- السبت يوليو 21, 2012 5:07 pm
#52982
الإمبراطورية النمساوية المجرية (تسمى أيضاً ببساطة النمسا-المجر)[3] ولدت مع تسوية عام 1867 (Ausgleich) بين نبلاء المجر والملكية الهابسبورغية في محاولة للحفاظ على الإمبراطورية النمساوية القديمة التي ولدت في عام 1804. تمتعت داخلها مملكة المجر بسياسة ذاتية الحكم على عدة صـُعُد (خصوصا في العلاقات الدبلوماسية والدفاع). في حين كان آل هابسبورغ آباطرة للنمسا وملوكاً للمجر. كان الاسم الكامل للدولة "الممالك والأراضي ممثلة في المجلس الإمبراطوري وأراضي تاج القديس ستيفانوس".
بلغت مساحة الإمبراطورية 680.000 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها عام 1910 52 مليون نسمة. عاصمتها فيينا، المدينة التي قفز عديد قاطنيها من 440.000 ساكن عام 1840 إلى 2.200.000 عشية الحرب العالمية الأولى لّما كانت ثالثة كبريات المدن في أوروبا. كان للنمسا والمجر دستورين والبرلمانين ووزارات منفصلة (كانت بودابست عاصمة المجر).
اشترك الملك والوزارات بالمسؤولية عن السياسة الخارجية والاقتصادية والعسكرية. ووُجد إلى جانب الجيش الإمبراطوري الملكي المشترك جيش وطني نمساوى (Landwehr) وآخر مجري (Honvéd). وقد نـَظـّمت تفاهمات عشرية قابلة للتجديد القضايا المالية (مثل تقاسم النفقات المشتركة) والتجارية. بقاءها إمبراطورية متعددة الأعراق في عصر صحوة قومية قوي، جعلها تعاني باستمرار من النزاعات بين المجموعات العرقية الأحد عشر التي يتألف منها. ورغم الخصومات الإثنية خلال سني عمرها الخمسين، شهدت الإمبراطورية نمواً اقتصادياً سريعاً وتحديثاً ملحوظاً، إضافة إلى العديد من الإصلاحات الليبرالية
التاريخ
منذ منتصف القرن التاسع عشر، بحث الإمبراطور فرانز جوزيف عن حل لإعادة السلام للأمة المجرية عندما اندلعت عام 1866 ما تعتبر أول حرب خاطفة في التاريخ، ألا وهي الحرب البروسية النمساوية، والتي خرجت النمسا منها مهزومة - بعد معركة سادوفا – في نفس تلك السنة ؛ فقد غزا البروسيون بوهيميا في غضون بضعة أسابيع وهددوا العاصمة النمساوية مجبرين آل هابسبورغ على التوقيع الاستسلام. إثر الحرب استئنفت المفاوضات لتسوية الأوضاع مع الأمة المجرية، وقد قادها العديد من السياسيين ورجال الدولة ومن بينهم دياك وبيوست وغيولا أندراسي الذين لعبوا دوراً رئيسياً في التوصل إلى حل وسط بين النمسا والمجر.
توصلت الأُمتان لاتفاق سنة 1867 وتم توقيع التفاهم (Ausgleich)، الذي قسـّم الدولة الهابسبورغية إلى إمبراطورية النمسا ومملكة المجر المتحدتان سياسياً، ولكنهما من حيث هي قضايا داخلية كيانان منفصلان.
بالهزيمة أمام بروسيا فقدت النمسا أي تأثير على الدول الألمانية وعلى الاتحاد الجرماني، الذي اجتمع تحت قيادة البروسيين، فاضطرت الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى تغيير سياستها التوسعية من ألمانيا إلى منطقة البلقان حيث يوجد صراع مصالح مع روسيا. دفعت هذه الأحداث والحاجة إلى تحالف مضمون الإمبراطورية النمساوية المجرية لتشديد الحلف الثلاثي مع الإمبراطورية الألمانية وإيطاليا
الحرب العالمية الأولى
في أعقاب اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند عام 1914 بسراييفو، انفجرت الحرب العالمية الأولى، وانقسمت الدول الأوروبية نتيجة لنظام معقد من التحالفات إلى دول قوات المحور (النمسا-المجر، ألمانيا)، والدول الغربية الأخرى (فرنسا، والمملكة المتحدة وإيطاليا) وروسيا.
حققت الجيوش النمساوية المجرية والألمانية المتحالفة العديد من النجاحات الأولية على الجبهتين الرئيسيتين للصراع وهي الغربية ضد فرنسا وانكلترا وتلك الشرقية ضد روسيا، ولكن في الغرب ما كان ينبغي أن يكون حرباً خاطفة تحول إلى حرب خنادق مـُنهـِكة ؛ وأدى دخول إيطاليا الحرب إلى تفاقم الموقف النمساوي المجري، ولكن انتهاء التهديد الروسي بسقوط رومانيا، واضطرابات ما قبل الثورة سمحت لألمانيا والنمسا-المجر بالقيام بتركيز تعزيزات ضخمة على الجبهة الإيطالية وكسب المواجهة قرب كابوريتو مبتدءين هجوماً كان يمكن أن يكون حاسماً، ولكن أزمات الإمبراطورية الداخلية أحبطت ذلك والتي قوضت الجيش الإمبراطوري-الملكي. توفي فرانس جوزيف في العام 1916، وخلفه كارل الأول.
هكذا ظلت الجيوش الإمبراطورية محصورة لوقتٍ طويل داخل حدودها من جانب الحلفاء وبريطانيا وإيطاليا كما فـُرض عليها حصاراً بحرياً فعالاً. تسبب عدم القدرة على كسر هذا التطويق بمشاكل خطيرة بالإمدادات وبنقص بالغذاء والمواد الخام الأمر الذي بدأ يـُشعر به على الجبهة وبين المدنيين. قبل أن تحسم الهزائم العسكرية الصراع، اندلعت النزاعات بين المجموعات العرقية (في الإمبراطورية النمساوية المجرية) والصراع بين الطبقات الاجتماعية (في ألمانيا) في كلا البلدين الذين أخطآ حسابات المجهود الحربي، وقد تحوّل ذلك في الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى ثورات حقيقية ؛ وفعلاً اختارت القوميات العديدة المكونة للإمبراطورية إعلان استقلالها.
أجبرت تلك الثورات والهزيمة بمعركة فيتوريو فينيتو النمسا على توقيع الهدنة في عام 1918، بيد أنها أخفقت في حل المشاكل البلاد الداخلية. اضطر كارل للرحيل إلى المنفى، وتم تقسيم أملاك الهابسبورغيين نهائياً إلى جمهوريات مستقلة.
تم تفكيك الإمبراطورية النمساوية المجرية في عام 1918 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. وكان آباطرتها : الإمبراطور فرانس جوزيف الأول هابسبورغ اللورين (في الفترة من 1867 إلى 1916) والإمبراطورة إليزابيت (من 1867 إلى 1898)، تبعها الإمبراطور كارل الأول والإمبراطورة زيتا بوربون (من 1916 إلى 1918).
الأقاليم التي انتمت إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية تشكل حالياً جزءاً من (أو كامل أراضي) ثلاث عشرة دولة في أوروبا هي:
النمسا
المجر
تشيكيا
سلوفاكيا
سلوفينيا
كرواتيا
البوسنة والهرسك
صربيا (فويفودينا)
إيطاليا (ترينتينو ألتو أديجي وفينيتسيا جوليا الإيطالية وفريولي الشرقية)
الجبل الأسود (خليج كوتور)
رومانيا (ترانسيلفانيا، بناتو الشرقية وبوكوفينا الجنوبية)،
بولندا (غاليسيا الغربية)،
أوكرانيا (روتينيا وغاليسيا الشرقية وبوكوفينا الشمالية
بلغت مساحة الإمبراطورية 680.000 كيلومتراً مربعاً وعدد سكانها عام 1910 52 مليون نسمة. عاصمتها فيينا، المدينة التي قفز عديد قاطنيها من 440.000 ساكن عام 1840 إلى 2.200.000 عشية الحرب العالمية الأولى لّما كانت ثالثة كبريات المدن في أوروبا. كان للنمسا والمجر دستورين والبرلمانين ووزارات منفصلة (كانت بودابست عاصمة المجر).
اشترك الملك والوزارات بالمسؤولية عن السياسة الخارجية والاقتصادية والعسكرية. ووُجد إلى جانب الجيش الإمبراطوري الملكي المشترك جيش وطني نمساوى (Landwehr) وآخر مجري (Honvéd). وقد نـَظـّمت تفاهمات عشرية قابلة للتجديد القضايا المالية (مثل تقاسم النفقات المشتركة) والتجارية. بقاءها إمبراطورية متعددة الأعراق في عصر صحوة قومية قوي، جعلها تعاني باستمرار من النزاعات بين المجموعات العرقية الأحد عشر التي يتألف منها. ورغم الخصومات الإثنية خلال سني عمرها الخمسين، شهدت الإمبراطورية نمواً اقتصادياً سريعاً وتحديثاً ملحوظاً، إضافة إلى العديد من الإصلاحات الليبرالية
التاريخ
منذ منتصف القرن التاسع عشر، بحث الإمبراطور فرانز جوزيف عن حل لإعادة السلام للأمة المجرية عندما اندلعت عام 1866 ما تعتبر أول حرب خاطفة في التاريخ، ألا وهي الحرب البروسية النمساوية، والتي خرجت النمسا منها مهزومة - بعد معركة سادوفا – في نفس تلك السنة ؛ فقد غزا البروسيون بوهيميا في غضون بضعة أسابيع وهددوا العاصمة النمساوية مجبرين آل هابسبورغ على التوقيع الاستسلام. إثر الحرب استئنفت المفاوضات لتسوية الأوضاع مع الأمة المجرية، وقد قادها العديد من السياسيين ورجال الدولة ومن بينهم دياك وبيوست وغيولا أندراسي الذين لعبوا دوراً رئيسياً في التوصل إلى حل وسط بين النمسا والمجر.
توصلت الأُمتان لاتفاق سنة 1867 وتم توقيع التفاهم (Ausgleich)، الذي قسـّم الدولة الهابسبورغية إلى إمبراطورية النمسا ومملكة المجر المتحدتان سياسياً، ولكنهما من حيث هي قضايا داخلية كيانان منفصلان.
بالهزيمة أمام بروسيا فقدت النمسا أي تأثير على الدول الألمانية وعلى الاتحاد الجرماني، الذي اجتمع تحت قيادة البروسيين، فاضطرت الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى تغيير سياستها التوسعية من ألمانيا إلى منطقة البلقان حيث يوجد صراع مصالح مع روسيا. دفعت هذه الأحداث والحاجة إلى تحالف مضمون الإمبراطورية النمساوية المجرية لتشديد الحلف الثلاثي مع الإمبراطورية الألمانية وإيطاليا
الحرب العالمية الأولى
في أعقاب اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند عام 1914 بسراييفو، انفجرت الحرب العالمية الأولى، وانقسمت الدول الأوروبية نتيجة لنظام معقد من التحالفات إلى دول قوات المحور (النمسا-المجر، ألمانيا)، والدول الغربية الأخرى (فرنسا، والمملكة المتحدة وإيطاليا) وروسيا.
حققت الجيوش النمساوية المجرية والألمانية المتحالفة العديد من النجاحات الأولية على الجبهتين الرئيسيتين للصراع وهي الغربية ضد فرنسا وانكلترا وتلك الشرقية ضد روسيا، ولكن في الغرب ما كان ينبغي أن يكون حرباً خاطفة تحول إلى حرب خنادق مـُنهـِكة ؛ وأدى دخول إيطاليا الحرب إلى تفاقم الموقف النمساوي المجري، ولكن انتهاء التهديد الروسي بسقوط رومانيا، واضطرابات ما قبل الثورة سمحت لألمانيا والنمسا-المجر بالقيام بتركيز تعزيزات ضخمة على الجبهة الإيطالية وكسب المواجهة قرب كابوريتو مبتدءين هجوماً كان يمكن أن يكون حاسماً، ولكن أزمات الإمبراطورية الداخلية أحبطت ذلك والتي قوضت الجيش الإمبراطوري-الملكي. توفي فرانس جوزيف في العام 1916، وخلفه كارل الأول.
هكذا ظلت الجيوش الإمبراطورية محصورة لوقتٍ طويل داخل حدودها من جانب الحلفاء وبريطانيا وإيطاليا كما فـُرض عليها حصاراً بحرياً فعالاً. تسبب عدم القدرة على كسر هذا التطويق بمشاكل خطيرة بالإمدادات وبنقص بالغذاء والمواد الخام الأمر الذي بدأ يـُشعر به على الجبهة وبين المدنيين. قبل أن تحسم الهزائم العسكرية الصراع، اندلعت النزاعات بين المجموعات العرقية (في الإمبراطورية النمساوية المجرية) والصراع بين الطبقات الاجتماعية (في ألمانيا) في كلا البلدين الذين أخطآ حسابات المجهود الحربي، وقد تحوّل ذلك في الإمبراطورية النمساوية المجرية إلى ثورات حقيقية ؛ وفعلاً اختارت القوميات العديدة المكونة للإمبراطورية إعلان استقلالها.
أجبرت تلك الثورات والهزيمة بمعركة فيتوريو فينيتو النمسا على توقيع الهدنة في عام 1918، بيد أنها أخفقت في حل المشاكل البلاد الداخلية. اضطر كارل للرحيل إلى المنفى، وتم تقسيم أملاك الهابسبورغيين نهائياً إلى جمهوريات مستقلة.
تم تفكيك الإمبراطورية النمساوية المجرية في عام 1918 بعد نهاية الحرب العالمية الأولى. وكان آباطرتها : الإمبراطور فرانس جوزيف الأول هابسبورغ اللورين (في الفترة من 1867 إلى 1916) والإمبراطورة إليزابيت (من 1867 إلى 1898)، تبعها الإمبراطور كارل الأول والإمبراطورة زيتا بوربون (من 1916 إلى 1918).
الأقاليم التي انتمت إلى الإمبراطورية النمساوية المجرية تشكل حالياً جزءاً من (أو كامل أراضي) ثلاث عشرة دولة في أوروبا هي:
النمسا
المجر
تشيكيا
سلوفاكيا
سلوفينيا
كرواتيا
البوسنة والهرسك
صربيا (فويفودينا)
إيطاليا (ترينتينو ألتو أديجي وفينيتسيا جوليا الإيطالية وفريولي الشرقية)
الجبل الأسود (خليج كوتور)
رومانيا (ترانسيلفانيا، بناتو الشرقية وبوكوفينا الجنوبية)،
بولندا (غاليسيا الغربية)،
أوكرانيا (روتينيا وغاليسيا الشرقية وبوكوفينا الشمالية