منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#53777
حوار شامل لرئيس ديوان رئيس الوزراء البحرينى الشيخ حسام بن عيسى آل خليفة
حول النهضة الاقتصادية والتنمية الشاملة التى تعيشها المملكة اليوم
نقلا عن جريدة اخبار الخليج البحرينية
يحار المرء كثيرًا عندما يكون الحديث عن قامة قيادية بوزن صاحب السمو الملكي الأمير «خليفة بن سلمان آل خليفة» رئيس الوزراء، ومن هنا تكمن أهمية التعرف على تلك التجربة الفريدة وهذه الجهود الجبارة لصاحب السمو الملكي الأمير «خليفة بن سلمان» وسياسات سموه التي توجت بما تشهده البحرين من نهضة اقتصادية وتنمية بشرية شهد لها العالم اجمع واعترف بفضل سموه فيها، فكان سموه محل اهتمام كبير من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسه منظمة الأمم المتحدة التي منحت سموه العديد من الجوائز الدولية تقديرًا لدور سموه التنموي في الساحتين المحلية والدولية.
وفي هذا الإطار، كان لـ «أخبار الخليج» هذا اللقاء المهم مع الشيخ «حسام بن عيسى بن خليفة آل خليفة» رئيس ديوان صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء.
} الشيخ حسام: نبدأ معكم من حيث انتهيتم من المشاركة ضمن وفد مملكة البحرين في المنتدى الحضري العالمي السادس الذي نظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية خلال الفترة من الاول إلى التاسع من سبتمبر الجاري في نابولي بإيطاليا. فما أهمية المشاركة في هذا المنتدى؟
مشاركة مملكة البحرين في المنتدى الحضري بمدينة نابولي كان لجملة من الأسباب وهي:
- حرص المملكة بصفة عامة على المشاركة في الفعاليات الدولية لما تمثله هذه الفعاليات من منابر مهمة لإيصال صوت المملكة والتعبير عما وصلت إليه من مستويات تقدم في مختلف المجالات،
- أن مملكة البحرين كانت من أوائل الدول في دعم جهود برنامج «الموئل» الخاص بأوضاع المدن، حيث انطلقت من أرضها النسخة العربية للتقرير العالمي عن «حالة مدن العالم ٢٠٠٨ ـ ٢٠٠٩ المدن المنسجمة».
} من المعروف أيضًا أن المنتدى الحضري العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية يحظى باهتمام بخاص من لدن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، فما هي أسباب هذا الاهتمام؟
- كلامك صحيح بالفعل، فصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء يولي اهتمامًا كبيرًا للمنتدى الحضري العالمي الذي ينظمه برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، ويحرص سموه دومًا على توجيه رسالة شاملة وجامعة للمنتدى والمشاركين فيه.
يضاف إلى ذلك أن لدى البحرين تجربة رائدة وفريدة في مجال التنمية البشرية أهلتها لأن تكون في صدارة تقارير التنمية البشرية إقليميًا ودوليًا لسنوات عدة متتالية، كما أنها تمكنت بفضل السياسات الحكيمة لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء من تحقيق غالبية أهداف الألفية الإنمائية، والتي على إثرها استحق سمو رئيس الوزراء وبجداره في سبتمبر ٢٠١٠ جائزة الامم المتحدة لعام ٢٠١٠ تقديرا لنجاح سموه في تحقيق الأهداف الانمائية وإقرارًا بمساهمات سموه في دفع وتنفيذ وتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأبرزها الجائزة التي وضعها سموه لدعم المبادرات التي نفذت على ارض الواقع في مجال التنمية الحضرية - «جائزة خليفة بن سلمان للمستوطنات البشرية.
} الشيخ حسام: التعرف على كيفية الوصول إلى هذه الإنجازات العملاقة التي تتحدث عن نفسها أمام العالم اليوم، ووفرت الثقة اللازمة لتكون المملكة عنصرًا فاعلاً في المجتمع الدولي ومنظماته؟
- إذا أردنا الحديث عما وصفته بالأرضية الصلبة وهو وصف دقيق لما حققه سمو رئيس الوزراء بالفعل من إنجازات ومكتسبات تنموية هائلة، فإن الحديث سيطول بنا كثيرًا، ولكني سأركز على نقاط محددة ترسم ذلك الطريق الشاق والصعب وتساعد في فهم كيفية الوصول إلى هذه الإنجازات. وأجمل حديثي هنا في ما يلي:
} وماذا بعد تحقيق الأمن وتوفير الاستقرار؟
- بعد أن ثبتت دعائم الأمن والاستقرار في ربوع البلاد، جاء دور التخطيط الجيد والرؤية الموضوعية الشاملة باعتبارهما شرطين لازمين لنجاح أي حكومة، وتجاوز التحديات الداخلية والخارجية والوصول إلى الأهداف الاستراتيجية.
- تبنى سمو رئيس الوزراء فلسفة عمل طموحة انطلقت من استراتيجية متكاملة للتنمية الشاملة التي تستهدف زيادة معدلات النمو الاقتصادي وتطوير الانشطة الاقتصادية والتجارية وفتح سوق البحرين أمام مختلف الاستثمارات المحلية والعربية والاجنبية وزيادة الدخل القومي وتوفير فرص العمل للمواطنين وتنويع القاعدة الانتاجية للاقتصاد الوطني.
- اعتمد الأمير «خليفة بن سلمان آل خليفة» في إحداث نقلة نوعية وتحقيق نهضة اقتصادية لمملكة البحرين على استراتيجية رئيسية هي تنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، فكان هذا هو الهدف الأساسي الذي جنّد سموه وسخر كل الإمكانات المتاحة لتحقيقه عبر مجموعة من الآليات والسياسات، ومنها تشجيع قطاع الصناعات التحويلية غير النفطية، إفساح المجال أمام القطاع الخاص ليقوم بدوره في دفع عجلة التنمية ورفع الإنتاجية والتنافسية، تطوير القطاع المالي والمصرفي والعمل على رفع أداء المؤسسات المالية والكوادر البشرية العاملة في هذا المجال بهدف تعزيز قدرات تلك المؤسسات على اجتذاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
} وماذا عن الجانب الاجتماعي في اهتمامات صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء؟
وقد ارتكزت رؤية سمو رئيس الوزراء في هذا الشأن على محاور رئيسية، وهي:
- وضع سياسة مستقرة ومتوازنة، وسياسات تتوافق مع البيئة البحرينية لزيادة العوائد التي يمكن تحقيقها من الموارد المتوافرة، والحفاظ عليها، بغية رفع وتيرة التنمية في البلاد إلى مستوى لم تحققه العديد من الدول الأخرى التي تملك موارد أكبر وأفضل من موارد المملكة.
- إيلاء قضية التميز وتطوير الأداء في الأجهزة الحكومية اهتماما خاصا، من أجل تقديم أفضل الخدمات إلى المواطنين، من خلال إنشاء مركز البحرين للتميز بهدف نشر وترسيخ وتعزيز التميز ثقافة وممارسة في مختلف القطاعات الحكومية والخاصة.
- تخفيف الأعباء على المواطنين ولاسيما الفئات ذات الدخل المحدود وذلك من خلال دعم السلع الرئيسية وتخصيص مبالغ تتزايد بصورة مستمرة لرفع مستويات الدخول وتطوير الكوادر الوظيفية لجميع الفئات.
- من الملاحظ أن سمو رئيس الوزراء يعمل حاليًا على الانتقال بهذه الأرضية الصلبة من الإنجازات والمكتسبات إلى الفضاء الخارجي. فما هو مغزى هذا التحرك من قبل سمو رئيس الوزراء وفي هذا التوقيت؟
بعد أن استقرت الأوضاع داخليًا إلى حد كبير وعودة الأمور إلى طبيعتها كان الأمر يتطلب الانتقال إلى هذا الخارج وذلك لأسباب كثيرة أهمها التداخل الشديد في عالم اليوم بصفة عامة بين الداخل والخارج، إضافة إلى أن الخارج نفسه كان أحد أسباب الأزمة التي مرت بها المملكة سواء بالدعم المباشر من قبل بعض الأطراف لدعاة الفتنة والفوضى أو من خلال تبني بعض الدول والمنظمات وجهات نظر الخارجين على القانون والاشتراك معهم في حملات إعلامية وحقوقية ظالمة كانت تهدف إلى تشويه صورة المملكة والإساءة إليها والتقليل من منجزاتها ومكتسباتها.
} هنا معالي الشيخ حسام، يثار تساؤل مهم عن الأدوات التي يعتمد عليها سمو رئيس الوزراء في هذا الانتقال المطلوب لمنجزات المملكة من الداخل للعالم الخارجي؟
- معك حق في ذلك، ولكن بفضل الله تمتلك المملكة الكثير من الآليات التي تساعد في نجاح مسعى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، حيث اعتمد سموه في ذلك على أدوات عدة وهي:
أولا: الأداة الدبلوماسية: والتي تتجلى في دعوة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مؤخرًا لسفراء المملكة إلى تسخير الإمكانيات كافة لإطلاع العالم على حقيقة الإنجازات الإصلاحية وعمل الحكومة الدؤوب لزيادة المكتسبات الإصلاحية، وبما حققته المملكة تشريعياً وعملياً على صعيد تكريس مبادئ حقوق الإنسان.
ثانيا: الأداة الحقوقية، والتي تتجسد في قرار صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة بإنشاء «لجنة تنسيقية عليا لحقوق الانسان»، تختص بالتنسيق مع الجهات الحكومية في جميع المسائل المتعلقة بحقوق الانسان.
} الشيخ حسام بن عيسى: نريد أن نعرف منكم موقع ومكانة «المواطن» لدى صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء، وخاصة أن سموه معروف عنه بأنه رجل المواطن الأول؟
- لعلي لا أكون مبالغًا في القول إن العامل الأساس في هذا النجاح الذي تحقق هو أن رئيس الوزراء جعل المواطن غاية التنمية ووسيلتها في آن معًا، فهو القصد منها وهو أيضًا وسيلتها، حيث حرص الأمير خليفة بن سلمان على أن تلبي خطط وبرامج الحكومة احتياجات المواطن وترتقي بمستوياته المعيشية وتوفر له حياة كريمة مستقرة وآمنة.
} نريد أن نتعرف أكثر على هذه النقطة تحديدًا لأهميتها الشديدة في ماضي وحاضر ومستقبل المملكة، فهل هناك من الآليات ما يضمن استمرار التواصل والتلاقي بين صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء والمواطنين؟
-اعتمد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء مجموعة من الأطر والآليات الضامنة لاستمرار التواصل والقرب من المواطنين، ومن أهمها المجلس الأسبوعي العام والذي هو في حقيقة الأمر مكانًا للالتقاء بجميع فئات الشعب والتعرف على جميع المشكلات، وساحة للحوار، ومنبرا لتبادل الأفكار، ومرجعًا لوضع الحلول الناجعة لجميع قضايا الوطن.
} وماذا عن البعد الخارجي لسياسة سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان، وما هي التوجهات الرئيسية لسموه في هذا المجال؟
- مملكة البحرين تتمتع ولله الحمد بعلاقات جيدة مع مختلف دول العالم، ومرد ذلك أساسًا هو التزام المملكة بقواعد العلاقات الدولية والأعراف والتقاليد الدبلوماسية وأهمها عدم التدخل في شؤون الغير ونظرتها إلى المجال الخارجي لكونه ميدانًا لزيادة مكتسبات جميع الشعوب والدول ومجالاً للتقارب والتعاون لا التنافس والتنابذ.
} ختامًا، الشيخ حسام بن عيسى، ما هي رؤيتكم وتوقعاتكم للمستقبل؟
- المستقبل في علم الغيب وبيد الله تعالى، ولكن بقراءة متمعنة وفاحصة لما حققته مملكة البحرين من إنجازات تنموية في ظل ما يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان من مبادرات تطويرية مستمرة وما يضعه سموه من برامج ومشروعات تنموية متواصلة، أقول بكل ثقة، إن المستقبل سيشهد بإذن الله مزيدا من الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار، وخاصة في ظل حرص سمو رئيس الوزراء على استكمال تنفيذ مرئيات حوار التوافق الوطني، إيمانًا من سموه بأن تلك المرئيات تعبير عن الإرادة الشعبية ونتاج لما توافقت عليه مختلف مكونات المجتمع وأطيافه وفئاته، فضلاً عن أنها تلتقي وتتوافق مع برنامج عمل الحكومة للفترة من ٢٠١١ -.٢٠١٤.
إن نظرة تحليلية لمرئيات حوار التوافق الوطني تؤدي بنا إلى نتيجة مفادها أن تلك المرئيات تعد استجابة لمتطلبات واحتياجات المواطن، ومن هنا كان اهتمام رئيس الوزراء بالتنفيذ الدقيق والمحكم لها باعتبارها الطريق الصحيح لاستكمال مسيرة التطوير وتحقيق الرخاء والازدهار. فعلي الصعيد السياسي، سيشهد المستقبل تفعيلا وتقوية للدور الذي تقوم به السلطة التشريعية وهي السلطة التي تعبر عن صوت المواطن وتقويتها يصب في صالحه. وعلى الصعيد الاقتصادي، خرج المشاركون في حوار التوافق الوطني بحزمة من السياسات التي من شأنها تعزيز تنافسية الاقتصاد البحريني. وعلى الصعيد الاجتماعي، خرج حوار التوافق الوطني بمجموعة من المرئيات التي سيكون لها عظيم الأثر في تقوية وترسيخ مؤسسات المجتمع المدني وتوفير أفضل الأجواء كي تنهض بدورها على أكمل وجه ممكن بوصفها أحد أهم دعائم الحياة الديمقراطية والارتقاء بحياة المواطنين.