صفحة 1 من 1

سياسة التعليم الفرنسي

مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 10:50 pm
بواسطة عبدالعزيز القبلان 36
لقد كانت حركة الاستعمار الثقافية والتعليمية تحاول فرض رؤية أخرى وتفكير مغاير لتفكير ‏مجتمعنا فالثقافة الفرنسية تسعى لتحقيق مشروع فرنسة الجزائر واستئصال مجتمعنا من مقوماته ‏الأساسية وذلك بعد إطلاع الشباب الجزائري


على حضارة المستعمر ليصبح هؤلاء الشباب عناصر ‏مفيدة وسطاء بين إخوانهم في الدين الفرنسي .‏
وكانت تعتمد على مؤسسة المكاتب العربية لتجسيد مشروعها عن طريق التأثير في الأهالي فهناك ‏من الضباط من ينادي بشعار تنوير عقول الجزائريين ولكن ليس بمعنى التنوير بل ترسيخ وتعميق ‏التفكير الاستعماري في أذهان المجتمع الجزائري .‏
وقد جاء في بعض التقارير ما يلي أن الحقيقة الأخلاقية تستهدف العقول لتنويرها أما الحقيقة ‏السياسية … فهي الوسيلة الفعالة للحكومة … وينبغي أن تسيطر الحقيقة الثانية على الأولى .‏
كما أعلن الدوق دي ريغيقو ان المعجزة الحقيقية التي يمكن صناعتها تكون في إحلال اللغة ‏الفرنسية شيئا فشيئا محل اللغة العربية ولتوطيد ركائز الاستعمار بمختلف أشكاله السياسية ‏والاقتصادية والاجتماعية ورفعت شعارات استعمارية شعارات زائفة منادية التعليم من أجل الفتح ‏تارة والعلاج من اجل الفتح تارة أخرى وقد جاء في التقارير الفرنسية ما يلي : إن التعليم يهذب ‏الأخلاق ويلين القلوب القاسية جدا فيربطها بالحكومة الفرنسية .‏‎(1)‎
كما كان ظباط المكاتب العربية مكلفين بتطبيق سياسة الإدماج بما يتماشى بمصالح الاستعمار حيث ‏كتب احدهم قائلا و انني لاأياس … أن يتم جمع اليهود والمغاربة والفرنسيين والإيطاليين والإسبان ‏أمام أستاذ واحد وفي نفس الحصص الدراسية ينبغي أن يتم تحضير الإدماج داخل المدارس .‏
وإبتداء من عام 1845 يدق للقادة الفرنسيين فكرة إنشاء مدارس خاصة بالفتيات المسلمات حيث ‏إهتمت أليكس بهذا الموضوع فكتبت إلى وزير الحربية قائلة ” إنكم سيدي الوزير لاتجهلون أن ‏أكبر تاثير في إفريقيا هو تأثير المرأة كما هو الحال في أوروبا أنكم أنخصصتم لحضارتنا ‏‏100.00 من الفتيات الجزائريات التي ينتمين لمختلف طبقات المجتمع … سيصبحن في المستقبل ‏زوجات بارعات ومحظوظات …سيضمن لكم خضوع البلد إلى الأبد … وذلك التأثير على ‏أزواجهن … غير ان تحقيق هذا الهدف الرائع يقتضي مبلغا قدر بحوالي 200.000 فرنك .”‏
وتقول قد جبت الأوساط العربية وتكلمت إلى العائلات عن هدف وكنت اصطحب معي لكل عائلة ‏هدية إحسان وسخاء وأكدت خاصة احترامي لدين البلد لكن التجربة باءت بالفشل .‏
وكان التساؤل المطروح هل ينبغي تعليم الأطفال أم الراشدين فكان القرار تعليم الأطفال والرجال ‏فالمدرسة تكون مخصصة للأطفال اما الحصص المسائية تكون للراشدين وإذا كان مرسوم 1899 ‏ينص على جعل التعليم الذي يقوم به المدرس وإنشاء مدارس التعليم اللغة الفرنسية للأهالي ‏والأوروبيين إلا أن الفشل كان ذريعا .‏
وكان من الفوائد الثمينة التي يرجو المستعمر استخلاصها هو فتح مدارس مختلطة ليصبح فيما بعد ‏التلاميذ من أخلص المواطنين .‏
وظهرت أسماء اخرى مثل إسماعيل “داريات” و ” ويلمار” و ” دوماس” الذين عكفوا على رسم ‏سياسة تقليصية تتكيف مع الوضع المحلي وإعداد المدارس العربية الفرنسية لكن تلك المشاريع ‏كانت قد إصطدمت ‏
إن التدمير الإستعماري للمؤسسات الأهلية التعليمية حو هذا الشعب إلى حالة من الأمية ودليل ذلك ‏تقرير الوالي الفرنسي بقسنطينة كارات كان سكان بجاية قد طلبوا مني مقابلتي فاستقبلتهم ولم ‏يتحدثوا الى عن مصادرة ممتلكاتهم ولاعن بؤسهم إنما قالولي إعملوا على إستصلاح مستحدث ‏وإمنحوانا مدرسة ‏‎(1)‎‏ .‏
وكان هذا الطلب يكشف إلى أي حد كان المستعمر يصنع في سياسة التجهيل .‏
ومن جهة أخرى النظرة الاستعمارية بعيدة الطموح بجعل من المدرسة وسيلة نحو تحقيق غاية ألا ‏وهي توغل الوجود الفرنسي بإفريقيا.‏
وإذا كانت السلطات الاستعمارية تعلق أمالا كبيرة على دور المكاتب العربية لإنجاز هذا المشروع ‏واستقطاب تلاميذ الأهالي إلى المدارس المختلطة وتعميم الفرنسية عن طريق بعض الوسائل ‏التحفيزية لتوزيع الجوائز على التلاميذ الناجحين مبينا لهم محاسن التعليم كما بين للأباء أن التعليم ‏الفرنسي مستقبل عن الأمور الدينية وكان هذا التيار يسير على حساب المدارس العربية الحرة ‏باستبدال بعضها بالمختلطة .‏
المطلب الثالث : سياسة التنصير : ‏
‏ لم يمضي على احتلال الجزائريين سوى شهران حتى اصدر أثرهما المحتل امر في ‏‏08/09/1830 يقضي بالاستيلاء على الأوقات الإسلامية التي تمول الخدمات الدينية والثقافية ‏والتعليمية والاجتماعية للمسلمين الجزائريين وتعهد ‏
وفي 04/07 باحترام الدين الإسلامي وأوقافه ومعاهده واحترام ملكية الجزائريين وحريتهم الدينية ‏‏.1‏
ولقد كان الجنيرال بيجو يجمع الأطفال الجزائريين اليتامى ويأتي لهم بالقسيس فيسلمهم له قائلا ‏حاول يأبتي أن تجعل منهم مسيحيين وإذا فعلت فلن يعودوا إلى دينهم ليطلقوا علينا النار ” وتولى ‏الكاردينال لافيجري مسؤولية تنفيذ تلك السياسة التي تستهدف التمسيح وإدخال الجزائريين في ‏بوتقة الفرنسيين روحيا وعقليا وكان توافد المبشرين المنفردين عن الجزائر إلى هذا البلد المسلمة ‏لأنهم أدركوا أن المجتمع الإسلامي ليس كالمجتمع لوثني فهو يتطلب جهودا كبيرة لتنصيره ‏بإستخدام كل الوسائل والمغريات

أما لافيجري فقد كان يعمل على إقناع الإدارة الفرنسية بالجزائر من أجل تنصير وفرنسة ‏الجزائريين وقد غقتنع الحاكم العام دي قايدن بفكرته إذا كان مخططه يرمي إلى القضاء على ‏التفكير العربي الإسلامي يعارض كل مامن شأنه أن يسمح بتأسيس إدارة محلية للجزائريين . ‏يتولى شؤونها رؤساء منهم ويمكن القول ان السياسة الاستعمارية استطاعت أن تجد لها مؤيدين من ‏طرف بعض الجزائريين المتفرنسين الذين بدأو يطالبون بتطبيق سياسة الإدماج وذلك عن طريق ‏مايسمى .بالسياسة القبائلية أي أن فرنسا بعد فشلها في خطة المدارس المختلطة والفرنسة إلتفتت ‏إلى القبائل الكبرى وتركز جهودها هناك .‏
لفرنسة سكانها وتنصيرهم صد تشتيت وحدة الامة الجزائرية وقد استطاعت أقلام الاستعماريين ‏لترويج دعاية على أن السكان الأصليين للجزائر هم البرابرة وينحدرون من أصل غربي وهي ‏دعاية افتراء على التاريخ لتزييف حقائقه وأن العرب الفاتحين ماهم إلا مستعمرين لتثبيت الاحتلال ‏والتمكن للفكر الصليبي