نظام الحزب الواحد في العالم الثالث
مرسل: الأربعاء يوليو 25, 2012 12:33 am
الحزب الواحد في دول العام الثالث
تتبنى كثير من دول العالم الثالث نظام الحزب الواحد،وتختلف هذه الدول في تبريرها لتبني الحزب الواحد.فهي أحيانا تستند الى الرغبة في الحفاظ على الوحدة الوطنية موضحة أن تعدد الأحزاب يهدد بانقسامات قبلية و محلية وتثير هذه الدول أيضا أن جهود التنمية الاقتصادية يجب تعبئتها جميعا من أجل مصلحة الدولة ومن ثم لا تسمح بتفرق الجهود في صورة أحزاب.ومن المبررات التي تبرزها دول العالم الثالث للدفاع عن نظام الحزب الواحد عدم كفاية و كفاءة النخبة السياسية الإدارية القادرة على تبني تسيير نظام تعدد الأحزاب بسلام وبشكل يفيد المجتمع.
المبحث الثاني: الحزب الواحد،دوره و مخاطره
المطلب الاول: دور الحزب الواحد
يؤدي الحزب الواحد دورا رئيسيا في جميع أشكاله أي سواء أكان شيوعيا أو فاشيا أو دولة نامية وهذا الدور هو الاحتفاظ
بالاتصال بين القادة و الجماهير ويعتبر هذا الدور هاما لان الانتخابات و البرلمانات تغدو خالية من معناها المعترف به في الديمقراطيات الغربية ولا تؤدي هذه النظم أي دور فعال في ظل نظام الحزب الواحد،بينما يقدم الحزب بتشكيله الهرمي وخلاياه المنتشرة في المجتمع الى نشر الدعاية لأفكار القادة بين الجماهير،كما يعتبر الحزب وسيلة يعترف فيها القادة على ردود فعل القاعدة الجماهيرية بالنسبة للسياسة التي يتبعها الحزب.
في ظل أي نظام تنافسي للأحزاب تكرس الأحزاب نفسها للانتخابات وللإعمال البرلمانية التقليدية،أما في النظم غير التنافسية فان الأحزاب تقوم بوظائف أخرى متعددة و متنوعة خاصة إذا كان النظام شموليا يراقب كل أنشطة المجتمع.
ففي النظم الشيوعية يعتبر الحزب الوحيد هو الطليعة الثورية و النخبة الواعية التي تتعهد بإقناع الجماهير،والأداة المحركة للمجتمع في جميع المجالات و الأنشطة الجماعية.
أما الحزب الفاشستي فلا يهدف إلى إيقاظ الوعي السياسي لدى الجماهير،وإنما يتوجه إلى العواطف ولا يخاطب العقول،وباعتباره تنظيما عسكريا فانه يهتم في المقام الأول بالأمن و الشرطة،لذا يقوم بتشكيل جهاز يتولى حراسة القاعدة.
أما في الدول النامية فيركز الحزب الواحد على تعبئة الجماهير ويستخدم في تنمية الشعور بالوحدة الوطنية،وإقناع الجماهير بشرعية سلطة القادة، ودفع المواطنين للمساهمة في الحياة السياسية.
المطلب الثاني: مخاطر الحزب الواحد
تتوقف المكانة التي يشغلها الحزب في الدولة على ثقل الحزب بالنسبة لأجهزة الدولة الأخرى التي تتقاسم معه السلطة.
وقد لاحظ أحد الباحثين انه في كل دولة-يسير نظامها السياسي بلا معارضة- توجد عادة ثمانية أجهزة و هي:الحزب،والجيش،وإدارة الدولة،و البوليس السياسي و البيروقراطية،وتنظيمات الشباب ولجنة الخطة،والنقابات،وان هذه الأجهزة المركزية يفرض نفسه باعتباره الجهاز الرئيسي محولا الأجهزة الأخرى إلى أجهزة ثانوية تعمل تحت سيطرته وسلطته.
وهذا الجهاز الرئيسي يختلف من دولة لأخرى فهو في الاتحاد السوفياتي سابقا الحزب،وفي الدكتاتوريات العسكرية يكون الجهاز الرئيسي هو الجيش،وفي ألمانيا النازية كان الحزب يقوم بوظائف أساسية،أما في ايطاليا الفاشستية فقد كان دور الحزب محدودا.
جدير بالتنويه أن نظام الحزب الواحد يعتبر أساسا لنظام دكتاتوري وان كان هذا النظام الدكتاتوري مؤقتا في بعض الأحيان .
وهذه الدكتاتورية التي ترتكز على الحزب الواحد يمكن أن تكون دكتاتورية ثورية كما يكمن أن تكون دكتاتورية محافظة،الدكتاتورية الثورية،تدفع التطور وتعمل على ميلاد نظام اجتماعي جديد أما الدكتاتورية المحافظة فتقف في وجه التطور وتحافظ بالقوة على النظام القائم.
المبحث الثالث:نماذج لنظلم الحزب الواحد
المطلب الاول: الحزب الواحد في الجزائر(جبهة التحرير الوطني)
بعد أن استعادت الجزائر سيادتها على أرضها،وضعت الأسس القوية لمؤسسات الدولة،وكانت جبهة التحرير الوطني ابرز هذه الأسس و أوضح معالمها.
لقد نص الدستور الجزائري لسنةذ1986على وحدة السلطة الحزبية،حيث جاء في المادة 94منه على مايلي:
يقوم النظام التأسيسي الجزائري على مبدأ الحزب الواحد" إما الذي يمثل الحزب الواحد في الجزائر فهي جبهة التحرير الوطني.المادة95 تنص "جبهة التحرير الوطني هي الحزب الواحد في البلاد."
جبهة التحرير الوطني هي الطليعة المؤلفة من المواطنين الأكثر وعيا الذين تحدوهم المثل العليا للوطنية الاشتراكية،و الذين يتحدون بكل حرية ضمنها،طبقا للشروط المنصوص عليها في القوانين الأساسية للحزب.
ومناضلو الحزب المختارون على الخصوص من بين العمال و الفلاحين و الشباب يصبون الى تحقيق هدف واحد واى مواصلة عمل واحد غايته القصوى انتصار الاشتراكية"
لقد رفعت الجزائر راية الاشتراكية،واتخذتها عقيدة لها باعتبارها الحل الوحيد لمواجهة التخلف الذي فرضه الاستعمار على شعبها،ولكنها ليست اشتراكية علمية(مقيدة بالفلسفة الماركسية)،إنما هي اشتراكية تستمد جذورها من فكرتين ،كما يقال كانتا تمثلان خميرة الثورة" التقدم و العدالة الاجتماعية".
لقد أدركت الجزائر شأنها شأن باقي بعض الدول النامية التي أخدت بنظام الحزب الواحد،حيث أن حداثة عهد شعبها بالمفاهيم الديمقراطية وعدم نضجه فيها،قد يفتح الطريق أمام الاستعمار وأعوانه للعودة إلى مراكز الاستغلال في البلاد.فكان من الضروري إن تتجمع الصفوة المختارة من أبناء البلد في تنظيم سياسي واحد تتضافر فيه الجهود لتحقيق مكاسب ثورتي نوفمبر 1954 ويوليو 1965 ويكون دليلا للثورة الاشتراكية وأداة لها في مجالات القيادة و التخطيط و التنشيط يحدد نطاقه الميثاق الوطني الذي يعد بمثابة المصدر الاديولوجي و السياسي لمؤسسات الحزب و الدولة على جميع المستويات.
تتبنى كثير من دول العالم الثالث نظام الحزب الواحد،وتختلف هذه الدول في تبريرها لتبني الحزب الواحد.فهي أحيانا تستند الى الرغبة في الحفاظ على الوحدة الوطنية موضحة أن تعدد الأحزاب يهدد بانقسامات قبلية و محلية وتثير هذه الدول أيضا أن جهود التنمية الاقتصادية يجب تعبئتها جميعا من أجل مصلحة الدولة ومن ثم لا تسمح بتفرق الجهود في صورة أحزاب.ومن المبررات التي تبرزها دول العالم الثالث للدفاع عن نظام الحزب الواحد عدم كفاية و كفاءة النخبة السياسية الإدارية القادرة على تبني تسيير نظام تعدد الأحزاب بسلام وبشكل يفيد المجتمع.
المبحث الثاني: الحزب الواحد،دوره و مخاطره
المطلب الاول: دور الحزب الواحد
يؤدي الحزب الواحد دورا رئيسيا في جميع أشكاله أي سواء أكان شيوعيا أو فاشيا أو دولة نامية وهذا الدور هو الاحتفاظ
بالاتصال بين القادة و الجماهير ويعتبر هذا الدور هاما لان الانتخابات و البرلمانات تغدو خالية من معناها المعترف به في الديمقراطيات الغربية ولا تؤدي هذه النظم أي دور فعال في ظل نظام الحزب الواحد،بينما يقدم الحزب بتشكيله الهرمي وخلاياه المنتشرة في المجتمع الى نشر الدعاية لأفكار القادة بين الجماهير،كما يعتبر الحزب وسيلة يعترف فيها القادة على ردود فعل القاعدة الجماهيرية بالنسبة للسياسة التي يتبعها الحزب.
في ظل أي نظام تنافسي للأحزاب تكرس الأحزاب نفسها للانتخابات وللإعمال البرلمانية التقليدية،أما في النظم غير التنافسية فان الأحزاب تقوم بوظائف أخرى متعددة و متنوعة خاصة إذا كان النظام شموليا يراقب كل أنشطة المجتمع.
ففي النظم الشيوعية يعتبر الحزب الوحيد هو الطليعة الثورية و النخبة الواعية التي تتعهد بإقناع الجماهير،والأداة المحركة للمجتمع في جميع المجالات و الأنشطة الجماعية.
أما الحزب الفاشستي فلا يهدف إلى إيقاظ الوعي السياسي لدى الجماهير،وإنما يتوجه إلى العواطف ولا يخاطب العقول،وباعتباره تنظيما عسكريا فانه يهتم في المقام الأول بالأمن و الشرطة،لذا يقوم بتشكيل جهاز يتولى حراسة القاعدة.
أما في الدول النامية فيركز الحزب الواحد على تعبئة الجماهير ويستخدم في تنمية الشعور بالوحدة الوطنية،وإقناع الجماهير بشرعية سلطة القادة، ودفع المواطنين للمساهمة في الحياة السياسية.
المطلب الثاني: مخاطر الحزب الواحد
تتوقف المكانة التي يشغلها الحزب في الدولة على ثقل الحزب بالنسبة لأجهزة الدولة الأخرى التي تتقاسم معه السلطة.
وقد لاحظ أحد الباحثين انه في كل دولة-يسير نظامها السياسي بلا معارضة- توجد عادة ثمانية أجهزة و هي:الحزب،والجيش،وإدارة الدولة،و البوليس السياسي و البيروقراطية،وتنظيمات الشباب ولجنة الخطة،والنقابات،وان هذه الأجهزة المركزية يفرض نفسه باعتباره الجهاز الرئيسي محولا الأجهزة الأخرى إلى أجهزة ثانوية تعمل تحت سيطرته وسلطته.
وهذا الجهاز الرئيسي يختلف من دولة لأخرى فهو في الاتحاد السوفياتي سابقا الحزب،وفي الدكتاتوريات العسكرية يكون الجهاز الرئيسي هو الجيش،وفي ألمانيا النازية كان الحزب يقوم بوظائف أساسية،أما في ايطاليا الفاشستية فقد كان دور الحزب محدودا.
جدير بالتنويه أن نظام الحزب الواحد يعتبر أساسا لنظام دكتاتوري وان كان هذا النظام الدكتاتوري مؤقتا في بعض الأحيان .
وهذه الدكتاتورية التي ترتكز على الحزب الواحد يمكن أن تكون دكتاتورية ثورية كما يكمن أن تكون دكتاتورية محافظة،الدكتاتورية الثورية،تدفع التطور وتعمل على ميلاد نظام اجتماعي جديد أما الدكتاتورية المحافظة فتقف في وجه التطور وتحافظ بالقوة على النظام القائم.
المبحث الثالث:نماذج لنظلم الحزب الواحد
المطلب الاول: الحزب الواحد في الجزائر(جبهة التحرير الوطني)
بعد أن استعادت الجزائر سيادتها على أرضها،وضعت الأسس القوية لمؤسسات الدولة،وكانت جبهة التحرير الوطني ابرز هذه الأسس و أوضح معالمها.
لقد نص الدستور الجزائري لسنةذ1986على وحدة السلطة الحزبية،حيث جاء في المادة 94منه على مايلي:
يقوم النظام التأسيسي الجزائري على مبدأ الحزب الواحد" إما الذي يمثل الحزب الواحد في الجزائر فهي جبهة التحرير الوطني.المادة95 تنص "جبهة التحرير الوطني هي الحزب الواحد في البلاد."
جبهة التحرير الوطني هي الطليعة المؤلفة من المواطنين الأكثر وعيا الذين تحدوهم المثل العليا للوطنية الاشتراكية،و الذين يتحدون بكل حرية ضمنها،طبقا للشروط المنصوص عليها في القوانين الأساسية للحزب.
ومناضلو الحزب المختارون على الخصوص من بين العمال و الفلاحين و الشباب يصبون الى تحقيق هدف واحد واى مواصلة عمل واحد غايته القصوى انتصار الاشتراكية"
لقد رفعت الجزائر راية الاشتراكية،واتخذتها عقيدة لها باعتبارها الحل الوحيد لمواجهة التخلف الذي فرضه الاستعمار على شعبها،ولكنها ليست اشتراكية علمية(مقيدة بالفلسفة الماركسية)،إنما هي اشتراكية تستمد جذورها من فكرتين ،كما يقال كانتا تمثلان خميرة الثورة" التقدم و العدالة الاجتماعية".
لقد أدركت الجزائر شأنها شأن باقي بعض الدول النامية التي أخدت بنظام الحزب الواحد،حيث أن حداثة عهد شعبها بالمفاهيم الديمقراطية وعدم نضجه فيها،قد يفتح الطريق أمام الاستعمار وأعوانه للعودة إلى مراكز الاستغلال في البلاد.فكان من الضروري إن تتجمع الصفوة المختارة من أبناء البلد في تنظيم سياسي واحد تتضافر فيه الجهود لتحقيق مكاسب ثورتي نوفمبر 1954 ويوليو 1965 ويكون دليلا للثورة الاشتراكية وأداة لها في مجالات القيادة و التخطيط و التنشيط يحدد نطاقه الميثاق الوطني الذي يعد بمثابة المصدر الاديولوجي و السياسي لمؤسسات الحزب و الدولة على جميع المستويات.