صفحة 1 من 1

السؤال الأهم في موت عمر سليمان

مرسل: الاثنين يوليو 23, 2012 12:50 pm
بواسطة عبدالمجيد الوهيبي3
لم يفاجئني موت اللواء عمر سليمان فقد عرفت بمرضه الشديد قبل أسابيع ودخوله أحد المستشفيات في دولة عربية، وقيل لي حينها إن الرجل في مرحلة خطيرة، وأن المرض الذي أودى بحياته فيما بعد في الولايات المتحدة الأمريكية، عانى من
مضاعفاته في الشهور التي سبقت إعلانه الترشح للرئاسة، حيث مكث لبعض
الوقت طريح غرفة بالمستشفى نفسه الذي عاد إليه جثماناً قبل دفنه يوم السبت الماضي في جنازة عسكرية.

لم تكن حالته الصحية آنذاك تسمح بالترشح أو العودة لخوض العمل السياسي بما يترتب عليه من تبعيات وحرق أعصاب، لكن البعض أقنعه بذلك، تسليماً بأن الأعمار بيد الله، وأن هذا المرض الذي علمت أسرته بوضوح مدى خطورته علي حياته، يمكن أن يبقى معه بدون مضاعفات إذا أخضع لعلاج مستمر.

عندما سألت عن صحته صديقاً صحفياً التقاه في تلك الفترة، نقل لي انطباعات سلبية عن ملامح وجهه وحالته، تؤكد أنه يعاني صحياً بما لا يسمح له بالعودة لمعترك السياسة، ولذلك فوجئت بترشحه، ففي الواقع مرضه أكثر خطورة مما يعانيه الرئيس المخلوع حسني مبارك ولا يتوفر علاجه في مصر أو الشرق الأوسط.

مستشفي كليفلاند الأمريكي الذي مات فيه عمر سليمان أصدر بياناً يوم الخميس الماضي أوضح بعض التفاصيل عن مرضه النادر الذي أثر في القلب والكلي ويسمى الداء النشواني "امايلويدوزيس" Amyloidosis. وفيه أنه مات متأثراً بمضاعفاته، وهذا تعبير معناه أنه يعاني منه منذ مدة ولم يداهمه فجأة أثناء الفحص بالمستشفى أو بالأحرى لم يذهب إلي أمريكا سليماً.

هو أحد الأمراض المناعية النادرة ويؤدي إلي اختلال دورة تمثيل البروتينات في الخلايا وإنتاج نوعيات من البروتين Amyloid يصعب علي الجسم إذابتها عن طريق ما يمتلكه من إنزيمات، فتترسب بداخل أنسجة الأعضاء وتؤثر سلباً علي وظائفها، فإذا كان هذا العضو هو القلب فإنه يسلبه قدرته العضلية المرنة.

ومن أشهر أعراض المرض الأزمات القلبية الحادة والفشل الكلوي والفشل الرئوي والنزيف المعوي والتأثير علي الجهاز العصبي، وكذلك التأثير علي الحركة والآلام العصبية الحادة وفشل الرئة في تبادل الغازات بشكل سليم وعدم قدرة الأمعاء علي امتصاص الطعام المهضوم.

لا يوجد علاج لمرض سليمان النادر سوي أدوية توقف مضاعفاته مؤقتاً، ويبدو لي أن تلك الحقيقة علمها رجل المخابرات الغامض والمحيطون به قبل ترشحه للرئاسة بزمن طويل، وأن الأجهزة التي ضغطت عليه ليوافق علمت بذلك أيضاً ربما بمعلومات أكثر منه، ولهذا فإن السؤال الأهم لا يتعلق بنظرية المؤامرة التي ملأت مساحات كبيرة من الفضائيات والأعمدة خلال الأيام الماضية بأنه مات مقتولاً خلال إجرائه فحوصات عادية، ولكن لماذا تم الدفع به للترشح مع الشكوك بأن أيامه باتت معدودة في الدنيا، وأن وصوله إلي منصب رئيس مصر قد لا يطول أكثر من أسابيع.. لاحظ أنه مات بعد نحو ثلاثة أسابيع فقط من أداء مرسي اليمين الدستورية!

والغريب أن أحد الإعلاميين الذي أثار في تلك الأيام جدلاً عن الحالة الصحية للمرشح محمد مرسي بالزعم أنه يعاني من مرض خطير ما يجعله غير صالح للرئاسة، ولم يتعرض من قريب أو بعيد لمرض اللواء عمر سليمان مع ما يتردد عن علاقة هذا الإعلامي بأجهزة تسرب له بعض المعلومات، ويستند عليها برنامجه اليومي في الهجوم الذي يشنه علي مرسي، واستند عليها أيضاً عقب إعلان نتيجة الانتخابات في توجيه اتهامات خطيرة للمجلس العسكري وأحد أعضائه بالتحديد، وهي اتهامات اعترف هذا الإعلامي بأن وراءها جهات معينة، وحتى الآن لم يتم استدعاؤه للتحقيق واُكتفي برد رقيق عليه في الفيس بوك لم يقرأه معظم الرأي العام.

ويبقي السؤال الأهم.. من الذي رشح عمر سليمان الذي كان يعاني مرض الموت ولماذا؟!