- الثلاثاء يوليو 24, 2012 10:42 pm
#53451
لقد أثارت الدراسة التي اعدّها كل من "جون ميرشيمير" استاذ العلوم السياسة و مساعد مدير برنامج سياسة الأمن الدولي بجامعة شيكاغو الأمريكية, و ستيفين والت أستاذ العلاقات الدولية بكليّة جون كندي بجامعة هارفرد و عميدها, غضب اللوبي الاسرائيلي في واشنطن و جنونه.
تتألفّ الدراسة من 83 صفحة و قد تمّ نشرها عبر جامعة هارفرد في منتصف شهر آذار 2006 و من ثمّ اعادة نشر نسخة معدّلة عنها فيما بعد في مجلة "لندن ريفيو اوف بوكس" في العدد 23-6-2006.
الدراسة تنقسم نظريا الى ثلاث أقسام. القسم الاوّل تحدّث عن دعم الولايات المتّحدة لاسرائيل و عن كونها عبئا استراتيجيا عليها. امّا القسم الثاني فتحدّث عن قوّة اللوبي الاسرائيلي و مناصريه داخل الولايات المتّحدة و عن استراتيجياته للتأثير على مراكز صنع القرار. القسم الثالث تناول انعكاسات قوّة هذا اللوبي على سياسة امريكا الخارجية و الدور الذي لعبه في الحرب على العراق و الضغوط الأمريكية على سوريا و ايران.
الدراسة مبنية على مصادر مهمّة عدة من بينها علماء وصحفيون إسرائيليون، ومنظمات دولية معنية بحقوق الإنسان، وشهادة من اللوبي نفسه وتأييد من دبلوماسيين لهذه الشهادة.
و يتساءل معدّوها لماذا تتخلى الولايات المتّحدة عن امنها القومي و مصالحها في العالم و تعطي الأولوية لاسرائيل دائما؟ و يجيبان على هذا السؤال بالقول انّ السر يكمن في قوّة اللوبي الاسرائيلي في واشنطن و مناصريه.
و تقول الدراسة أن الولايات المتحدة قامت منذ الحرب العالمية بمنح 140 بليون دولار دعما لإسرائيل. وتعترض الدراسة على الفكرة القائلة بأن إسرائيل تمثل "حليفا حيويا لأمريكا في الحرب على الإرهاب" بل و يُرجع المؤلفان المشاكل التي تعاني منها امريكا الى اسرائيل فيقولان: "فمشكلة الولايات المتحدة مع الإرهاب ترجع في جزء كبير منها إلى كونها متحالفة بقوة مع إسرائيل، وليس العكس".
وتشير الدراسة أيضا إلى دعم واشنطن الثابت لإسرائيل في الأمم المتحدة, حيث تقول إنه منذ عام 1992 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد 32 قرارا لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل، وهو عدد يفوق مجموع مرات استخدام الفيتو من جميع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن. كما أعاقت الولايات المتحدة جهود الدول العربية لوضع الترسانة النووية الإسرائيلية على أجندة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويتحدث التقرير عن مصادر قوة ونفوذ لوبي إسرائيل داخل أميركا و يعزو ذلك الى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأمريكي و امتلاكهم منظمات لوبي قوية وعلى رأسها الـ "أيباك".
كما تحدث التقرير عن وجود ممثلي اللوبي داخل الإدارات الأميركية المتعاقبة، وعن قدرتهم على معاقبة معارضيهم ومنتقدي إسرائيل وحرمان بعضهم من الحصول على الترشيحات والمناصب السياسية أو إسقاطهم من عضوية الكونغرس.
هذا إضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأمريكية ومطبوعات اليمين الأمريكي والمحافظين الجدد وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة.
وفقا للدراسة, فانّ اللوبي الاسرائيلي لا يختلف عن غيره من اللوبيات في الولايات المتّحدة باستثناء انّه الأكثر قدرة على التأثير و يمتلك قوّة تأثير غير مسبوقة فلا شيء استثناء في دورهم فهم يقوم بنفس الدور الذي تقوم به اللوبيات الأخرى و لكن بفاعلية أكثر, و قد ساهم وضع اللوبي العربي في الولايات المتّحدة و الضعيف الى درجة "عدم الوجود" في تسهيل مهمّة اللوبي الاسرائيلي.
و بحسب الدراسة فانّ اللوبي الاسرائيلي يعتمد على عدد من الاستراتيجيات للتأثير و اكتساب القوّة و منها:
1- التأثير على الكونغرس: من خلال المسيحيين الصهاينة داخل الكونغرس ممّن يعتبرون الأولوية المطلقة في السياسة الخارجية الامريكية "حماية اسرائيل", و أيضا عبر دعم الآخرين بما يحتاجونه من مال في حملاتهم الانتخابية او لشخصهم و الاقتصاص من المعادين بطرق مختلفة.
2- التأثير على السلطة التنفيذية: و غالبا ما يتم ذلك عبر الناخبيين اليهود في امريكا, فعلى الرغم من انّ عدد هؤلاء صغير و لا يتعدى 3% من عدد السكان, الاّ انّهم قادرين على تنظيم حملات تبرّع و انتخاب كبيرة و منظّمة.
3- التلاعب بالاعلام: عبر السيطرة على الصحف و المجلات الرئيسية في أمريكا و على الكتّاب و المحللين و من هذه الصحف "الوول ستريت جورنال", "الشيكاغو صن تايمز" و "الواشنطن تايمز", و من المجلات "كومينتاري" , "ذا نيو ريبابليك", و "الويكلي ستاندارد".
4- السيطرة على مراكز الدراسات: لقد ذهب تأثير اللوبي الى ابعد من انشاء مركز دراسات خاص به, ليصل الى عدد كبير من مراكز الدراسات خلال الـ25 سنة الماضية و منها تحديدا: معهد "أميريكان انتربرايز ", معهد "بروكينجز", مركز "سيكيوريتي بوليسي", معهد "فورين بوليسي ريسيرتش", "هارتدج فاوندايشن", معهد "هادسون", معهد" فورين بوليسي اناليسيز", و "جوويش انستيتيوت فور ناشينال سيكيورتي أفّيرز". كل هذه المراكز داعمة لاسرائيل و قلّما نجد فيها انتقادا للدعم الأمريكي للدولة اليهودية او قد لا نجد اطلاقا.
5- مراقبة الأكاديميين: قامت "ايباك" بمضاعفة انفاقاتها بحدود ثلاث مرّات فيما يتعلّق ببرامج مراقبة النشاطات الجامعيّة و تدريب الشباب المخلصيين لاسرائيل لكي يكونوا سندا لها داخل المجمّعات الاكاديمية, و قام اللوبي ايضا بمراقبة كل ما يقوله و يكتبه الأساتذة. ففي أيلول من العام 2002 على سبيل المثال, قام مارتن كرامر و دانييل بايبس و هما من الداعميين لأقصى حد جماعة المحافظيين الجدد الاسرائيليين, بتأسيس موقع على الانترنت مهمته مراقبة المجمّعات الأكاديمية و وضعوا فيه دعوة لحث الطلاّب على تقديم تقارير لأي من التصرفات او الكتابات التي قد يقوم بها أي استاذ يرون فيها معاداة لاسرائيل.
6- اسكات المعارضين: عبر استخدام سلاح "معاداة السامية" من اجل اخراس كل من يحاول تناول سياسات اسرائيل بأي نقد او حتى مجرد عرض الوقائع المتعلّقة بها.
امّا الجزء الأخير من الدراسة قتناول تأثير اللوبي الاسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الفلسطينيين, الحرب على العراق, التغييرات الجارية في المنطقة, و تجاه كل من سوريا و ايران. و وفقا للدراسة, فمن المستحيل إنهاء الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني دون ضغط أمريكي على اسرائيل، و في حال عدم وجود هذا الضغط فانّ هذا الوضع سيعطي للمتشددين وسيلة فعالة للتعبئة، كما سيؤدي إلى توسيع اتفاق المتشددين المحتملين.
و في موضوع سوريا و ايران, و يقول المؤلفان "إننا لا نريد عراقا آخر؛ فعداء اللوبي لايران و سوريا يجعل من الصعب بمكان أمام واشنطن أن تكسبهما في المعركة ضد القاعدة والتمرد في العراق، في الوقت الذي توجد فيه حاجة ماسة لمساعدتهما".
و تلفت الدراسة النظر الى أنّ المحاولات الجديدة التي يبذلها اللوبي لـ"تغيير أنظمة الحكم" في إيران وسوريا يمكن أن تقود الولايات المتحدة إلى مهاجمة هذه البلاد، وهو ما سيؤدي الى نتائج كارثية في حال حصوله.
و قد أثارت هذه الدراسة جنون اللوبي الاسرائيلي و مناصريه من المسيحيين الصهاينة في واشنطن, فتمّ شن هجوم كبير على جامعة هارفرد كونها المنبر الذي قام بنشرها. و على الرغم من ايراد الجامعة على الصفحة الاولى من الدراسة "انّ الجامعة غير مسؤولة عمّا ورد في هذه الدراسة بأي شكل من الأشكال, و انّ الآراء الواردة فيها لا تمثّل وجهة نظر الجامعة الرسمية و هي لا تمثّل الاّ مؤلفيها", الاّ انّ اللوبي الاسرائلي كثّف من هجوماته و انتقاداته فاضطرّت اكبر و اشهر الجامعات الأمريكية الى سحب شعارها الذي كان مطبوعا على غلاف الدراسة, و أعلن" ستيفن والت" العميد الأكاديمي لكلية السياسة بجامعة هارفارد الأمريكية استقالته من منصبه في 30-3-2006 أي بعد حوالي اسبوعين من نشر الدراسة و بعد عدّة ايام من نزع الجامعة شعارها عن الغلاف.
و شن أستاذ مادة القانون في الجامعة "آلان درفويتش" هجوما غير مسبوق على والت, واعتبر أن الدراسة التي وجهت انتقادات هائلة لحجم تأثير اللوبي الإسرائيلي ,منقولة من مواقع إليكترونية للنازيين الجدد, أو مواقع مناهضة لإسرائيل.
و وصف "إليوت إنجل"، وهو عضو ديمقراطي بالكونجرس ويهودي من نيويورك، إن الورقة "تستحق بالفعل احتقار الشعب الأمريكي"، كما وصفها بأنها تمثل "نفس الهراء القديم المعادي للسامية والمعادي للصهيونية".
فيما اعتبر"رؤوبين بدهتسور" الكاتب و المحلل السياسي في صحيفة هآرتس الاسرائيلية انّ الدراسة هي "وثيقة مخجلة، سواء بسبب مستواها الاكاديمي أو بسبب الادعاءات الواردة فيها والتي كان كل الهدف منها البرهنة علي ادعاء لا أساس له من الصحة ومفاده أن اللوبي الاسرائيلي يقود الادارة الامريكية من أنفها ويُملي علي الرئيس سياسته الشرق اوسطية".
هذا و لا تزال تداعيات نشر الدراسة تتوالا, و هي من وجهة نظرنا مهمّة جدّا و نادرا ما يتم نشرها مثلها في أمريكا و هي أكبر من ان يقوم مجرد عرض باختصار ما جاء فيها, لذلك ننصح الجميع بقراءة نصّها الأصلي.
تتألفّ الدراسة من 83 صفحة و قد تمّ نشرها عبر جامعة هارفرد في منتصف شهر آذار 2006 و من ثمّ اعادة نشر نسخة معدّلة عنها فيما بعد في مجلة "لندن ريفيو اوف بوكس" في العدد 23-6-2006.
الدراسة تنقسم نظريا الى ثلاث أقسام. القسم الاوّل تحدّث عن دعم الولايات المتّحدة لاسرائيل و عن كونها عبئا استراتيجيا عليها. امّا القسم الثاني فتحدّث عن قوّة اللوبي الاسرائيلي و مناصريه داخل الولايات المتّحدة و عن استراتيجياته للتأثير على مراكز صنع القرار. القسم الثالث تناول انعكاسات قوّة هذا اللوبي على سياسة امريكا الخارجية و الدور الذي لعبه في الحرب على العراق و الضغوط الأمريكية على سوريا و ايران.
الدراسة مبنية على مصادر مهمّة عدة من بينها علماء وصحفيون إسرائيليون، ومنظمات دولية معنية بحقوق الإنسان، وشهادة من اللوبي نفسه وتأييد من دبلوماسيين لهذه الشهادة.
و يتساءل معدّوها لماذا تتخلى الولايات المتّحدة عن امنها القومي و مصالحها في العالم و تعطي الأولوية لاسرائيل دائما؟ و يجيبان على هذا السؤال بالقول انّ السر يكمن في قوّة اللوبي الاسرائيلي في واشنطن و مناصريه.
و تقول الدراسة أن الولايات المتحدة قامت منذ الحرب العالمية بمنح 140 بليون دولار دعما لإسرائيل. وتعترض الدراسة على الفكرة القائلة بأن إسرائيل تمثل "حليفا حيويا لأمريكا في الحرب على الإرهاب" بل و يُرجع المؤلفان المشاكل التي تعاني منها امريكا الى اسرائيل فيقولان: "فمشكلة الولايات المتحدة مع الإرهاب ترجع في جزء كبير منها إلى كونها متحالفة بقوة مع إسرائيل، وليس العكس".
وتشير الدراسة أيضا إلى دعم واشنطن الثابت لإسرائيل في الأمم المتحدة, حيث تقول إنه منذ عام 1992 استخدمت الولايات المتحدة حق النقض "الفيتو" ضد 32 قرارا لمجلس الأمن ينتقد إسرائيل، وهو عدد يفوق مجموع مرات استخدام الفيتو من جميع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن. كما أعاقت الولايات المتحدة جهود الدول العربية لوضع الترسانة النووية الإسرائيلية على أجندة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ويتحدث التقرير عن مصادر قوة ونفوذ لوبي إسرائيل داخل أميركا و يعزو ذلك الى وجود بعض ممثليه بالكونغرس الأمريكي و امتلاكهم منظمات لوبي قوية وعلى رأسها الـ "أيباك".
كما تحدث التقرير عن وجود ممثلي اللوبي داخل الإدارات الأميركية المتعاقبة، وعن قدرتهم على معاقبة معارضيهم ومنتقدي إسرائيل وحرمان بعضهم من الحصول على الترشيحات والمناصب السياسية أو إسقاطهم من عضوية الكونغرس.
هذا إضافة إلى نفوذهم الكبير داخل وسائل الإعلام الأمريكية ومطبوعات اليمين الأمريكي والمحافظين الجدد وتأثيرهم القوي على وسائل الإعلام الليبرالية بالولايات المتحدة.
وفقا للدراسة, فانّ اللوبي الاسرائيلي لا يختلف عن غيره من اللوبيات في الولايات المتّحدة باستثناء انّه الأكثر قدرة على التأثير و يمتلك قوّة تأثير غير مسبوقة فلا شيء استثناء في دورهم فهم يقوم بنفس الدور الذي تقوم به اللوبيات الأخرى و لكن بفاعلية أكثر, و قد ساهم وضع اللوبي العربي في الولايات المتّحدة و الضعيف الى درجة "عدم الوجود" في تسهيل مهمّة اللوبي الاسرائيلي.
و بحسب الدراسة فانّ اللوبي الاسرائيلي يعتمد على عدد من الاستراتيجيات للتأثير و اكتساب القوّة و منها:
1- التأثير على الكونغرس: من خلال المسيحيين الصهاينة داخل الكونغرس ممّن يعتبرون الأولوية المطلقة في السياسة الخارجية الامريكية "حماية اسرائيل", و أيضا عبر دعم الآخرين بما يحتاجونه من مال في حملاتهم الانتخابية او لشخصهم و الاقتصاص من المعادين بطرق مختلفة.
2- التأثير على السلطة التنفيذية: و غالبا ما يتم ذلك عبر الناخبيين اليهود في امريكا, فعلى الرغم من انّ عدد هؤلاء صغير و لا يتعدى 3% من عدد السكان, الاّ انّهم قادرين على تنظيم حملات تبرّع و انتخاب كبيرة و منظّمة.
3- التلاعب بالاعلام: عبر السيطرة على الصحف و المجلات الرئيسية في أمريكا و على الكتّاب و المحللين و من هذه الصحف "الوول ستريت جورنال", "الشيكاغو صن تايمز" و "الواشنطن تايمز", و من المجلات "كومينتاري" , "ذا نيو ريبابليك", و "الويكلي ستاندارد".
4- السيطرة على مراكز الدراسات: لقد ذهب تأثير اللوبي الى ابعد من انشاء مركز دراسات خاص به, ليصل الى عدد كبير من مراكز الدراسات خلال الـ25 سنة الماضية و منها تحديدا: معهد "أميريكان انتربرايز ", معهد "بروكينجز", مركز "سيكيوريتي بوليسي", معهد "فورين بوليسي ريسيرتش", "هارتدج فاوندايشن", معهد "هادسون", معهد" فورين بوليسي اناليسيز", و "جوويش انستيتيوت فور ناشينال سيكيورتي أفّيرز". كل هذه المراكز داعمة لاسرائيل و قلّما نجد فيها انتقادا للدعم الأمريكي للدولة اليهودية او قد لا نجد اطلاقا.
5- مراقبة الأكاديميين: قامت "ايباك" بمضاعفة انفاقاتها بحدود ثلاث مرّات فيما يتعلّق ببرامج مراقبة النشاطات الجامعيّة و تدريب الشباب المخلصيين لاسرائيل لكي يكونوا سندا لها داخل المجمّعات الاكاديمية, و قام اللوبي ايضا بمراقبة كل ما يقوله و يكتبه الأساتذة. ففي أيلول من العام 2002 على سبيل المثال, قام مارتن كرامر و دانييل بايبس و هما من الداعميين لأقصى حد جماعة المحافظيين الجدد الاسرائيليين, بتأسيس موقع على الانترنت مهمته مراقبة المجمّعات الأكاديمية و وضعوا فيه دعوة لحث الطلاّب على تقديم تقارير لأي من التصرفات او الكتابات التي قد يقوم بها أي استاذ يرون فيها معاداة لاسرائيل.
6- اسكات المعارضين: عبر استخدام سلاح "معاداة السامية" من اجل اخراس كل من يحاول تناول سياسات اسرائيل بأي نقد او حتى مجرد عرض الوقائع المتعلّقة بها.
امّا الجزء الأخير من الدراسة قتناول تأثير اللوبي الاسرائيلي على السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الفلسطينيين, الحرب على العراق, التغييرات الجارية في المنطقة, و تجاه كل من سوريا و ايران. و وفقا للدراسة, فمن المستحيل إنهاء الصراع الإسرائيلي–الفلسطيني دون ضغط أمريكي على اسرائيل، و في حال عدم وجود هذا الضغط فانّ هذا الوضع سيعطي للمتشددين وسيلة فعالة للتعبئة، كما سيؤدي إلى توسيع اتفاق المتشددين المحتملين.
و في موضوع سوريا و ايران, و يقول المؤلفان "إننا لا نريد عراقا آخر؛ فعداء اللوبي لايران و سوريا يجعل من الصعب بمكان أمام واشنطن أن تكسبهما في المعركة ضد القاعدة والتمرد في العراق، في الوقت الذي توجد فيه حاجة ماسة لمساعدتهما".
و تلفت الدراسة النظر الى أنّ المحاولات الجديدة التي يبذلها اللوبي لـ"تغيير أنظمة الحكم" في إيران وسوريا يمكن أن تقود الولايات المتحدة إلى مهاجمة هذه البلاد، وهو ما سيؤدي الى نتائج كارثية في حال حصوله.
و قد أثارت هذه الدراسة جنون اللوبي الاسرائيلي و مناصريه من المسيحيين الصهاينة في واشنطن, فتمّ شن هجوم كبير على جامعة هارفرد كونها المنبر الذي قام بنشرها. و على الرغم من ايراد الجامعة على الصفحة الاولى من الدراسة "انّ الجامعة غير مسؤولة عمّا ورد في هذه الدراسة بأي شكل من الأشكال, و انّ الآراء الواردة فيها لا تمثّل وجهة نظر الجامعة الرسمية و هي لا تمثّل الاّ مؤلفيها", الاّ انّ اللوبي الاسرائلي كثّف من هجوماته و انتقاداته فاضطرّت اكبر و اشهر الجامعات الأمريكية الى سحب شعارها الذي كان مطبوعا على غلاف الدراسة, و أعلن" ستيفن والت" العميد الأكاديمي لكلية السياسة بجامعة هارفارد الأمريكية استقالته من منصبه في 30-3-2006 أي بعد حوالي اسبوعين من نشر الدراسة و بعد عدّة ايام من نزع الجامعة شعارها عن الغلاف.
و شن أستاذ مادة القانون في الجامعة "آلان درفويتش" هجوما غير مسبوق على والت, واعتبر أن الدراسة التي وجهت انتقادات هائلة لحجم تأثير اللوبي الإسرائيلي ,منقولة من مواقع إليكترونية للنازيين الجدد, أو مواقع مناهضة لإسرائيل.
و وصف "إليوت إنجل"، وهو عضو ديمقراطي بالكونجرس ويهودي من نيويورك، إن الورقة "تستحق بالفعل احتقار الشعب الأمريكي"، كما وصفها بأنها تمثل "نفس الهراء القديم المعادي للسامية والمعادي للصهيونية".
فيما اعتبر"رؤوبين بدهتسور" الكاتب و المحلل السياسي في صحيفة هآرتس الاسرائيلية انّ الدراسة هي "وثيقة مخجلة، سواء بسبب مستواها الاكاديمي أو بسبب الادعاءات الواردة فيها والتي كان كل الهدف منها البرهنة علي ادعاء لا أساس له من الصحة ومفاده أن اللوبي الاسرائيلي يقود الادارة الامريكية من أنفها ويُملي علي الرئيس سياسته الشرق اوسطية".
هذا و لا تزال تداعيات نشر الدراسة تتوالا, و هي من وجهة نظرنا مهمّة جدّا و نادرا ما يتم نشرها مثلها في أمريكا و هي أكبر من ان يقوم مجرد عرض باختصار ما جاء فيها, لذلك ننصح الجميع بقراءة نصّها الأصلي.