الاستراتيجية الأمريكية في أفريقيا
مرسل: الخميس يوليو 19, 2012 1:58 pm
الاستراتيجية الأمريكية في أفريقيا
أنور ماجد عشقي
أعلن البيت الأبيض عن تطوير قدرات الجيش الأمريكي وتجهيزاته في القارة الأفريقية من خلال تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية السرية داخل القارة، واعتبر ذلك بمثابة ثورة استخبارية تتخطى بها الوكالة (CIA) كل الحدود المتعارف عليها في العمليات الاستخبارية الخاصة التي تجريها في العالم أجمع ، مما يؤكد على أنها استراتيجية أمريكية جديدة.
والمشروع يتضمن توسعا واضحا في العمليات العسكرية السرية في القارة ومنها إنشاء شبكة من القواعد السرية والتركيز بشكل خاص على العمليات الخاصة مع التوسع في عمليات التجسس للتصدي للجماعات المسلحة التي تنتمي لفكر تنظيم القاعدة.
صحيح أن الأعمال الإرهابية في القارة تتصاعد بشكل ملحوظ فجماعة الشباب في الصومال أعلنت انضمامها إلى القاعدة والتوسع الملحوظ لجماعة بوكوحرام وإعلانها عن مسؤوليتها عن التفجيرات في نيجيريا، وأخيرا الانقلاب العسكري في مالي وإعلان بعض الجماعات الاستقلال في شمال مالي.
لقد انتشرت القواعد العسكرية في جوانب القارة السمراء المصابة بالإرهاب وغير المصابة مما يؤكد على أن الإرهاب ليس هو المستهدف الوحيد بل إن الزحف الصيني والروسي للسيطرة على النفط والمعادن النفيسة هو ما أثار حفيظة واشنطن التي أخذت ترسل إشارات واضحة تقول بان إفريقيا لن تكون مستباحة للدب والتنين.
والأهم من ذلك هو أن واشنطن اكتشفت عبر الستالايت لاند كمية هائلة من النفط بمنطقة أوغادين المتنازع عليها بين الصومال وأثيوبيا، فقررت بالتالي أن تعيد تشكيل دول القرن الإفريقي على أن تكون أثيوبيا هي المسيطرة على هذه الدول وأن تتحد جميعا تحت رايتها.
ولعل هذا ما يفسر التوجه الأمريكي نحو الاستثمار الزراعي في هضبة أثيوبيا الخصبة، لكن هذا الأمر يشكل خطورة على أكبر دولتين عربيتين تعانيان من اضطرابات داخلية هي مصر والسودان.
فإذا ظلت هاتان الدولتان بهذا الحال فإنهما ستحرمان من الاستثمارات الخارجية والعربية وبالتالي سيكون الاتجاه نحو أثيوبيا التي قررت أن تبني عشرات السدود لتلبية احتياجات المستثمرين وبالتالي سوف يكون النيل ساقية تجري في السودان ومصر عندها تصاب هاتان الدولتان بالتصحر.
أنور ماجد عشقي
أعلن البيت الأبيض عن تطوير قدرات الجيش الأمريكي وتجهيزاته في القارة الأفريقية من خلال تنفيذ مزيد من العمليات العسكرية السرية داخل القارة، واعتبر ذلك بمثابة ثورة استخبارية تتخطى بها الوكالة (CIA) كل الحدود المتعارف عليها في العمليات الاستخبارية الخاصة التي تجريها في العالم أجمع ، مما يؤكد على أنها استراتيجية أمريكية جديدة.
والمشروع يتضمن توسعا واضحا في العمليات العسكرية السرية في القارة ومنها إنشاء شبكة من القواعد السرية والتركيز بشكل خاص على العمليات الخاصة مع التوسع في عمليات التجسس للتصدي للجماعات المسلحة التي تنتمي لفكر تنظيم القاعدة.
صحيح أن الأعمال الإرهابية في القارة تتصاعد بشكل ملحوظ فجماعة الشباب في الصومال أعلنت انضمامها إلى القاعدة والتوسع الملحوظ لجماعة بوكوحرام وإعلانها عن مسؤوليتها عن التفجيرات في نيجيريا، وأخيرا الانقلاب العسكري في مالي وإعلان بعض الجماعات الاستقلال في شمال مالي.
لقد انتشرت القواعد العسكرية في جوانب القارة السمراء المصابة بالإرهاب وغير المصابة مما يؤكد على أن الإرهاب ليس هو المستهدف الوحيد بل إن الزحف الصيني والروسي للسيطرة على النفط والمعادن النفيسة هو ما أثار حفيظة واشنطن التي أخذت ترسل إشارات واضحة تقول بان إفريقيا لن تكون مستباحة للدب والتنين.
والأهم من ذلك هو أن واشنطن اكتشفت عبر الستالايت لاند كمية هائلة من النفط بمنطقة أوغادين المتنازع عليها بين الصومال وأثيوبيا، فقررت بالتالي أن تعيد تشكيل دول القرن الإفريقي على أن تكون أثيوبيا هي المسيطرة على هذه الدول وأن تتحد جميعا تحت رايتها.
ولعل هذا ما يفسر التوجه الأمريكي نحو الاستثمار الزراعي في هضبة أثيوبيا الخصبة، لكن هذا الأمر يشكل خطورة على أكبر دولتين عربيتين تعانيان من اضطرابات داخلية هي مصر والسودان.
فإذا ظلت هاتان الدولتان بهذا الحال فإنهما ستحرمان من الاستثمارات الخارجية والعربية وبالتالي سيكون الاتجاه نحو أثيوبيا التي قررت أن تبني عشرات السدود لتلبية احتياجات المستثمرين وبالتالي سوف يكون النيل ساقية تجري في السودان ومصر عندها تصاب هاتان الدولتان بالتصحر.