- الأربعاء يوليو 25, 2012 12:50 am
#53526
- طبيعة العلاقات بين السود والبيض :
المراقب للشارع الأمريكي يرى أن هناك انتماء ليس له مثيل من قبل للقائد الأسود مالكم أكس والذي اغتيل عام 1965 على يد أفراد ينتمون (للأمة الإسلامية ) الذي كان يتزعمها اليجا محمد (الياس)، حيث تميز عن مثيله الأسود مارتن لوثر كينغ بنظرته الراديكالية في تحرير السود من تبعية السود للبيض اقتصاديا وثقافيا. ولابد أن الحوادث التي تأخذ مجراها في الشارع الأمريكي تروي ظاهرة واضحة حول العنصرية التي مازالت تمارس ضد السود من جهاز البوليس أو الأجهزة الحكومية الأخرى. ولم تكن حوادث من أمثال (رادني كينغ) التي حدثت في مطلع التسعينات في لوس أنجلس والتي سببت مظاهرات في أكثر من 28 مدينة أمريكية عكست في مجملها الصورة التي تعاني منها الأقليات في الولايات المتحدة. إضافة إلى حوادث عنف مشابه حدثت في ميامي عام 1980 وسببت دمار اقتصادي هائل وحوادث 1967 في ولاية نيويورك .
ومنذ أن حل الرجل الأبيض على القارة الأمريكية، بحث عن جميع الوسائل لاستغلال كل ما في القارة من طاقات بشرية وطبيعية. وقد حاول ترقيق السكان الأصليين من الهنود الحمر ووضعهم في مزارع، لكنه فشل فاستعاض عنه بالزنوج الأفارقة. وترافق انتشار بريطانيا في العالم موجة كبيرة لاسترقاق الزنوج والعمل في مزارع الأوروبيين والأمريكيين لأن النظام القديم الاقتصادي ، كان يعتمد في موارده على الطاقة البشرية في الزراعة. ولم تكن الولايات المتحدة إلا إفرازات طبيعية للتوسع البريطاني ولذلك تجمع الرقيق بشكل مكثف في أمريكا الشمالية. ومن أجل تفسير ظاهرة غير إنسانية لجأت بريطانيا وأمريكا إلى فلسفة الطبقات والتفوق العرقي، ولذلك كان من البديهي أن يصبح سادة وعبيد. أي إنسان يعمل لمرضاة إنسان آخر.وقد انقسم الرقيق في الولايات المتحدة إلى قسمين : رقيق المزارع وهم الأكثرية ورقيق البيوت الذين اقتصرت وظيفتهم على خدمة السيد الأبيض وعائلته. ولم يخلو الأمر من تمرد بعض هؤلاء الزنوج الذين كانوا يعاقبون بقطع طرف أو حتى القتل. وبالطبع رافق مجيء الثورة الصناعية المحركات الضخمة التي حدّت من الطاقة البشرية، مما جعل الشمال الأمريكي أكثر تطورا من الجنوب الذي كان يعتمد على المحصول الزراعي. فعلاقات الجنوب كانت شبه إقطاعية زراعية، بينما اعتمد الشمال على العلاقات الرأسمالية والتي من مقوماتها المصانع والعمال. وفي طور هذه التحولات على الصعيد الاقتصادي، ولّد هذا الوضع صراعا مابين الشمال والجنوب، فالشمال يحتاج للعمال من أجل الاستمرار ، فهو ينظر إلى الزنوج المتواجدين في الجنوب، والطريقة الوحيدة لكسبهم هي تحريرهم. ولابد من معرفة أن بريطانيا التي بدأت مسألة الرقيق هي التي رفعت شعار تحرره لنفس سبب الشمال الأمريكي. وكان هجوم الرئيس الأمريكي (أبراهام لنكن) على الجنوب، حيث انتصر الشمال بحكم تقدم وسائله التقنية وأسلحته. ومن هنا تبدأ علاقة جديدة بين الزنوج المتحررين والبيض، فقد حرم الجنوب السود من جميع الحقوق المدنية والإنسانية، فالسود في الجنوب لا يحق لهم التصويت أو حرية التنقل أو حرية الرأي واستمر هذا حتى الأربعينات. فحتى عام 1945 ، 99% من القطن كان لا يزال يجمع بشكل يدوي وهذا جعل الجنوب الأمريكي بحاجة ماسة للسود. ونقيضا لذلك 90 % كان بطريقة آلية عام 1969 مما سهل للسود الذهاب شمالا. ونمت هجرة السود تدريجيا وبشكل مكثف إلى الشمال لأن لا حاجة للسود في الجنوب بعد دخول التكنولوجيا، بالإضافة أن الحرب العالمية الثانية قد جندت ما يقارب 15 مليون أمريكي مما جعل ثغرة في اليد العاملة، فكان من المنطق أن يجذب الشمال كثيرا من اليد العاملة السوداء.
- الأسباب التي مهدّت إلى الحقوق المدنية:
لابد أن الثورات التي كانت تشتعل في العالم الثالث أثّرت في مجرى الحياة الأمريكية وأعطت تصميما للسود في الدفاع عن حقوقهم، وهذا مما أشار إليه أحد قادة الحركة " مارتن لوثر كينغ" في خطابه بأن السود هم جزء من حركة التحرر في العالم. ففي الستينات انقسمت الحركة إلى قيادة ليبرالية مثل الدكتور كينغ الذي أراد أن يتعايش مع النظام القائم بأي قيمة كانت، وقيادة راديكالية تمثل بمالكم اكس الذي انشق عن جماعة الأمة الإسلامية في ديترويت وأسس منظمة بذاته ورفض أي شكل للتسوية مع النظام السياسي. وأما من ناحية أخرى فقد نما في الجزء الجنوبي منظمات إرهابية غايتها ترضيخ السود وكان أهمها وأكثرها شيوعا هي (الكلكوس كلان) وهي منظمة خرجت ما بعد الحرب الأهلية من مجرد نادي للشباب ثم تحولت إلى منظمة ذات أهداف سياسية واتبعت الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها. فكل أسود يحاول التصويت أو الانتخاب يتعرض للجلد. بالإضافة إلى كل ذلك كانت هذه المنظمة تمارس أحكام الإعدام في الساحات العامة. ففي عام 1955 لجأت إلى إعدام فتى أسود عمره 15 سنة على مرآة من الناس، وشرح أحد الممثلين لهذه المنظمة بمجلة لوك بأن الولد مجنون لأنه يرفض الاعتراف بأن الرجل الأبيض متفوق كعرق عليه. وأخذت أمه جثته إلى شيكاغو ووضعتها في مركز المدينة ليرى الناس ماذا فعلت أمريكا العرقية بابنها، وأقبل أكثر من 30 ألف ليشاهدوا الجثة المشوهة، وقامت مظاهرات كثيرة ردا على هذا الجرم الذي ارتكبه (الكلكوس كلان) بحق الولد الأسود. وعندما وصل الخبر إلى الرئيس الأمريكي أيزنهاور لم يكترث بالحادثة، حتى أنه لم يشجبها. ولا يغرب عن البال أن قيادات الحزب الديمقراطي قد دعمت منظمة (الكلاكس كلان) حيث كان يسبق أي إعدام رجل أسود خطاب في الساحة العامة ممثل عن الحزب المذكور.
وباستطاعتنا أن نقول أن هذه الأحداث ساعدت على ما يدعى الحقوق المدنية بالإضافة إلى العوامل التالية:
- دخول المحركات على الناتج الزراعي
- الغزو الصناعي للجنوب.
- تجمع السود في المدن وتفشي البطالة.
- الثورات تحررية التي كانت موجهة ضد الاستعمار في العالم الثالث.
- ما بعد الحقوق المدنية :
يعتقد كثيرون من الأمريكيين السود أن الحقوق المدنية التي نالوا عليها في أواخر الستينات، لم تغير من وضعهم بشكل جزري وربما أن المستفيد الوحيد لذلك هم السود من الطبقة المتوسطة. لكن الباقي ظلوا يعانون من العنصرية والفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية. وبمجرد النظر إلى الإحصائيات، نرى أن السود مازالوا يعانون من نفس المشاكل التي عانى منها أجدادهم. فرغم أن 40 % من مجموع الشرطة هم من السود منذ عام 1970، إلا أن الوضع لم يتغير بالنسبة للعلاقة بين السود بشكل عام وجهاز الشرطة. ومن ناحية الوظائف ، فنسبة بطالة السود تقدر بثلاث أضعاف البيض، مما يسوقنا إلى أن الشركات الأمريكية مازالت تحدد تعيناتها باللون والعرق. وبالنظر إلى المدن الكبيرة نرى أن الفقر المدقع يتلبس السود أكثر من غيرهم، فثلث السود في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر الذي سنته الحكومة. وأما من ناحية الأجور فالسود يتقاضون أجرا أقل من البيض بمعدل 58% . هذا يعني إذا حصل الأبيض على 100 دولار فالأسود يحصل على 42 دولار فقط. ونتيجة لهذه الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية نرى أن الكثير من السود يعيش في الشارع مما يؤدي به الأمر إلى السقوط في الجرائم والسجن، فرغم أن السود يمثلون 15 % فقط من عدد السكان، لكن في السجون يمثلون النصف أو أكثر. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن السود تكثر فيهم الأمراض بمقدار ثلاثة أضعاف البيض. ومن المستغرب بعض مناطق السود في الولايات المتحدة - وهي الدولة العظمى- ما تزال أتعس وأفقر من أي دولة في العالم الثالث
الخاتمة :
في الواقع، أن الحكومة الأمريكية لا تبحث عن حل مشاكل الأقليات من حيث معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية التي يرزحون تحتها. بل تحاول أن تشتري الوقت وتمتص النقمة بطريقة حذقه، فمثلا الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان قد عطل الكثير من البرامج التي من الممكن أن تساهم في تخفيف حدة الحياة على السود والأقليات الأخرى. ومن الواضح أن المجتمع الأمريكي قد رضي بشكل ضمني بالعنصرية ضد السود ، حيث يظهر ذلك في الأفلام والقصص بشكل غير مباشر. وقد عرفت الحكومة الأمريكية أن تلعب الأوراق الرابحة من حيث الشكل، فهي تنصب بعض السياسيين السود الذين يخدمونها ويتعاملون معها. والأخبار قد لا تسر بالنسبة للسود كوضع اقتصادي ولا حتى وضع الأقليات الأخرى.
المراقب للشارع الأمريكي يرى أن هناك انتماء ليس له مثيل من قبل للقائد الأسود مالكم أكس والذي اغتيل عام 1965 على يد أفراد ينتمون (للأمة الإسلامية ) الذي كان يتزعمها اليجا محمد (الياس)، حيث تميز عن مثيله الأسود مارتن لوثر كينغ بنظرته الراديكالية في تحرير السود من تبعية السود للبيض اقتصاديا وثقافيا. ولابد أن الحوادث التي تأخذ مجراها في الشارع الأمريكي تروي ظاهرة واضحة حول العنصرية التي مازالت تمارس ضد السود من جهاز البوليس أو الأجهزة الحكومية الأخرى. ولم تكن حوادث من أمثال (رادني كينغ) التي حدثت في مطلع التسعينات في لوس أنجلس والتي سببت مظاهرات في أكثر من 28 مدينة أمريكية عكست في مجملها الصورة التي تعاني منها الأقليات في الولايات المتحدة. إضافة إلى حوادث عنف مشابه حدثت في ميامي عام 1980 وسببت دمار اقتصادي هائل وحوادث 1967 في ولاية نيويورك .
ومنذ أن حل الرجل الأبيض على القارة الأمريكية، بحث عن جميع الوسائل لاستغلال كل ما في القارة من طاقات بشرية وطبيعية. وقد حاول ترقيق السكان الأصليين من الهنود الحمر ووضعهم في مزارع، لكنه فشل فاستعاض عنه بالزنوج الأفارقة. وترافق انتشار بريطانيا في العالم موجة كبيرة لاسترقاق الزنوج والعمل في مزارع الأوروبيين والأمريكيين لأن النظام القديم الاقتصادي ، كان يعتمد في موارده على الطاقة البشرية في الزراعة. ولم تكن الولايات المتحدة إلا إفرازات طبيعية للتوسع البريطاني ولذلك تجمع الرقيق بشكل مكثف في أمريكا الشمالية. ومن أجل تفسير ظاهرة غير إنسانية لجأت بريطانيا وأمريكا إلى فلسفة الطبقات والتفوق العرقي، ولذلك كان من البديهي أن يصبح سادة وعبيد. أي إنسان يعمل لمرضاة إنسان آخر.وقد انقسم الرقيق في الولايات المتحدة إلى قسمين : رقيق المزارع وهم الأكثرية ورقيق البيوت الذين اقتصرت وظيفتهم على خدمة السيد الأبيض وعائلته. ولم يخلو الأمر من تمرد بعض هؤلاء الزنوج الذين كانوا يعاقبون بقطع طرف أو حتى القتل. وبالطبع رافق مجيء الثورة الصناعية المحركات الضخمة التي حدّت من الطاقة البشرية، مما جعل الشمال الأمريكي أكثر تطورا من الجنوب الذي كان يعتمد على المحصول الزراعي. فعلاقات الجنوب كانت شبه إقطاعية زراعية، بينما اعتمد الشمال على العلاقات الرأسمالية والتي من مقوماتها المصانع والعمال. وفي طور هذه التحولات على الصعيد الاقتصادي، ولّد هذا الوضع صراعا مابين الشمال والجنوب، فالشمال يحتاج للعمال من أجل الاستمرار ، فهو ينظر إلى الزنوج المتواجدين في الجنوب، والطريقة الوحيدة لكسبهم هي تحريرهم. ولابد من معرفة أن بريطانيا التي بدأت مسألة الرقيق هي التي رفعت شعار تحرره لنفس سبب الشمال الأمريكي. وكان هجوم الرئيس الأمريكي (أبراهام لنكن) على الجنوب، حيث انتصر الشمال بحكم تقدم وسائله التقنية وأسلحته. ومن هنا تبدأ علاقة جديدة بين الزنوج المتحررين والبيض، فقد حرم الجنوب السود من جميع الحقوق المدنية والإنسانية، فالسود في الجنوب لا يحق لهم التصويت أو حرية التنقل أو حرية الرأي واستمر هذا حتى الأربعينات. فحتى عام 1945 ، 99% من القطن كان لا يزال يجمع بشكل يدوي وهذا جعل الجنوب الأمريكي بحاجة ماسة للسود. ونقيضا لذلك 90 % كان بطريقة آلية عام 1969 مما سهل للسود الذهاب شمالا. ونمت هجرة السود تدريجيا وبشكل مكثف إلى الشمال لأن لا حاجة للسود في الجنوب بعد دخول التكنولوجيا، بالإضافة أن الحرب العالمية الثانية قد جندت ما يقارب 15 مليون أمريكي مما جعل ثغرة في اليد العاملة، فكان من المنطق أن يجذب الشمال كثيرا من اليد العاملة السوداء.
- الأسباب التي مهدّت إلى الحقوق المدنية:
لابد أن الثورات التي كانت تشتعل في العالم الثالث أثّرت في مجرى الحياة الأمريكية وأعطت تصميما للسود في الدفاع عن حقوقهم، وهذا مما أشار إليه أحد قادة الحركة " مارتن لوثر كينغ" في خطابه بأن السود هم جزء من حركة التحرر في العالم. ففي الستينات انقسمت الحركة إلى قيادة ليبرالية مثل الدكتور كينغ الذي أراد أن يتعايش مع النظام القائم بأي قيمة كانت، وقيادة راديكالية تمثل بمالكم اكس الذي انشق عن جماعة الأمة الإسلامية في ديترويت وأسس منظمة بذاته ورفض أي شكل للتسوية مع النظام السياسي. وأما من ناحية أخرى فقد نما في الجزء الجنوبي منظمات إرهابية غايتها ترضيخ السود وكان أهمها وأكثرها شيوعا هي (الكلكوس كلان) وهي منظمة خرجت ما بعد الحرب الأهلية من مجرد نادي للشباب ثم تحولت إلى منظمة ذات أهداف سياسية واتبعت الإرهاب كوسيلة لتحقيق أهدافها. فكل أسود يحاول التصويت أو الانتخاب يتعرض للجلد. بالإضافة إلى كل ذلك كانت هذه المنظمة تمارس أحكام الإعدام في الساحات العامة. ففي عام 1955 لجأت إلى إعدام فتى أسود عمره 15 سنة على مرآة من الناس، وشرح أحد الممثلين لهذه المنظمة بمجلة لوك بأن الولد مجنون لأنه يرفض الاعتراف بأن الرجل الأبيض متفوق كعرق عليه. وأخذت أمه جثته إلى شيكاغو ووضعتها في مركز المدينة ليرى الناس ماذا فعلت أمريكا العرقية بابنها، وأقبل أكثر من 30 ألف ليشاهدوا الجثة المشوهة، وقامت مظاهرات كثيرة ردا على هذا الجرم الذي ارتكبه (الكلكوس كلان) بحق الولد الأسود. وعندما وصل الخبر إلى الرئيس الأمريكي أيزنهاور لم يكترث بالحادثة، حتى أنه لم يشجبها. ولا يغرب عن البال أن قيادات الحزب الديمقراطي قد دعمت منظمة (الكلاكس كلان) حيث كان يسبق أي إعدام رجل أسود خطاب في الساحة العامة ممثل عن الحزب المذكور.
وباستطاعتنا أن نقول أن هذه الأحداث ساعدت على ما يدعى الحقوق المدنية بالإضافة إلى العوامل التالية:
- دخول المحركات على الناتج الزراعي
- الغزو الصناعي للجنوب.
- تجمع السود في المدن وتفشي البطالة.
- الثورات تحررية التي كانت موجهة ضد الاستعمار في العالم الثالث.
- ما بعد الحقوق المدنية :
يعتقد كثيرون من الأمريكيين السود أن الحقوق المدنية التي نالوا عليها في أواخر الستينات، لم تغير من وضعهم بشكل جزري وربما أن المستفيد الوحيد لذلك هم السود من الطبقة المتوسطة. لكن الباقي ظلوا يعانون من العنصرية والفقر والبطالة والأمراض الاجتماعية. وبمجرد النظر إلى الإحصائيات، نرى أن السود مازالوا يعانون من نفس المشاكل التي عانى منها أجدادهم. فرغم أن 40 % من مجموع الشرطة هم من السود منذ عام 1970، إلا أن الوضع لم يتغير بالنسبة للعلاقة بين السود بشكل عام وجهاز الشرطة. ومن ناحية الوظائف ، فنسبة بطالة السود تقدر بثلاث أضعاف البيض، مما يسوقنا إلى أن الشركات الأمريكية مازالت تحدد تعيناتها باللون والعرق. وبالنظر إلى المدن الكبيرة نرى أن الفقر المدقع يتلبس السود أكثر من غيرهم، فثلث السود في الولايات المتحدة يعيشون تحت خط الفقر الذي سنته الحكومة. وأما من ناحية الأجور فالسود يتقاضون أجرا أقل من البيض بمعدل 58% . هذا يعني إذا حصل الأبيض على 100 دولار فالأسود يحصل على 42 دولار فقط. ونتيجة لهذه الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية نرى أن الكثير من السود يعيش في الشارع مما يؤدي به الأمر إلى السقوط في الجرائم والسجن، فرغم أن السود يمثلون 15 % فقط من عدد السكان، لكن في السجون يمثلون النصف أو أكثر. وبالإضافة إلى كل ذلك فإن السود تكثر فيهم الأمراض بمقدار ثلاثة أضعاف البيض. ومن المستغرب بعض مناطق السود في الولايات المتحدة - وهي الدولة العظمى- ما تزال أتعس وأفقر من أي دولة في العالم الثالث
الخاتمة :
في الواقع، أن الحكومة الأمريكية لا تبحث عن حل مشاكل الأقليات من حيث معاناتهم الاقتصادية والاجتماعية التي يرزحون تحتها. بل تحاول أن تشتري الوقت وتمتص النقمة بطريقة حذقه، فمثلا الرئيس الأمريكي السابق رونالد ريغان قد عطل الكثير من البرامج التي من الممكن أن تساهم في تخفيف حدة الحياة على السود والأقليات الأخرى. ومن الواضح أن المجتمع الأمريكي قد رضي بشكل ضمني بالعنصرية ضد السود ، حيث يظهر ذلك في الأفلام والقصص بشكل غير مباشر. وقد عرفت الحكومة الأمريكية أن تلعب الأوراق الرابحة من حيث الشكل، فهي تنصب بعض السياسيين السود الذين يخدمونها ويتعاملون معها. والأخبار قد لا تسر بالنسبة للسود كوضع اقتصادي ولا حتى وضع الأقليات الأخرى.