الأرجنتين
مرسل: الاثنين يوليو 23, 2012 9:03 pm
الأرجنتين، وتعرف رسميا بإسم جمهورية الأرجنتين (بالإسبانية: República Argentina)، هي دولة في أمريكا الجنوبية، تحدها تشيلي من الغرب والجنوب، بوليفيا و باراغواي في الشمال، و البرازيل و أوروغواي من الشمال شرقي. تدعي الأرجنتين سيادتها على القارة القطبية الجنوبية، و جزر فوكلاند (الإسبانية: مالفيناس) و جورجيا الجنوبية و جزر ساندويتش الجنوبية. الأرجنتين عبارة عن اتحاد يضم 23 مقاطعة، ومدينة بوينس آيرس هي العاصمة و أكبر مدينة بالبلاد. الأرجنتين هي ثامن أكبر دولة في العالم من حيث المساحة، والأكبر بين الدول الناطقة باللغة الاسبانية. الأرجنتين هي عضو مؤسس في الأمم المتحدة، و عضو في كل من: ميركوسور، اتحاد دول أمريكا الجنوبية، منظمة الدول الأيبيرية الأمريكية، مجموعة البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية، وهي واحدة من مجموعة ال 15 و مجموعة ال 20 لأكبر الاقتصادات. الأرجنتين قوة معترف بها أقليمياً[10] [11] [12] [13] [14] [15] و قوة وسطي[16]، و تعتبر ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية[17]، مع تصنيف عالٍ جداً في مؤشر التنمية البشرية[18]. تحتل الأرجنتين المركز الخامس في إجمالي الناتج المحلي الاسمي للفرد الواحد علي مستوي دول أمريكا اللاتينية و الأعلى في القدرة الشرائية[19]. يشير المحللون[20] الي أن البلاد لديها أساس قوي للنمو المستقبلي نظرا لحجم سوقها، مستويات الاستثمار الأجنبي المباشر، نسبتها من صادرات التكنولوجيا الفائقة وحصتها من الناتج الكلي للسلع المصنعة، و هي مصنفة من قبل المستثمرين على أنها من الاقتصادات الناشئة الوسطي.
الإسم
كلمة الأرجنتين مشتقة من اللفظة اللاتينية ارجنتيوم و اللتي تعني الفضة، مع العلم أن الأرجنتين لا تحوي أي مصادر للفضة و لكن سميت هكذا لأن الغزاة الأسبان أتوا إلى تلك الأراضي بعد انتشار الشائعات بأنها تحوي جبالاً من الفضة. أول استخدام للفظة الأرجنتين يمكن تتبعه إلى العام 1602 م في قصيدة للشاعر مارتن ديل باركو سنتينيرا، و لكن الاسم يصبح متداولاً الا في القرن الثامن عشر.[21] أول استخدام رسمي للإسم كان في دستور عام 1826 م و الذي استخدمت فيه كل من جمهورية الأرجنتين و أمة الأرجنتين[22]، تم إلغاء الدستور و تحول الاسم إلى اتحاد الأرجنتين و هي الكلمة التي استخدمت في دستور عام 1853 م. لاحقاً أيضا تم تعديل الاسم إلى أمة الأرجنتين في عام 1959 م و أخيرا عدل ليصبح جمهورية الأرجنتين مرة أخرى في عام 1860 م بعد اتخاذ الدولة تنظيمها الحالي.[21]
التاريخ
التاريخ القديم و عهد الإستعمار
تعود أقدم أدلة الوجود البشري في الأرجنتين إلى سنة 11,000 ق.م و التي تم اكتشافها في باتاقونيا. هذه الاكتشافات تعود إلى شعوب الدياقويتا، الهواربي و السانافيرون و هي من جماعات السكان الأصليين. في العام 1480 م قامت إمبراطورية الإنكا تحت قيادة حاكمها باشاكيوتك بإجتياح و الاستيلاء علي المنطقة التي تمثل حالياً الجزء الشمالي الغربي من الأرجنتين، و دحرت القبائل المحلية و التي تجمعت في منطقة سميت كوللاسويو. أما بقية القبائل مثل السانافيرون، لولي-تونوكوتي و كوميشنقون فقد قاومت الإنكا و ظلت مستقلة عن حكمها. كان أول المستكشفين الأوروبيين وصولاً الي الأرجنتين هو خوان دياز دي سوليس في عام 1516م و التي كانت تعرف في حينها باسم ريو دي لابلاتا. وقامت إسبانيا بتأسيس إمارة التاج الأسباني في بيرو و التي كانت تضم جميع ممتلكات إسبانيا في أمريكا الجنوبية. تأسست مدينة بوينوس آيريس في العام 1536م و لكن تم تدميرها بواسطة السكان الأصليون، و تم إعادة بناء المدينة مرة أخرى في العام 1580م. إستعمار الأرجنتين الحديثة أتى من ثلاث جهات مختلفة: من البراغواي بتأسيس ولاية ريو دي لابلاتا، من بيرو و من تشيلي. أصبحت بوينوس إيرس عاصمة إمارة ريو دي لابلاتا في العام 1776م مع مقاطعات من إمارة بيرو. قاومت بوينوس إيرس و مونتيفيديو اثنين من الإجتياحات البريطانية المشؤومة في عامي 1806 و 1807، و في المرتين كان يقود المقاومة الفرنسي سنتياقو دي لينيريس و الذي سيصبح حاكماً من خلال الدعم الشعبي له. مع ظهور أفكار عصر التنوير و نماذج الثورات الاطلسية بدأت تتولد الانتقادات للحكم الملكي المطلق، و الإطاحة بملك إسبانيا فيرناندو السابع في حرب شبه الجزيرة الأيبيرية أنشأت اهتماماً عظيماً لدي الامريكيين، و بدلأت العديد من المدن بخلع السلطات الملكية الحاكمة و تعيين حكام جدد يعملون و فقاً للأفكار السياسية الجديدة. و هكذا بدأت حروب الإستقلال الأمريكية الإسبانية في أنحاء القارة، أما بوينوس ‘يرس فقد أطاحت بحاكمها الملكي بالتاسار هيدالقو دي سيسنيروس في العام 1810 فيما عرف بثورة مايو.
الإستقلال و الحروب الأهلية
حرب الإستقلال الارجنتينية
أشعلت ثورة مايو حرب الاستقلال الأرجنتيني بين الوطنيين و الملكيين. أرسل المجلس العسكري الاسباني -الحكومة الجديدة في بوينس آيريس-أرسل الحملات العسكرية لقرطبة، بيرو العليا وباراغواي، ودعم حركات التمرد في باندا الشرقية. و لكن هزمت هذه الحملات العسكرية فقامت بوينس آيريس بتوقيع هدنة مع مونتيفيديو. بقيت الباراغواي علي سياسة عدم التدخل خلال الفترة المتبقية من الصراع، أما البيرو فقد دحرت المزيد من الحملات العسكرية، و تم إعادة الإستيلاء على باندا الشرقية من قبل وليام براون خلال تجدد القتال. كذلك المنظمة الوطنية- سواء في ظل حكومة مركزية تقع في بوينس آيرس أو كاتحاد- بدأت الحروب الأهلية الأرجنتينية، مع اندلاع الصراعات بين بوينس آيريس، وخوسيه أرتيغاس جرفاسيو. وصدر إعلان الاستقلال في الأرجنتين من قبل الكونغرس من توكومان في عام 1816. أبقي مارتن ميغيل دي جويميس علي الملكيين محاصرين في الشمال، بينما عبر خوسيه دي سان مارتين جبال الانديز لتأمين استقلال تشيلي. مع البحرية الشيلية تحت تصرفه قام بنقل المعركة إلى معقل الملكيين الحصين في ليما. كانت حملات سان مارتين العسكرية تستكمل تلك الت بدأها سيمون بوليفار في كولومبيا الكبرى، وأدت إلى انتصار الوطنيين فى حروب الإستقلال الأمريكية الإسبانية. كانت نهاية السلطة الوطنية المركزية في معركة سيبيدا عام 1820 و التي دارت بين المركزيين والفدراليين. وصدر دستور جديد للمركزية في عام 1826، خلال الحرب مع البرازيل، وعين برناردينو ريفادافيا أول رئيس للأرجنتين، و لكن تم رفضه من قبل المحافظات، مما اضطر ريفادافيا الي الاستقالة. أطيح بالحاكم الجديد مانويل دوريغو وأعدم علي يد خوان لافال، مما أدى إلى تفاقم الحرب الأهلية. نظم خوان مانويل دي روساس المقاومة ضد لافال، واستعاد السلطات المخلوعة. بعدها اعتبرت المحافظات نفسها كونفدرالية فضفاضة من المحافظات التي تفتقر الى قيادة موحدة للدولة. و لتلافي ذلك الوضع قامو بتفويض حاكم مقاطعة بوينس أيريس في بعض السلطات الهامة مثل تسديد الديون و إدارة العلاقات الدولية.
مانويل بلغرانو، شارك في حروب الاستقلال في الأرجنتين، و وضع علم الأرجنتين
حكم خوان مانويل دي روساس في الفترة بين 1829-1832، و 1835-1852. خلال فترة ولايته الأولى دعي الي الاتفاقية الفيدرالية وهزم رابطة الإتحاديين. بعد 1835، حصل على "كامل السلطة العامة". واجه العديد من الصعوبات منها الحصار الفرنسي بين 1838-1840، حرب الاتحاد في الشمال، الحصار الأنجلو فرنسي بين 1845-1850، وتمرد مقاطعة كورينتس. و لكن بقي روساس صامدا خلال هذه السلسلة من الصراعات ومنع فقدان المزيد من الأراضي الوطنية. رفضه سن دستور وطني، وفقا لاتفاق الاتحادية، أدي بمحافظ انتري ريوس: خوستو خوسيه دي اورغيزا للإنقلاب ضد روساس و المصادقة علي دستور الأرجنتين لعام 1853. رفضا ذلك، انفصلت بوينس آيريس من الاتحاد وأصبحت دولة بوينس آيريس. واستمرت الحرب بين البلدين ما يقرب من عقد من الزمن، وانتهت بفوز بوينس آيريس في معركة بافون. أعادت بوينس ايريس الانضمام للاتحاد، وانتخب بارتولومي ميتر أول رئيس للبلد الموحد في عام 1862. و بدأ الحملات العسكرية ضد كل من بقايا الفيدراليين في الأرجنتين و البيض من أوروغواي، وباراغواي.حرب التحالف الثلاثي -تحالف الأرجنتين مع أوروغواي والبرازيل- خلفت أكثر من 300،000 قتيل ودمرت باراجواي. أصبح بارتولوم ميتر قير قادر علي التأثير علي انتخاب الرؤساء اللاحقين دومينجو فاوستينو سارمينتو و نيكولاس افيانيدا الذين خلفوه و بالرغم من انهما كانا إتحاديين لكنهما لم يكونا من بوينس ايريس و مختلفين معه.لذا حاول ميتري مرتين فصل بوينس آيرس من البلاد لكنه فشل في ذلك. قام افيانيدا بجعل بوينس آيريس فيدرالية، بعد إخماده محاولات الانفصال الفاشلة. منذ عهد الاستعمار، كانت أراضي واسعة تحت سيطرة السكان الأصليين.كل الحكومات التي تعاقبت منذ ذلك الحين حاولت توطيد بقاءها بعدة وسائل، منها قتلهم أو دفعهم إلى حدود أبعد من أي وقت مضى. وكان الصراع الأخير في غزو الصحراء، و الذي شنه خوليو أرجنتينو روكا. مع هذه العملية العسكرية استحوذت الأرجنتين علي باتاغونيا.
صعود البيرونية
أسست دعائم الأرجنتين الحديثة بواسطة "جيل الثمانينيات" و هي حركة سياسية معارضة لنظام ميتري، و سعت لجعل الأرجنتين بلداً صناعيا. و من ناحية أخرى أدت موجة الهجرة الأوروبية إلى تعزيز تماسك الدولة، كما أدت تنمية الزراعة الحديثة إلى إعادة صياغة المجتمع و الاقتصاد الأرجنتيني، و برزت الأرجنتين كواحدة من أغني عشر دول في العالم، مستفيدةً من اقتصاد تقوده الصادرات الزراعية فضلا عن الاستثمار البريطانية والفرنسية. مدفوعاً بالهجرة و انخفاض معدل الوفيات، نما تعداد سكان الأرجنتين بمقدار خمسة أضعاف، كما نما الاقتصاد بمقدار 15 ضعفاً، و لكن مع ذلك لم يتمكن الحزب الاستقلالي الوطني من تحقيق أهدافه الأساسية في جعل الأرجنتين دولة صناعية، وبقيت البلاد كمجتمع ما قبل الثورة الصناعية. واجه الرئيس خواريز سيلمان أزمة اقتصادية ولدت سخطاً شعبياً و أدت إلى قيام ثورة المتنزه في عام 1890، بقيادة الاتحاد المدني. مع استقالة الرئيس ميتري أصبح الإتحاد المدني يعرف بالإتحاد المدني الراديكالي، و على الرغم من فشل الانقلاب إلا أن الرئيس سيلمان تقدم بإستقالتة، و التي كانت بداية الـتراجع و الانحسار للحزب الوطني الاستقلالي. سيطرت النخب المحافظة على السياسة في الأرجنتين حتى عام 1912 عندما قام الرئيس روكي ساينز بينيا بسن قانون الاقتراع للذكور والاقتراع السري، مما سمح للإتحاد المدني الراديكالي بالفوز في الانتخابات الحرة في البلاد لأول مرة في عام 1916. سن الرئيس هيبوليتو يريغوين الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة أسر المزارعين والشركات الصغيرة. بقيت الأرجنتين محايدة خلال الحرب العالمية الأولى. واجهت الإدارة الثانية للرئيس يريغوين أزمة اقتصادية ضخمة علي إثر أزمة الركود العظيم العالمية، مما دفع الجيش للقيام بانقلاب عسكري وأطاح به من السلطة، و كانت تلك بداية العقد سيئ السمعة. تولي خوسيه فيليكس اوريبورو الحكم العسكري لمدة عامين، و أنتخب بعده بيدرو أغوستين خوستو رئيساً في انتخابات مزورة، و وقع على معاهدة روكا-رونسيمان. إلتزم كل من روبرتو ماريا أورتيز و كاستيلو رامون الحياد خلال الحرب العالمية الثانية. كانت بريطانيا تؤيد الحياد الأرجنتيني، ولكن بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر طلبت الولايات المتحدة من جميع دول أمريكا الجنوبية الانضمام الى دول الحلفاء. أطيح أخيرا بكاستيلو بثورة 43 التي قادها انقلاب عسكري جديد، و اتي ارادت وضع حد لتزوير الانتخابات الذي ساد العقد الماضي. أعلنت الأرجنتين الحرب على دول المحور قبل شهر من نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. إزدادت شعبية وزير الشؤون العسكرية خوان بيرون في أوساط العمال بعد فصله من منصبه و سجنه، و لكن مظاهرة ضخمة أجبرت السلطات تحريره، ترشح بيرون لرئاسة الجمهورية في عام 1946 و فاز فيها بنسبة 53.1%. أنشأ خوان بيرون حركة سياسية عرفت باسم البيرونية. مستفيدا من واردات الصناعات البديلة و الدمار الذي عم أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، قام بيرون بتأميم الصناعات الإستراتيجية و الخدمات، و قام برفع الأجور و تحسين ظروف العمل، تسديد كامل الديون الخارجية، و تقريبا تحقيق معدل العمالة الكاملة. لكن مع ذلك بدأ الاقتصاد في التراجع عام 1950، شدد بيرون الرقابة و القمع، و قام بإيقاف 110 من المطبوعات، كما سجن و عذب العديد من الشخصيات المعارضة. كانت زوجته إيفا بيرون ذات شعبية كبيرة، ولعبت دورا سياسياً محوريا، و كان معظم نشاطها من خلال مؤسسة إيفا بيرون و الحزب الأنثوي البيروني بعدما تم منح المرأة حق التصويت في عام 1947. بالرغم من ذلك منعها تدهور حالتها الصحية من الترشح لمنصب نائب الرئيس في عام 1951، وتوفيت بالسرطان في العام التالي. بدأ الجيش في رسم مخطط ضد بيرون في عام 1955، وقصف بلازا دي مايو في محاولة فاشلة لقتله. وبعد بضعة أشهر، استقال بيرون خلال انقلاب عسكري جديد، غادر بيرون البلاد، واستقر أخيرا في إسبانيا.
الحرب القذرة
خوان كارلوس اونانيا رئيس الأرجنتين بين 1966 الي 1970
أرتورو فرونديزي رئيس الأرجنتين بين 1958 الي 1962
الرئيس بيدرو يوجينيو أرامبورو قام بحظر البيرونية و منع جميع مظاهرها، و لكن رغم ذلك لم تختف البيرونية، و حافظ البيرونيون علي أنفسهم منظمين في عدة روابط غير رسمية. تم إلغاء تعديل الدستور لعام 1949 و لكن إنتخابات الجمعية التشريعية لوضع الدستور حصلت علي اغلبية أصوات فارغة بسبب حظر البيرونيون. إزدادت شعبية أرتورو فرونديزي من حزب الإتحاد المدني الراديكالي بسبب معارضته للحكم العسكري، و تم انتخابه في الإنتخابات التالية. من جهة أخرى كان الجيش ضد السماح بتأثير البيرونية علي الحكومة الجديدة، و سمح لفرونديزي بتولي زمام السلطة بشرط ان يكون حليفا للعسكر. تدخل العسكر كثيرا لصالح المحافظين و المصالح الزراعية، و كانت نتائج هذا التدخل مشوشة و مضطربة.شجعت سياسات فرونديزي الأستثمار و أوصلت البلاد لمرحلة الإكتفاء الذاتي من الطاقة و الصناعة، مساعداً في القضاء علي العجز التجاري المزمن الذي لازم الأرجنتين. جهود فرونديزي للبقاء علي علاقة جيدة مع كل من البيرونيون و العسكر، بدون الانحياز الكامل لأحد الطرفين دون الاخر، أكسبه عدم ثقة و رفض كلا الطرفين. رفع فرونديزي الحظر عن البيرونيون قاد الي إنتصارهم في عدة محافظات، الشيئ الذي اغضب العسكر، و أدي الي قيام انقلاب عسكري جديد جرده من سلطته، و لكن في رد فعل سريع قام خوسيه ماريا غوايدو (رئيس مجلس الشيوخ) بتطبيق القوانين الخاصة بفراغ منصب الرئيس، و أصبح رئيساُ بدلا عن العسكر. ألغيت الإنتخابات و تم حظر البيرونية مرة أخرى. أنتخب أرتورو إيليا رئيساً في عام 1963، و لكن برغم الازدهار اطاح به انقلاب عسكري عام 1966 بسبب محاولاته إشراك البيرونيون في الممارسة السياسية. الحكومة العسكرية الجديدة و التي عرفت باسم الثورة الأرجنتينية حاولت حكم الارجنتين بغموض و علي نحو غير محدد. قام المجلس العسكري الجديد بتعيين خوان كارلوس أونغانيا كرئيس للبلاد. قام أونغانيا بإغلاق مجلس الشيوخ، حظر كل الأحزاب السياسية و حل كل إتحادات الطلاب و العديد من إتحادات العمال. نتج عن تلك الإجراءات أستياء شعبي كبير قاد الي الي خروج مظاهرات ضخمة في كل من قرطبة و روزاريو. تم استبدال اونغانيا بروبيرتو ليفينجستون، و بعد ذلك بقليل كان هنالك حالة فوضي و اضطراب سياسي كبير علي إثر اختطاف و تصفية الرئيس الأسبق أرامبورو. نفذت الجريمة بواسطة المونتونيريون، و الذين دخلوا جنبا الي جنب مع مليشيا الجيش الشعبي الثوري في حرب عصابات ضد الجيش، عرفت بالحرب القذرة. بعدها أيضا تم استبدال ليفنجستون بأليخاندرو اوغستين لانوسي، و الذي دخل في مفاوضات لإعادة الديموقراطية و رفع الخظر عن البيرونية. مبدئياً سعي الي السماح بعودة البيرونية و لكن ليس عودة خوان بيرون نفسه من منفاه في إسبانيا، باتفاقية تشترط إقامة المرشحين الرئاسيين داخل الأرجنتين في يوم 24 أغسطس. و هكذا لم يكن بيرون هو مرشح البيرونيون، إنما هيكتور خوسيه كامبورا، و الذي فاز في الإنتخابات بنسبة 49.59%. شهدت عودة البيرونية الي السلطة خلافات عنيفة بين شقيها الداخليين: جناح اليمين قادة الإتحاد و جناح اليسار شباب مونتونيرو. تسببت عودة بيرون الي البلاد في اندلاع نزاع مسلح، عرف بمزبحة إيزيزا. مغمورون بالعنف السياسي تقدم كامبورا و نائبة بإستقالاتهم، معلنين عن إنتخابات جديدة ترشح فيها بيرون و انتخب رئيساً مع زوجته إيزابيل في منصب نائب الرئيس، و لكن قبل توليه السلطة قاما المونتينيرو بقتل قائد الإتحاد خوسيه إجناسيو روتشي و الذي تربطه صلات وطيدة ببيرون. قام بيرون بطردهم من بلازا دي مايو و من الحزب، و أصبحوا مرة أخرى منظمة سرية. قام خوسيه لوبيز ريجا بتنظيم التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية. توفي بيرون بعد ذلك بفترة قصيرة و خلفته زوجته، التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية واصل عملياته ضد المليشيات المسلحة مما ذاد من قوته. صدر مرسوم يأمر الجيش بإنهاء التدمير. قام الجيش بإنقلاب عسكري اخر في مارس 1976 عرف بعملية إعادة التنظيم الوطني، و أيضا تم إغلاق مجلس الشيوخ، عزل أعضاء المحكمة العلية، حظر الأحزاب السياسية، الإتحادات و إتحادات الطلاب. أيضا تم تشديد الإجراءات ضد الجيش الشعبي الثوري و المونتونيروس و الذين كانوا يقومون بإختطاف و قتل تقريبا أسبوعيا منذ 1970. لجأ الجيش الي تصفية عناصر المليشيات المشتبه بهم، و بدأ يكسب الحرب. كانت خسائر المونتونيروس تقترب من الألفين شخص بنهاية عام 1976. حاول المجلس العسكري رفع شعبيته لدي المواطنين في صراع بيغل و في مونديال 1978. بحلول عام 1977 كان قد تم دحر الجيش الشعبي الثوري تماماً، و إضعاف المونتينيروس بقسوة، لكنهم قاموا بهجوم مضاد ضخم تمت هزيمتهم فيه و إسدال الستار علي تهديدات المليشيات. بقي المجلس العسكري في سدة الحكم، و قام ليوبولدو غالتييري بشن حرب الفوكلاند لإستعادة الجذر و لكنه هزم من قبل المملكة المتحدة في عضون شهرين. غادر غاليتييري الحكومة بسبب الهزيمة العسكرية، و بدأ بعده رينالدو بيغنوني تنظيم عملية التحول الديموقراطي بالإنتخابات الحرة في عام 1983.
العهد المعاصر
الرئيس نيستور كيرشنر 2003 الي 2007
في حملة 1983 الإنتخابية دعا ألفونسين الي الوحدة الوطنية، واستعادة الحكم الديمقراطي و الملاحقة القضائية لكل المسئولين عن الحرب القذرة، كما قام أيضا بإنشاء اللجنة الوطنية المعنية بالأشخاص المختفين (CONADEP) للتحقيق في حالات الاختفاء القسري، أصدرت اللجنة تقريرا مفصلا عن 340 من مراكز الاعتقال غير القانونية، و 8961 حالة إختفاء قسري. في محاكمة المجلس العسكري عام 1986 صدرت أحكام قضائية علي كل قيادات الحكومة في تلك السنوات، بعدها إستهدف ألفونسين العسكر من الرتب الدنيا، الشيئ الذي زاد من استياء المؤسسة العسكرية و هدد بخطر حدوث انقلاب جديد، و لإرضاء الجيش قام بإصدر قانون التوقف الكامل، والذي يحدد موعد نهائي لمحاكمات جديدة. لكن لم يثمر هذا العمل على النحو المنشود، و أدي الي تمرد مجموعة من الجيش عرفت بالكارابينتاداس (الوجوه المطلية) و إجبارهم الحكومة علي الأخذ بقانون الطاعة الواجبة، و الذي ينص علي عدم مساءلة أي من أفراد المؤسسة العسكرية الذين قاموا بتنفيذ أوامر وجهت اليهم من رتب عليا. تسبب ذلك في خفض الدعم الشعبي للحكومة، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى التضخم المفرط. فاز البيروني كارلوس منعم في انتخابات 1989، لكن أعمال الشغب الهائلة التي سببتها الأزمة الاقتصادية أجبرت ألفونسين على الاستقالة، وتسليم الحكومة لمنعم. قاد كارلوس منعم تغييراً في البيرونية، متخلياً عن سياستها المعتادة وتبني الليبرالية الجديدة بدلا عنها. أدي تحديد سعر صرف ثابت في عام 1991، وتفكيك الحواجز الحمائية، و إعادة صياغة الموجهات التجارية والخصخصة في عدة مؤسسات، أدي كل ذلك الي إعادة الاقتصاد الي مساره الصحيح لبعض الوقت. أدت انتصارات منعم في انتخابات 1991 و 1993 الي تعديل الدستور لعام 1994 في الأرجنتين، مما سمح له بالترشح لولاية ثانية. وأعيد انتخابه، لكن بدأ الاقتصاد في الانخفاض في عام 1996، مع ارتفاع معدلات البطالة والركود الإقتصادي. خسر منعم انتخابات عام 1997، ولكن الحزب المدني الراديكالي عاد إلى الرئاسة في انتخابات عام 1999. سعى الرئيس فرناندو دي لا روا لتغيير نمط منعم السياسي، لكنه أبقي علي خطته الاقتصادية بغض النظر عن الركود الاقتصادي المتنامي. و عيّن دومينغو كافالو، الذي كان وزير الاقتصاد في عهد الرئيس كارلوس منعم. قاد السخط الاجتماعي إلى ظهور المتظاهرين و أصوات فارغة ضخمة في انتخابات عام 2001 التشريعية. في محاولة منها لوقف هروب رؤوس الأموال الضخمة الي لخارج قامت الحكومة بتجميد الحسابات المصرفية، مما أدي لتوليد المزيد من السخط. أدت أعمال شغب عدة في البلاد بالرئيس الي إعلان حالة الطوارئ، مدعومةً بالمزيد من الاحتجاجات الشعبية، أجبرت أعمال الشغب الضخمة في ديسمبر كانون الأول الرئيس دي لا روا أخيراً على الاستقالة. تم تعيين الرئيس ادواردو دوهالدي من قبل الجمعية التشريعية، وقام بالتقليل من أهمية سعر الصرف الثابت الذي وضعه منعم. وبدأت الأزمة الاقتصادية في الإنتهاء أواخر عام 2002 تحت إدارة وزير الاقتصاد روبرتو لافانيا. تسبب مقتل اثنين من المتظاهرين في فضيحة سياسية أجبرت دوهالدي للدعوة إلى انتخابات مبكرة. حصل كارلوس منعم على أغلبية الأصوات، يليه نيستور كيرشنر. وكان كيرشنر غير معروف الى حد كبير من قبل الشعب، ولكنه كان سيبقي على لافاجنا وزيرا. ومع ذلك، رفض منعم خوض جولة الإعادة، الأمر الذي جعل كيرشنر الرئيس الجديد. بعد السياسات الاقتصادية التي وضعها دوهالدي و لافاجنا، قام كيرشنر بإنهاء الأزمة الاقتصادية، والحصول على الفوائض المالية والتجارية. لكنه إبتعد عن دوهالدى بمجرد تقلده زمام السلطة. قام كيرشنر بإعادة فتح إجراءات قضائية ضد جرائم الحرب القذرة. خلال فترة حكمه تم إعادة هيكلة ديون الأرجنتين المتعثرة مع تخفيض كبير (حوالي 66٪) على معظم السندات، كما تم تسديد الديون لدي صندوق النقد الدولي و تأميم بعض المؤسسات التي تمت خصخصتها من قبل. لم يرشح كيرشنر نفسه لاعادة انتخابه، معززاً من ترشيح زوجته كريستينا فرنانديز دي كيرشنر للمنصب.
كريستينا فيرنانديز رئيسة الأرجنتين منذ 2007
بدأت رئاسة كريستينا كيرشنر بصراع مع القطاع الزراعي، والناجم عن محاولة لزيادة الضرائب على الصادرات.تم تصعيد الصراع إلى الكونغرس، و أعطي نائب الرئيس خوليو كوبوس تصويتاً غير متوقع أدي لكسر التعادل في التصويت ضد مشروع القانون. خاضت الحكومة عدة خلافات مع الصحافة، مقلصةً من حرية التعبير. في 15 يوليو 2010، وأصبحت الأرجنتين أول دولة في أمريكا اللاتينية وثاني بلد في نصف الكرة الجنوبي يقوم بإضفاء الشرعية على زواج المثليين. توفي نيستور كيرشنر في عام 2010، واعيد انتخاب كريستينا فرنانديز في عام 2011.
السياسة
الدستور
دستور 1853 على إنشاء نظام للحكومة الديمقراطيه التمثيليه، جمهورية والاتحادية، التي كانت تحتفظ بها كل الإصلاحات الدستورية منذ ذلك الحين. الأرجنتين هي التي تكونت لدى الاتحاد الفيدرالي للاقاليم التي نشأت بعد تفكك المنطقة أو إقليم من ريفر بلايت وادراج تلك كانت تشكل من الأراضي الوطنية. المقاطعات هي الحق في تقرير المصير، الذي هو ذلك صراحة في المادة 121 من الدستور. الدستور في الوقت الراهن في قوة النص الذي ينشئ الدستوري لعام 1994.
السكان
تضاعف سكان الأرجنتين خلال القرن الماضي عدة مرات وهذا ناتج كثرة الهجرة إليها. وحسب إحصائيات العام 2001 فقد بلغ عدد السكان 36,260,130 مليون نسمة، وترتفع نسبة ذوي الأصول الأوروبية بين السكان حيث يشكلون الأغلبية بما يصل إلى 90% من السكان، فمنهم ذوي الأصول الإيطالية الذين يشكلون 60 من السكان، والذين يقدر عددهم بنحو 25 مليون نسمة،[23] و 15% من ذوي الأصول الإسبانية ثم جنسيات أوروبية أخرى، ويعيش حوالي 70% في المدن، ويعيش حوالي 75% من السكان في أقليم اليميا الغني. وهناك أقليات من جماعات المسنيزو والهنود الأمريكيين. كما أنها موطن لمجموعة كبيرة من أصول عربية خاصة من سوريا ولبنان وفلسطين والتي لها حضور بارز. ولعل أبرزها الرئيس السابق كارلوس منعم ابن مغتربين سوريين.
الإسم
كلمة الأرجنتين مشتقة من اللفظة اللاتينية ارجنتيوم و اللتي تعني الفضة، مع العلم أن الأرجنتين لا تحوي أي مصادر للفضة و لكن سميت هكذا لأن الغزاة الأسبان أتوا إلى تلك الأراضي بعد انتشار الشائعات بأنها تحوي جبالاً من الفضة. أول استخدام للفظة الأرجنتين يمكن تتبعه إلى العام 1602 م في قصيدة للشاعر مارتن ديل باركو سنتينيرا، و لكن الاسم يصبح متداولاً الا في القرن الثامن عشر.[21] أول استخدام رسمي للإسم كان في دستور عام 1826 م و الذي استخدمت فيه كل من جمهورية الأرجنتين و أمة الأرجنتين[22]، تم إلغاء الدستور و تحول الاسم إلى اتحاد الأرجنتين و هي الكلمة التي استخدمت في دستور عام 1853 م. لاحقاً أيضا تم تعديل الاسم إلى أمة الأرجنتين في عام 1959 م و أخيرا عدل ليصبح جمهورية الأرجنتين مرة أخرى في عام 1860 م بعد اتخاذ الدولة تنظيمها الحالي.[21]
التاريخ
التاريخ القديم و عهد الإستعمار
تعود أقدم أدلة الوجود البشري في الأرجنتين إلى سنة 11,000 ق.م و التي تم اكتشافها في باتاقونيا. هذه الاكتشافات تعود إلى شعوب الدياقويتا، الهواربي و السانافيرون و هي من جماعات السكان الأصليين. في العام 1480 م قامت إمبراطورية الإنكا تحت قيادة حاكمها باشاكيوتك بإجتياح و الاستيلاء علي المنطقة التي تمثل حالياً الجزء الشمالي الغربي من الأرجنتين، و دحرت القبائل المحلية و التي تجمعت في منطقة سميت كوللاسويو. أما بقية القبائل مثل السانافيرون، لولي-تونوكوتي و كوميشنقون فقد قاومت الإنكا و ظلت مستقلة عن حكمها. كان أول المستكشفين الأوروبيين وصولاً الي الأرجنتين هو خوان دياز دي سوليس في عام 1516م و التي كانت تعرف في حينها باسم ريو دي لابلاتا. وقامت إسبانيا بتأسيس إمارة التاج الأسباني في بيرو و التي كانت تضم جميع ممتلكات إسبانيا في أمريكا الجنوبية. تأسست مدينة بوينوس آيريس في العام 1536م و لكن تم تدميرها بواسطة السكان الأصليون، و تم إعادة بناء المدينة مرة أخرى في العام 1580م. إستعمار الأرجنتين الحديثة أتى من ثلاث جهات مختلفة: من البراغواي بتأسيس ولاية ريو دي لابلاتا، من بيرو و من تشيلي. أصبحت بوينوس إيرس عاصمة إمارة ريو دي لابلاتا في العام 1776م مع مقاطعات من إمارة بيرو. قاومت بوينوس إيرس و مونتيفيديو اثنين من الإجتياحات البريطانية المشؤومة في عامي 1806 و 1807، و في المرتين كان يقود المقاومة الفرنسي سنتياقو دي لينيريس و الذي سيصبح حاكماً من خلال الدعم الشعبي له. مع ظهور أفكار عصر التنوير و نماذج الثورات الاطلسية بدأت تتولد الانتقادات للحكم الملكي المطلق، و الإطاحة بملك إسبانيا فيرناندو السابع في حرب شبه الجزيرة الأيبيرية أنشأت اهتماماً عظيماً لدي الامريكيين، و بدلأت العديد من المدن بخلع السلطات الملكية الحاكمة و تعيين حكام جدد يعملون و فقاً للأفكار السياسية الجديدة. و هكذا بدأت حروب الإستقلال الأمريكية الإسبانية في أنحاء القارة، أما بوينوس ‘يرس فقد أطاحت بحاكمها الملكي بالتاسار هيدالقو دي سيسنيروس في العام 1810 فيما عرف بثورة مايو.
الإستقلال و الحروب الأهلية
حرب الإستقلال الارجنتينية
أشعلت ثورة مايو حرب الاستقلال الأرجنتيني بين الوطنيين و الملكيين. أرسل المجلس العسكري الاسباني -الحكومة الجديدة في بوينس آيريس-أرسل الحملات العسكرية لقرطبة، بيرو العليا وباراغواي، ودعم حركات التمرد في باندا الشرقية. و لكن هزمت هذه الحملات العسكرية فقامت بوينس آيريس بتوقيع هدنة مع مونتيفيديو. بقيت الباراغواي علي سياسة عدم التدخل خلال الفترة المتبقية من الصراع، أما البيرو فقد دحرت المزيد من الحملات العسكرية، و تم إعادة الإستيلاء على باندا الشرقية من قبل وليام براون خلال تجدد القتال. كذلك المنظمة الوطنية- سواء في ظل حكومة مركزية تقع في بوينس آيرس أو كاتحاد- بدأت الحروب الأهلية الأرجنتينية، مع اندلاع الصراعات بين بوينس آيريس، وخوسيه أرتيغاس جرفاسيو. وصدر إعلان الاستقلال في الأرجنتين من قبل الكونغرس من توكومان في عام 1816. أبقي مارتن ميغيل دي جويميس علي الملكيين محاصرين في الشمال، بينما عبر خوسيه دي سان مارتين جبال الانديز لتأمين استقلال تشيلي. مع البحرية الشيلية تحت تصرفه قام بنقل المعركة إلى معقل الملكيين الحصين في ليما. كانت حملات سان مارتين العسكرية تستكمل تلك الت بدأها سيمون بوليفار في كولومبيا الكبرى، وأدت إلى انتصار الوطنيين فى حروب الإستقلال الأمريكية الإسبانية. كانت نهاية السلطة الوطنية المركزية في معركة سيبيدا عام 1820 و التي دارت بين المركزيين والفدراليين. وصدر دستور جديد للمركزية في عام 1826، خلال الحرب مع البرازيل، وعين برناردينو ريفادافيا أول رئيس للأرجنتين، و لكن تم رفضه من قبل المحافظات، مما اضطر ريفادافيا الي الاستقالة. أطيح بالحاكم الجديد مانويل دوريغو وأعدم علي يد خوان لافال، مما أدى إلى تفاقم الحرب الأهلية. نظم خوان مانويل دي روساس المقاومة ضد لافال، واستعاد السلطات المخلوعة. بعدها اعتبرت المحافظات نفسها كونفدرالية فضفاضة من المحافظات التي تفتقر الى قيادة موحدة للدولة. و لتلافي ذلك الوضع قامو بتفويض حاكم مقاطعة بوينس أيريس في بعض السلطات الهامة مثل تسديد الديون و إدارة العلاقات الدولية.
مانويل بلغرانو، شارك في حروب الاستقلال في الأرجنتين، و وضع علم الأرجنتين
حكم خوان مانويل دي روساس في الفترة بين 1829-1832، و 1835-1852. خلال فترة ولايته الأولى دعي الي الاتفاقية الفيدرالية وهزم رابطة الإتحاديين. بعد 1835، حصل على "كامل السلطة العامة". واجه العديد من الصعوبات منها الحصار الفرنسي بين 1838-1840، حرب الاتحاد في الشمال، الحصار الأنجلو فرنسي بين 1845-1850، وتمرد مقاطعة كورينتس. و لكن بقي روساس صامدا خلال هذه السلسلة من الصراعات ومنع فقدان المزيد من الأراضي الوطنية. رفضه سن دستور وطني، وفقا لاتفاق الاتحادية، أدي بمحافظ انتري ريوس: خوستو خوسيه دي اورغيزا للإنقلاب ضد روساس و المصادقة علي دستور الأرجنتين لعام 1853. رفضا ذلك، انفصلت بوينس آيريس من الاتحاد وأصبحت دولة بوينس آيريس. واستمرت الحرب بين البلدين ما يقرب من عقد من الزمن، وانتهت بفوز بوينس آيريس في معركة بافون. أعادت بوينس ايريس الانضمام للاتحاد، وانتخب بارتولومي ميتر أول رئيس للبلد الموحد في عام 1862. و بدأ الحملات العسكرية ضد كل من بقايا الفيدراليين في الأرجنتين و البيض من أوروغواي، وباراغواي.حرب التحالف الثلاثي -تحالف الأرجنتين مع أوروغواي والبرازيل- خلفت أكثر من 300،000 قتيل ودمرت باراجواي. أصبح بارتولوم ميتر قير قادر علي التأثير علي انتخاب الرؤساء اللاحقين دومينجو فاوستينو سارمينتو و نيكولاس افيانيدا الذين خلفوه و بالرغم من انهما كانا إتحاديين لكنهما لم يكونا من بوينس ايريس و مختلفين معه.لذا حاول ميتري مرتين فصل بوينس آيرس من البلاد لكنه فشل في ذلك. قام افيانيدا بجعل بوينس آيريس فيدرالية، بعد إخماده محاولات الانفصال الفاشلة. منذ عهد الاستعمار، كانت أراضي واسعة تحت سيطرة السكان الأصليين.كل الحكومات التي تعاقبت منذ ذلك الحين حاولت توطيد بقاءها بعدة وسائل، منها قتلهم أو دفعهم إلى حدود أبعد من أي وقت مضى. وكان الصراع الأخير في غزو الصحراء، و الذي شنه خوليو أرجنتينو روكا. مع هذه العملية العسكرية استحوذت الأرجنتين علي باتاغونيا.
صعود البيرونية
أسست دعائم الأرجنتين الحديثة بواسطة "جيل الثمانينيات" و هي حركة سياسية معارضة لنظام ميتري، و سعت لجعل الأرجنتين بلداً صناعيا. و من ناحية أخرى أدت موجة الهجرة الأوروبية إلى تعزيز تماسك الدولة، كما أدت تنمية الزراعة الحديثة إلى إعادة صياغة المجتمع و الاقتصاد الأرجنتيني، و برزت الأرجنتين كواحدة من أغني عشر دول في العالم، مستفيدةً من اقتصاد تقوده الصادرات الزراعية فضلا عن الاستثمار البريطانية والفرنسية. مدفوعاً بالهجرة و انخفاض معدل الوفيات، نما تعداد سكان الأرجنتين بمقدار خمسة أضعاف، كما نما الاقتصاد بمقدار 15 ضعفاً، و لكن مع ذلك لم يتمكن الحزب الاستقلالي الوطني من تحقيق أهدافه الأساسية في جعل الأرجنتين دولة صناعية، وبقيت البلاد كمجتمع ما قبل الثورة الصناعية. واجه الرئيس خواريز سيلمان أزمة اقتصادية ولدت سخطاً شعبياً و أدت إلى قيام ثورة المتنزه في عام 1890، بقيادة الاتحاد المدني. مع استقالة الرئيس ميتري أصبح الإتحاد المدني يعرف بالإتحاد المدني الراديكالي، و على الرغم من فشل الانقلاب إلا أن الرئيس سيلمان تقدم بإستقالتة، و التي كانت بداية الـتراجع و الانحسار للحزب الوطني الاستقلالي. سيطرت النخب المحافظة على السياسة في الأرجنتين حتى عام 1912 عندما قام الرئيس روكي ساينز بينيا بسن قانون الاقتراع للذكور والاقتراع السري، مما سمح للإتحاد المدني الراديكالي بالفوز في الانتخابات الحرة في البلاد لأول مرة في عام 1916. سن الرئيس هيبوليتو يريغوين الاصلاحات الاجتماعية والاقتصادية ومساعدة أسر المزارعين والشركات الصغيرة. بقيت الأرجنتين محايدة خلال الحرب العالمية الأولى. واجهت الإدارة الثانية للرئيس يريغوين أزمة اقتصادية ضخمة علي إثر أزمة الركود العظيم العالمية، مما دفع الجيش للقيام بانقلاب عسكري وأطاح به من السلطة، و كانت تلك بداية العقد سيئ السمعة. تولي خوسيه فيليكس اوريبورو الحكم العسكري لمدة عامين، و أنتخب بعده بيدرو أغوستين خوستو رئيساً في انتخابات مزورة، و وقع على معاهدة روكا-رونسيمان. إلتزم كل من روبرتو ماريا أورتيز و كاستيلو رامون الحياد خلال الحرب العالمية الثانية. كانت بريطانيا تؤيد الحياد الأرجنتيني، ولكن بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربر طلبت الولايات المتحدة من جميع دول أمريكا الجنوبية الانضمام الى دول الحلفاء. أطيح أخيرا بكاستيلو بثورة 43 التي قادها انقلاب عسكري جديد، و اتي ارادت وضع حد لتزوير الانتخابات الذي ساد العقد الماضي. أعلنت الأرجنتين الحرب على دول المحور قبل شهر من نهاية الحرب العالمية الثانية في أوروبا. إزدادت شعبية وزير الشؤون العسكرية خوان بيرون في أوساط العمال بعد فصله من منصبه و سجنه، و لكن مظاهرة ضخمة أجبرت السلطات تحريره، ترشح بيرون لرئاسة الجمهورية في عام 1946 و فاز فيها بنسبة 53.1%. أنشأ خوان بيرون حركة سياسية عرفت باسم البيرونية. مستفيدا من واردات الصناعات البديلة و الدمار الذي عم أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية، قام بيرون بتأميم الصناعات الإستراتيجية و الخدمات، و قام برفع الأجور و تحسين ظروف العمل، تسديد كامل الديون الخارجية، و تقريبا تحقيق معدل العمالة الكاملة. لكن مع ذلك بدأ الاقتصاد في التراجع عام 1950، شدد بيرون الرقابة و القمع، و قام بإيقاف 110 من المطبوعات، كما سجن و عذب العديد من الشخصيات المعارضة. كانت زوجته إيفا بيرون ذات شعبية كبيرة، ولعبت دورا سياسياً محوريا، و كان معظم نشاطها من خلال مؤسسة إيفا بيرون و الحزب الأنثوي البيروني بعدما تم منح المرأة حق التصويت في عام 1947. بالرغم من ذلك منعها تدهور حالتها الصحية من الترشح لمنصب نائب الرئيس في عام 1951، وتوفيت بالسرطان في العام التالي. بدأ الجيش في رسم مخطط ضد بيرون في عام 1955، وقصف بلازا دي مايو في محاولة فاشلة لقتله. وبعد بضعة أشهر، استقال بيرون خلال انقلاب عسكري جديد، غادر بيرون البلاد، واستقر أخيرا في إسبانيا.
الحرب القذرة
خوان كارلوس اونانيا رئيس الأرجنتين بين 1966 الي 1970
أرتورو فرونديزي رئيس الأرجنتين بين 1958 الي 1962
الرئيس بيدرو يوجينيو أرامبورو قام بحظر البيرونية و منع جميع مظاهرها، و لكن رغم ذلك لم تختف البيرونية، و حافظ البيرونيون علي أنفسهم منظمين في عدة روابط غير رسمية. تم إلغاء تعديل الدستور لعام 1949 و لكن إنتخابات الجمعية التشريعية لوضع الدستور حصلت علي اغلبية أصوات فارغة بسبب حظر البيرونيون. إزدادت شعبية أرتورو فرونديزي من حزب الإتحاد المدني الراديكالي بسبب معارضته للحكم العسكري، و تم انتخابه في الإنتخابات التالية. من جهة أخرى كان الجيش ضد السماح بتأثير البيرونية علي الحكومة الجديدة، و سمح لفرونديزي بتولي زمام السلطة بشرط ان يكون حليفا للعسكر. تدخل العسكر كثيرا لصالح المحافظين و المصالح الزراعية، و كانت نتائج هذا التدخل مشوشة و مضطربة.شجعت سياسات فرونديزي الأستثمار و أوصلت البلاد لمرحلة الإكتفاء الذاتي من الطاقة و الصناعة، مساعداً في القضاء علي العجز التجاري المزمن الذي لازم الأرجنتين. جهود فرونديزي للبقاء علي علاقة جيدة مع كل من البيرونيون و العسكر، بدون الانحياز الكامل لأحد الطرفين دون الاخر، أكسبه عدم ثقة و رفض كلا الطرفين. رفع فرونديزي الحظر عن البيرونيون قاد الي إنتصارهم في عدة محافظات، الشيئ الذي اغضب العسكر، و أدي الي قيام انقلاب عسكري جديد جرده من سلطته، و لكن في رد فعل سريع قام خوسيه ماريا غوايدو (رئيس مجلس الشيوخ) بتطبيق القوانين الخاصة بفراغ منصب الرئيس، و أصبح رئيساُ بدلا عن العسكر. ألغيت الإنتخابات و تم حظر البيرونية مرة أخرى. أنتخب أرتورو إيليا رئيساً في عام 1963، و لكن برغم الازدهار اطاح به انقلاب عسكري عام 1966 بسبب محاولاته إشراك البيرونيون في الممارسة السياسية. الحكومة العسكرية الجديدة و التي عرفت باسم الثورة الأرجنتينية حاولت حكم الارجنتين بغموض و علي نحو غير محدد. قام المجلس العسكري الجديد بتعيين خوان كارلوس أونغانيا كرئيس للبلاد. قام أونغانيا بإغلاق مجلس الشيوخ، حظر كل الأحزاب السياسية و حل كل إتحادات الطلاب و العديد من إتحادات العمال. نتج عن تلك الإجراءات أستياء شعبي كبير قاد الي الي خروج مظاهرات ضخمة في كل من قرطبة و روزاريو. تم استبدال اونغانيا بروبيرتو ليفينجستون، و بعد ذلك بقليل كان هنالك حالة فوضي و اضطراب سياسي كبير علي إثر اختطاف و تصفية الرئيس الأسبق أرامبورو. نفذت الجريمة بواسطة المونتونيريون، و الذين دخلوا جنبا الي جنب مع مليشيا الجيش الشعبي الثوري في حرب عصابات ضد الجيش، عرفت بالحرب القذرة. بعدها أيضا تم استبدال ليفنجستون بأليخاندرو اوغستين لانوسي، و الذي دخل في مفاوضات لإعادة الديموقراطية و رفع الخظر عن البيرونية. مبدئياً سعي الي السماح بعودة البيرونية و لكن ليس عودة خوان بيرون نفسه من منفاه في إسبانيا، باتفاقية تشترط إقامة المرشحين الرئاسيين داخل الأرجنتين في يوم 24 أغسطس. و هكذا لم يكن بيرون هو مرشح البيرونيون، إنما هيكتور خوسيه كامبورا، و الذي فاز في الإنتخابات بنسبة 49.59%. شهدت عودة البيرونية الي السلطة خلافات عنيفة بين شقيها الداخليين: جناح اليمين قادة الإتحاد و جناح اليسار شباب مونتونيرو. تسببت عودة بيرون الي البلاد في اندلاع نزاع مسلح، عرف بمزبحة إيزيزا. مغمورون بالعنف السياسي تقدم كامبورا و نائبة بإستقالاتهم، معلنين عن إنتخابات جديدة ترشح فيها بيرون و انتخب رئيساً مع زوجته إيزابيل في منصب نائب الرئيس، و لكن قبل توليه السلطة قاما المونتينيرو بقتل قائد الإتحاد خوسيه إجناسيو روتشي و الذي تربطه صلات وطيدة ببيرون. قام بيرون بطردهم من بلازا دي مايو و من الحزب، و أصبحوا مرة أخرى منظمة سرية. قام خوسيه لوبيز ريجا بتنظيم التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية. توفي بيرون بعد ذلك بفترة قصيرة و خلفته زوجته، التحالف الأرجنتيني ضد الشيوعية واصل عملياته ضد المليشيات المسلحة مما ذاد من قوته. صدر مرسوم يأمر الجيش بإنهاء التدمير. قام الجيش بإنقلاب عسكري اخر في مارس 1976 عرف بعملية إعادة التنظيم الوطني، و أيضا تم إغلاق مجلس الشيوخ، عزل أعضاء المحكمة العلية، حظر الأحزاب السياسية، الإتحادات و إتحادات الطلاب. أيضا تم تشديد الإجراءات ضد الجيش الشعبي الثوري و المونتونيروس و الذين كانوا يقومون بإختطاف و قتل تقريبا أسبوعيا منذ 1970. لجأ الجيش الي تصفية عناصر المليشيات المشتبه بهم، و بدأ يكسب الحرب. كانت خسائر المونتونيروس تقترب من الألفين شخص بنهاية عام 1976. حاول المجلس العسكري رفع شعبيته لدي المواطنين في صراع بيغل و في مونديال 1978. بحلول عام 1977 كان قد تم دحر الجيش الشعبي الثوري تماماً، و إضعاف المونتينيروس بقسوة، لكنهم قاموا بهجوم مضاد ضخم تمت هزيمتهم فيه و إسدال الستار علي تهديدات المليشيات. بقي المجلس العسكري في سدة الحكم، و قام ليوبولدو غالتييري بشن حرب الفوكلاند لإستعادة الجذر و لكنه هزم من قبل المملكة المتحدة في عضون شهرين. غادر غاليتييري الحكومة بسبب الهزيمة العسكرية، و بدأ بعده رينالدو بيغنوني تنظيم عملية التحول الديموقراطي بالإنتخابات الحرة في عام 1983.
العهد المعاصر
الرئيس نيستور كيرشنر 2003 الي 2007
في حملة 1983 الإنتخابية دعا ألفونسين الي الوحدة الوطنية، واستعادة الحكم الديمقراطي و الملاحقة القضائية لكل المسئولين عن الحرب القذرة، كما قام أيضا بإنشاء اللجنة الوطنية المعنية بالأشخاص المختفين (CONADEP) للتحقيق في حالات الاختفاء القسري، أصدرت اللجنة تقريرا مفصلا عن 340 من مراكز الاعتقال غير القانونية، و 8961 حالة إختفاء قسري. في محاكمة المجلس العسكري عام 1986 صدرت أحكام قضائية علي كل قيادات الحكومة في تلك السنوات، بعدها إستهدف ألفونسين العسكر من الرتب الدنيا، الشيئ الذي زاد من استياء المؤسسة العسكرية و هدد بخطر حدوث انقلاب جديد، و لإرضاء الجيش قام بإصدر قانون التوقف الكامل، والذي يحدد موعد نهائي لمحاكمات جديدة. لكن لم يثمر هذا العمل على النحو المنشود، و أدي الي تمرد مجموعة من الجيش عرفت بالكارابينتاداس (الوجوه المطلية) و إجبارهم الحكومة علي الأخذ بقانون الطاعة الواجبة، و الذي ينص علي عدم مساءلة أي من أفراد المؤسسة العسكرية الذين قاموا بتنفيذ أوامر وجهت اليهم من رتب عليا. تسبب ذلك في خفض الدعم الشعبي للحكومة، فضلا عن الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى التضخم المفرط. فاز البيروني كارلوس منعم في انتخابات 1989، لكن أعمال الشغب الهائلة التي سببتها الأزمة الاقتصادية أجبرت ألفونسين على الاستقالة، وتسليم الحكومة لمنعم. قاد كارلوس منعم تغييراً في البيرونية، متخلياً عن سياستها المعتادة وتبني الليبرالية الجديدة بدلا عنها. أدي تحديد سعر صرف ثابت في عام 1991، وتفكيك الحواجز الحمائية، و إعادة صياغة الموجهات التجارية والخصخصة في عدة مؤسسات، أدي كل ذلك الي إعادة الاقتصاد الي مساره الصحيح لبعض الوقت. أدت انتصارات منعم في انتخابات 1991 و 1993 الي تعديل الدستور لعام 1994 في الأرجنتين، مما سمح له بالترشح لولاية ثانية. وأعيد انتخابه، لكن بدأ الاقتصاد في الانخفاض في عام 1996، مع ارتفاع معدلات البطالة والركود الإقتصادي. خسر منعم انتخابات عام 1997، ولكن الحزب المدني الراديكالي عاد إلى الرئاسة في انتخابات عام 1999. سعى الرئيس فرناندو دي لا روا لتغيير نمط منعم السياسي، لكنه أبقي علي خطته الاقتصادية بغض النظر عن الركود الاقتصادي المتنامي. و عيّن دومينغو كافالو، الذي كان وزير الاقتصاد في عهد الرئيس كارلوس منعم. قاد السخط الاجتماعي إلى ظهور المتظاهرين و أصوات فارغة ضخمة في انتخابات عام 2001 التشريعية. في محاولة منها لوقف هروب رؤوس الأموال الضخمة الي لخارج قامت الحكومة بتجميد الحسابات المصرفية، مما أدي لتوليد المزيد من السخط. أدت أعمال شغب عدة في البلاد بالرئيس الي إعلان حالة الطوارئ، مدعومةً بالمزيد من الاحتجاجات الشعبية، أجبرت أعمال الشغب الضخمة في ديسمبر كانون الأول الرئيس دي لا روا أخيراً على الاستقالة. تم تعيين الرئيس ادواردو دوهالدي من قبل الجمعية التشريعية، وقام بالتقليل من أهمية سعر الصرف الثابت الذي وضعه منعم. وبدأت الأزمة الاقتصادية في الإنتهاء أواخر عام 2002 تحت إدارة وزير الاقتصاد روبرتو لافانيا. تسبب مقتل اثنين من المتظاهرين في فضيحة سياسية أجبرت دوهالدي للدعوة إلى انتخابات مبكرة. حصل كارلوس منعم على أغلبية الأصوات، يليه نيستور كيرشنر. وكان كيرشنر غير معروف الى حد كبير من قبل الشعب، ولكنه كان سيبقي على لافاجنا وزيرا. ومع ذلك، رفض منعم خوض جولة الإعادة، الأمر الذي جعل كيرشنر الرئيس الجديد. بعد السياسات الاقتصادية التي وضعها دوهالدي و لافاجنا، قام كيرشنر بإنهاء الأزمة الاقتصادية، والحصول على الفوائض المالية والتجارية. لكنه إبتعد عن دوهالدى بمجرد تقلده زمام السلطة. قام كيرشنر بإعادة فتح إجراءات قضائية ضد جرائم الحرب القذرة. خلال فترة حكمه تم إعادة هيكلة ديون الأرجنتين المتعثرة مع تخفيض كبير (حوالي 66٪) على معظم السندات، كما تم تسديد الديون لدي صندوق النقد الدولي و تأميم بعض المؤسسات التي تمت خصخصتها من قبل. لم يرشح كيرشنر نفسه لاعادة انتخابه، معززاً من ترشيح زوجته كريستينا فرنانديز دي كيرشنر للمنصب.
كريستينا فيرنانديز رئيسة الأرجنتين منذ 2007
بدأت رئاسة كريستينا كيرشنر بصراع مع القطاع الزراعي، والناجم عن محاولة لزيادة الضرائب على الصادرات.تم تصعيد الصراع إلى الكونغرس، و أعطي نائب الرئيس خوليو كوبوس تصويتاً غير متوقع أدي لكسر التعادل في التصويت ضد مشروع القانون. خاضت الحكومة عدة خلافات مع الصحافة، مقلصةً من حرية التعبير. في 15 يوليو 2010، وأصبحت الأرجنتين أول دولة في أمريكا اللاتينية وثاني بلد في نصف الكرة الجنوبي يقوم بإضفاء الشرعية على زواج المثليين. توفي نيستور كيرشنر في عام 2010، واعيد انتخاب كريستينا فرنانديز في عام 2011.
السياسة
الدستور
دستور 1853 على إنشاء نظام للحكومة الديمقراطيه التمثيليه، جمهورية والاتحادية، التي كانت تحتفظ بها كل الإصلاحات الدستورية منذ ذلك الحين. الأرجنتين هي التي تكونت لدى الاتحاد الفيدرالي للاقاليم التي نشأت بعد تفكك المنطقة أو إقليم من ريفر بلايت وادراج تلك كانت تشكل من الأراضي الوطنية. المقاطعات هي الحق في تقرير المصير، الذي هو ذلك صراحة في المادة 121 من الدستور. الدستور في الوقت الراهن في قوة النص الذي ينشئ الدستوري لعام 1994.
السكان
تضاعف سكان الأرجنتين خلال القرن الماضي عدة مرات وهذا ناتج كثرة الهجرة إليها. وحسب إحصائيات العام 2001 فقد بلغ عدد السكان 36,260,130 مليون نسمة، وترتفع نسبة ذوي الأصول الأوروبية بين السكان حيث يشكلون الأغلبية بما يصل إلى 90% من السكان، فمنهم ذوي الأصول الإيطالية الذين يشكلون 60 من السكان، والذين يقدر عددهم بنحو 25 مليون نسمة،[23] و 15% من ذوي الأصول الإسبانية ثم جنسيات أوروبية أخرى، ويعيش حوالي 70% في المدن، ويعيش حوالي 75% من السكان في أقليم اليميا الغني. وهناك أقليات من جماعات المسنيزو والهنود الأمريكيين. كما أنها موطن لمجموعة كبيرة من أصول عربية خاصة من سوريا ولبنان وفلسطين والتي لها حضور بارز. ولعل أبرزها الرئيس السابق كارلوس منعم ابن مغتربين سوريين.