دولة الوحدة ...... الدكتور نديم البيطار
مرسل: الخميس يوليو 19, 2012 1:36 pm
كلمة الدكتور نديم البيطار في ندوة ?? المثقف العربي دوره وعلاقته بالسلطة والمجتمع ?? الرباط 4 - 5 مايو / أيار 1985 . ان أول نقطة أود التأكيد عليها هنا هي موقعنا الذي نريد أن ننطلق منه ...فالهم الأول الذي يسودنا ويتحكم بمشاعرنا ويحدد جهودنا هو المنطلق الوحدوي . فنحن جماعة وحدوية نؤمن بأن دولة الوحدة تتقدم على كل شيء . اننا نؤمن بأن المستقبل العربي إما أن يكون وحدويا واما الا يكون . ولهذا يجب أن نجند ونعبئ طاقات الأمــة الارض والشعب في خدمة هذا القصد ، لأنه ليس من كرامة ومن حياة ولا من بقاء لهذه الامة دون هذه الدولة ... ونحن اذا ندعوا الى الدولة الواحدة لا ندعوا اليها باسم إبـاء قومي أو عن جاهلية قومية ولا حتى باسم الوجود القومي الواحد ، على الرغم من أهميته كأساس لدولة الوحــدة ، بل اننا نطالب بها كأداة بقـــــائية محضـة وذلك يعود الى موقعنا الاستراتيجي المهم في هذه الارض . فهذا الموقع يفرض علينا تحديات هائلة وجسيمــة . دونو تعبئة امكاناتنا لا يمكننا الــــرد على هذهر التحديات ، خصوصا وأن الدول الكبرى لا يمكن أن تدعنـــــا لوحــــــدنا .... إنني أعلن لكم شخصيا لو أن هذا الوطن المعذب كان في مكان هامشــــــي من هذه الأرض لكنت وجهت ، على الأرجح ، وجهت طاقتي الفكرية الى موضوع آخر ولما كنب ركزتها على دولـــــــــة الـــــوحــــدة ، لكنت من الممكن أن أجد ، آنذاك ، في التجزئة بعض الايجابيات التي يمكن أن تبررها . ولكن موقعنا ليس ذلك الموقع الهامشي ، انــه في قلب العالم . ولهذا فان الدول الكبرى سوف تتـــلاعب بنا وتهـــزأ منا ، وتستغلنا طالما أن الضعـــــــف العربي قائم . والأداة الوحيـــــدة التي تشترط كل الأدوات الاخرى في معالجة هذا الضعف هي دولة الوحـــــدة . ثم ان دولة الوحدة ، من ناحية ثانية ، ليست مجرد أداة في نجاتنـــــــــا وخلاص المستقبــــل العربي وحمـــــــايتـــه ، بل انها ــــ كما قلت فيو ندوة الفكر والحــــوار * ـــ ضرورة انسانية . فالضعــــف العربي الذي يدفع الدول الكبرى الى التنافس حولنا وكأننا غير موجــــــــودين ، أصبح بكل صراحــــــــــة ، خطـــرا على الانسانية . فقد يكون هذا التنافس مصدرا لصراع عربي يؤدي الى حرب نووية ، و،ان حدثت هذه الحرب فلن يكون المسوؤل هو تكالب الدول الكبرى علينا فقط ، بل الضعف العربي هو الذي يسمح بذلك التنافس حولنا ... إننــا نوجــد الان في وضعية من الاقليمية الخانــــــــقة ، والتجـــــزئة أصبحت تفـــرز اقليمية نفسية وفكرية أكثـــر خطـــــــورة . مـــــا العمـــــل ؟؟؟ هذه هو السؤال الذي يجب أن تطرحه الندوة أو على الأقل أن تطرحه من جانب معين . ان الاجابة تفرض معالجة علمية موضوعية لدور المثقــــف . فعادة ما يناقش موضوع المثقف بأساليب ميتافيزيقية ، أي اخراج دور المثقف من الوضع التاريخي أو من الأوضاع الاجتماعية والتاريخية التي يجب أن يعالج بها ، فيعمم جوهر ما على دور الجماهير ودور المثقفين وكأن الاوضاع الاجتماعية التاريخية التي تشترط هذا الدور وتحوله من شكل الى شكل آخر غير موجودة . فدور المثقفين ـ ان كان لهم دور ـ يرتبط بوضع تاريخي محدد ويجب أن يعالج في ضوء ذلك الوضع . نفس الاعتبار ينطبق على دور الجماهير ، فهو يرتبط ،، ككل عمـل سياسي ، بوضع اجتماعي تـاريخي معين ، أرجو أن تتمكن الندوة من آيضاح هذه النقاط . وأخيرا عند مكراجعة تجارب اتلتاريخ الوحدوي والثوري ، نجد أن القيادات الثورية الناجحة واتلحركات الثورية الناجحة ، كانت دائما تخضع لقياس وحدوي أو ثوري وتخضـــع كل شيء لمصلحــــة الثــورة أو الوحــــدة العاليا . ان هذه الحركات نجحت لأنهخا وفقـــت الى وعــــي وحــــدوي ثـــوري كان يعرف كيف يكرس كل شيء في خدمــــة دولـــة الـــــوحدة . هذا هـو قياسنا وهذا هو دربنا وأوجو أن نوفق . * ندوة ـ المجتمع العربي الى أين ـ التي نظمها بالرباط ـ منتدى الفكر والحوار ـ بتاريخ 22 ـ 25 نوفمبر .1984