صفحة 1 من 1

ايران وخطاب الرئيس المصرى ...تزوير للتاريخ والجغرافيا

مرسل: الثلاثاء سبتمبر 04, 2012 8:36 pm
بواسطة دعاءمحمد
ايران وخطاب الرئيس المصرى... تزوير للتاريخ والجغرافيا
---
ليست مصادفة ان يقوم التليفزيون الرسمى الايرانى بتحريف وتزوير الترجمة باللغة الفارسية لخطاب الرئيس المصرى "محمد مرسى" فى الجلسة الافتتاحية للقمة السادسة عشر لحركة عدم الانحياز، حيث قام بوضع اسم البحرين بدلا من اسم سوريا الواردة فى الخطاب بشأن الانتهاكات الجسيمة واللاانسانية التى يرتكبها النظام السورى بحق شعبه المطالب بحقوقه وحرياته. فقد اثبت التاريخ بسجلاته واحداثه وملفاته ان النهج الذى تسير عليه طهران فى علاقاتها الخارجية ليس فقط مع بلدان الخليج العربى بل مع مختلف دول العالم، نهج يرتكز على الكذب والتزوير والتحريف والادعاءات الباطلة يدلل على ذلك ما يلى:
1- الادعاءات الباطلة التى تثيرها ايران بين الحين والاخر بشأن مملكة البحرين والتصريحات التى تصدر من بعض قيادتها ورجال الدين فيها، حيث تخالف حقائق التاريخ الثابتة وواقع الجغرافيا القائم، فالبحرين لم تكن فى يوما من الايام جزء من الامبراطورية الفارسية او الحلم الفارسى، بل هى جزيرة عربية قبل الاستقلال ودولة عربية كاملة السيادة ما بعد الاستقلال. وما تدعيه طهران ما هو الا اضغاث احلام.
2- الاحتلال الايرانى للجزر الاماراتية الثلاثة وفرض سيطرتها عليها واقامة منشآت ومؤسسات ومدن على اراضى اماراتية بحكم التاريخ وبحكم الجغرافيا ايضا، ويؤكد ذلك رفض ايران لكافة الطرق السلمية لاستعادة الحقوق الى اصحابها سواء بالتفاوض او التحكيم او اللجوء الى المحاكم الدولية المعنية. فمن المعلوم ان صاحب الحق لا يخشى فى مطالبة حقه اية وسيلة او يرفض اي سبيل للوصول اليه اذا كان لها حق كما تدعى.
3- البرنامج النووى الايرانى الذى تدعى امام العالم اجمع انه لاغراض سلمية ولخدمة الاقتصاد الايرانى والمجتمع الايرانى، فى حين ان كافة المساعى الايرانية لتطوير برنامج نووى عسكرى تستهدف به فرض هيمنتها وسيطرتها على المنطقة. ويؤكد ذلك المراوغات التى تتبعها طهران فى جولات مفاوضاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكذلك مع الوفود الدولية المعنية بالتفاوض بشأن برنامجها.
ويأتى اليوم لتستكمل طهران منظومة سياستها المرتكزة على الادعاء والافتراء والكذب والنفاق والخداع والمراوغة ليصل بها الامر الى تم حذف اسم سوريا واستبداله باسم البحرين، في الفقرة المتعلقة بسوريا من كلمة الرئيس المصرى. وبعيدا عما يمثله هذا السلوك من إخلال وتزوير وتصرف إعلامي مرفوض يؤكد على نمط جديد من انماط التدخل في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين، وخروج عن القواعد المتعارف عليها، وما قد يسيء للعلاقات الاخوية بين البلدين بما يستوجب معه الاعتذار الرسمى من طهران. إلا انه يظل هذا النمط من السلوك فاضحا وكاشفا عن رؤية طهران لعلاقاتها الخارجية وتوجهاتها السياسية فى تعاملها مع الاخر، سواء اكان الاخر داخليا كما حدث فى تعاملها مع الحركة الخضراء التى رفضت تزوير الانتخابات الايرانية فكان مصيرها السجن والاعتقال والبطش والجبروت فى التعامل مع جميع افرادها. او فى الخارج كما يحدث يوميا فى تعاملها مع ازمات المنطقة وقضاياها ومشكلاتها. ففى الماضى ادعت انها الملهمة للثورات والاضطرابات التى شهدتها بعض البلدان العربية كما حدث فى مصر وتونس، وعندما انتقلت هذه الاضطرابات التى سوريا الشقيق الاصغر لها، تباين الخطاب واختلف الوصف لنصبح ازاء مؤامرة وتدخلات خارجية واطماع امريكية وصهيونية. ليؤكد كل ذلك ان السياسة الايرانية سياسة ازدواجية لا تختلف كثيرا عن سياسة تل ابيب فى تلوين الحقائق وقلب الوقائع بما يتفق واهدافها وبما يحقق مصالحها.