صفحة 1 من 1

فيدل كاسترو

مرسل: الجمعة يوليو 20, 2012 8:27 pm
بواسطة فيصل التميمي36
حكم "فيدل كاسترو" جزيرة كوبا الكاريبية أكثر من أربعين عامًا ليصبح آخر رموز الشيوعيين

فيدل كاسترو: هذه الشجرة لم تكن هنا، لنذهب إلى بيت جدتي.

في عام 96 قام فيدل وهو في السبعين من عمره بزيارة بيت طفولته مع صديقه القديم الروائي الكولمبي الشهير عالميًّا "جابريل جارسيا ماركيز".

فيدل كاسترو: وضعت مسمارًا على لساني وضعته على لساني حتى لا أشتم به المدرسة.

بدأ "فيدل" حياته في بيران وهي منطقة زراعية في شرقي كوبا كان الثالث في أسرة تتألف من ثلاثة صبيان وأربع بنات.

فيدل كاسترو: كانت أمي من عائلة فلاحين فقيرة وكان أبي جاء إلى كوبا مجندًا إسبانيًّا قبل انتهاء الحرب.

تحول والد "فيدل كاسترو"، من مجرد عامل مهاجر إلى صاحب مزرعة ثري لقصب السكر كان هناك لوح يحمل تاريخه، كان موجهًا بذاك الاتجاه أو أبعد قليلا.

المعلق الثاني:

ذهب "فيدل" من هذه المدرسة الصغيرة إلى مدرسة أخرى في سان دييجو المدينة الثانية في كوبا، ومنها إلى ثانوية النخبة في هافانا.

المعلق الأول:

يمكنه أن يعتز بكونه صاحب أفضل ذاكرة عرفته، سأخبرك ما كان يفعله بالمواد الدراسية التي لا يحبها، لقد كان يحفظها عن ظهر قلب بل يصورها في ذاكرته مما يعني أنه كان يستطيع أن يمزق الورق من الكتاب ويردد محتوياته وكأنها محفوظة في ذاكرته أو كأن الكتاب ما زال مفتوحًا أمامه.

المعلق الثاني:

عندما دخل "فيدل كاسترو" جامعة هافانا لدراسة القانون عام خمسة وأربعين كانت الأجواء السياسية مشحونة جدًّا، شارك "فيدل" في المظاهرات ولكن ليس كشيوعي بل كقومي راديكالي يميل إلى فرض العدالة الاجتماعية.

المعلق الأول:

تمتع "فيدل" منذ ذلك الحين بمواصفات القائد السياسي، كان حضوره يسيطر على الاجتماعات المعقدة، وكان يتكيف مع الظروف الصعبة.

بدأ في الجامعة يكشف عن شخصيته الحقيقية وعن طموحه الذي لا يحده شيء.

تزوج من ابنة رجل ينتمي إلى نظام باتستا، ثم حصل الطلاق بعد عامين نتيجة الضغوط العائلية.

جامعتنا كانت رائعة جدًّا، وقد ساهمت في صقل شخصياتنا وشخصية "فيدل" وقد قمنا بتنظيم الحركة الطلابية والحركة العماليَّة أيضًا.

المعلق الأول:

انتقلت كوبا في عام أربعين من الديكتاتورية إلى نظام الانتخابات وفي عام اثنين وخمسين ترشح "فيدل" في الانتخابات عن الحزب الوطني المتزمت عندما كان يمارس المحاماة وهو تحالف مناهض للفساد، لم تجر الانتخابات بل قاد جنرال باتستا انقلابا لاستعادة ديكتاتوريته العسكرية.

المعلق الثاني:

تبنى عدد من الشبان الأفكار الثورية وأيدوا "فيدل" لأنهم رأوا فيه مواصفات القائد، قال لهم: يتطلب حل الأزمة السياسية في كوبا القيام بثورة كخيار وحيد.

المعلق الأول:

قاد "فيدل" حينها منظمة سرية تضم آلافًا من الشبان ونظم هجومًا على ثكنة في مدينة سان دييجو على الاستيلاء على الأسلحة.

فيدل كاسترو:

أردنا تحريك ثورة شعبية لإسقاط باتستا وإن فشلنا في تحقيق ذلك أو في حال تمكن باتستا من الرد بقوة وضربنا هنا في سان دييجو ، نتراجع باتجاه الجبال، ونأخذ معنا الأسلحة التي صادرناها من ثكنة منكادا، ثم نشن حرب ثوار من هناك.

المعلق الثاني:

ما كادت هذه العملية أن تبدأ حتى تعثرت مجموعة من رجال "فيدل" بدورية عسكرية قتل تسعة وستون من أصل مائة وخمسين مشاركًا سقط ثمانية منهم فقط أثناء القتال أما الباقون فقد قتلوا بعد الأسر، نجا "فيدل" وتبدأ بذلك أشهر محكمة في التاريخ الكوبي، حكم على "فيدل" بالسجن خمسة عشر عامًا في جزيرة مغلقة وقد أطلق على حركته السياسية لقب السادس والعشرين من تموز، بعد وقوع حادثة الثكنة هرب بيانًا يعتمد على دفاعه في المحكمة تحت عنوان سيبرأني التاريخ وأصبح البيان لاحقًا برنامج عمل ثورة عام 59.

فيدل كاسترو:

أشتاق أحيانًا إلى الأيام التي قضيتها في السجن فقد وجدت هناك الوقت الكافي للقراءة كنت أقرأ من اثنتي عشرة إلى ستة عشر ساعة ولم أجد بعد ذلك فرصةً للقراءة لساعات طويلة.




المعلق الأول:

سجن "فيدل" ورفاقه مدة عامين فقد أجبر باتستا على العفو العام عن السجناء السياسين بعد اضطرابات شعبية غادر "فيدل" وشقيقه راءول إلى المكسيك جمع "فيدل" المال من المهاجرين الكوبيين في الولايات المتحدة لدعم قضيته، ساهم الفقراء والأغنياء في فلوريدا بدعمه واليوم تتركز في فلوريدا قوى المعارضة الرئيسة "لفيدل".

المعلق الثاني:

انطلق ثمانون شخصًا من المكسيك على يخت جراناما الشهير بينهم "فيدل كاسترو"، والخطط كانت أن يتوافق وصولهم مع انطلاقة انتفاضة شعبية في سان دييجو.

المعلق الأول:

سقط أد الرجال في الماء قبل ساعات قليلة من الإنزال وبدأنا نبحث عنه دون أن نجد له أثرًا ونحن ننادي روكي روكي، من دون جدوى وبعد قليل صرح "فيدل" قائلا:

فيدل كاسترو:

إن أحدًا لن يتحرك من هنا حتى نعثر عليه.

المعلق الأول:

أدى ذلك إلى رفع معنويات الجميع الذين شعروا بالأمان إلى جانبه فقد تأكد لهم أن "فيدل" لن يتخلى عن أي شخص منهم، وقد عثرنا عليه ولكن العثور عليه أفسد عملية الإنزال والخطة.

المعلق الثاني:

فشلت الانتفاضة الشعبية فقد وصلت جراناما بعد يومين من موعدها المحدد إلى مكان خاطئ مما تسبب في كارثة تصفية ثمانية وستين مجندًا رميًا بالرصاص.

المعلق الأول:

اختبأ "فيدل" ورفاقه في حقل لقصب السكر وكان يسمعون حركة دوريات باتستا من حولهم ولكن على مدار خمسة أيام كاملة لم يبق سوى "فيدل" ومجموعة من رفاقه، وهو يردد نحن ننتصر نحن ننتصر.

المعلق الثاني:

في حال احتدام المقاومة كانت الخطة الانسحاب إلى جبال سيرامايسرا حيث تمكن "فيدل" راؤول وتشيف ورفاقهم الناجون من الاجتماع هنا مرة أخرى.

كان تشجيفارا أول قائد عينه "فيدل كاسترو" ووافقنا جميعًا فقد كان الأكثر تدريبًا ويعرف الطرقات ويوجد التخطيط ثم راؤول ومن بعده أنا وكاميلي وكاميلوتي وتبعنا الباقون.

المعلق الأول:

وجدت حركة "فيدل" تعاطف في صفوف النساء الكوبيات ومن بينهن ابنة طبيب تدعى "سيليا سان شيز" وقد أصبحت وزيرة فيما بعد طوال عشرين عامًا.

عزز "فيدل" وقادت وحداتهم بتجنيد رجال على مدار سنتين على أساس تحالف وطني عريض، ساعد سكان ثوار الجبال الثوار على حربهم على باتستا كان الحصول على دعم المدن ضروريا فأصدروا الناشرات الدعائية والصحف ثم المحطة الإذاعية عام ثمانية وخمسين، اهتمامات "فيدل" الدائمة بالعلاقات الخارجية جعلته يستعرض نشاطاته الثورية أمام العالم أجمع هذا الظهور دحض الشائعات المتكررة التي تتحدث عن مقتله.

تعتمد فلسفتنا السياسية على التمثيل الديمقراطي والعدالة الاجتماعية ضمن نظام اقتصادي سليم.

اعتبر أن الكثير بما فعلناه يفوق جدًّا ما تخيلناه في تلك الفترة وبعض الأحداث التي وقعت كانت أشد قسوة وصعوبة مما كنا نتخيله في تلك الفترة حين بدأنا الثورة في جبال سيراماستا.

المعلق الأول:

في كانون الثاني يناير من عام 59 دخل "فيدل" منتصرا إلى هافانا أي أن هزيمة باتستا استغرقت خمسة وعشرين شهرًا فقط، سعى "فيدل" بعدها إلى تحويل كوبا إلى أمة موحدة مستقلة.

لقد تأثر الجميع جدًّا حين أطلقت الحمائم ووقفت إحداها على كتفه خاصة وأن الشعب الكوبي في تلك الفترة كان مؤمنًا جدًّا بالنصرانية وكان في ذلك الحدث توافق مذهبي بين المعتقدات الأفريقية الخاصة برقص الحمائم.




المعلق الأول:

ومنذ ذلك الحين بدأ الناس يعتقدون بأن "فيدل كاسترو" جاء يحمل رسالة ما لكوبا.

المعلق الأول:

مساء الخير "فيدل".

فيدل كاسترو:

مساء الخير.

المعلق الأول:

لابد من أنه كان أسبوعًا شاقًّا كيف تشعر.

فيدل كاسترو:

أنا تعب بعض الشيء، لكن لا بأس أنا بخير الآن؛ ربما لأنني رأيت أمي لأول مرة منذ أربع سنوات وقد أخذت تبكي لدقائق دون أن تتفوه بكلمة واحدة،

- فيداليتو تعال إلى هنا. مرحبًا "فيدل" الصغير

- مرحبًا.

- يبدوا أنك تحمل جروًا هل هو لك.

- لا، إنه هدية قدمه أحدهم إلى أبي.

- متى ستزور الولايات المتحدة مرة ثانية.

- سأفعل عندما تسنح الفرصة بذلك.

- وهل ستأتي باللحية أم من دونها؟

- من المحتمل جدًّا أن أذهب قريبا إلى الولايات المتحدة باللحية فأنا لا أفكر الآن بحلقها والسبب بسيط جدا وهو أنني اعتدت عليها، كما أنها تعني الكثير بالنسبة إلى بلدي، سوف أحلق ذقني فقط عندما أفي بجميع تعهداتنا كحكومة كوبية عادلة.

كنت أتتبع عبر التلفاز، المحاكم الثورية التي تشكلت وقد اعتبرت بداية مشاكل مع أميركا، والحقيقة أن عددا كبيرا من عملاء الاستخبارات ا لأمريكية أخضعوا للمحاكمة لمشاركتهم في جرائم التعذيب في عهد باتستا.

المعلق الأول:

بعد ثلاثة أشهر من دخول "فيدل" هافانا، قام بجولة في الولايات المتحدة.

أنتم معتادون في الولايات المتحدة على رؤية حكومات طلبًا تأتي للدعم المالي،أما أنا فقد جئت سعيا وراء العلاقات الحسنة والتفاهم الجيد والعلاقات الاقتصادية الجيدة، لدينا اليوم شعب فقير يعيش في بلد غني كبلدنا ونسعى إلى العمل في بلدنا الغني.

ولكن الرئيس أيزن هاور، وتحولت المهمة إلى نائب الرئيس نيكسون الذي كتب في مذكرته يصف "فيدل" بالشيوعي الذي تجب الإطاحة، في نيويورك شعر أنه مشرد عندما طلب منه مغادرة الفندق فهدد بنسف مخيم خارج مبنى هيئة الأمم.

قام صاحب الفندق تريزا الواقع في حي هارم للسود بعرض الفندق بكامله ومجانًا لفيدل والوفد المرافق له، فرد "فيدل" على الفور هيا بنا نذهب إلى فندق تريزا.

زاره في فندق تريزا عدد من الزعماء الذين جاءوا للمشاركة في الجمعية العمومية لهيئة الأمم من بينهم الرئيس الراحل "عبد الناصر"، "ونهروا" من الهند والزعيم الأسود "مالكو مكس"، هذا إلى جانب الزعيم السوفيتي "نيكيتا خارتشوف".

كان رد "خارتشوف" على سؤال طرحه أحد الصحفيين بشأن ما إذا كان "فيدل" شيوعيًّا فقال:

لا أعرف في ما إذا كان "فيدل" شيوعيا ولكنني أعرف أنني شخصيا فيدلي.

اعتبر قانون الإصلاح الزراعي وتوزيع الأراضي على الفلاحين العامود الفقري على في ثورة "فيدل" في عهد باتستا كان خمسة وسبعون بالمائة من الأرض الكوبية يملكها الأجانب، كانت أغلبية مصانع السكر في أيدي الولايات المتحدة، طرح في البداية تجريد الملاكين من بعض الأراضي بما فيها عائلة "فيدل" نفسها.

فيدل كاسترو:

أراد "فيدل" أن نكون الأوائل كان والدي يقول إنه ربى ابنه ليكون محاميا يدافع عن مصالحه إلا أن هذا المحامي إلا أن هذا المحامي هو الذي وقع قانون الإصلاح الزراعي.




المعلق الأول:

لما أراد "فيدل" قراءة هذا القانون تملكه التأثر الشديد بحيث فقط صوته وكان ذلك حدثًا بارزًا أمام الكاميرات المحلية والعالمية "فيدل" عاجز عن الكلام أمام المايكروفون وهكذا خرج راؤول ليتابع قراءة القانون الذي جرد الشركات الأمريكية من ممتلكاتها في كوبا، فتقرر أن تؤمم من خلال التجريد ملكية عدد من الشركات من بينها شركة الكهرباء الكوبية.

سرعان ما تدهورت العلاقات الكوبية الأمريكية خلال العام الأول من الثورة فقد أممت كوبا كبرى الشركات الأمريكية فيها.

تعد العلاقة التاريخية بين كوبا والولايات المتحدة حلقة مركزية لفهم الثورة الكوبية كانت تلك حركة وطنية تمكن "فيدل" من تطويرها وتعميقها وكان الشعب الكوبي يكافح منذ تأسيس كوبا من أجل الاستقلال.

كان عدد من الكوبيين يهاجرون إلى أميركا للانضمام إلى الحشود التي سبقتهم، دعمت الاستخبارات الأمريكية خططًا لاستقدام المهاجرين الكوبيين في اجتياح كوبا واستعادة أملاكهم.

بدأت "CIA" تخطط لاغتيال "فيدل" وراؤول وكل القادة الذين تستطيعوا النيل منهم خاصة "فيدل" لضرب معنويات الشعب الكوبي مما يضمن نجاح هجومها على خليج الخنازير.

في عام 61 ورث جون كيندي خطة الهجوم عن أيزن هاور فسمح بالاستمرار فيها لكنه لم يقبل باستخدام القوة الأمريكية كوحدات قتالية، قام المخربون تحضيرًا للهجوم بحرق الآلاف من الحقول ومزارع قصب السكر كما قام طيارون من المهاجرين الكوبين بالإغارة على الجزيرة مستخدمين طائرات أمريكية مطلية، لجأ "فيدل" مرة أخرى إلى الشارع ليحث الشعب الكوبي ضمن أسلوب تحول لاحقًا إلى رمز للعمل الثوري هناك.

فيدل كاسترو:

سوف ندافع عن ثورتنا الاشتراكية بهذه الأسلحة.

المعلق الأول:

قاد "فيدل" شخصيًّا العمليات هناك ورفض أن يبقى على مسافة أبعد عن خطوط القتال.

خرج الأسطول المخصص لاجتياز خليج الخنازير من نيكاراجوا، سوء التخطيط والمقاومة الكوبية المكثفة ضمنا انتهاء المعارك خلال اثنتي وسبعين ساعة فتحولت الحرب على كوبا على حرب غير معلنة على زعيمها.

هذه سياسة طويلة الأمد تتبعها حكومات أميركا للاستخبارات، فالاستخبارات تتلقى الأوامر ولا تحدد من سيتم اغتياله بل تنفذ الأوامر التي تصلها من أعلى مستويات لجنة شئون الأمن الدولي وإدارات كل من إيزنهاور وكيندي وجونسون.

- ما عدد محاولات الاغتيال التي وجهت ضدك؟

فيدل كاسترو:

عدة محاولات لا يعرفها أحد؟

- عدة محاولات؟

اسأل الاستخبارات الأمريكية.

المعلق الأول:

كانت الاستخبارات الأمريكية متورطةً في جميع محاولات اغيتاله بالسلاح وبالسم في الحليب وبالسيجار والشعر وبطرق أخرى أعتقد أنهم أرادوا اغتياله بقوة وحماسة، لكنه كالقط يسقط واقفًا.

فيدل كاسترو:

أعتقد أني كنت موفقًا مع أني كنت شخص عادي جدًّا، ربما الطريقة التي أتحرك بها لا تمنح الناس فرصة لاغتيالي.




المعلق الأول:

عند مواجهته عدوانية الولايات المتحدة التي هي العملاق المتسلط في الشمال ممن كان سيستنجد لحماية ثورته أبالسويد أم بالهند.

لم يكن هناك سوى قوة واحدة في العالم يمكن أن تقدم لكاسترو المساعدة، وهذه القوة هي الاتحاد السوفيتي.

اعتمد على القوة السوفيتية بعد عام من ذلك جاء" خورتشوف" بفكرة رسم الصواريخ بفكرة رسم الصورايخ السوفيتية على الأرض الكوبية كان للصواريخ هدف مضاعف، هذا الهدف هو تعزيز القوة المنظومة الاشتراكية وإقناع الولايات المتحدة بعدم الهجوم على كوبا كي لا يتحول الصراع إلى حرب نووية.

تردد في قبول الصواريخ، ثم قال إذا أردت إرسالها فليكن ذلك علنًا لكن "خورتشوف" قام بذلك سرًّا.

أدى اكتشاف الصواريخ من قبل طائرات التجسس الأمريكية إلى وضع أمريكيا والإتحاد السوفيتي على شفير حرب نووية إلى أن تم التوصل إلى اتفاق سري بين "خورتشوف" و" كيندي" ينص على سحب الصواريخ الكوبية إذا قلبت أمريكا بحسب صواريخها من تركيا وتعهدت بعدم اجتياح كوبا.

أدى قرار "خورتشوف" بسحب صواريخه من دون إشعار كاسترو أو إبلاغه بالأمر إلى إثارة غيظه.

وأظنه أنه لم ينس لـ"خورتشوف" فعلته هذه أبدًا، دعي "فيدل" إلى زيارة الاتحاد السوفيتي من أجل تعزيز أواصر العلاقة السياسية والشخصية بين البلدين.

كنت أقف هناك و"خورتشوف" هناك، ولا أعرف أي حيوان مر بيننا فأطلقت النار بذلك الاتجاه على مسافة عشرة أمتار من خورتشوف الذي كان فلاحًا وأذكر جيدًا أنه أومأ برأسه عدة مرات وكأنه يقول في نفسه من أي كارثة نجوت أتعرف فيما أفكر الآن ماذا كان سيجري إذا ما وقعت حادثة في رحلة الصيد هذه؟ وأطلقت فيها النار على خورتشوف، هل تتخيلون ذلك الأمر، كان يواجه خيارات صعبة إذ أنه كان بحاجة إلى الاتحاد السوفيتي لاعتماد اقتصاد بلاده كليًّا.

أخذ بعد ذلك يبحث عن سبل للعلاقات مع السوفيت يسعى من خلالها الاستقلال عن الموقف السوفيتي وتحديدًا في السياسة الخارجية.

مواقف "فيدل" من الأحداث في العالم الثالث مكنته من التعامل مع المتغيرات والبروز كنموذج من العالم الثالث يتحرك بعيدًا عن العالم الرأسمالي، وقدم "فيدل" وتشجيفارا الدعم إلى بلدان أمريكيا اللاتينية الساعية إلى إتباع تجربتهما المسلحة.

على التاريخ أن يأخذ فقراء أميركا بعين الاعتبار، والذين قرروا إلى جانب المضطهدين والمحتقرين في أميركا اللاتينية أن يكتبوا تاريخهم بأيديهم.

تخطى جيفارا حدود الخطابات ففي أثناء قتاله في أدغال بوليفيا وقع في كمين تعرض فيه للاغتيال، في عام 70 قدمت ثورة أنوندي في تشيلي نموذجًا آخر عن التغيير هو الطريق السلمي نحو الاشتراكية قام "فيدل" عندئذ بجولة تأييد في البلاد.

فيدل كاسترو:

المميز في تشيلي أنها تشهد عملية فريدة وهي عملية تغيير ثورية يحاول فيها الثوار على أن تكون عملية التغيير هذه عبر السبل السلمية، إن الشعب التشيلي، كان وما زال وسيبقى دائما إلى جانب الشعب الكوبي وتجربته الثورية.

المعلق الأول:

لم تحظ تشيلي الاشتراكية برضا أمريكا كما جرى مع كوبا دعمت الاستخبارات الأمريكية انقلاب بيلوا تشيه الذي أدى إلى مقتل ليندي عام 73، صدمت هزيمة تشيلي اليسار فتحولت كوبا إلى ملاذ آمن للاجئين السياسيين القادمين من أرجاء المنطقة، أمر الرئيس ريجان بشن هجوم على جيرنادا وإسقاط الثورة هناك عند إنزال البحرية الأمريكية وقع عمال البناء الكوبيين وسط مرمى النيران.

كان على "فيدل" أن يعترف بقوة الوجود الأمريكي في المنطقة مع عودة القتلى والجرحى من هناك، شهدت المنطقة تحولات كثيرة على مدار العقود الثلاثة الماضية وأعتقد أننا عززنا استقلالنا وانتماءنا الوطني أكثر من أي وقت مضى.

أعيد رفات تشجيفارا إلى هافانا بعد أكثر من ثلاثين عام على اغتياله، استقبل جثمانه على أرض المطار على ابنته التي لم يعرفها قط ومن قبل رجالات الدولة.

أحلم أحيانا وأخبر من حولي بما أشهده في الحلم كم أحلم أني أتحدث إليه وهو حي يرزق، إنه شخصية مميزة وليس من السهل تقبل غيابه، أما السبب في ذلك في رأي هو الإحساس بوجوده إلى جانبه على الدوام.




- سيدي الرئيس

- بل أخي.

- سيدي الرئيس كيف حالك؟

- أخي العزيز.

- تسرني رؤيتك جدًا،

- وأنا كذلك،

تعتبر أفريقيا مسألة أساسية إلى الواقع الكوبي وبما أن أفريقيا هي الوطن الأم بالنسبة إلى العديد من الكوبين فقد شعر الكثيرون برغبة عميقة في المساهمة في تحرير جنوب أفريقيا.

لقد ذهبنا إلى كل الأماكن التي دعينا إليها والتي اعتبرنا أن فيها قضايا عادلة إنها الحقيقة مددنا يد العون إلى جميع الحركات الثورية في أفريقيا والعالم أجمع.

دعم "فيدل" قادة التحرير القومي في أفريقيا كما هو حال سيكاتوري في غينيا وهاميل في غينيا بيساو وجوستينيو نيتوف في أنجولا.

لم نقف مكتوفي الأيدي عندما قامت الوحدات النظامية في جنوب أفريقيا باجتياح أنجولا، وحين طلبت الحركة الشعبية لتحرير أنجولا المساعدة قدمنا ما يلزم، في عام خمسة وسبعين عندما اتجهت أنجولا نحو الاستقلال عن البرتغال دعم الاستخبارات الأمريكية وحدات مضادة للثورة بدعم لحكومة التفرقة العنصرية في جنوب أفريقيا أرسل "فيدل" ستة وثلاثين ألف جندي كوبي على الفور لردع الزحف الجنوب افريقي إلى العاصمة الأنجولية.

فيدل كاسترو:

يا شعبي أنجولا وكوبا، سيستمر النضال، والنصر حتمي، الوطن أو الموت.

المعلق الأول:

لعب أكثر خمسين ألف كوبي على مدار أربعة عشر عامًا من الحرب من أطباء ومدرسين ومهندسين وجنود دورًا حاسمًا في أنجولا حيث مات ألفان منهم هناك.

في عام 88 دفع "فيدل" مزيدًا من الوحدات الكوبية لحسم معركة كونوتوا كنفالي التي قادها شخصيا من هافانا. كانت الهزيمة التي ألحقت بجنوب أفريقيا هناك مسمارًا كبيرًا دق في نعش نظام التفرقة العنصرية.

فيدل كاسترو:

إن هزمت كوبا حينها كانت ستنتهي ثورتنا، حصل كل ذلك بعد عام 75، لابد من جمع كل هذه المعلومات علمًا بأننا لم نكتب بعد تاريخ الثورة الكوبية، لكنني أعتقد أن أنصع صفحات التاريخية للثورة الكوبية هي التي تتحدث عن تعاونها وتضامنها ودعمها المجاني لجنوب أفريقيا.

لتتحول أفريقيا إلى نموذج أكثر عدالة وأكثر إنسانية لمستقبل العالم، إذا تمكنتم من ذلك فسوف نتمكن منه نحن أيضًا.

المعلق الأول:

يرمز ارتباط "فيدل" في بعصر ما بعد الاستعمار إلى استقلال وسيادة البلدان الصغيرة أكثر من أي شيء آخر، مزعزعًا أطر القوة الإمبريالية، إلى جانب حقيقة أن بقاءه فترة طويلة هناك عزز دوره على الصعيد العالمي انطلاقًا من هذه الجزيرة الصغيرة جدًّا، بناء الأمة أسهل بكثير من تمكين أواصر المجتمع، وهذا ما تفعله كوبا اليوم فهي تحتاج إلى كل الوقت اللازم كما أنها قد تحتاج إلى التواضع والعطاء لنفسها ولغيرها كي تستمر.

ركزت كوبا في السبعينيات والثمانينيات معاركها على المجال الاقتصادي كان طموحها يرتكز على تنمية الثروات المشتركة رغم الحصار الأمريكي وتحقق ذلك عبر التخطيط المركزي وبدعوى من الاتحاد السوفيتي السابق كانت كوبا كغيرها من البلدان النامية تزرع محصولاً واحدًا وهو قصب السكر وقد ضمن الاتحاد السوفيتي آنذاك شراء كل ما تنتجه كوبا سعى "فيدل" إلى رفع الإرادة العامة من خلال مجهود شخصي في محاولة منه لرفع مستوى المحصول عام 69 لأن تبعية كوبا ومشاكل التنمية كانتا بالغتي الوضوح.

هناك نقص في التدريب التقني وفي الموارد مما يعرقل تحقيق تطور ملحوظ إن ذلك يحتاج إلى كمية كبيرة من التدريب وعددًا من المدارس وأشخاصًا من ذوي الكفاءة لخوض هذه المعركة لأن الخروج من مشاكل التنمية مهمة عصيبة أما الخروج من مشاكل التنمية في ظل كوبا المحاصرة من قبل الولايات المتحدة فأشد صعوبة من غيرها.

مكنت الروابط مع الإتحاد السوفيتي من المحافظة على خدمة التعليم والصحة وكانت تلك بداية للتنوع الصناعي اشتهر الكوبيون في ظل عهد كاسترو في الفن وصناعة الأفلام والكتابة وكرة المضرب والملاكمة والعلم وفنون القتال.

أي أنه استلم بلدًا ضعيفًا فحوله إلى بلد قوي ولكن بكلفة باهظة وهذا هو الجانب الذي تشدد عليه الصحافة الأمريكية والنقاد أعتقد أن هذا الجانب من الكلفة معروف فقد اتبعت سياسة قمع جزء منها كان ردًّا على تدخلات الأمريكية في شئون كوبا.

ليس هناك مجال لحرية التعبير وليس هناك صحف ولا محطات تلفزيونية ولا إذاعية مستقلة، في هذا المجال لم تتعزز حقوق الإنسان في كوبا كما يجري في الديمقراطية الغربية ولو قارنت احترام حقوق الإنسان في كوبا بما يوجد في أميركا اللاتينية لرأيت أن كوبا متفوقة عليها جميعًا.

يعرف "فيدل" حقوق الإنسان بالرعاية الصحية والإسكان والتعليم.




فيدل كاسترو:

تعتبر الافتراءات التي وجهت إلى الثورة ظلمًا وإجحافًا، فهي لم توجه ضدي شخصيًّا بل ضد حقوق الإنسان ككل، لأنني أعتقد أن كوبا قدمت الكثير لحقوق الإنسان وهي من أكثر البلدان احترامًا وتقديرًا للمبادئ والنشاطات الإنسانية، فانظروا إلى الرعاية الصحية والإسكان في كوبا اليوم.

أكبر أخطاء الثورة كان عدم توقع انهيار المعسكر الاشتراكي والاتحاد السوفيتي وعدم العمل السوفيتي وعدم البدء بالعمل مسبقًا تحضيرًا لذلك.

سافر "جوربتشوف" إلى كوبا عام 89 لتوقيع اتفاقات تجارية وبعد أشهر انهار الاتحاد السوفيتي فكانت أكبر تحدٍّ لثورة الكوبية منذ انطلاقها.

قام الاتحاد السوفيتي بأشياء مهمة كما ارتكب أخطاء جسيمة أيضًا أحرز تقدما في مجال العلوم ولكنه لم يتمكن من تطبيق ما أحرزه من تقدم في أبحاثه العلمية على المستوى العملي الإنتاجي لذا فأنا أعتبرها انجازات كبيرة ولكن الاتحاد السوفيتي قد دمر من الداخل.

رحل البعض وتوقع الكثير في ميامي نهاية "فيدل"، لكنه شمر كالمعتاد عن ساعديه لكنهما ساعدا رجل ناهز السبعين وما زال يحاول تعزيز قوة الإرادة والشخصية لدى الكوبيين.

رغم عدم ثقة "فيدل" بالأسواق الحرة التي تتحكم في العالم لم يجد خيارًا آخر إلا بالتعاون معها.

بدأت موجة بناء الفنادق عندما أصبحت السياحة الكوبية سلعة قابلة للتسويق، وجرى البحث عن زبائن جدد في المنتوجات الكوبية ومنها النيكل والسكر ومنتوجات التقنية الحيوية ثم أقام مشاريع مشتركة مع الدول الأوروبية تحديدًا.

آمل أن تعمر طويلاً، وأن تكون بصحة جيدة، لا يعرف الكوبيون كثيرًا عن حياة "فيدل كاسترو".

كانت حياتي حياة ثورية وقد بدأتها في مرحلة مبكرة وهذه ليست ظروفًا مناسبة لبناء عائلة، ثانيًا: لطالما كنت أعارض المزج بني الشئون السياسية والمشاكل الشخصية، وقد تمتعت في هذا المجال بالحرية المطلقة قلة قليلة في هذا العالم تتمتع بمثل هذه الحرية.

المعلق الأول:

لم ينج "فيدل" من الأزمات الناتجة عن انهيار الاتحاد السوفيتي بحيث ندر الوقود وبقيت السيارات في مكانها، وفي هذا الوقت عمل الجناح اليميني في الكونجرس الأمريكي على تشديد الحصار على لحظات كوبا العصيبة.

أريد إيضاح شيء ما، لا يهمني إذا ما أبقى "فيدل" على كوبا بوضع أفقي أو عامودي فهذا أمر يعود إليه وللشعب الكوبي ولكن عليه ولا بد له من مغادرة كوبا.

سيكون لهذا تأثير هام في هذه اللحظات من تاريخ كوبا ذلك أنه لن يحول دون تعاون العالم معه فحسب بل سيتلقى الشعب الكوبي رسالة تقول إن الشعب الأمريكي وأعضاء الكونجرس ونوابه يقفون إلى جانبه وأنهم يعارضون بشدة نظام كاسترو وسيعملون ضده.

لدينا علاقات تجارية مع الصين الشيوعية وهؤلاء هم الذين حاربونا يومًا ثم سامحناهم على فعلتهم كوريا الشمالية هي التي تسببت في ذهابي إلى هناك ونحن نقيم علاقات تجارية معها أما في فيتنام فقد خسرنا عشرات الآلاف من الأمريكيين إذا أردت أن تغضب من أحد كالألمان واليابانيين والإيطاليين يمكنك أن تضمني إلى اللائحة لأنني تلقيت معاملة سيئة لكن إذا تصالحنا مع الجميع باستثناء جزيرة صغيرة لأنها سمحت لروسيا الشيوعية بأن تنصب الصواريخ هناك ثم تراجعت وأخرجت الصواريخ فإلى متى سنستمر في معاقبة كوبا بكاملها.

يستهدف هذا الحصار أمة كاملة يستهدف ملايين الأفراد ولو كنت شخصيًّا ثمنًا لهذا الحصار لاعتبرت نفسي ثمنا بسيطًا ومنطقيًّا فأنا مستعد على للتفاوض على حياتي لكنني لست مستعدًّا على التفاوض على الثورة أو على الاشتراكية أو على المبادئ.

نشأة معاداة كاسترو على يد الولايات المتحدة منذ البداية فهي التي أسست الجهاز المعادي لكاسترو وتولت دور معارضته.

ساند المهاجرون الكوبيون في ميامي معارضة الولايات المتحدة لكاسترو منذ بداية الثورة ولكن أحفادهم من الذين ولدوا في أمريكا بدأ يتساءلون عن الحكمة في اتباع هذه السياسة.

لدى العديد من الشخصيات السياسية والمالية في العالم آراء عن "فيدل كاسترو" تختلف عن تلك السائدة في ميامي السؤال هنا هو لماذا؟

- مرحبا، لم أكن أعلم أنه يوجد في ميامي هذا العدد من الشيويعين.

- هل من إضافات؟

- لا.




حين دخل "فيدل" هافانا كانت الكنيسة الكاثوليكة معادية للثورة ثم رحب "فيدل" بمبعوث الباباوي تحضيرًا لزيارة البابا لكوبا.

التوجه العملي "لفيدل" ساعد الكنيسة على المزيد من الاتصال مع أتباعها في كوبا في مقابل إدانة البابا العلنية للحصار الأمريكي.

لقد أعطت زيارة البابا "فيدل كاسترو" والثورة الكوبية المزيد من الوقت للبقاء في الحكم، كما أكدت الدور القيادي الذي لعبته كوبا تقليديًّا في أميركا اللاتينية في السنوات الماضية.

في الواقع هذه المسألة في مصلحة البابا، لأنه بحاجة إلى استرداد أتباعه في أميركا اللاتينية وفي العالم الثالث كله.

لم تستطع واشنطن منع "فيدل" من دخول الولايات المتحدة حين دعته الأمم المتحدة لزيارتها في نيويورك.

نريد عالمًا يسوده السلام والعدالة والكرامة يتمتع فيه الجميع دون استثناء بحق العيش الكريم والحياة الحرة، شكرًا لكم.

لا يمكن أن نتحدث عن بناء الاشتراكية في ظروف مثالية لكننا سندافع عن جميع الانجازات الاجتماعية التي حققتها الاشتراكية في كوبا لقد أجبرنا على الانفتاح الاقتصادي بعد أن خسرنا رءوس أموال وأسواقًا وتكنولوجيا، ونحن اليوم بحاجة إلى أسواق وتكنولوجيا ورءوس أموال، وذلك حتى نتمكن من تطوير بلادنا كوبا لذا شرعنا الأبواب واسعة.

أعتقد أن عليه المجيء للولايات المتحدة شهريًّا للتحاور مع عدد من الشخصيات المؤثرة ليحدثهم عن ما يريد القيام به وعن سبل إعادة بناء كوبا، وإعادة تأسيس النظام السوقي وخصخصة الكثير من المشاريع وعن السبب الذي جعله يحتفظ بمؤسسات عامة كما نفعل جميعا.

فيدل كاسترو:

لا أنكر أن الرأس مالية قدمت مساهمات مهمة في مجالات عديدة، الاشتراكية والشيوعيون لا ينكرون ذلك، وأستطيع أن أؤكد لك بأنني شيوعي عن قناعة عميقة، وإصرار وثبات، ولنقل إني اشتراكي ماركسي وشيوعي دون أي تردد.

المعلق الأول:

إنه كما يقول تماما شيوعي سابق وثوري سابق، مشغول كليًّا في تقديم البضائع والخدمات الاجتماعية والسكن لشعبه.

- ما هي رسالتك لسكان هارلن؟

فيدل كاسترو:

أشعر بالتعاطف مع سكان هارلن؛ لما فعلوه في الماضي منذ قرابة خمسة وثلاثين عامًا، حين لم نجد مكانًا نسكنه في نيويورك استقبلوني في أحد الفنادق.

نرحب بك في الكنيسة الحبشية المعمدانية حيث نؤمن بالحقيقة والعدالة والمساواة وحيث نقف إلى جانبك في القول نعم لكوبا ولا للحصار.

أخبرتكم بأنني ذهبت إلى الفندق لارتداء الملابس، أعني الملابس الرسمية، وقلت في نفسي: بما أنني ذهبت في المرة الماضية بهذه الملابس فكيف أظهر في هارلن بملابس شخصية أنيقة، هناك حركات شعبية تتشكل بقوة كبيرة واعتقد أن هذه الحركات هي التي سوف تتمكن في نهاية المطاف من المواجهة بإتباع تكتيك جديد نعم، سيكون تكتيكًا مختلفًا عن الأسلوب البلشفي، لابد من إتباع تكتيك في هذا العالم الذي نحاول أن نعيش فيه لا يمكن أن نأخذ في الحسبان ما جرى منذ أن أوقف "فيدل" تعامله الفردي ضمت هذه المرحلة مزيجًا من شخصيته الكامنة والمميزة إلى جانب القوى التاريخية التي وظفها وكأن كاتبًا مثل "تولستوي" قد حلم بشخصية "فيدل" لروايته.

الموقع الذي يحتله وتاريخ حياته يوحيان بشخصية محببة، وفي هذه الحالة تأتي شخصية متميزة لا أدري إن كان متميزًا منذ البداية أو أنه أصبح متميزًا بسبب انجازاته لكن "فيدل" الذي أحبه جدًّا هو "فيدل" العادي.

سيرى الناس أننا صامدون وأننا دافعنا عن قناعتنا وعن استقلالنا وأردنا أن نفرض العدالة الاجتماعية وأننا ثوار، إذا كان ذكرى داود مستمرة لأنه قتل جالوت فإن ذكرى الشعب الكوبي لابد أن تبقى لأنه يواجه وحشًا أكبر من جالوت فيما الكوبيون أقل أهمية من داود.