صفحة 1 من 1

الأمير سلمان فارس من مدرسة المؤسس

مرسل: الخميس يوليو 19, 2012 3:49 am
بواسطة احمد العثمان ٣
الأمير سلمان… فارس من مدرسة المؤسس

كريم الخِلال

تجلت حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ، في أسمى صورها باختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للدفاع.


خادم الحرمين الشريفين مع أخيه وولي عهده الأمين الأمير سلمان

هذا الاختيار الذي وجد ترحيباً داخلياً، إقليمياً، دولياً، وتأييداً من أبناء الأسرة المالكة وعموم الشعب السعودي يستند إلى رؤية واضحة، وحقائق ثابتة، وأدلة دامغة مفادها أن الدولة السعودية تسير بثبات نحو المستقبل على ضوء نهج واضح لا غموض فيه ولا التواء، وأنها تنحاز دوما إلى الاستقرار والتطوير، والتنمية، والارتقاء، و ترسيخ قيم العدل والمساواة واحترام حقوق الإنسان، وفقاً لثوابت ارتضتها الدولة السعودية منذ تأسيسها وانتهجتها طريقاً قويماً للحكم، وأداة للممارسة السياسية في الداخل والخارج، وقد وافق عليها وأقرها والتزم بها الشعب السعودي الذي لن يرضى عنها بديلاً، كما أن هذا الاختيار الموفق يؤكد أن الدولة السعودية التي أرست دعائم الاستقرار منذ مائة عام تنطلق من ثوابت عمادها الحكمة، وهدفها الشعب والوطن، ورؤيتها بناء الإنسان ورفاهيته، وسعيها لتثبيت دعائم أمن المواطن وتقديم أفضل الخدمات له أينما كان على ثرى هذا الوطن، وفق نهج يستمد اصوله من القرآن الكريم وسنة نبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام.

إذ نبارك للشعب السعودي الكريم اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولياً للعهد، نرفع أجمل عبارات التهنئة لسموه الكريم على هذه الثقة الغالية من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ، ويتوقع الجميع أن سمو ولي العهد سيكون عند حسن ظن ولي الأمر وجميع أبناء الوطن، وأبناء الأمتين العربية والإسلامية استناداً إلى المقومات الشخصية والقدرات التي منحها الله له، والتجارب الكثيرة والمتنوعة لسموه في العمل العام منذ فجر شبابه أي منذ ان تم تعيين سموه أميراً بالنيابة لمنطقة الرياض في 11 رجب من العام 1373 هـ، الموافق 16 مارس من العام 1954 م، وتكللت هذه المسيرة بتوفيق من الله، وبحب غامر من أبناء الوطن لشخص سموه الكريم.

طيلة هذه الفترة من العمل العام في خدمة الوطن ظهرت انجازات سمو الأمير سلمان بن عبد العزيز واضحة جلية ليس في منطقة الرياض فقط، بل على مستوى أرجاء الوطن كافة وفي السياسة الداخلية والخارجية بجميع أبعادها، تلك الانجازات استمدت مقومات نجاحها من روافد كثيرة ومتنوعة بدأت من مدرسة المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل ـ طيب الله ثراه ـ تلك المدرسة التي أسسها ورعاها الملك المؤسس الذي أرسى قواعد بنيان هذا الوطن على البر والتقوى والنهج الإسلامي القويم والحكمة والنظرة الثاقبة، وقد تلاقى ذلك وتكامل مع المقومات الشخصية التي يتمتع بها سمو الأمير سلمان تلك المقومات جعلته محل احترام أبناء المملكة، وجميع الأمراء أبناء الأسرة المالكة، وجعلته يظفر باحترام الزعماء كافة في دول مجلس التعاون الخليجي ودول الأمتين العربية والإسلامية، ودول العالم أجمع، لكونه يمتلك مقومات شخصية متميزة منها القوة في غير عنف، اللين في غير ضعف، الوضوح، الصراحة، العدل، الجدية، الصرامة، العمل الدؤوب، العطاء الدائم دون كلل أو ملل، الصبر، الهدوء، الاستماع والإصغاء، التواضع، تطبيق سياسة الباب المفتوح، النزاهة والعفة، والكرم، وغير ذلك من الخلال الكريمة والشيم العربية الأصيلة التي يتحلى بها الفرسان الذين تربوا على يد الملك المؤسس.


الأمير سلمان

إذا كان ما سبق يلقي الضوء على جانب من السمات الشخصية لسمو ولي العهد ورافد مدرسة الملك عبد العزيز، فإن تجربة العمل والاقتراب من اخوانه الملوك جعلته في موقع المستشار الأمين لهم ومن ثم النهل من تجاربهم والوقوف على أبعاد سياساتهم الداخلية والخارجية، وطرق معالجتهم لقضايا الداخل والخارج طيلة العقود الماضية خاصة في أوقات الأزمات والشدائد والمحن، إضافة إلى مشاركته وإطلاعه على الملفات الهامة والحساسة التي تتعلق بعلاقات المملكة مع محيطها الإقليمي والدولي، وكذلك جولاته الداخلية في مناطق المملكة كافة، وزيارته الخارجية في مهمات رسمية للعديد من دول العالم، وعلاقاته بزعماء وقادة هذه الدول، كل ذلك يشكل روافد مهمة وتجارب ثرية، ومؤثرات لها اكثر من مدلول في إثراء قدرة سموه على صناعة القرار الناجح واتخاذه في الوقت المناسب، وتجعل رؤيته للحاضر والمستقبل جلية وواضحة دون لبس أو غموض أو تشويش أو تردد أو تشتت، مما يدعم سياسة الاستقرار ويرسخ دعائم التنمية، ويحافظ على توجهات الاتزان والحكمة، تلك التوجهات التي تميز القرار السعودي الذي يرفض التشنج والانفعال والعصبية وردود الأفعال الطائشة، أو القرارات الترقيعية المؤقتة لحل المشكلات في الداخل أو عند التعامل مع ملفات الخارج، إضافة إلى عدم السماح للآخرين بعدم التدخل في شؤون المملكة الداخلية تحت أي ظرف من الظروف وكذلك عدم التدخل في شؤون الآخرين.

من فضل الله على بلادنا أن بها من الأبناء البررة وذوي الكفاءات من يملأ الفراغ فوراً، ويوجد من يضطلع بمهمات المناصب العليا على الفور ويستكمل المسيرة بهدوء حيث تنتقل الصلاحيات بيسر وسلاسة في ظل نظام وضعه الملك المؤسس، ودعمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز ـ يحفظه الله ـ بنظام البيعة، إضافة إلى إشراك الأبناء والأحفاد من ذرية الملك عبد العزيز في إدارة شؤون الحكم مما جعل الأجيال الشابة تعمل جنباً إلى جنب مع أجيال الخبرة والحكمة لتهيئة الأمراء الشباب لممارسة العمل الإداري والسياسي ويجعلهم في مواقع اتخاذ القرار والدفع بهم إلى الصفوف الأولى في أي وقت، وقد أتت هذه السياسة أكلها وأثبتت قدرة الأجيال على التواصل لحمل راية هذا الوطن العظيم الذي هو دوحة غناء وواحة خضراء في عالم تتقاذفه أمواج الصراعات والحروب والفتن والفقر والمجاعات، وكل ذلك يقف خلفه رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وصدقوا مع وطنهم ومواطنيهم وحملوا المسؤولية ونفذوها على أكمل وجه ابتغاء وجه الله تعالى وصيانة هذا الوطن.
إذا كان الحزن يعتصر قلوبنا على رحيل سمو الأمير نايف بن عبد العزيز ـ يرحمه الله ـ الذي لم ولن ننساه، ولن ينسى الوطن ما قدمه الراحل العظيم له طيلة العقود الماضية، إلا أن عزاؤنا في وجود خير خلف لخير سلف في أسرة معطاءة لوطن معطاء.