* احتفالات السنة الجديدة *
مرسل: الاثنين فبراير 02, 2009 12:20 pm
احتفالات السنة الجديدة
قبل أيام ودعت تلك الطفلة عامًا كاملاً من عمرها ، وطويت صفحاته التي تحمل بين جنباتها الذكريات القريبة والتي سجل في آخر ها انتصار رقصت له الدنا فرحا ودقت الطبول لتحققه ،، فقد استخدمت أداة للدفاع عن حقوقها المهضومة لم يشهد لتاريخ البشرية له مثيلا ،، وهاهي اليوم تدلف ربيعا جديدا ،فانهالت عليها التهاني والتبريكات من كل حدب وصوب ،،
((كل عام والأمة الإسلامية والعربية بخير ))
وابتسامة الرضا مازالت مرتسمة على محيا تلك الطفلة التي يلهيها الحلوى واللعب والوعود الزائفة ،، والتي تعيش على مغذية ( الأحلام والأماني ) حتى ولادة يوم جديد وبطل يحقق النصر التليد ،،
أغاض الأعادي تلك السعادة التي تنتشي الطفلة فأقسم على تعكير صفوها وإفسادها ،،
فسجلت في أولى صفحات عامها الجديد بصمة عار لن تنساها التاريخ ،
سطرت بمداد الدماء ورائحة الموت ،، فأطلق صوت المدافع احتفالا بالعام الجديد ،،
وعم الحصار كل الأرجاء ،، ففي السماء طائرات ،، وفي الأرض دبابات ،،
وهناك في البحر قاذفات ،،(( فكل عام وأنت يا غزة ترفلي في ثياب الصمود والنصر والتضحية ))
وكل عام وأنت لوحدك الأمة العظيمة التي مازالت على قيد الحياة ،،
فقد أصبحنا في عداد الأموات لأن قلوبنا مازالت تنبض الحياة ))
من هاهنا أيها التاريخ خذ بيدي ** فإن أمتنا باتت على خطر
أبناءها ألف مليون وما رفعوا رأسا ** ومارفعوا رايات منتصر ،،
فودعتهم بلاد أصبحت نزقا ** فأصبحوا زمرا تسطوا على زمر ،،
قف هاهنا أيها التاريخ خذ بيدي ** وأكتب لعلك تجلو الحق للبصر
قد تخرج الأزمة الكبرى لنا رجلا ** يهز رايتنا في ساحة الظفر (1)
لم أكتب هذه المقالة لأسرد بالتفصيل قصة ذاك الشاب الذي هنأ بزواجه أربعين يوما فقط ثم غادر هذه الدنيا حينما أصاب القصف الصهيوني مبنى الشرطة الفلسطينية التي كان بداخلها ليجيب نداء الحور العين : ( طلقات رشاش بليل دامس أحلى من البسمات في الأعياد
وتوسدي لقنابل في ساحتي أحلى وأشهى من لذيذ رقادي
وغبار خيل الله في أنفي تفوق الورد والريحان بل والكادي
وأسير نحو الموت معتجل الخطى كمسير أهل الحب للميعاد)
فانطلقت كلمات والدته بكل ثبات وشموخ ترسل للعالم أجمع رسالة قوية تستقر في قعر القلوب وتهزها تماما كانطلاق قذائف العداء على المباني الفلسطينية فتحيلها إلى رماد فليس الخبر كالعيان
قائلة : ( احنا في غزة بدون كهرباء ولاغذء ولاميه ولا غاز بنولع ع النار ،
حياتنا لاتسر عدو ولا صاحب ، الطائرات هدمت البيوت على أصحابها ،
الناس تهجروا حياتنا لا تذكر ، بنسألكم يوم القيامة ماذاعملتم لدمائنا !؟!؟
ماذا عملتم للقدس !؟؟ياشعوب المسلمين .احنا قتلنا .دمرنا .
جوامعنا هدمت .حيوناتنا قتلت ..هبوا لنجدتنا !!) بتصرف
ولن أحكي عن مشهد ذاك الطفل الذي يقبع على قارعة الطريق فقد
خرج قلبه من صدره بسبب الشظايا
ولن أسبر أغواري في صورة تلك الأم التي قسم قلبها إلى أقسام شتى على خمسة من أزهارها حين ذبلن أمام مرآى ناظريها في وقت واحد فأحسن الله عزاءها فيهن ،،
فقد تشبعنا من هذه المشاهد والأخبار حد الثمالة فالقنوات الفضائية تنقلها لنا بالصوت والصورة
في كل ساعة وكأننا في وقع الحدث ،، وأوكل إلى المراسلين و المفكرين والمحللين السياسيين فك شفرات هذه الأخبار وتحليلها ،،،
بل سأتحدث عن ردة فعل لفئة من فتيات المسلمون حيال هذه المأساة الإنسانية ،،
فحين يردد المسلمون رجاله ونساءه شيبه وشبابه : :
عذرا فلسطين إذ لم نحمل القضباء ولم نقد نحوك المهرية النجباء
عذرا فإن سيوف القوم قد صدأت وخيلهم لم تعد تستمرأ التعب
قلن بمليء أفواههن : ( قضية فلسطين تهم الفلسطينيون أنفسهم ))!!!!
حيث قصرت نظرتهن إلى هذه القضية وحصرت في الناحية السياسية فقط ،،
بينما هي في حقيقتها خليط من القضايا
( الدينية _ السياسية _ الإجتماعية ... إلخ ))
ونحتاج كأفراد مسلمين أن تتعمق الناحية الدينية لنا تجاه هذه القضية أكثر من النواحي والزوايا الأخرى
وإن كنت لا أزيح الأخيرة جانبا لتهميشها بل لتصنيف النواحي في شكل هرمي يعطي كل ناحية أهميتها وقدرها ،،
نحتاج أن نقرأ في سطور التاريخ حقيقة هذه الحرب فالتاريخ يعيد نفسه كما قيل ،،
نحتاج أن يتعمق مفهوم قدسية أرض فلسطين وحرمتها في أنفسنا وأبنائنا ،،
لتتضح الصورة المشوشة التي ينظر إليها البعض ،،
لعل الله أن يخرج من بينناصلاح الدين ويحرر المسجد الأسير ،،،،
قال تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين)
وقد قال ابن تيمية-- رحمه الله --
( ثبت للشام و أهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء ومن وهذه المناقب :حدها البركة ، وتثبت بخمس آيات من كتاب الله حيث ذكر الله ارض الشام في هجرة إبراهيم إليها ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم إليها،وانتقال بني إسرائيل إليها،ومملكة سليمان بها،وأيضا ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى والذي اقسم الله به ،وفيها المسجد الأقصى وفيها مبعث أنبياء بني إٍسرائيل وإليها هجرة إبراهيم وإليها مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومنها معراجه وبها ملكه وعمود دينه وكتابه وطائفة منصورة من أمته وإليها المحشر والمعاد......
ومما هو جدير بالإشارة أن ارض المسجد الأقصى هي أرض مقدسه بغض النظر عن وجود بناء لمسجد فيها أو عدم وجوده فهي مقدسه قبل أن يبني فيها المسجد ،تماما كما كانت الأرض التي عليها الكعبة مقدسة قبل أن يبنى إبراهيم عليه السلام الكعبة عليها...
وقد مر أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسرى به إلى المسجد
الأقصى لم يكن هناك بناء إلا السور المحيط بأرض المسجد ، ثم أضفى المسجد عليها قدسية أخرى )
إذن فأرض فلسطين مقدسة مباركة ، وقضيتها قضية دينية _ إسلامية في الدرجة الأولى قبل أن تكون عرقية دولية ،والعدو الصهويني في هذه المعركة ( حصار غزة ) وغيرها يستهدف الإسلام لا الأوطان،،
قضية فلسطين ،،
هي معلقة في عنق مليار مسلم ، فكل فرد يقع على عاتقه واجب تجاهها فالمسلمون إخوة والمؤمنون لحمة
فكل فرد ينتمي إلى الدين الإسلامي مسئول ، الغني والإعلامي والسياسي والمعلم وصاحب القلم ،،
وكل كبير وصغير مسئول كل على حسب طاقته وتخصصه ،
((فمن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم ))
ولندافع عن القضية باستخدام أقوى سلاح نمتلكه بين أيدينا ،،
فسهام الليل لاتخطيء ولكن لها أمل وللأمل انقضاء .
(1) أبيات من شعر د/ عبد الرحمن العشماو ي
(*) المرجع : كتاب ( قبل أن يهدم المسجد الأقصى )
محرم // 1430هــــ
بقلم / : صفيه باوزير
قبل أيام ودعت تلك الطفلة عامًا كاملاً من عمرها ، وطويت صفحاته التي تحمل بين جنباتها الذكريات القريبة والتي سجل في آخر ها انتصار رقصت له الدنا فرحا ودقت الطبول لتحققه ،، فقد استخدمت أداة للدفاع عن حقوقها المهضومة لم يشهد لتاريخ البشرية له مثيلا ،، وهاهي اليوم تدلف ربيعا جديدا ،فانهالت عليها التهاني والتبريكات من كل حدب وصوب ،،
((كل عام والأمة الإسلامية والعربية بخير ))
وابتسامة الرضا مازالت مرتسمة على محيا تلك الطفلة التي يلهيها الحلوى واللعب والوعود الزائفة ،، والتي تعيش على مغذية ( الأحلام والأماني ) حتى ولادة يوم جديد وبطل يحقق النصر التليد ،،
أغاض الأعادي تلك السعادة التي تنتشي الطفلة فأقسم على تعكير صفوها وإفسادها ،،
فسجلت في أولى صفحات عامها الجديد بصمة عار لن تنساها التاريخ ،
سطرت بمداد الدماء ورائحة الموت ،، فأطلق صوت المدافع احتفالا بالعام الجديد ،،
وعم الحصار كل الأرجاء ،، ففي السماء طائرات ،، وفي الأرض دبابات ،،
وهناك في البحر قاذفات ،،(( فكل عام وأنت يا غزة ترفلي في ثياب الصمود والنصر والتضحية ))
وكل عام وأنت لوحدك الأمة العظيمة التي مازالت على قيد الحياة ،،
فقد أصبحنا في عداد الأموات لأن قلوبنا مازالت تنبض الحياة ))
من هاهنا أيها التاريخ خذ بيدي ** فإن أمتنا باتت على خطر
أبناءها ألف مليون وما رفعوا رأسا ** ومارفعوا رايات منتصر ،،
فودعتهم بلاد أصبحت نزقا ** فأصبحوا زمرا تسطوا على زمر ،،
قف هاهنا أيها التاريخ خذ بيدي ** وأكتب لعلك تجلو الحق للبصر
قد تخرج الأزمة الكبرى لنا رجلا ** يهز رايتنا في ساحة الظفر (1)
لم أكتب هذه المقالة لأسرد بالتفصيل قصة ذاك الشاب الذي هنأ بزواجه أربعين يوما فقط ثم غادر هذه الدنيا حينما أصاب القصف الصهيوني مبنى الشرطة الفلسطينية التي كان بداخلها ليجيب نداء الحور العين : ( طلقات رشاش بليل دامس أحلى من البسمات في الأعياد
وتوسدي لقنابل في ساحتي أحلى وأشهى من لذيذ رقادي
وغبار خيل الله في أنفي تفوق الورد والريحان بل والكادي
وأسير نحو الموت معتجل الخطى كمسير أهل الحب للميعاد)
فانطلقت كلمات والدته بكل ثبات وشموخ ترسل للعالم أجمع رسالة قوية تستقر في قعر القلوب وتهزها تماما كانطلاق قذائف العداء على المباني الفلسطينية فتحيلها إلى رماد فليس الخبر كالعيان
قائلة : ( احنا في غزة بدون كهرباء ولاغذء ولاميه ولا غاز بنولع ع النار ،
حياتنا لاتسر عدو ولا صاحب ، الطائرات هدمت البيوت على أصحابها ،
الناس تهجروا حياتنا لا تذكر ، بنسألكم يوم القيامة ماذاعملتم لدمائنا !؟!؟
ماذا عملتم للقدس !؟؟ياشعوب المسلمين .احنا قتلنا .دمرنا .
جوامعنا هدمت .حيوناتنا قتلت ..هبوا لنجدتنا !!) بتصرف
ولن أحكي عن مشهد ذاك الطفل الذي يقبع على قارعة الطريق فقد
خرج قلبه من صدره بسبب الشظايا
ولن أسبر أغواري في صورة تلك الأم التي قسم قلبها إلى أقسام شتى على خمسة من أزهارها حين ذبلن أمام مرآى ناظريها في وقت واحد فأحسن الله عزاءها فيهن ،،
فقد تشبعنا من هذه المشاهد والأخبار حد الثمالة فالقنوات الفضائية تنقلها لنا بالصوت والصورة
في كل ساعة وكأننا في وقع الحدث ،، وأوكل إلى المراسلين و المفكرين والمحللين السياسيين فك شفرات هذه الأخبار وتحليلها ،،،
بل سأتحدث عن ردة فعل لفئة من فتيات المسلمون حيال هذه المأساة الإنسانية ،،
فحين يردد المسلمون رجاله ونساءه شيبه وشبابه : :
عذرا فلسطين إذ لم نحمل القضباء ولم نقد نحوك المهرية النجباء
عذرا فإن سيوف القوم قد صدأت وخيلهم لم تعد تستمرأ التعب
قلن بمليء أفواههن : ( قضية فلسطين تهم الفلسطينيون أنفسهم ))!!!!
حيث قصرت نظرتهن إلى هذه القضية وحصرت في الناحية السياسية فقط ،،
بينما هي في حقيقتها خليط من القضايا
( الدينية _ السياسية _ الإجتماعية ... إلخ ))
ونحتاج كأفراد مسلمين أن تتعمق الناحية الدينية لنا تجاه هذه القضية أكثر من النواحي والزوايا الأخرى
وإن كنت لا أزيح الأخيرة جانبا لتهميشها بل لتصنيف النواحي في شكل هرمي يعطي كل ناحية أهميتها وقدرها ،،
نحتاج أن نقرأ في سطور التاريخ حقيقة هذه الحرب فالتاريخ يعيد نفسه كما قيل ،،
نحتاج أن يتعمق مفهوم قدسية أرض فلسطين وحرمتها في أنفسنا وأبنائنا ،،
لتتضح الصورة المشوشة التي ينظر إليها البعض ،،
لعل الله أن يخرج من بينناصلاح الدين ويحرر المسجد الأسير ،،،،
قال تعالى: (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين)
وقد قال ابن تيمية-- رحمه الله --
( ثبت للشام و أهله مناقب بالكتاب والسنة وآثار العلماء ومن وهذه المناقب :حدها البركة ، وتثبت بخمس آيات من كتاب الله حيث ذكر الله ارض الشام في هجرة إبراهيم إليها ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم إليها،وانتقال بني إسرائيل إليها،ومملكة سليمان بها،وأيضا ففيها الطور الذي كلم الله عليه موسى والذي اقسم الله به ،وفيها المسجد الأقصى وفيها مبعث أنبياء بني إٍسرائيل وإليها هجرة إبراهيم وإليها مسرى نبينا صلى الله عليه وسلم ومنها معراجه وبها ملكه وعمود دينه وكتابه وطائفة منصورة من أمته وإليها المحشر والمعاد......ومما هو جدير بالإشارة أن ارض المسجد الأقصى هي أرض مقدسه بغض النظر عن وجود بناء لمسجد فيها أو عدم وجوده فهي مقدسه قبل أن يبني فيها المسجد ،تماما كما كانت الأرض التي عليها الكعبة مقدسة قبل أن يبنى إبراهيم عليه السلام الكعبة عليها...
وقد مر أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أسرى به إلى المسجد
الأقصى لم يكن هناك بناء إلا السور المحيط بأرض المسجد ، ثم أضفى المسجد عليها قدسية أخرى )
إذن فأرض فلسطين مقدسة مباركة ، وقضيتها قضية دينية _ إسلامية في الدرجة الأولى قبل أن تكون عرقية دولية ،والعدو الصهويني في هذه المعركة ( حصار غزة ) وغيرها يستهدف الإسلام لا الأوطان،،
قضية فلسطين ،،
هي معلقة في عنق مليار مسلم ، فكل فرد يقع على عاتقه واجب تجاهها فالمسلمون إخوة والمؤمنون لحمة
فكل فرد ينتمي إلى الدين الإسلامي مسئول ، الغني والإعلامي والسياسي والمعلم وصاحب القلم ،،
وكل كبير وصغير مسئول كل على حسب طاقته وتخصصه ،
((فمن لم يهتم بأمر المسلمين ليس منهم ))
ولندافع عن القضية باستخدام أقوى سلاح نمتلكه بين أيدينا ،،
فسهام الليل لاتخطيء ولكن لها أمل وللأمل انقضاء .
(1) أبيات من شعر د/ عبد الرحمن العشماو ي
(*) المرجع : كتاب ( قبل أن يهدم المسجد الأقصى )
محرم // 1430هــــ
بقلم / : صفيه باوزير
