السلطان «أردوغان» الأتاتوركي!
مرسل: الثلاثاء يوليو 24, 2012 10:58 pm
هو قليلٌ من الآخِرِينَ إذ صحّتْ قسمتُه على: «اثنين»؛ في حين كانَ: «أربكان» ثلةً من أَوّلِينَ في معادلةٍ تأْبى القسمةَ لا صرْفاً ولا عدْلاً؛ ما جعلَ :«الرفاهَ» مجموعةَ: «فضيلةٍ» بفعلٍ مجزومٍ مِِن قِبَلِ: «العدالةِ»!، وما كانوا يومَ ذاكَ شِيعَاً بل هم الحزبُ الفرِحون بما لديهم مِن أصواتٍ.سلامٌ على «نجمِ الدينِ» وعلى تلميذيه النجيبينِ :«عبدِالله غُول» و«الطيّبِ أردوغان».مع الأخذِ في الاعتبارِ أنَّ: «الطربوشَ التركيَّ» لا يمكنُهُ أن يتّسعَ ليستَوعِبَ: (نجمين).أيّاً يكنِ الأمرُ.. فمَن شاءَ أنْ يستقيمَ أمرُهُ سياسياً فلا بدَّ أنْ يكونَ كمَا شاءتِ: «السياسةُ»، وذلكَ وفْقَ ما تُوجبُهُ شرائطُها وتفرِضُهُ واجِبَاتُهَا. وكانَ هذا درساً أوّليّاً قد وعاهُ التلميذانِ: «غول» و«أردوغان» عن ظهرِ غيبٍ من خلالِ دفاترِ تجربةِ شيخهِمَا: «أربكان».إلى ذلكَ.. يُمكِنُنَا قراءةَ شيءٍ من أثرِ هذا الوعي جرّاءَ فعلهما السياسِيّ الأولِ: إذ تنازلَ باديَ الأمرِ: «غول» لـ«أردوغان» برئاسةِ الوزراءِ؛ فكانا ثُنَائِيّاً حظِيَ بإعجابِ العالمِ كلّهِ، وبخاصةٍ لَمّا أنّ أتَمَّ: «أردوغان» مراسمَ عرسِ: ( الوفاء) فيما بينهما عبرَ ترشيحِهِ:«غول» لرئاسةِ الجمهوريّةِ. ولئن عُدّت تلك الممارسةُ مِن أبجدياتِ مقتضياتِ: «عملِ الحزبِ» الفائزِ فإنّها دَفَعت برسائلَ أحسبُ أنها قد وصلَت للشعبِ (وللجيشِ) التركيّ؛ الأمر الذي طمْأَنَهُما على صحّةِ رِهانِهما على: (الجوادِ والفارس). كما أنّ الرأيَ الدوليَّ هو الآخر قد تبلّغَ الرسالةَ وفَقِههَا وحسبنا في ذلك مباركةَ :«بوش».وبكلٍ.. فما باتَ عسيراً على أيِّ مراقبٍ أنْ يَقرأَ سطورَ «أردوغان» من اليمينِ بوصفِه: «سلطاناً عثمانياً» غايةَ حُلْمهِ أن يعيدَ نَصْبَ: (خيمةِ الخلافةِ) من جديدٍ.! ويمكِنُ لذاتِ المراقبِ أن يقرأَ سطورَ «أردوغان» من اليسارِ بوصفه: «العلماني شديد الولاءِ» الذي غاية ما يرومُ أن يُحْيِيَ:(حلمَ َأتاتورك)! ألم يقل هذا الأخيرُ: «إن التركَ يزحفونَ من الشرقِ منذ القدمِ نحو أوروبا فهي قبلةُ الأتراكِ!»؟بيدَ أنّ هذا: «الحلمَ الأتاتوركي» لم يكنْ لهُ أنْ يتحقّقَ ولا حتى مناماً؛ على الرّغمِ منْ كلّ الجهودِ الجبارةِ المبذولةِ في هذا الاتجاهِ، ولا تسألْ عن حجمِ التنازلاتِ المهولةِ -من لدن أردوغان وحكومتِهِ – ما كانَ منها مِنْ فوقِ الطاولةِ أو من تحتِها سيّان إذْ كثيراً ما: (رجعَ «أردوغان» من أوروبا مخذولاً عقبَ أن تكرّرَ رفضُ الاتحاد الأوروبي لانضمامِ تركيا رغمَ دخولِ دول أوروبا الشرقية جماعات ووحدانا في: «النادي الأوروبي» إلا تركيا لكونها أكثر كثافة سكانية. بينما يريد الأوروبيون كعادتهم ديموقراطية توافق أهدافهم في حين أن تمكن تركيا من الدخول يهدّد أي اقتراع أوروبي لصالح تركيا نظير كثافتها سكانيا. فضلا عن كونها دولة ومجتمعا مسلما فيما الاتحاد الأوروبي كله ناد مسيحيّ خالص)ومع هذا كلّه فإنّ: «أردوغان» لم يعرِف اليأسَ في مغازلةِ أوروبا ولو جاءَ هذا على حسابِ كونهِ «السلطان/ الخليفة» بحسبان «العرب/ المسلمين» مفتاحهم: «العاطفةَ» التي يجيد: «أردوغان» الاشتغالَ عليها بخطابِه الإعلاميّ الأخّاذ وبخاصةٍ في أمّةٍ تفتقرُ لقيادة.
خلاصةُ ما يمكن قوله: ماذا بعد أن دغدغ مشاعرنا «أردوغان» ببلاغةِ أقوالهِ؟!
كما أنّ إعجابي بتجربتِه -داخلياً- من حيثُ نزاهته لا يمنعنا بالمرةِ من التساؤلِ ثانيةً: هل يصحُّ أن نعدَّ تجربتَه «إسلاميةً محضة»؟! وإلى أيّ مدى يجب الاحتفالُ بها وبالتالي استنساخها عربيّاً؟!
خلاصةُ ما يمكن قوله: ماذا بعد أن دغدغ مشاعرنا «أردوغان» ببلاغةِ أقوالهِ؟!
كما أنّ إعجابي بتجربتِه -داخلياً- من حيثُ نزاهته لا يمنعنا بالمرةِ من التساؤلِ ثانيةً: هل يصحُّ أن نعدَّ تجربتَه «إسلاميةً محضة»؟! وإلى أيّ مدى يجب الاحتفالُ بها وبالتالي استنساخها عربيّاً؟!