صفحة 1 من 1

قيمة ما يُكتب

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 9:05 pm
بواسطة محمد العجلان 313
قيمة ما يُكتب

الآن وقد تعمم التخزين الإلكتروني، والسحب والاستدعاء عند الضرورة، اعتقد أنه يجب النظر إلى ما يكتبه الكتاب وما يطرحه أهل الخبرة من آراء في الصحافة المحلية عن الخدمات والمشاريع الحضرية. فالذي يجري الآن أنه تُتْرك عند المتحدث الرسمي أو مسؤول العلاقات العامة (أو العلاّقات العامة).. بتشديد لام الألف، ليرد عليها، أو لا يرد. والبعض منهم يأمر! والآخر يَنْهَى!، بينما الكاتب أو المهندس أو الطبيب أو المحرر عصر مخّهُ، وصاف الحروف في الجريدة صفها والمصحح صححها لغويا ونحويا والمخرج صمم الصفحة ودارت بها مكائن المطابع ووزعها الموزع. ثم ينتهي بها الأمر (أقصد الطرح أو المقالة) في إدارة لا تقيم لها الوزن.

والرأي أن يصار إلى أرشفة الطرح الجيد عن مشروع ما، أُنجز أو أقر أو فشل أو طالته يد تلاعب وفساد، ثم يُقرأ ويُقرأ كلما جاءت الحاجة، أو جاء مشروع مماثل. فتلك المقالات والتحاليل هي خبرة أو استشارة مجانية للمشروع الجديد لتلافي الأخطاء القديمة. خبرة أحسن من تلك التي يُقدمها "الاستشاري" الجديد، الذي يسحب - في الغالب - مواصفات من مشروع مقارب ويرفع بها لصاحب العمل (غالبا دائرة حكومية) ويضع عليه الختم ويقبض المبلغ الكبير.

ما ُينشر في الصحف من آراء العامة أو غير الخبراء. هو الخبرة الحقيقية. وإن قلنا هو ليس كذلك تماما فهو على الأقل لمسات مؤمنة من الأمة التي ستُعايش الحالة أو الإنجاز المرتقب.

وقبل عملية السحب الإلكتروني كان أهل القرار والمهنة يستأجرون خدمات مؤسسات يُطلق عليها (بريس كليبنج سيرفس) Press Clipping Service - أي: خدمات التزويد بقصاصات الصحافة - ويشترك بها رسميون وتنفيذيون يخبرون الوكالة بما يهمهم من مواضيع، ثم تزودهم الوكالة تلك بعصارة ما جاء حول ذلك الشأن. وقيل ان رئيس وزراء طلب كل قول ينتقده، وجوهر الانتقاد. وتصادم مع وزارة المالية حول فواتير الخدمة تلك. وقالوا له إن الصحف تأتي إليك في مقرّك (10 داو ننج ستريت). ف "خذها وقصّص على كيفك..!".

ومازالت تلك الوكالات عامرة بعد أن اعتمدت الاشتراك الإلكتروني.. وتكسب الكثير.