صفحة 1 من 1

بينوشيه والاقتصاد المفتوح

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 6:23 pm
بواسطة عبد المجيد العنزي ٣
تبنى بينوشيه الطروحات الاقتصادية الرأسمالية، واقتصاد السوق المفتوح، وأعلن صراحة بأنه يطمح لـ: "جعل تشيلي أمة من رجال الأعمال، لا البروليتاريين"، ولتنفيذ سياسته اعتمد في رسم اقتصاده على أولاد شيكاغو المدعين من خريجي الجامعات الأمريكية المتأثرين بسياسات ميلتون فريدمان (منظر اقتصادي رأسمالي) الاقتصادية.

أطلق بينوشيه عصر إلغاء التنظيم والخصخصة الاقتصادية، ولإنجاز أهدافه، ألغى الحد الأدنى من الأجور، أبطل حقوق اتحاد العمال، خصخص نظام الراتب التقاعدي، الصناعات الرسمية، والبنوك، خفض الضرائب على الثروات والأرباح.

مؤيدو هذه السياسات (من بينهم ميلتون فريدمان نفسه) لقبوه بـ "معجزة تشيلي"، بسبب 35% من الزيادة لحصة كل فرد في الناتج المحلي الإجمالي من 1960 إلى 1980، لاحقاً من 1990 إلى 2000 زاد بحوالي 94% لكن بينوشيه لم يعد في السلطة.

و يعارض المعارضون مثل نعوم تشومسكي (مفكر عالمي حر، مشهور بتأملاته في الحالة الأمريكية المعاصرة، ووصل العداء بينه وبين سدنة الإمبراطورية الأمريكية إلى حد مُطالبة البعض بتجريده من جنسيته الأمريكية) هذه العناوين، مشيراً إلى أن معدل البطالة ارتفع من 4.3% في 1973 إلى 22% في عام 1983، بينما هبطت الأجور الحقيقية بنسبة 40%.

و هناك خلاف بين الاقتصاديين حول صحة هذه النسب، ذلك أن كل فريق ينتقي النسب التي تدعم وجهة نظره، ويصعب الفصل بين الفريقين، أيهما محق.

على أي حال، استطاع بينوشيه علاج هذه القضايا في سنواته الأخيرة كرئيس حيث انخفضت البطالة إلى 7.8% بحلول 1990، وعولجت مشاكل النقص أثناء السنوات الأخيرة من إدارة ألليندي أيضاً.

الخصخصة، تخفيض الإنتاج الوطني، وسياسات العمل الحرة، كلها أثر سلباً على طبقة تشيلي العاملة، لكنه حتماً أراح الطبقة الثرية وأطلق لها المجال لتثري دون حد.

- تُعبر إيزابيل ألليندي عن هذه الحالة في رواية بيت الأرواح على لسان الحفيدة بالقول: "لم يكن جدي قادراً على متابعة ثرواته، كان يكفي أن يتركها في البنوك لتتضاعف وحدها" –

تضمنت سياسات ألليندي الاقتصادية تأميم الشركات الأجنبية، خصوصاً شركات الولايات المتحدة، والتي كانت تملك امتياز مناجم النحاس في تشيلي، وكان هذا سبباً هاماً في معارضة الحكومات الغربية لحكومة ألليندي الماركسية، بالإضافة إلى علاقته الودية بالاتحاد السوفيتي وكوبا، ومُعظم المعارضة الداخلية له جاءت من قطاع العمل، وتفيد وثائق مؤكدة بأن المخابرات المركزية الأميركية مولت إضراب سائقي الشاحنات الذي تسبب في الفوضى الاقتصادية التي سبقت الانقلاب كما مولت الانقلاب (فعلت الولايات المتحدة الشيء نفسه بعد ثلاثين عاماً بتمويل معارضي هوغو شافيز في فنزويلا).