسة "النفس الطويل" التي يتعامل بها الغرب مع إيران ستؤدي في النهاية إلى تفكك النظام الذي "بدأ يتصدع بالفعل فهناك خلافات بين المرشد والإصلاحيين، وحتى في جناح المرشد توجد خلافات بين الحرس والخارجية والمخابرات".

ويضيف عبد العاطي أن العزلة السياسية والاقتصادية وعدم إيمان الإنسان الإيراني بنظام المرشد والأمراض الاجتماعية والثورات العربية، كلها عوامل تضاعف الضغط على النظام وتجعل تسويقه غير ممكن سواء في الداخل أو الخارج.