- الاثنين يوليو 23, 2012 12:59 pm
#53163
حلف شمالي الأطلسي يقترب أكثر فأكثر. لم يكن بعيدا في الأصل، كان على مرمى حجر في تركيا. كانت قواعده على الأراضي التركية ولا تزال تحتوي على أسلحة استراتيجية نووية وتقليدية، نصبت مع أزمة الصواريخ الكوبية في ستينيات القرن الماضي ووجهت نحو الشمال، حيث كان الخطر السوفياتي، لكنها ظلت طوال العقود الثلاثة الماضية تبحث عن وجهة جديدة، وعن عدو جديد الى أن وجدت ضالتها في العالم الاسلامي.
لم تمثل قمة لشبونة الاطلسية التي وضعت الخطة العشرية الجديدة للحلف الغربي، نقطة تحول في العقيدة ولا في الهدف. مسار شطب الشيوعية من لائحة الأعداء كان قد تجذر في مطلع القرن، بعدما تفككت الامبراطورية السوفياتية، ومحيت الايديولوجيا البلشفية. ولم يكن من الصعب على الاطلسيين التثبت من ان الاسلام هو التحدي الجدي الوحيد، حتى قبل ان ينفذ تنظيم القاعدة هجمات 11 ايلول 2001. كان التنظيم المرعب قد اعلن عن نفسه وجدول اعماله بسلسلة من العمليات المدوية، داخل اميركا وخارجها. كما كانت حكومات اوروبا الغربية تقرأ تقارير عن ارتفاع معدلات الهجرة الاسلامية التي تنذر بأسلمة القارة الاوروبية في خلال خمسين سنة.
تحضير ارض المعركة الاطلسية الاسلامية كان قد بدأ في اليوم التالي لانهيار الاتحاد السوفياتي، في مطلع التسعينيات. ولم يستغرق الشروع بها سوى عقد واحد. ما جرى في قمة لشبونة الاسبوع الماضي كان مجرد بلورة خطط ومفاهيم جديدة للعقد المقبل، تبدأ بتحييد روسيا التي لم تعد طرفا وتطمينها الى ان الحلف لم يعد يريدها شاهدا. تلقت دعوة الى المشاركة في الاجتماعات وإلى الشراكة في المعركة، التي تقتضي توجيه جميع الاسلحة نحو حدودها الجنوبية، بعدما تلقت هدية ثمينة هي عبارة عن إلغاء مشروع الدرع الصاروخي الذي كان يفترض ان ينشر في البداية على حدودها الغربية في بولندا وتشيكيا.. لكنه نقل الى الجنوب، الى الخطوط الامامية للجبهة.
لم تكن تركيا التي حل عليها الدرع الصاروخي ضيفا محرجا، خارج الاطلسي ومعاركه. احتفظت لنفسها بمسافة واضحة عن معركة أفغانستان التي تشارك فيها بقوات غير قتالية، وعن معركة العراق التي تخضع مساهمتها فيها للمعيار الكردي الدقيق، لكنها ظلت وفية للنموذج القائل ان ثمة اسلاما مختلفا عن الاسلام الذي يحاربه الجنود الاطلسيون، وإن كان هذا الموقف قد ادخلها في مواجهة غير متوقعة مع اسرائيل، حالت دون ان توسع تركيا مشروع نفوذها الخاص نحو الجنوب من دون الحصول على موافقة مسبقة من الحلف، الذي كان يتوقع منها ايضا ان تشكل خط تماس مع جارتها الشرقية ايران.
اعادت قمة برشلونة استيعاب الحليف التركي الذي حاول ان يغرد وحيدا وأن يكرر تجربة فرنسا الديغولية مع الاطلسي. لم يعد هناك مجال للكثير من الاجتهادات التركية الفردية على ارض المعركة الواسعة النطاق. ثمة حاجة الى المزيد من الانضباط بمفاهيم الحلف وعقيدته... التي قد تخترع عدوا ايرانيا وهميا في المدى المنظور، لكنها في المحصلة النهائية تدفع الصراع مع العالم الاسلامي كله الى مستويات لم يعرفها السوفيات من قبل.
لم تمثل قمة لشبونة الاطلسية التي وضعت الخطة العشرية الجديدة للحلف الغربي، نقطة تحول في العقيدة ولا في الهدف. مسار شطب الشيوعية من لائحة الأعداء كان قد تجذر في مطلع القرن، بعدما تفككت الامبراطورية السوفياتية، ومحيت الايديولوجيا البلشفية. ولم يكن من الصعب على الاطلسيين التثبت من ان الاسلام هو التحدي الجدي الوحيد، حتى قبل ان ينفذ تنظيم القاعدة هجمات 11 ايلول 2001. كان التنظيم المرعب قد اعلن عن نفسه وجدول اعماله بسلسلة من العمليات المدوية، داخل اميركا وخارجها. كما كانت حكومات اوروبا الغربية تقرأ تقارير عن ارتفاع معدلات الهجرة الاسلامية التي تنذر بأسلمة القارة الاوروبية في خلال خمسين سنة.
تحضير ارض المعركة الاطلسية الاسلامية كان قد بدأ في اليوم التالي لانهيار الاتحاد السوفياتي، في مطلع التسعينيات. ولم يستغرق الشروع بها سوى عقد واحد. ما جرى في قمة لشبونة الاسبوع الماضي كان مجرد بلورة خطط ومفاهيم جديدة للعقد المقبل، تبدأ بتحييد روسيا التي لم تعد طرفا وتطمينها الى ان الحلف لم يعد يريدها شاهدا. تلقت دعوة الى المشاركة في الاجتماعات وإلى الشراكة في المعركة، التي تقتضي توجيه جميع الاسلحة نحو حدودها الجنوبية، بعدما تلقت هدية ثمينة هي عبارة عن إلغاء مشروع الدرع الصاروخي الذي كان يفترض ان ينشر في البداية على حدودها الغربية في بولندا وتشيكيا.. لكنه نقل الى الجنوب، الى الخطوط الامامية للجبهة.
لم تكن تركيا التي حل عليها الدرع الصاروخي ضيفا محرجا، خارج الاطلسي ومعاركه. احتفظت لنفسها بمسافة واضحة عن معركة أفغانستان التي تشارك فيها بقوات غير قتالية، وعن معركة العراق التي تخضع مساهمتها فيها للمعيار الكردي الدقيق، لكنها ظلت وفية للنموذج القائل ان ثمة اسلاما مختلفا عن الاسلام الذي يحاربه الجنود الاطلسيون، وإن كان هذا الموقف قد ادخلها في مواجهة غير متوقعة مع اسرائيل، حالت دون ان توسع تركيا مشروع نفوذها الخاص نحو الجنوب من دون الحصول على موافقة مسبقة من الحلف، الذي كان يتوقع منها ايضا ان تشكل خط تماس مع جارتها الشرقية ايران.
اعادت قمة برشلونة استيعاب الحليف التركي الذي حاول ان يغرد وحيدا وأن يكرر تجربة فرنسا الديغولية مع الاطلسي. لم يعد هناك مجال للكثير من الاجتهادات التركية الفردية على ارض المعركة الواسعة النطاق. ثمة حاجة الى المزيد من الانضباط بمفاهيم الحلف وعقيدته... التي قد تخترع عدوا ايرانيا وهميا في المدى المنظور، لكنها في المحصلة النهائية تدفع الصراع مع العالم الاسلامي كله الى مستويات لم يعرفها السوفيات من قبل.