صفحة 1 من 1

أزمة كوبا

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:30 am
بواسطة خالد العيسى313
وتسمى في كوبا بأزمة أكتوبر. وهي مواجهة ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي مع كوبا في أكتوبر 1962 خلال الحرب الباردة. وتقارن بحصار برلين كواحدة من أشد المواجهات خلال الحرب الباردة، وتعتبر بأنها أقرب لحظة للوصول إلى الحرب النووية. في اغسطس 1962 وفي اعقاب عدة عمليات فاشلة للولايات المتحدة لإسقاط النظام الكوبي (غزو خليج الخنازير وعملية النمس) بدأت حكومتا كوبا والإتحاد السوفياتي في بناء قواعد سرية لعدد من الصواريخ النووية متوسطة المدى (MRBMs و IRBMs) في كوبا والتي لديها قدرة على ضرب معظم أراضي الولايات المتحدة. بدأ بهذا العمل بعيد نشر صواريخثور IRBM في بريطانيا (مشروع إميلي) سنة 1958 وصواريخ جوبيتر IRBM في إيطاليا وتركيا سنة 1961، فبذا يكون لأمريكا المقدرة على ضرب موسكو بأكثر من 100 صاروخ برأس نووي.

فاقت تلك الأزمة مع أزمة حصار برلين كلا من أزمة السويس وحرب 67 اللتان تعتبران احدى المواجهات الكبرى في الحرب الباردة إلا أن تلك الأزمتين اقتربتا جدا من المواجهة النووية. وهي أيضا أول واقعة موثقة لخطر تدمير متبادل مؤكد (MAD) جري مناقشتها باعتبارها عاملا حاسما في الاتفاقيات الكبرى للتسليح الدولي .بدأت الأزمة في 8 أكتوبر 1962، ووصلت ذروتها في 14 أكتوبر عندما أظهرت صور استطلاع التقطت من طائرة التجسس الأمريكية لوكهيد يو-2 عن وجود قواعد صواريخ سوفياتية تحت الإنشاء في كوبا.

فكرت الولايات المتحدة في مهاجمة كوبا عن طريق الجو والبحر، ثم استقر الرأي بعمل حظر عسكري عليها. فأعلنت الولايات المتحدة أنها لن تسمح بتسليم أسلحة هجومية لكوبا وطالبت السوفيات تفكيك قواعد صواريخ مبنية أو تحت الإنشاء في كوبا وإزالة جميع الأسلحة الهجومية. ولم تكن إدارة كينيدي متأملة أن يستجيب الكرملين لمطالبهم وتوقعت حدوث مواجهة عسكرية. أما على الجانب السوفييتي فقد كتب الزعيم نيكيتا خروتشوف في رسالة إلى كنيدي بأن حظر "الملاحة في المياه الدولية أوالمجال الجوي" يشكل "عملا من أعمال العدوان تدفع البشرية إلى هاوية حرب صواريخ نووية عالمية".

رفض السوفييت علنا جميع المطالب الاميركية، ولكن عبر قنوات سريية من الاتصالات بدأت اقتراحا لحل الأزمة. انتهت المواجهة في 28 أكتوبر 1962، عندما توصل كلا من الرئيس الأمريكي جون كندي وأمين عام الأمم المتحدة يوثانت إلى اتفاق مع السوفييت لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص بسرية من الصواريخ البالستية المسماة بجوبيتر (PGM-19 Jupiter) وثور (PGM-17 Thor) في تركيا.