وثائق عبد الناصر
مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 7:51 pm
كتاب من القطع الكبير صدر سنة 1973 ، إعداد الأستاذ حاتم صادق ، وتقديم الأستاذ محمد حسنين هيكل .
صدر الكتاب وسط تعرض الرئيس جمال عبد الناصر و الناصرية معه إلى حملة لا تهدأ ولا تخف حدتها رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على رحيله . وبشكل ما فإن الحملة واستمرارها شهادة لعبد الناصر وللناصرية أي الدور والفكرة . لكن الاختلاف من حول أية ممارسات أجرها عبد الناصر أو جرت باسمه لا يمكن أن يغطي الحقيقة في عبد الناصر والناصرية ، فهو بالتأكيد أعظم عربي في التاريخ الحديث ، ثم أن فكره هو المجرى الرئيسي لحركة التطور العربي . أن دور عبد الناصر غير خريطة المنطقة سياسيا واجتماعيا وبدل قوى بقوى .. أضاف وجدد . ثم أن فكر عبد الناصر نقل المنطقة كلها إلى العصر الحديث بكل احتمالاته وسلحها بنظرية أو شبه نظرية تعطيها منهاجا للحركة في عصر حافل .
ظاهرة الحملة التي لا تهدأ ولا تخف حدتها على الدور والفكرة ، مجموعتين من الأسباب :
المجموعة الأولى داخلية وهي :
1 - إن عبد الناصر رحل في ظل هزيمة لم يعطه الأجل فسحة تصحيحها .
2 - أن رحليه المفاجئ أحدث فراغا كبيرا تصارعت فيه على السلطة عناصر متعددة وقد دفع الحساب عنها جميعا .
3 - أن عبد الناصر لم يترك وراءه تنظيما قادرا على أن يحمل فكرته ويعمقها ويناضل من أجل انتصارها النهائي .
المجموعة الثانية خارجية :
1 - إن رحيل عبد الناصر ترك المجال فسيحا لأعداء دوره وأعداء فكرته .
2 - بما أن رحيله كان في فترة جزر فقد كان سهلا على أعدائه أن يمسكوا باللحظة غير المواتية ويقولوا : هذه هي النتيجة .
3 - أن العداء لعبد الناصر بعيدا زاد حدة بالطريقة التي عبرت بها الأمة عن حزنها عليه فقد بدا للحظة وكأن الرجل يوشك غائبا أن ينجح فيما لم ينجح فيه حاضرا وهو أن تتحول أفكاره إلى تنظيم .
كان الرجل يتحرك في ظروف مد جارف . وكانت جاذبيته بالنسبة للجماهير غلابة لا تقاوم . وليس هناك بأس من رد فعل ، ولو متأخر ، يتأكد به الحوار التاريخي ، وتثبت فيه الآراء والاجتهادات نفسها . إذا كنا نثق أن صوت عبد الناصر أصدق وأدق تعبيرا عن الضمير العربي وحركته المتصاعدة - إذن فسوف يتأكد الدور وتتأكد الفكرة . سوف يتأكد الاثنان أكثر حتى بالحملة عليهما معا . لكن علينا خلال هذه العملية أن نجعل صوت عبد الناصر مسموعا باستمرار .
وهذا الكتاب جهد في هذا السبيل . قيمته الحقيقية أنه نبرات من صوت الرئيس جمال عبد الناصر : الدور والفكرة .
كلمات عبد الناصر في هذه المرحلة بالذات (يناير 1967 - ديسمبر 1968) تسطر أخطر مراحل تاريخ الشعب المصري خاصة ، والشعوب العربية عامة . مرحلة بلغت فيها المواجهة بين الثورة العربية وبين قوى الاستعمار و الرجعية و الصهيونية قمتها بعدوان 1967 .. وستبقى هذه الفترة أكثر مراحل نضال الشعوب العربية إشراقا حيث شهدت "يوم بعث للثورة" في 9 و 10 يونيو . كما ستظل أعظم فترات نضال عبد الناصر : يوم مضى يبني من بين أنقاض الهزيمة مرتفعا فوق آلام النفس وآلام الجسد .
لان كلمات عبد الناصر فيها الإجابات على كل تساؤل يدور في رؤوس الشباب من جيلنا ، وتدور عيونه بحثا عن الرد عليه ! إجابة على كل سؤال يواجه جيل عبد الناصر ، في أهم قضايا وطنه وحياته : في التحرير ، و الحرية ، و الديمقراطية ، و سيادة القانون ، و دولة المؤسسات ، ومراكز القوى ، وضرورة استمرار الثورة ، ومخاطر الانقضاض عليها أو الردة فيها !
بوابة كتب
صدر الكتاب وسط تعرض الرئيس جمال عبد الناصر و الناصرية معه إلى حملة لا تهدأ ولا تخف حدتها رغم مرور قرابة ثلاث سنوات على رحيله . وبشكل ما فإن الحملة واستمرارها شهادة لعبد الناصر وللناصرية أي الدور والفكرة . لكن الاختلاف من حول أية ممارسات أجرها عبد الناصر أو جرت باسمه لا يمكن أن يغطي الحقيقة في عبد الناصر والناصرية ، فهو بالتأكيد أعظم عربي في التاريخ الحديث ، ثم أن فكره هو المجرى الرئيسي لحركة التطور العربي . أن دور عبد الناصر غير خريطة المنطقة سياسيا واجتماعيا وبدل قوى بقوى .. أضاف وجدد . ثم أن فكر عبد الناصر نقل المنطقة كلها إلى العصر الحديث بكل احتمالاته وسلحها بنظرية أو شبه نظرية تعطيها منهاجا للحركة في عصر حافل .
ظاهرة الحملة التي لا تهدأ ولا تخف حدتها على الدور والفكرة ، مجموعتين من الأسباب :
المجموعة الأولى داخلية وهي :
1 - إن عبد الناصر رحل في ظل هزيمة لم يعطه الأجل فسحة تصحيحها .
2 - أن رحليه المفاجئ أحدث فراغا كبيرا تصارعت فيه على السلطة عناصر متعددة وقد دفع الحساب عنها جميعا .
3 - أن عبد الناصر لم يترك وراءه تنظيما قادرا على أن يحمل فكرته ويعمقها ويناضل من أجل انتصارها النهائي .
المجموعة الثانية خارجية :
1 - إن رحيل عبد الناصر ترك المجال فسيحا لأعداء دوره وأعداء فكرته .
2 - بما أن رحيله كان في فترة جزر فقد كان سهلا على أعدائه أن يمسكوا باللحظة غير المواتية ويقولوا : هذه هي النتيجة .
3 - أن العداء لعبد الناصر بعيدا زاد حدة بالطريقة التي عبرت بها الأمة عن حزنها عليه فقد بدا للحظة وكأن الرجل يوشك غائبا أن ينجح فيما لم ينجح فيه حاضرا وهو أن تتحول أفكاره إلى تنظيم .
كان الرجل يتحرك في ظروف مد جارف . وكانت جاذبيته بالنسبة للجماهير غلابة لا تقاوم . وليس هناك بأس من رد فعل ، ولو متأخر ، يتأكد به الحوار التاريخي ، وتثبت فيه الآراء والاجتهادات نفسها . إذا كنا نثق أن صوت عبد الناصر أصدق وأدق تعبيرا عن الضمير العربي وحركته المتصاعدة - إذن فسوف يتأكد الدور وتتأكد الفكرة . سوف يتأكد الاثنان أكثر حتى بالحملة عليهما معا . لكن علينا خلال هذه العملية أن نجعل صوت عبد الناصر مسموعا باستمرار .
وهذا الكتاب جهد في هذا السبيل . قيمته الحقيقية أنه نبرات من صوت الرئيس جمال عبد الناصر : الدور والفكرة .
كلمات عبد الناصر في هذه المرحلة بالذات (يناير 1967 - ديسمبر 1968) تسطر أخطر مراحل تاريخ الشعب المصري خاصة ، والشعوب العربية عامة . مرحلة بلغت فيها المواجهة بين الثورة العربية وبين قوى الاستعمار و الرجعية و الصهيونية قمتها بعدوان 1967 .. وستبقى هذه الفترة أكثر مراحل نضال الشعوب العربية إشراقا حيث شهدت "يوم بعث للثورة" في 9 و 10 يونيو . كما ستظل أعظم فترات نضال عبد الناصر : يوم مضى يبني من بين أنقاض الهزيمة مرتفعا فوق آلام النفس وآلام الجسد .
لان كلمات عبد الناصر فيها الإجابات على كل تساؤل يدور في رؤوس الشباب من جيلنا ، وتدور عيونه بحثا عن الرد عليه ! إجابة على كل سؤال يواجه جيل عبد الناصر ، في أهم قضايا وطنه وحياته : في التحرير ، و الحرية ، و الديمقراطية ، و سيادة القانون ، و دولة المؤسسات ، ومراكز القوى ، وضرورة استمرار الثورة ، ومخاطر الانقضاض عليها أو الردة فيها !
بوابة كتب