- الأحد سبتمبر 09, 2012 6:39 pm
#53714
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسهاماً في نشر المعلومات الصحيحة عن الجماعات الإرهابية , ونشر قيم الإنسانية ومبادئ التسامح الاجتماعي. نستعرض سويةً مفهوم (الإرهاب الفكري) نوضح من خلاله علاقة التعصب بالفكر والجريمة, ونستعرض خصائص الفرد حامل الصفة "الإرهابي الفكري" وعلاقته بالإحباط والجماعات الإرهابية , وتفاعله مع أحداث المجتمع , وهي رؤية تهتم بالجانب النفسي والاجتماعي.
التعصب.
التعصب : اتجاه نفسي مشحون انفعالياً , أو عقيدة , أو حكم مسبق (مع أو ضد ) جماعة أو موضوع أو دولة , ولا يقوم على استناد " منطقي " أو معرفة كاملة أو حقيقة علمية ( بل ربما يستند إلى أساطير وخرافات) , وإن كان الشخص يحاول أن يبرره , و هو أمر من الصعب تعديله , وهو يجعل الإنسان يرى ما يحب فقط , ولا يرى ما لا يحب أن يراه , فهو يعمي ويشوه إدراك الواقع , ويجهّز الفرد والجماعة للشعور والتفكير والإدراك والسلوك بطرق تتفق مع اتجاه التعصب.
وعلاقة التعصب بالجريمة : " أنه أحد أسباب الجريمة , وأحد الدوافع إليها " , ومن هنا ( أي علاقته بالجريمة ) يسمى إرهاباً فكرياً ؛ أي : إن علاقته بالجريمة علاقة سبب ونتيجة , (بدون إهمال ) الدوافع الأخرى الدافعة لها.
-علاقة التعصب بالفكر والجريمة .
يرى علماء النفس أن التعصب يؤدي وظيفة التنفيس عما يدور بخاطر الفرد , وهذا التنفيس يظهر على شكل (توتر وكراهية وعدوان مكبوت), عن طريق عمليتي " الإزاحة والإبدال " دفاعاً عن الذات ومن تحب.
وهذا يعني أن التعصب يدفع الفرد إلى العدوان على الآخرين ( فرد أو جماعة أو دولة ) حتى ينفَّس عمّـا بداخله , والتعصب ضد الفكر رد فعل عنيفة تتوجس (تخاف) من عواقبها شراً .
وتتنوع صور وأشكال العدوان سواء كانت لفظية ( شتائم , تكفير , تفسيق , تهكير مواقع أو حسابات ............. إلخ ) , أو جسدية ( ضرب , إيذاء , تصفية جسدية ) . نعم , تصفية جسدية ! والشواهد التاريخية وواقعنا المعاصر يشهد بما فيه الكفاية عن متعصبين قتلوا مخالفين لهم فكرياً .
-الإرهابي الفكري (نظرة للداخل)
شخص ذو إيمان (متطرّف) مستعد للتضحية بنفسه في سبيل قضيته المقدسة , وهو قد اكتسب التطرف من المجتمع القريب إليه , ويُـعتبر التطرف ( تذكرة دخول) تساعده على التفاعل الاجتماعي , ومسايرة أصدقاءه وشيوخه ومعممينه الذين يتلقى عنهم .
وهو إنسان محبط ينفّس عمّـــا بداخله بشتى صور العدوان ,وتبدأ مشكلاته من عقله , المحبط يرى المجتمع كله عيوب , المحبط يمارس التعميم فكل المجتمع عيوب , وينسب كل مشكلاته إلى هذا العالم.
-الإرهابي الفكري والجماعة الإرهابية.
تولّد الجماعات الإرهابية في نفوس أتباعها الدافع إلى العمل الجماعي, وتوليد التطرف والأمل والحماس والكراهية , مع عدم التسامح ضد (الأفراد والجماعات والدول), وتستطيع الجماعة أن " تـــــفـــــــــجَّــــــــــر" طاقات الإرهابي الفكري في بعض النشاطات التي يتم تكليفه بها, وتطلب منه الجماعة بالمقابل "الإيمان الأعلى بأهدافها الإجرامية , والولاء المطلق لها" .
ويتجلى نشاط الجماعة الإرهابية في الإخلاص للمبادئ الفكرية التي اجتمعوا عليها , والتضحية بالنفس في سبيلها .
المحبطون يشكلون " غالبية الأتباع الجدد " , والإحباط يكفي -لوحده- لتوليد التطرف , والأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع يعتمد على ( ملء عقل المحبط بالنزاعات والخلافات , والآمال الكبيرة في تغيير الأوضاع ).
إنّ عدم الرضا لا يخلق في حد ذاته إرهاباً فكرياً ؛ لابد من توفر " الإحساس بالقوة " لردع المخالف -بكسر اللام - , سواءٌ كان ( فرداً أو جماعةً أو دولة ) , وهو ما يفسّر سلوك الجماعات الإرهابية التي تستعمل القوة في خلافاتها ونزاعاتها.
-الإرهابي الفكري وتفاعله مع أحداث المجتمع.
من البديهي أنّ الأشخاص الراضين عن أنفسهم يهتمون بشؤونهم الخاصة , ويشعرون بمشاعر إيجابية طيبة نحو المجتمع والمستقبل, ويظنون أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت السارّة .
أما الإرهابي الفكري فلأنّه محبط ولا يملك همّـاً شخصياً يسعى إليه , فهو ينزع إلى الاهتمام " بشؤون الآخرين الخاصة " ( وهو ما أوضحناه في علاقة التعصب بالفكر والجريمة).
ويظهر الاهتمام بشؤون الآخرين بشكل الغيبة , والنميمة , والتجسس , والفضول , والاهتمام - بشكل غير طبيعي - بالشؤون المجتمعية والقومية , والعرقية , بالتزامن مع رفع الشعارات المنوّعة حين يمارس عُـقده النفسية تجاه ( الأفراد والجماعات والدول).
يهرب الإرهابي الفكري من الواقع , ويلقي بنفسه على الآخرين , ويذوب في المجتمع مثل ذوبان السكر في فنجان شاي , ناسياً متطلباته الشخصية.
ومن جهةٍ أخرى , يدفعه الخوف من المستقبل إلى أن يتمسك بالحاضر . المستقبل بالنسبة إليه لا يعني سوى تدهور الأوضاع . أي تطور جديد يصيبه بزعزعة الاستقرار , وبنظره - القاصر - ستكون الأمور للأسوأ دائماً , وهذا يعني توقع المزيد من المتاعب المتنوعة.
نهاية البداية.
التوعية بالإرهاب وطرقه أحد الوسائل المثلى لمكافحته , والفرد المحبط (بذرة) تُـــسقى بماء الاهتمام والاحتواء , وتوفير ما تحتاجه ؛ ليكون لبنة صالحة من لبنات المجتمع , قبل أن يكون ( قنبلة موقوتة ) لا أحد يعلم كيف ومتى سيكون انفجارها.
الاهتمام بالمشكلة والاعتراف بها أول الطريق إلى الحل , ولا يمكن أن تُكافح بيوض الإرهاب ومستنقعاته تملأ الفضاء الالكتروني والإعلامي صخباً وضجيجاً.
وستبقى كل الجهود لمكافحته مثل الكتابة على الماء , إن لم نلتفت لهذا الخطاب التحريضي الممزّق للحمة الوطن , والخادم لأعدائه المتربصين.
خاتمة.
استعرضنا مفهوم الإرهاب الفكري وعلاقته بالفكر والجريمة وعلاقة المحبط بالجماعات الإرهابية , وكيف يتعامل الإرهابي مع أحداث المجتمع . وهو اسهام بسيط في نشر المعلومة الصحيحة عن الجماعات الإرهابية , ونشراً للقيم الإنسانية ومبادئ التسامح الاجتماعي .
اسهاماً في نشر المعلومات الصحيحة عن الجماعات الإرهابية , ونشر قيم الإنسانية ومبادئ التسامح الاجتماعي. نستعرض سويةً مفهوم (الإرهاب الفكري) نوضح من خلاله علاقة التعصب بالفكر والجريمة, ونستعرض خصائص الفرد حامل الصفة "الإرهابي الفكري" وعلاقته بالإحباط والجماعات الإرهابية , وتفاعله مع أحداث المجتمع , وهي رؤية تهتم بالجانب النفسي والاجتماعي.
التعصب.
التعصب : اتجاه نفسي مشحون انفعالياً , أو عقيدة , أو حكم مسبق (مع أو ضد ) جماعة أو موضوع أو دولة , ولا يقوم على استناد " منطقي " أو معرفة كاملة أو حقيقة علمية ( بل ربما يستند إلى أساطير وخرافات) , وإن كان الشخص يحاول أن يبرره , و هو أمر من الصعب تعديله , وهو يجعل الإنسان يرى ما يحب فقط , ولا يرى ما لا يحب أن يراه , فهو يعمي ويشوه إدراك الواقع , ويجهّز الفرد والجماعة للشعور والتفكير والإدراك والسلوك بطرق تتفق مع اتجاه التعصب.
وعلاقة التعصب بالجريمة : " أنه أحد أسباب الجريمة , وأحد الدوافع إليها " , ومن هنا ( أي علاقته بالجريمة ) يسمى إرهاباً فكرياً ؛ أي : إن علاقته بالجريمة علاقة سبب ونتيجة , (بدون إهمال ) الدوافع الأخرى الدافعة لها.
-علاقة التعصب بالفكر والجريمة .
يرى علماء النفس أن التعصب يؤدي وظيفة التنفيس عما يدور بخاطر الفرد , وهذا التنفيس يظهر على شكل (توتر وكراهية وعدوان مكبوت), عن طريق عمليتي " الإزاحة والإبدال " دفاعاً عن الذات ومن تحب.
وهذا يعني أن التعصب يدفع الفرد إلى العدوان على الآخرين ( فرد أو جماعة أو دولة ) حتى ينفَّس عمّـا بداخله , والتعصب ضد الفكر رد فعل عنيفة تتوجس (تخاف) من عواقبها شراً .
وتتنوع صور وأشكال العدوان سواء كانت لفظية ( شتائم , تكفير , تفسيق , تهكير مواقع أو حسابات ............. إلخ ) , أو جسدية ( ضرب , إيذاء , تصفية جسدية ) . نعم , تصفية جسدية ! والشواهد التاريخية وواقعنا المعاصر يشهد بما فيه الكفاية عن متعصبين قتلوا مخالفين لهم فكرياً .
-الإرهابي الفكري (نظرة للداخل)
شخص ذو إيمان (متطرّف) مستعد للتضحية بنفسه في سبيل قضيته المقدسة , وهو قد اكتسب التطرف من المجتمع القريب إليه , ويُـعتبر التطرف ( تذكرة دخول) تساعده على التفاعل الاجتماعي , ومسايرة أصدقاءه وشيوخه ومعممينه الذين يتلقى عنهم .
وهو إنسان محبط ينفّس عمّـــا بداخله بشتى صور العدوان ,وتبدأ مشكلاته من عقله , المحبط يرى المجتمع كله عيوب , المحبط يمارس التعميم فكل المجتمع عيوب , وينسب كل مشكلاته إلى هذا العالم.
-الإرهابي الفكري والجماعة الإرهابية.
تولّد الجماعات الإرهابية في نفوس أتباعها الدافع إلى العمل الجماعي, وتوليد التطرف والأمل والحماس والكراهية , مع عدم التسامح ضد (الأفراد والجماعات والدول), وتستطيع الجماعة أن " تـــــفـــــــــجَّــــــــــر" طاقات الإرهابي الفكري في بعض النشاطات التي يتم تكليفه بها, وتطلب منه الجماعة بالمقابل "الإيمان الأعلى بأهدافها الإجرامية , والولاء المطلق لها" .
ويتجلى نشاط الجماعة الإرهابية في الإخلاص للمبادئ الفكرية التي اجتمعوا عليها , والتضحية بالنفس في سبيلها .
المحبطون يشكلون " غالبية الأتباع الجدد " , والإحباط يكفي -لوحده- لتوليد التطرف , والأسلوب الفاعل في استقطاب الأتباع يعتمد على ( ملء عقل المحبط بالنزاعات والخلافات , والآمال الكبيرة في تغيير الأوضاع ).
إنّ عدم الرضا لا يخلق في حد ذاته إرهاباً فكرياً ؛ لابد من توفر " الإحساس بالقوة " لردع المخالف -بكسر اللام - , سواءٌ كان ( فرداً أو جماعةً أو دولة ) , وهو ما يفسّر سلوك الجماعات الإرهابية التي تستعمل القوة في خلافاتها ونزاعاتها.
-الإرهابي الفكري وتفاعله مع أحداث المجتمع.
من البديهي أنّ الأشخاص الراضين عن أنفسهم يهتمون بشؤونهم الخاصة , ويشعرون بمشاعر إيجابية طيبة نحو المجتمع والمستقبل, ويظنون أن المستقبل يحمل الكثير من المفاجآت السارّة .
أما الإرهابي الفكري فلأنّه محبط ولا يملك همّـاً شخصياً يسعى إليه , فهو ينزع إلى الاهتمام " بشؤون الآخرين الخاصة " ( وهو ما أوضحناه في علاقة التعصب بالفكر والجريمة).
ويظهر الاهتمام بشؤون الآخرين بشكل الغيبة , والنميمة , والتجسس , والفضول , والاهتمام - بشكل غير طبيعي - بالشؤون المجتمعية والقومية , والعرقية , بالتزامن مع رفع الشعارات المنوّعة حين يمارس عُـقده النفسية تجاه ( الأفراد والجماعات والدول).
يهرب الإرهابي الفكري من الواقع , ويلقي بنفسه على الآخرين , ويذوب في المجتمع مثل ذوبان السكر في فنجان شاي , ناسياً متطلباته الشخصية.
ومن جهةٍ أخرى , يدفعه الخوف من المستقبل إلى أن يتمسك بالحاضر . المستقبل بالنسبة إليه لا يعني سوى تدهور الأوضاع . أي تطور جديد يصيبه بزعزعة الاستقرار , وبنظره - القاصر - ستكون الأمور للأسوأ دائماً , وهذا يعني توقع المزيد من المتاعب المتنوعة.
نهاية البداية.
التوعية بالإرهاب وطرقه أحد الوسائل المثلى لمكافحته , والفرد المحبط (بذرة) تُـــسقى بماء الاهتمام والاحتواء , وتوفير ما تحتاجه ؛ ليكون لبنة صالحة من لبنات المجتمع , قبل أن يكون ( قنبلة موقوتة ) لا أحد يعلم كيف ومتى سيكون انفجارها.
الاهتمام بالمشكلة والاعتراف بها أول الطريق إلى الحل , ولا يمكن أن تُكافح بيوض الإرهاب ومستنقعاته تملأ الفضاء الالكتروني والإعلامي صخباً وضجيجاً.
وستبقى كل الجهود لمكافحته مثل الكتابة على الماء , إن لم نلتفت لهذا الخطاب التحريضي الممزّق للحمة الوطن , والخادم لأعدائه المتربصين.
خاتمة.
استعرضنا مفهوم الإرهاب الفكري وعلاقته بالفكر والجريمة وعلاقة المحبط بالجماعات الإرهابية , وكيف يتعامل الإرهابي مع أحداث المجتمع . وهو اسهام بسيط في نشر المعلومة الصحيحة عن الجماعات الإرهابية , ونشراً للقيم الإنسانية ومبادئ التسامح الاجتماعي .