صفحة 1 من 1

حماة الديار عليكم سلام

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 9:00 pm
بواسطة محمد العجلان 313
حماة الديار عليكم سلام

وأنا صغير كان يمتعني النشيد الوطني السوري (حماة الديار) الذي كتبه الشاعر العروبي خليل مردم بك، وقام بإعداده الأخوان فليفل، اللذان كانا قد أعدا الكثير من الأناشيد الوطنية الأخرى، مثل النشيد العراقي والفلسطيني، وكان يلفت نظري إصرار الإعلام السوري سابقاً على طرح مفهوم الوطن الواحد...هذا لم يكن في الإعلام المصري، أو العراقي في زمن صدام. وكان الإعلام السوري يصف سوريا (بالقطر) كجزء من العالم العربي الكبير.

مرَّ الزمان ليتضح أن النظام السوري لم يكن عروبياً، بالشكل الذي طرحه ... صحيح أنه حارب القوى الانعزالية في لبنان، ولكن هو المتهم بتصفية قادة التيار العروبي هناك، والمتهم بشكل محدد بتصفية القيادات السنية عبر العقود، من المفتي الشهيد أبو خالد في الثمانينات، إلى المرحوم رفيق الحريري... لم يكن ذنب هؤلاء سوى كونهم سنيين وعروبيين...إلى هنا لم تنته السلوكيات الغريبة، ولم تكن براغماتية السياسة تبريرا لها، وتمكين النفوذ الإيراني، لدرجة كانت تتعمد إهانة السنة والدليل طردهم من حي البسطة بشكل غير مفهوم، أو مبرر (كان ذلك في عز الصراع مع إسرائيل) خلال الثمانينات، في وقت كانت جميع الطوائف الإسلامية بما فيها السنة، وكذلك بعض المسيحية، حليفة لسوريا ضد العدوان الإسرائيلي.

ماذا يبقى للمواطن السوري إذا وجد بلاده تدار (من خلف الكواليس)، كان صلاح جديد أول حاكم فعلي من الطائفة العلوية يعمل نائبا لرئيس الأركان، وهو من كان يأمر الرئيس نورالدين الأتاسي مثل (رموت كنترول)، والأسد الأب كان رئيس وزرائه، رجل صوري، وكذلك دفاعه وخارجيته، فلا رئيس الوزراء يضع السياسة التنموية، ولا وزير الدفاع يضع السياسة العسكرية، والداخلية يضع الأمنية ومع الأسد الابن بقى الأسلوب نفسه .. للمعلومية كان آصف شوكت نائب وزير الدفاع أهم بكثير من راجحة وزير الدفاع نفسه .

من وقاحة هذا النظام، وجدتُّهم يتكلمون على إعلامهم عن (بعض) الصعوبات الاقتصادية... للأسف هذا النظام جعل كلمة اقتصاد ليس لها أي علاقة بسوريا...ترك الفرنسيون سوريا بشبكة سكة حديد خفيفة (مترو) في دمشق وشبكة تربط البلاد (المترو تدمر والسكة الحديد أصبحت أبطأ من السلاحف)، تدمر القضاء،الانفتاح الاقتصادي مسدود بالفساد الداخلي والبيروقراطية...من ينظر لأرقام اقتصاد هذا النظام سوف يجدها تتكرر بلا نمو أو توسع، والتزايد السكاني من مواطن يولد لآخر يهاجر.

مسلسل الظلم الذي سوف يسقط إن شاء الله قريباً، وتظهر سوريا جديدة،تظهر عن شعب قوي، وبطل، يجعلك تفخر كعربي به، سوف يواجه تحديات التحول التقني، والتراجع التعليمي، والطبي، بسبب زمن ظلم (حماة الديار) لزمن الشعب الذي سوف يقود وطنه لزمن جديد.