- الثلاثاء يوليو 24, 2012 5:32 pm
#53329
اعدام صدام حسين في وثائق ويكيليكس
ارتبط إعدام صدام بعيد الأضحى المبارك,وكان عيد الأضحى قبل أربع سنوات في الثلاثين من كانون الأول من عام 2006 ، وقد مضى عيد الأضحى هذا العام بوجبة جديدة من المناضلين, تم الحكم عليهم بالإعدام, منهم طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود, وهذه الوجبة الثالثة التي يحكم عليها بالإعدام من رموز النظام الوطني السابق, ضمن سياسة انتقامية طائفية, تعهد القائمون على تنفيذها بتصفية كل رموز النظام السابق, واستبداله بنظام مرتبط بالغرب وبالولايات المتحدة حصرا. ويصر أركان النظام الجديد على تدمير كل اثر من آثار النظام السابق, ووصل الأمر حد التفكير بإلغاء ساحة الاحتفالات, لان قبضة السيفين اللذين يرتفعان فيها هما لصدام حسين,ويواجه أركان النظام الجديد معضلة صعبة هي نسخة القرآن الكريم التي كتبها فنان عراقي على مدى سنتين بدم صدام حسين, مازالت محفوظة في مكان سري بإشراف مدير الوقف السني.
كشفت وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة أصيبت بحرج جراء إعدام صدام حسين, والطريقة التي تم فيها إعدامه أمام أنظار الرأي العام العالمي, حيث صور الذين حضروا تنفيذ الاعدام بالأجهزة الخلوية وسربوها إلى وسائل الإعلام. ومما أثار السفير الأمريكي (زلماي خليل زاده) تفوه الحراس بعبارات مثل (اذهب إلى الجحيم) سوف يستغلها أعوان صدام ويؤكدون أن المحكمة غير شرعية, وان المحاكمة غير عادلة, وعبر نائب المدعي العام العراقي خلال لقائه السفير الأمريكي عن امتعاضه من سلوك الحراس, وقال انه تصرف مشين, وقالت الوثيقة إن الحكومة العراقية لم تسيطر على الشهود, وقد نفذت الإعدام بشكل متسرع وسط فوضى أحدثها الحراس وهم يهتفون بصوت مرتفع (مقتدى.. مقتدى) مما يعني أنهم من أنصار مقتدى الصدر. وأوضح نائب المدعي العام انه لا يجوز حضور عملية الإعدام أكثر من أربعة أشخاص وهم القاضي والمدعي العام ورجل دين ومدير السجن, في حين حضر عملية الإعدام أكثر من 20 شخصا أو أكثر.
إن تصميم الإعدام في يوم العيد يعد تحديا لملايين المسلمين في العالم , كما يشكل استجابة لفكرة خبيثة من حيث الشكل والمضمون, وهو عنوان مشروع فتنة طائفية, قد تقود إلى الانقسام وتفتيت العراق إلى دويلات طائفية وقومية تتصارع فيما بينها في المستقبل.
كما إن الإعدام انتقام صهيوني من صدام, لأنه تبنى مشروعا قوميا يهدد الكيان الصهيوني في المدى القريب, كما انه انتقام أمريكي أيضا لان صدام لم يرضخ للإدارة الأمريكية قبل أسره وبعده, ورفض عرض الإدارة الأمريكية على لسان وزير الدفاع رامسفيلد عندما قابله في الأسر, وأصر أن يستشهد فوق تراب العراق على أن ينجو بنفسه وعائلته. وما جاء في مذكرات رامسفيلد, يؤكد تواطؤ الزعامات الدينية على بلدهم,فقال في فصل من مذكراته أن السيستاني قبل هدية من الإدارة الأمريكية مقدارها 20 مليون دولار, مقابل موافقته على احتلال العراق, بإصدار فتوى تحرم مقاومة القوات الأمريكية أثناء غزوها عام 2003 . وقال رامسفيلد: لقد جمعتني صداقة مع رامسفيلد من خلال وكيله في الكويت جواد ألمهري, وعندما قابلته في النجف استقبلني بالأحضان وقبلني أكثر من مرة, رغم أني اكره تقبيل الرجل للرجل.
أما الانتقام الأكبر هو انتقام إيراني من صدام الذي اجبر كبير سلطتهم وإمامهم الأكبر على تجرع كأس السم بعد ثماني سنوات من الحرب, وقبوله قرار مجلس الامن الدولي رقم (598).
إن الأحكام التي أصدرتها محكمة (بريمر) هي أحكام أمريكية بأدوات عراقية طائفية, وقد تجاوزت الإدارة الأمريكية كل القوانين الدولية خاصة اتفاقيات جنيف الثالثة حول أسرى الحرب, ومعاملة الأسرى برتب عالية, خالفوا كل هذه القوانين عندما سلموا صداما ورفاقه إلى خصومهم ليفعلوا بهم ما يشاءون, وينتقموا منهم بالصيغة الطائفية المقيتة كالتي شاهدها العالم.
بعد سبع سنوات على الاحتلال وأربع سنوات على إعدام صدام هل سار العراق الجديد نحو الأحسن أم إلى الأسوأ? كل الوقائع التي يشهدها العالم تؤشر أن العراق يسير نحو الهاوية, ويبدو أن الإدارة الأمريكية قدمت أبشع نموذج في الانحطاط في المنطقة, هو نموذج (الفوضى الخلاقة) التي تلهب الأوضاع في السودان ولبنان وفلسطين والصومال, كل هذه الساحات مرشحة للانقسام والتفتيت, الأمر الذي سيعيد الأمة العربية إلى عهد الطوائف الذي عاشته الأندلس من قبل.
النموذج الجديد الذي قدمته الإدارة الأمريكية في العراق هو نموذج الانتقام وتصفية الأخيار من أبناء العراق, علماء وأطباء ومهندسين وضباط برتب عالية خبروا ضروب الحروب وسجلوا صفحات من المجد في ساحات الوغى في فلسطين والجولان وسيناء وجنين, والدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي. نموذج خلف أربعة ملايين مشرد خارج البلاد, ومليونا ونصف أرملة ومليون قتيل, أضيفوا إلى جيش العاطلين عن العمل, وشيوع الفساد في كل مرافق الدولة, حتى أن الفساد طال وزراء ورتبا عالية فيها.
الانتقام لا يولد إلا الانتقام والحقد يؤخر مسيرة التقدم, ويلغي أية فرصة للحوار والتفاهم الوطني, وهو ما تفعله حكومة المالكي في الدورة الأولى وسوف يزداد الانتقام في الدورة الثانية وان غداً .
ارتبط إعدام صدام بعيد الأضحى المبارك,وكان عيد الأضحى قبل أربع سنوات في الثلاثين من كانون الأول من عام 2006 ، وقد مضى عيد الأضحى هذا العام بوجبة جديدة من المناضلين, تم الحكم عليهم بالإعدام, منهم طارق عزيز وسعدون شاكر وعبد حمود, وهذه الوجبة الثالثة التي يحكم عليها بالإعدام من رموز النظام الوطني السابق, ضمن سياسة انتقامية طائفية, تعهد القائمون على تنفيذها بتصفية كل رموز النظام السابق, واستبداله بنظام مرتبط بالغرب وبالولايات المتحدة حصرا. ويصر أركان النظام الجديد على تدمير كل اثر من آثار النظام السابق, ووصل الأمر حد التفكير بإلغاء ساحة الاحتفالات, لان قبضة السيفين اللذين يرتفعان فيها هما لصدام حسين,ويواجه أركان النظام الجديد معضلة صعبة هي نسخة القرآن الكريم التي كتبها فنان عراقي على مدى سنتين بدم صدام حسين, مازالت محفوظة في مكان سري بإشراف مدير الوقف السني.
كشفت وثائق ويكيليكس أن الولايات المتحدة أصيبت بحرج جراء إعدام صدام حسين, والطريقة التي تم فيها إعدامه أمام أنظار الرأي العام العالمي, حيث صور الذين حضروا تنفيذ الاعدام بالأجهزة الخلوية وسربوها إلى وسائل الإعلام. ومما أثار السفير الأمريكي (زلماي خليل زاده) تفوه الحراس بعبارات مثل (اذهب إلى الجحيم) سوف يستغلها أعوان صدام ويؤكدون أن المحكمة غير شرعية, وان المحاكمة غير عادلة, وعبر نائب المدعي العام العراقي خلال لقائه السفير الأمريكي عن امتعاضه من سلوك الحراس, وقال انه تصرف مشين, وقالت الوثيقة إن الحكومة العراقية لم تسيطر على الشهود, وقد نفذت الإعدام بشكل متسرع وسط فوضى أحدثها الحراس وهم يهتفون بصوت مرتفع (مقتدى.. مقتدى) مما يعني أنهم من أنصار مقتدى الصدر. وأوضح نائب المدعي العام انه لا يجوز حضور عملية الإعدام أكثر من أربعة أشخاص وهم القاضي والمدعي العام ورجل دين ومدير السجن, في حين حضر عملية الإعدام أكثر من 20 شخصا أو أكثر.
إن تصميم الإعدام في يوم العيد يعد تحديا لملايين المسلمين في العالم , كما يشكل استجابة لفكرة خبيثة من حيث الشكل والمضمون, وهو عنوان مشروع فتنة طائفية, قد تقود إلى الانقسام وتفتيت العراق إلى دويلات طائفية وقومية تتصارع فيما بينها في المستقبل.
كما إن الإعدام انتقام صهيوني من صدام, لأنه تبنى مشروعا قوميا يهدد الكيان الصهيوني في المدى القريب, كما انه انتقام أمريكي أيضا لان صدام لم يرضخ للإدارة الأمريكية قبل أسره وبعده, ورفض عرض الإدارة الأمريكية على لسان وزير الدفاع رامسفيلد عندما قابله في الأسر, وأصر أن يستشهد فوق تراب العراق على أن ينجو بنفسه وعائلته. وما جاء في مذكرات رامسفيلد, يؤكد تواطؤ الزعامات الدينية على بلدهم,فقال في فصل من مذكراته أن السيستاني قبل هدية من الإدارة الأمريكية مقدارها 20 مليون دولار, مقابل موافقته على احتلال العراق, بإصدار فتوى تحرم مقاومة القوات الأمريكية أثناء غزوها عام 2003 . وقال رامسفيلد: لقد جمعتني صداقة مع رامسفيلد من خلال وكيله في الكويت جواد ألمهري, وعندما قابلته في النجف استقبلني بالأحضان وقبلني أكثر من مرة, رغم أني اكره تقبيل الرجل للرجل.
أما الانتقام الأكبر هو انتقام إيراني من صدام الذي اجبر كبير سلطتهم وإمامهم الأكبر على تجرع كأس السم بعد ثماني سنوات من الحرب, وقبوله قرار مجلس الامن الدولي رقم (598).
إن الأحكام التي أصدرتها محكمة (بريمر) هي أحكام أمريكية بأدوات عراقية طائفية, وقد تجاوزت الإدارة الأمريكية كل القوانين الدولية خاصة اتفاقيات جنيف الثالثة حول أسرى الحرب, ومعاملة الأسرى برتب عالية, خالفوا كل هذه القوانين عندما سلموا صداما ورفاقه إلى خصومهم ليفعلوا بهم ما يشاءون, وينتقموا منهم بالصيغة الطائفية المقيتة كالتي شاهدها العالم.
بعد سبع سنوات على الاحتلال وأربع سنوات على إعدام صدام هل سار العراق الجديد نحو الأحسن أم إلى الأسوأ? كل الوقائع التي يشهدها العالم تؤشر أن العراق يسير نحو الهاوية, ويبدو أن الإدارة الأمريكية قدمت أبشع نموذج في الانحطاط في المنطقة, هو نموذج (الفوضى الخلاقة) التي تلهب الأوضاع في السودان ولبنان وفلسطين والصومال, كل هذه الساحات مرشحة للانقسام والتفتيت, الأمر الذي سيعيد الأمة العربية إلى عهد الطوائف الذي عاشته الأندلس من قبل.
النموذج الجديد الذي قدمته الإدارة الأمريكية في العراق هو نموذج الانتقام وتصفية الأخيار من أبناء العراق, علماء وأطباء ومهندسين وضباط برتب عالية خبروا ضروب الحروب وسجلوا صفحات من المجد في ساحات الوغى في فلسطين والجولان وسيناء وجنين, والدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي. نموذج خلف أربعة ملايين مشرد خارج البلاد, ومليونا ونصف أرملة ومليون قتيل, أضيفوا إلى جيش العاطلين عن العمل, وشيوع الفساد في كل مرافق الدولة, حتى أن الفساد طال وزراء ورتبا عالية فيها.
الانتقام لا يولد إلا الانتقام والحقد يؤخر مسيرة التقدم, ويلغي أية فرصة للحوار والتفاهم الوطني, وهو ما تفعله حكومة المالكي في الدورة الأولى وسوف يزداد الانتقام في الدورة الثانية وان غداً .