صفحة 1 من 1

عوامل التخلف السياسي 2

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:33 pm
بواسطة عبدالرحمن الزبن
وطبقا لهذه التطورات الجديدة، فإن مقدرة الدول على تحقيق النهضات ال صناعية
والخروج من التخلف السياسي والإقتصادي يعتمد إلى حد كبير على مدى نجاحها في
تجنيد الطاقات الإنسانية واستغلال ثرواتها الوطنية لفائدة الجماهير الشعبي ة. واعتماد الدولة
على الإطارات الفنية لرفع مستوى الإنتاج واختراع الآلات الحديثة معناه إعطاء
صلاحيات جديدة وحق اتخاذ القرارات التي يتوقف عليها مصير الشعو ب. وتبعا لهذا
التغير يمكن أن تنتقل السلطة السياسية من يد الطبقة الأرستقراطية وكبار ملاك الأرض
إلى يد الفنيين المهرة الذين يحتاجهم المجتمع للإستفادة من خبراتهم في مختلف القطاعات
من أجل إحراز المزيد من التقدم السياسي والإقتصادي.
والمشكل الأساسي الذي عرقل التقدم وحال دون تحقيق نهضة اقتصادية في العالم
العربي هو قلة الإنسجام بين القيادات الوطنية وفئات الخبراء الذين يرغبون في توجيه
سياسة الدولة طبقا لقوانين الخبرات الفنية التي أتبعتها معظم المنظمات الغربي ة. ولعله من
واجبنا أن نلفت الإنتباه إلى أن هذه الظاهرة برزت في بعض الدول في إطار آخر يمثل
العلاقة بين القيادات السياسية والأقليات المحلية، إذ أن غياب الإنسجام بين الطرفين أدى
إلى عدم وجود تفاهم وثقة متبادلة بين القيادة والجماعات الفنية التي ترغب في فرض
اختياراتها السياسية بطريقة خفية أو علنية.
والمشكل الثاني الذي لا يمكن التغاضي عنه هو أن الخبراء قد وجهوا عنايتهم
الكاملة إلى وضع الخطط الدقيقة التي يرونها أساسية للتغلب على المشاكل السياسية
والإقتصادية ولكنهم أهملوا الجوانب العملية التي هي التنسيق في العمل واتباع نظام محكم
وكفيل بتحقيق الأهداف المسطرة في برامج التنمية الإقتصادية وخلق الوعي السياسي لدى
عوامل التخلف السياسي والإقتصادي في دول العالم الثالث