صفحة 1 من 1

التنمية السياسية العربية

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:11 pm
بواسطة عبدالرحمن الزبن
الأنظمة العربية وخلال تاريخها الطويل أنتجت حياة سياسية صعبة وقاسية على الإنسان
العربي إما لأنها لم تواكب العصر ومستجداته، أو لأنها لم تف بمتطلبات الإنسان العربي في النهضة
والعمل العربي المشترك والوحدة وغير ذلك من أهداف وطموحات.
أو أن بعضها بقي يمارس السلطة بأسلوب وآليات قديمة. لا تتكافأ مع حقوق الإنسان العربي
المتعاظمة، لأن تحديات المرحلة أوجبت عليه البحث عن دور له في وطنه وأمته وحتى في العالم.
وكان هذا معناه أن الحياة السياسية في الوطن العربي، بحاجة ماسة إلى تنمية سياسية، تترافق
وتتماشى مع تنمية اقتصادية اجتماعية وثقافية تتجاوز الحالة السياسية التقليدية التي تفتقر بطبيعتها
وبنيتها إلى طبقة متوسطة تشكل الرهان الحقيقي في النهضة والتنمية.
غير أن التنمية السياسية المطلوبة للوطن العربي، هي التي تقوم على أساس أن الإنسان العربي
يمثل جوهر التنمية وهدفها الأول.
وهذا المستوى من التنمية هو الذي يعطي الإنسان العربي القدرة على مناهضة رياح التنمية
الآتية من الخارج، لأنها الملاذ الذي تعتمد عليه الدول الأجنبية في إكمال سيطرتها على العالم،
ووضع يدها على عناصر القوة التي تمكنها من الاستمرار في السيطرة.
وليس من المبالغة بشيء القول إ . ن أهمية التعبئة السياسية بالنسبة للوطن العربي، تكمن بما
تضيفه للحياة السياسية من تحديث سياسي، وارتقاء بالسلوك الاجتماعي، والسياسي، وتطوير بنية
الأحزاب العربية وفكرها، على نحو يجعلها تتخلى عن الأطروحات والشعارات التي كانت تضعها
في موقع احتكار السلطة وإقصاء الأحزاب المنافسة. وحجر نشاطها السياسي.
والحديث عن تنمية سياسية عربية يصل بها إلى مستوى المهمة الوطنية القومية التي لا تقبل
التأجيل إطلاقًا. هي تلك التعبئة التي تزاوج بين الثنائية الوطنية والقومية، والخصوصية
والمعاصرة، والأصالة والتحديث. وتأخذ بالاعتبارالتشابه والاختلاف بين الأقطار العربية من الناحية
الاجتماعية والثقافية . وأن لا تقفز بشكل من الأشكال من فوق بنيان الدولة الوطنية التي تستريح
على ثقافة، فيها مستويات من الخصوصية الوطنية: دولة / ثقافة = قطر عربي / ثقافة. وفي
نفس الوقت أن لا تبالغ في التنوع الوطني لأنه في التحليل الأخير يشكل حالة قومية بفعل كثرة
المشتركات، ولأن التنوع يشكل حالة إغناء للثقافات العربية: أمة عربية / ثقافة عربية = أقطار
عربية / ثقافات وطنية
وهي أيضًا التنمية السياسية التي تضع باعتبارها المحددات الثقافية – الاجتماعية التي تشكل
المحدد الرئيس للشخصية الاجتماعية الوطنية – القومية. تلك المحددات التي تملك حضورها القوي
في حال ممارسة التنمية السياسية بحثًا عن دور أفضل للأفراد والجماعات والأحزاب.