- الخميس يوليو 19, 2012 1:47 pm
#52864
حفرة في الدماغ
خلف الحربي
أعلن أحد المواطنين أنه سيقاضي أمانة جدة والشركة المنفذة بعد تعرضه لأضرار خطيرة إثر سقوطه وسيارته في حفرة تخص إحدى مشاريع تصريف السيول في شرق جدة، حيث يشكو الناس من عدم وجود إرشادات بوجود الحفر «ربما لأن المكان الذي يجب أن توضع فيه اللوحات الإرشادية محفور أيضا!».
وفي مكة المكرمة توفي أحد منسوبي الدفاع المدني وأصيب ثلاثة من زملائه إثر سقوط سيارة الإطفاء التي كانت تقلهم في حفرة لتصريف السيول في حي الشرائع، وهكذا يتواصل مسلسل السقوط في الحفر في ظل عجز أمانات المدن عن التوفيق بين فشلها السابق في تصريف السيول وفشلها الحالي في حل المشكلة فالتقى الفشل الأول بالفشل الأخير في حفرة واحدة، وهكذا يكون شعار الموسم «من لم يمت بالسيل مات بحفرة»!.
وإذا وفق الله المواطن الذي سقط في حفرة جدة وكسب القضية ضد أمانة جدة والشركة المنفذة للمشروع فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية قد تحتاج إلى إنشاء «الهيئة الوطنية لحفر الشوارع» يكون فيها قسم لتمويل التعويضات التي يحصل عليها المواطنون المتضررون من الحفر القاتلة، وقسم ثان لتقدير أضرار السيارات، وقسم ثالث لتدريب المواطنين وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع مفاجآت الحفر، لأن كل حفرة لها خصوصيتها!، وقسم رابع لدراسة الفوارق بين حفر جدة وحفر الرياض وحفر الدمام، وقسم لدراسة الآثار النفسية التي تتركها الحفر في المواطن وعلاقة ذلك بتزايد حالات العنف الأسري!.
ومن واجب المواطنين الكرام أن يتفهموا طبيعة عمل هذه الهيئة الجديدة ويحترموا تخصصها، حيث لا يصح أن يأتي مواطن مصاب بدوار البحر بسبب كثرة التحويلات ليطلب تعويضات من هيئة الحفر، فالحفريات شيء والتحويلات شيء آخر تماما، فلكل شيء ميزانياته وشركاته وبواطن شركاته وأخطاؤه الخاصة به وحده والتي لا يمكن إسقاطها على الشيء الآخر!.
في دول العالم المتحضر «غير المتحفر» يكتبون على إبريق الماء المغلي «ماء حار» كي لا يحترق أحد بالخطأ، وهذا دليل على فضاوة مؤسساتهم وقلة وعي مواطنيهم الذين يفتقرون إلى القدرة على التخيل ولا يستطيعون توقع الأمور غير المتوقعة، أما الواحد منا فيشغل نصف دماغه كي يتفادى الوقوع في الحفر والنصف الآخر يخصصه لمعرفة مكان بيته وسط كل هذه التحويلات.. وهكذا لا يتبقى في الدماغ سوى حفرة صغيرة جدا تتجمع فيها مياه التصريحات الرنانة.. ليت الأمانات ترش هذه الحفرة على طريقها كي لا يتكاثر البعوض في الدماغ!.
[email protected]
خلف الحربي
أعلن أحد المواطنين أنه سيقاضي أمانة جدة والشركة المنفذة بعد تعرضه لأضرار خطيرة إثر سقوطه وسيارته في حفرة تخص إحدى مشاريع تصريف السيول في شرق جدة، حيث يشكو الناس من عدم وجود إرشادات بوجود الحفر «ربما لأن المكان الذي يجب أن توضع فيه اللوحات الإرشادية محفور أيضا!».
وفي مكة المكرمة توفي أحد منسوبي الدفاع المدني وأصيب ثلاثة من زملائه إثر سقوط سيارة الإطفاء التي كانت تقلهم في حفرة لتصريف السيول في حي الشرائع، وهكذا يتواصل مسلسل السقوط في الحفر في ظل عجز أمانات المدن عن التوفيق بين فشلها السابق في تصريف السيول وفشلها الحالي في حل المشكلة فالتقى الفشل الأول بالفشل الأخير في حفرة واحدة، وهكذا يكون شعار الموسم «من لم يمت بالسيل مات بحفرة»!.
وإذا وفق الله المواطن الذي سقط في حفرة جدة وكسب القضية ضد أمانة جدة والشركة المنفذة للمشروع فإن وزارة الشؤون البلدية والقروية قد تحتاج إلى إنشاء «الهيئة الوطنية لحفر الشوارع» يكون فيها قسم لتمويل التعويضات التي يحصل عليها المواطنون المتضررون من الحفر القاتلة، وقسم ثان لتقدير أضرار السيارات، وقسم ثالث لتدريب المواطنين وإرشادهم إلى كيفية التعامل مع مفاجآت الحفر، لأن كل حفرة لها خصوصيتها!، وقسم رابع لدراسة الفوارق بين حفر جدة وحفر الرياض وحفر الدمام، وقسم لدراسة الآثار النفسية التي تتركها الحفر في المواطن وعلاقة ذلك بتزايد حالات العنف الأسري!.
ومن واجب المواطنين الكرام أن يتفهموا طبيعة عمل هذه الهيئة الجديدة ويحترموا تخصصها، حيث لا يصح أن يأتي مواطن مصاب بدوار البحر بسبب كثرة التحويلات ليطلب تعويضات من هيئة الحفر، فالحفريات شيء والتحويلات شيء آخر تماما، فلكل شيء ميزانياته وشركاته وبواطن شركاته وأخطاؤه الخاصة به وحده والتي لا يمكن إسقاطها على الشيء الآخر!.
في دول العالم المتحضر «غير المتحفر» يكتبون على إبريق الماء المغلي «ماء حار» كي لا يحترق أحد بالخطأ، وهذا دليل على فضاوة مؤسساتهم وقلة وعي مواطنيهم الذين يفتقرون إلى القدرة على التخيل ولا يستطيعون توقع الأمور غير المتوقعة، أما الواحد منا فيشغل نصف دماغه كي يتفادى الوقوع في الحفر والنصف الآخر يخصصه لمعرفة مكان بيته وسط كل هذه التحويلات.. وهكذا لا يتبقى في الدماغ سوى حفرة صغيرة جدا تتجمع فيها مياه التصريحات الرنانة.. ليت الأمانات ترش هذه الحفرة على طريقها كي لا يتكاثر البعوض في الدماغ!.
[email protected]