- الثلاثاء مارس 10, 2009 11:04 am
#12342
التنين الصيني وأزمة بحر جنوب الصين
في وسط أجواء مفعمة بالتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية القطب المهيمن في النسق الدولي والقطب الواعد الصين وفى ظل السيناريو التقليدي لافتعال الأزمات بين الأقطاب المتناحرة وفى ظل المرحلة الراهنة إثر التحول تجاه تعدد القوى أثيرت أزمة بحر جنوب الصين .
معطيات الأزمة
أشارت بكين إلى إن سفينة أميركية بحرية دخلت أول أمس الأحد إلى مياهها الإقليمية مما استدعى تدخل وحدات البحرية لمتابعة الموقف.
وذكرت السفارة الصينية بواشنطن أن السفينة الأميركية قامت بأنشطة مراقبة غير مشروعة بالمنطقة الاقتصادية الصينية في بحر الصين الجنوبي.
وأصدرت السفارة بيانا طلبت فيه من الولايات المتحدة وقف ما سمتها جميع الأنشطة غير المشروعة في بحر جنوب الصين.
وقبل ذلك بساعات طالبت واشنطن من بكين احترام قواعد القانون البحري الدولي بعد محاولة خمس سفن صينية الاقتراب من السفينة الأميركية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن قدمت احتجاجا على الحادث إلى الحكومة الصينية. وأكد البيت الأبيض أن السفن الأميركية ستواصل الإبحار بالمياه الدولية في بحر جنوب الصين.
ووصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) سلوك البحرية الصينية بأنه "غير مبال وخطير".
مظاهر صعود التنين الصيني
يجمع الكثير من الباحثين على أن قيمة الدولة وقوتها فى المحيط الدولى تعتمد على عدد من العناصر المادية، والعناصر المعنوية، فعلى حين تناول الدكتور محمد طه بدوي في دراسته لقوة الدولة العوامل الطبيعية، والعوامل الاجتماعية. حيث تشمل الأولى على (المجال، السكان، الموارد الاقتصادية). وتشمل الثانية على (عنصري الوحدة الوطنية والقيادة السياسية). يرى الدكتور كاظم هاشم نعمة أن مقومات قوة الدولة تشمل نوعين من العوامل: عوامل أساسية، وتتضمن: الجغرافيا والحدود والموقع، المساحة، السكان، والمواد الأولية، والتقدم الصناعي. أما العوامل المساعدة: فتتمثل في التنظيمات السياسية والاجتماعية، والقيادة، ونظم الحكم.أما مصطفى كامل محمد فيرى أن مقومات القوة تتمثل في العنصر الجيوبوليتيكى من خلال الموقع الجغرافي للدولة (مساحتها، وحدودها السياسية)، وشكلها، وموارد ثروتها الاقتصادية وقوتها البشرية، وكذا القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والقوة السياسية، والإرادة القومية.ويرى على أحمد هارون أن العوامل المؤثرة في قوة الدولة هي عوامل طبيعية، وعوامل بشرية. وتشمل العوامل الطبيعية (الموقع، المناخ، وسطح الأرض، وشكل الدولة، المساحة، الأنهار) أما العوامل البشرية فتشمل (السكان، الدين، اللغة، المناخ، الجنس، التكوين الأثنوغرافي، الأقليات، النشاط الاقتصادي).
وإذا نظرنا إلى مصادر القوة الصينية لاتضح أن :-
أولا: مصادر القوة الاقتصادية
ساهمت الاصلاحات التي قامت بها الصين مند وفاة "ماوتسي تونغ" انطلاقا من سنة 1978 بتطور وتيرة النمو الاقتصادي في الصين، إذ بلغ الناتج الداخلي الخام حوالي 15766 مليار$ سنة 2004 ، وارتفع بذلك مؤشر النمو الاقتصادي الى حوالي 9،5 % وقد ساهم دلك في
- الرفع من معدل الدخل الفردي الصينية
- التقليص من نسبة الفقر
- حدوث اندماج كبير للاٍقتصاد الصيني في منظومة الاٍقتصاد العالمي بفعل نهج الصين لنظام الاٍقتصاد المختلط (اقتصاد السوق الاٍشتراكي( الذي يجمع بين النهج الاٍشتراكي والاٍنفتاح على الاٍقتصاد لرأسمالي.
كما أصبحت الصين تحتل مكانة مهمة داخل الاٍقتصاد العالمي، ذلك أن انفتاحها على السوق العالمية مكنها من استقطاب جزء آبير من الاستثمارات الخارجية (الرتبة 4 عالميا) هذا اٍلى جانب اٍرتفاع قيمة مداخيل الصادرات الصينية 361،3 مليار$، مما انعكس بشكل اٍيجابي على ناتجها الداخلي الخام، مما يبين مكانة الصين داخل الاٍقتصاد العالمي بجانب القوى الاٍقتصادية الكبرى في العالم.
ثانيا:القوة العسكرية
النمو الكبير للقدرات العسكرية الصينية التي جعلت الصين على مقربة من إعلان نفسها قوة عظمى. وفي إطار هذا الاهتمام يجيء التقرير المطول الذي أوردته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور حول نجاح الصين في تطوير أول طائرة مقاتلة صينية مائة في المائة.
يقول كاتب التقرير الصحفي بيتر فورد: إن الطائرة الصينية المقاتلة ذات الجسم الأملس (جيان 10) التي تم الإعلان عنها مؤخرا لم تكن مجرد طائرة نفاثة جديدة، بل تدشينا لمرحلة جديدة في تاريخ الصناعات العسكرية الصينية تضع فيه الصين نفسها بين كبريات الدول المنتجة للأسلحة في العالم.
وقد ابرز تقرير عن قلق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من القوة العسكرية المتنامية للصين ولا سيما في مجال الصواريخ البالستية البعيدة المدى وبسبب "عدم اعتماد بكين الشفافية" حول انفاقها العسكري.
وجاء في التقرير السنوي حول "القدرة العسكرية للصين" الذي قدمه البنتاغون الى الكونغرس الاميركي، بحسب ما نقلته فرانس برس: ان الصينيين يتبعون استراتيجية عسكرية "توسع حقل المعركة الحديثة بابعادها البرية والجوية والبحرية الى الفضاء.
واعرب البنتاغون عن قلقه من تطوير الصين صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات من طراز "دي اف-31 ايه" قادرة على اصابة اهداف في الولايات المتحدة ومن طرق "تجاوز انظمة الدفاع المضادة للصواريخ" في وقت تطور فيه واشنطن درعها المضادة للصواريخ.
واشار التقرير الى بناء الصينيين خمس غواصات جديدة من فئة "جين" القادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى من الجيل الجديد.
وذكر العسكريون الاميركيون ان التجربة التي قامت بها الصين في كانون الثاني/يناير لاختبار سلاح مضاد للاقمار الصناعية تمكن من تدمير قمر صناعي صيني قديم لرصد الاحوال الجوية "تظهر قدرة الصين على مهاجمة الاقمار الصناعية ذات المدار القريب من الارض".
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعرب امام الكونغرس في عن قلقه من دلالات هذه التجربة قائلا "ما قد يكون مقلقا اكثر من هذا النجاح التقني هو دلالاته بالنسبة الى الطموحات الاستراتيجية كيف ينوون (الصينيون) استخدام هذا النوع من الوسائل في حال نشوب نزاع وماهية عواقبه علينا".
وفي الاجمال يعتبر البنتاغون في تقريره ان "نمط وحجم تطور الجيش الصيني تزايد خلال السنوات الفائتة".
واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية "ان ازدياد القدرات العسكرية للقوات المسلحة الصينية عامل رئيسي في تغيير موازين القوى في شرق آسيا وان لتحسين القدرات الاستراتيجية الصينية تشعبات ابعد من منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وكشف التقرير ان بكين اعلنت انها رفعت موازنتها العسكرية للعام 2007 بنسبة 17,8 بالمئة لتصل الى 45 مليار دولار، غير ان جهاز الاستخبارات العسكرية الاميركية "دي آي اي" "قدر اجمالي الانفاق العسكري الصيني للعام 2007 بين 85 و125 مليار دولار".
ثالثا:القدرات السياسية
تتبع الصين سياسة القوة الناعمة، و وتعمد فى سياستها هذه إلى الإقناع بدلا من الإكراه، وتعظيم قدرتها على جذب الآخرين عبر وسائل عديدة، ثقافية ودبلوماسية واقتصادية، فضلا عن المشاركة في المنظمات المتعدية الجنسيات.
وعندما أطلق الكاتب الأمريكي "جوزيف ناي" مفهوم القوة الناعمة، فقد استخدم مفهوما أكثر تحديدا، مستبعدا الدبلوماسية الرسمية والاستثمار، وسائر أشكال التأثير التقليدية مثل القوة العسكرية، إلا أن الصين وجيرانها أوجدوا فكرة أوسع للقوة الناعمة في الإطار الآسيوي يشمل جميع المجالات -باستثناء المسائل الأمنية- بما فيها الاستثمار والمساعدات.
ويفتقر الرأي العام إلى الثقة في إمكانية أن ترسم الصين سياستها كقوة عظمى، إذ رأى ثلث المستطلع آرائهم في استطلاع أجرته مجموعة "هورزون" البحثية عام 1995 أن الولايات المتحدة هي أكبر قوة عالمية، بينما رأى 13% أن الصين هي القوة الأكثر نفوذا، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 40% في استطلاع أجرته نفس المجموعة بعد عام، ثم جاء عام 1997 ليكون علامة بارزة لظهور القوة الناعمة الصينية حينما رفضت تقليل قيمة عملتها على خلفية الأزمة المالية في أسواق آسيا.
ومنذ ذلك التاريخ (1997) بدأت الصين تستخدم بعض تطبيقات القوة الناعمة، حيث دشنت ما عرف باسم (إستراتيجية "توزيع المكاسب "win –win strategy") في سياستها الخارجية، وأعلنت أنها ترغب عبر ذلك إلى الاستماع للدول الأخرى بمنطقة جنوب شرقي آسيا، واتخذت مبادرات حقيقية بالتوقيع على اتفاقية "صداقة" مع دول شرق آسيا، كما ألزمت نفسها بالعمل على إيجاد طريقة للتعامل المرن في منطقة بحر الصين الجنوبي.
وتشمل عناصر الإستراتيجية الصينية بعض المكونات الأخرى أبرزها التركيز على الدول ذات العلاقة المضطربة مع الولايات المتحدة مثل الفلبين وكمبوديا، فقد عززت الصين علاقاتها مع رئيس الوزراء الكمبودي "هون شين" بالتزامن مع تدهور علاقاته مع واشنطن، وتتبع الصين أمرا مشابها خارج آسيا مثل علاقتها بالسودان وفنزويلا وأوزبكستان.
ولكي ندرك حقيقة ما حققته القوة المرنة الصينية من نجاح، لا بد من إدراك حالة التشابك بين الأهداف المتعددة للصين بمنطقة جنوب شرق آسيا، لا سيما تداخل الأهداف الأمنية مع كل الأهداف الأخرى وصعوبة الفصل بينها جميعا، فأحد الأهداف الصينية الرئيسة هي السلام في محيطها، الأمر الذي يتيح لاقتصادها أن ينمو كما يتيح فرصا لشركاتها الباحثة عن منافذ للتسويق، وربما ترغب الصين في امتلاك قواعد على طول ممرات بحر الصين وتهيمن على الممرات المائية والجزر في المنطقة خاصة بحر الصين الجنوبي، كما تريد تقليل النفوذ الياباني والتايواني.
ومن جانب آخر، ربما ترغب الصين في تحويل دفة النفوذ في منطقة جنوب شرق آسيا بعيدا عن أمريكا، إذ تسعى لتطبيق مبدأ "مونرو" الذي تتبعه الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية في إطار محيطها الإقليمي.
رابعا المؤهلات الطبيعية والبشرية:
1- المؤهلات الطبيعية:- تتنوع المجالات الطبيعية بالصين ويمكن التمييز فيها بين:
* المناطق المعتدلة: توجد بالشمال الشرقي حيث سهل منشوريا ونهر هوانغ هوا.
* المناطق الصحراوية القاحلة: وتمتد بالشمال والشمال الغربي (صحراء كوبي وصحراء طاكلامكان).
* المناطق الجبلية: تمتد بالجنوب والجنوب الغربي حيث جبال الهمالايا وهضبة التيبت.
* المناطق المدارية: تمتد بالجنوب الغربي للصين.
كما تتنوع استعمالات الأرض بالصين الغابات % 12.7 الأراضي الزراعية %10.7 المجالات الحضرية %7 المجالات المائية (%2. مجالات أخرى %4.9 والملاحظ أن % 62 من الأراضي بالصين تبقى غير مستغلة.
>>> نستنتج أن الأراضي بالصين بتنوعها تتيح فرصا كبيرة للاستغلال البشري،
يفسر تنوع مجالات استعمالات الأرض بتنوع المجالات الطبيعية(تضاريس،تربة،مناخ..)>>> التأثير طريقة تنظيم المجال.
الثروات الطبيعية:تزخر الصين بعدة ثروات طاقية ومعدنية مهمة
أ- مصادر الطاقة:
الفحم :تتوفر الصين على عدة مناجم لاستخراج الفحم الحجري بالنصف الغربي للبلاد.تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الفحم بإنتاج يبلغ 1740 مليون طن ( 2006 )
النفط والغاز: تحتل الصين مراتب متقدمة على الصعيد العالمي في إنتاج النفط (الرتبة 6 عالميا) والغاز ( م 16 عالميا) حيث تنتشر مناطق استخراجهما في مناطق متعددة في البلاد (أنظر الخريطة ص 212).كما تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج الكهرباء( 1640.5 كيلوات في الساعة)حيث تنتشر بالصين عدة مراكز لتوليد الطاقة الكهرومائية.
ب- المعادن: تحتل المرتبة 2 عالميا في إنتاج الحديد والرصاص و الأولى في إنتاج الزنك الثالثة في إنتاج الفوسفات والخامسة عالميا في إنتاج البوكسيت.
>>> نستنتج أن تنوع الموارد الطاقية والمعدنية بالصين يعتبر مؤهلا لقوة الإقتصاد الصيني.
2-المقومات البشرية:ارتفاع كبير في النمو الديمغرافي >>> ارتفاع في عدد السكان حيث تحتل الصين المرتبة 1 عالميا: (1.2881مليار نسمة) ( 2005 (
– يبلغ عدد سكان الصين 1288.1 مليون نسمة ويبلغ معدل النمو السكاني %0.65 أما معدل أمد الحياة فيبلغ 72 سنة ويتميز الهرم السكاني بـ (%69 من السكان أعمارهم بين 15 و 69 سنة) .
- يتواجد معظم سكان الصين بشرق البلاد حيث تتواجد مدن كبرى تتجاوز ساكنتها 5 مليون نسمة .
- تبقى نسبة الولادات (%12.9 ) مرتفعة بالنسبة للوفيات (%6.4) مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة النمو السكاني بالصين .
وفى المجمل فالصين وما تمتلكه من مقومات مادية كانت أو معنوية يتيح لها الفرصة السانحة للاضطلاع بدور قوى ومؤثر في المحيط الدولي.
إدارة الأزمة
مما سبق يتضح أن إدارة أزمة بحر جنوب الصين سوف تدار من خلال التحركات الدبلوماسية
سواء من قبل الطرف الصيني أو الأمريكي درءا أو تلافى لتداعياتها حيث الإدارة الرشيدة للأزمات يجب أن
تتحرك في إطار الإستراتيجية العامة للدولة وهذا يتطلب تحديد الأهداف الإستراتيجية والانتقائية من جراء إدارتها للأزمة
في وسط أجواء مفعمة بالتوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية القطب المهيمن في النسق الدولي والقطب الواعد الصين وفى ظل السيناريو التقليدي لافتعال الأزمات بين الأقطاب المتناحرة وفى ظل المرحلة الراهنة إثر التحول تجاه تعدد القوى أثيرت أزمة بحر جنوب الصين .
معطيات الأزمة
أشارت بكين إلى إن سفينة أميركية بحرية دخلت أول أمس الأحد إلى مياهها الإقليمية مما استدعى تدخل وحدات البحرية لمتابعة الموقف.
وذكرت السفارة الصينية بواشنطن أن السفينة الأميركية قامت بأنشطة مراقبة غير مشروعة بالمنطقة الاقتصادية الصينية في بحر الصين الجنوبي.
وأصدرت السفارة بيانا طلبت فيه من الولايات المتحدة وقف ما سمتها جميع الأنشطة غير المشروعة في بحر جنوب الصين.
وقبل ذلك بساعات طالبت واشنطن من بكين احترام قواعد القانون البحري الدولي بعد محاولة خمس سفن صينية الاقتراب من السفينة الأميركية.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية إن واشنطن قدمت احتجاجا على الحادث إلى الحكومة الصينية. وأكد البيت الأبيض أن السفن الأميركية ستواصل الإبحار بالمياه الدولية في بحر جنوب الصين.
ووصفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) سلوك البحرية الصينية بأنه "غير مبال وخطير".
مظاهر صعود التنين الصيني
يجمع الكثير من الباحثين على أن قيمة الدولة وقوتها فى المحيط الدولى تعتمد على عدد من العناصر المادية، والعناصر المعنوية، فعلى حين تناول الدكتور محمد طه بدوي في دراسته لقوة الدولة العوامل الطبيعية، والعوامل الاجتماعية. حيث تشمل الأولى على (المجال، السكان، الموارد الاقتصادية). وتشمل الثانية على (عنصري الوحدة الوطنية والقيادة السياسية). يرى الدكتور كاظم هاشم نعمة أن مقومات قوة الدولة تشمل نوعين من العوامل: عوامل أساسية، وتتضمن: الجغرافيا والحدود والموقع، المساحة، السكان، والمواد الأولية، والتقدم الصناعي. أما العوامل المساعدة: فتتمثل في التنظيمات السياسية والاجتماعية، والقيادة، ونظم الحكم.أما مصطفى كامل محمد فيرى أن مقومات القوة تتمثل في العنصر الجيوبوليتيكى من خلال الموقع الجغرافي للدولة (مساحتها، وحدودها السياسية)، وشكلها، وموارد ثروتها الاقتصادية وقوتها البشرية، وكذا القوة الاقتصادية، والقوة العسكرية، والقوة السياسية، والإرادة القومية.ويرى على أحمد هارون أن العوامل المؤثرة في قوة الدولة هي عوامل طبيعية، وعوامل بشرية. وتشمل العوامل الطبيعية (الموقع، المناخ، وسطح الأرض، وشكل الدولة، المساحة، الأنهار) أما العوامل البشرية فتشمل (السكان، الدين، اللغة، المناخ، الجنس، التكوين الأثنوغرافي، الأقليات، النشاط الاقتصادي).
وإذا نظرنا إلى مصادر القوة الصينية لاتضح أن :-
أولا: مصادر القوة الاقتصادية
ساهمت الاصلاحات التي قامت بها الصين مند وفاة "ماوتسي تونغ" انطلاقا من سنة 1978 بتطور وتيرة النمو الاقتصادي في الصين، إذ بلغ الناتج الداخلي الخام حوالي 15766 مليار$ سنة 2004 ، وارتفع بذلك مؤشر النمو الاقتصادي الى حوالي 9،5 % وقد ساهم دلك في
- الرفع من معدل الدخل الفردي الصينية
- التقليص من نسبة الفقر
- حدوث اندماج كبير للاٍقتصاد الصيني في منظومة الاٍقتصاد العالمي بفعل نهج الصين لنظام الاٍقتصاد المختلط (اقتصاد السوق الاٍشتراكي( الذي يجمع بين النهج الاٍشتراكي والاٍنفتاح على الاٍقتصاد لرأسمالي.
كما أصبحت الصين تحتل مكانة مهمة داخل الاٍقتصاد العالمي، ذلك أن انفتاحها على السوق العالمية مكنها من استقطاب جزء آبير من الاستثمارات الخارجية (الرتبة 4 عالميا) هذا اٍلى جانب اٍرتفاع قيمة مداخيل الصادرات الصينية 361،3 مليار$، مما انعكس بشكل اٍيجابي على ناتجها الداخلي الخام، مما يبين مكانة الصين داخل الاٍقتصاد العالمي بجانب القوى الاٍقتصادية الكبرى في العالم.
ثانيا:القوة العسكرية
النمو الكبير للقدرات العسكرية الصينية التي جعلت الصين على مقربة من إعلان نفسها قوة عظمى. وفي إطار هذا الاهتمام يجيء التقرير المطول الذي أوردته صحيفة كريستيان ساينس مونيتور حول نجاح الصين في تطوير أول طائرة مقاتلة صينية مائة في المائة.
يقول كاتب التقرير الصحفي بيتر فورد: إن الطائرة الصينية المقاتلة ذات الجسم الأملس (جيان 10) التي تم الإعلان عنها مؤخرا لم تكن مجرد طائرة نفاثة جديدة، بل تدشينا لمرحلة جديدة في تاريخ الصناعات العسكرية الصينية تضع فيه الصين نفسها بين كبريات الدول المنتجة للأسلحة في العالم.
وقد ابرز تقرير عن قلق وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) من القوة العسكرية المتنامية للصين ولا سيما في مجال الصواريخ البالستية البعيدة المدى وبسبب "عدم اعتماد بكين الشفافية" حول انفاقها العسكري.
وجاء في التقرير السنوي حول "القدرة العسكرية للصين" الذي قدمه البنتاغون الى الكونغرس الاميركي، بحسب ما نقلته فرانس برس: ان الصينيين يتبعون استراتيجية عسكرية "توسع حقل المعركة الحديثة بابعادها البرية والجوية والبحرية الى الفضاء.
واعرب البنتاغون عن قلقه من تطوير الصين صواريخ بالستية جديدة عابرة للقارات من طراز "دي اف-31 ايه" قادرة على اصابة اهداف في الولايات المتحدة ومن طرق "تجاوز انظمة الدفاع المضادة للصواريخ" في وقت تطور فيه واشنطن درعها المضادة للصواريخ.
واشار التقرير الى بناء الصينيين خمس غواصات جديدة من فئة "جين" القادرة على حمل صواريخ بعيدة المدى من الجيل الجديد.
وذكر العسكريون الاميركيون ان التجربة التي قامت بها الصين في كانون الثاني/يناير لاختبار سلاح مضاد للاقمار الصناعية تمكن من تدمير قمر صناعي صيني قديم لرصد الاحوال الجوية "تظهر قدرة الصين على مهاجمة الاقمار الصناعية ذات المدار القريب من الارض".
وكان وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس اعرب امام الكونغرس في عن قلقه من دلالات هذه التجربة قائلا "ما قد يكون مقلقا اكثر من هذا النجاح التقني هو دلالاته بالنسبة الى الطموحات الاستراتيجية كيف ينوون (الصينيون) استخدام هذا النوع من الوسائل في حال نشوب نزاع وماهية عواقبه علينا".
وفي الاجمال يعتبر البنتاغون في تقريره ان "نمط وحجم تطور الجيش الصيني تزايد خلال السنوات الفائتة".
واعتبرت وزارة الدفاع الاميركية "ان ازدياد القدرات العسكرية للقوات المسلحة الصينية عامل رئيسي في تغيير موازين القوى في شرق آسيا وان لتحسين القدرات الاستراتيجية الصينية تشعبات ابعد من منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
وكشف التقرير ان بكين اعلنت انها رفعت موازنتها العسكرية للعام 2007 بنسبة 17,8 بالمئة لتصل الى 45 مليار دولار، غير ان جهاز الاستخبارات العسكرية الاميركية "دي آي اي" "قدر اجمالي الانفاق العسكري الصيني للعام 2007 بين 85 و125 مليار دولار".
ثالثا:القدرات السياسية
تتبع الصين سياسة القوة الناعمة، و وتعمد فى سياستها هذه إلى الإقناع بدلا من الإكراه، وتعظيم قدرتها على جذب الآخرين عبر وسائل عديدة، ثقافية ودبلوماسية واقتصادية، فضلا عن المشاركة في المنظمات المتعدية الجنسيات.
وعندما أطلق الكاتب الأمريكي "جوزيف ناي" مفهوم القوة الناعمة، فقد استخدم مفهوما أكثر تحديدا، مستبعدا الدبلوماسية الرسمية والاستثمار، وسائر أشكال التأثير التقليدية مثل القوة العسكرية، إلا أن الصين وجيرانها أوجدوا فكرة أوسع للقوة الناعمة في الإطار الآسيوي يشمل جميع المجالات -باستثناء المسائل الأمنية- بما فيها الاستثمار والمساعدات.
ويفتقر الرأي العام إلى الثقة في إمكانية أن ترسم الصين سياستها كقوة عظمى، إذ رأى ثلث المستطلع آرائهم في استطلاع أجرته مجموعة "هورزون" البحثية عام 1995 أن الولايات المتحدة هي أكبر قوة عالمية، بينما رأى 13% أن الصين هي القوة الأكثر نفوذا، لكن هذه النسبة ارتفعت إلى 40% في استطلاع أجرته نفس المجموعة بعد عام، ثم جاء عام 1997 ليكون علامة بارزة لظهور القوة الناعمة الصينية حينما رفضت تقليل قيمة عملتها على خلفية الأزمة المالية في أسواق آسيا.
ومنذ ذلك التاريخ (1997) بدأت الصين تستخدم بعض تطبيقات القوة الناعمة، حيث دشنت ما عرف باسم (إستراتيجية "توزيع المكاسب "win –win strategy") في سياستها الخارجية، وأعلنت أنها ترغب عبر ذلك إلى الاستماع للدول الأخرى بمنطقة جنوب شرقي آسيا، واتخذت مبادرات حقيقية بالتوقيع على اتفاقية "صداقة" مع دول شرق آسيا، كما ألزمت نفسها بالعمل على إيجاد طريقة للتعامل المرن في منطقة بحر الصين الجنوبي.
وتشمل عناصر الإستراتيجية الصينية بعض المكونات الأخرى أبرزها التركيز على الدول ذات العلاقة المضطربة مع الولايات المتحدة مثل الفلبين وكمبوديا، فقد عززت الصين علاقاتها مع رئيس الوزراء الكمبودي "هون شين" بالتزامن مع تدهور علاقاته مع واشنطن، وتتبع الصين أمرا مشابها خارج آسيا مثل علاقتها بالسودان وفنزويلا وأوزبكستان.
ولكي ندرك حقيقة ما حققته القوة المرنة الصينية من نجاح، لا بد من إدراك حالة التشابك بين الأهداف المتعددة للصين بمنطقة جنوب شرق آسيا، لا سيما تداخل الأهداف الأمنية مع كل الأهداف الأخرى وصعوبة الفصل بينها جميعا، فأحد الأهداف الصينية الرئيسة هي السلام في محيطها، الأمر الذي يتيح لاقتصادها أن ينمو كما يتيح فرصا لشركاتها الباحثة عن منافذ للتسويق، وربما ترغب الصين في امتلاك قواعد على طول ممرات بحر الصين وتهيمن على الممرات المائية والجزر في المنطقة خاصة بحر الصين الجنوبي، كما تريد تقليل النفوذ الياباني والتايواني.
ومن جانب آخر، ربما ترغب الصين في تحويل دفة النفوذ في منطقة جنوب شرق آسيا بعيدا عن أمريكا، إذ تسعى لتطبيق مبدأ "مونرو" الذي تتبعه الولايات المتحدة في أمريكا الشمالية في إطار محيطها الإقليمي.
رابعا المؤهلات الطبيعية والبشرية:
1- المؤهلات الطبيعية:- تتنوع المجالات الطبيعية بالصين ويمكن التمييز فيها بين:
* المناطق المعتدلة: توجد بالشمال الشرقي حيث سهل منشوريا ونهر هوانغ هوا.
* المناطق الصحراوية القاحلة: وتمتد بالشمال والشمال الغربي (صحراء كوبي وصحراء طاكلامكان).
* المناطق الجبلية: تمتد بالجنوب والجنوب الغربي حيث جبال الهمالايا وهضبة التيبت.
* المناطق المدارية: تمتد بالجنوب الغربي للصين.
كما تتنوع استعمالات الأرض بالصين الغابات % 12.7 الأراضي الزراعية %10.7 المجالات الحضرية %7 المجالات المائية (%2. مجالات أخرى %4.9 والملاحظ أن % 62 من الأراضي بالصين تبقى غير مستغلة.
>>> نستنتج أن الأراضي بالصين بتنوعها تتيح فرصا كبيرة للاستغلال البشري،
يفسر تنوع مجالات استعمالات الأرض بتنوع المجالات الطبيعية(تضاريس،تربة،مناخ..)>>> التأثير طريقة تنظيم المجال.
الثروات الطبيعية:تزخر الصين بعدة ثروات طاقية ومعدنية مهمة
أ- مصادر الطاقة:
الفحم :تتوفر الصين على عدة مناجم لاستخراج الفحم الحجري بالنصف الغربي للبلاد.تحتل الصين المرتبة الأولى عالميا في إنتاج الفحم بإنتاج يبلغ 1740 مليون طن ( 2006 )
النفط والغاز: تحتل الصين مراتب متقدمة على الصعيد العالمي في إنتاج النفط (الرتبة 6 عالميا) والغاز ( م 16 عالميا) حيث تنتشر مناطق استخراجهما في مناطق متعددة في البلاد (أنظر الخريطة ص 212).كما تحتل المرتبة الثانية عالميا في إنتاج الكهرباء( 1640.5 كيلوات في الساعة)حيث تنتشر بالصين عدة مراكز لتوليد الطاقة الكهرومائية.
ب- المعادن: تحتل المرتبة 2 عالميا في إنتاج الحديد والرصاص و الأولى في إنتاج الزنك الثالثة في إنتاج الفوسفات والخامسة عالميا في إنتاج البوكسيت.
>>> نستنتج أن تنوع الموارد الطاقية والمعدنية بالصين يعتبر مؤهلا لقوة الإقتصاد الصيني.
2-المقومات البشرية:ارتفاع كبير في النمو الديمغرافي >>> ارتفاع في عدد السكان حيث تحتل الصين المرتبة 1 عالميا: (1.2881مليار نسمة) ( 2005 (
– يبلغ عدد سكان الصين 1288.1 مليون نسمة ويبلغ معدل النمو السكاني %0.65 أما معدل أمد الحياة فيبلغ 72 سنة ويتميز الهرم السكاني بـ (%69 من السكان أعمارهم بين 15 و 69 سنة) .
- يتواجد معظم سكان الصين بشرق البلاد حيث تتواجد مدن كبرى تتجاوز ساكنتها 5 مليون نسمة .
- تبقى نسبة الولادات (%12.9 ) مرتفعة بالنسبة للوفيات (%6.4) مما يؤدي إلى ارتفاع في نسبة النمو السكاني بالصين .
وفى المجمل فالصين وما تمتلكه من مقومات مادية كانت أو معنوية يتيح لها الفرصة السانحة للاضطلاع بدور قوى ومؤثر في المحيط الدولي.
إدارة الأزمة
مما سبق يتضح أن إدارة أزمة بحر جنوب الصين سوف تدار من خلال التحركات الدبلوماسية
سواء من قبل الطرف الصيني أو الأمريكي درءا أو تلافى لتداعياتها حيث الإدارة الرشيدة للأزمات يجب أن
تتحرك في إطار الإستراتيجية العامة للدولة وهذا يتطلب تحديد الأهداف الإستراتيجية والانتقائية من جراء إدارتها للأزمة
أنت تكتب ليس من أجل أن تثير أراء الأخرين ،،،،إنما تكتب كى تُفهم