منتديات الحوار الجامعية السياسية

فليقل كل كلمته
#54049
السياسه الخارجية الامريكية تجاه الصين

كتبهاعبد المالك تلي ، في 14 فبراير 2011 الساعة: 18:21 م



كتبهاbella mohammed ، في 5 أغسطس 2008الساعة: 13:48 م
علينا ان نوضح بداية مدى غرابةالسياسه التي تتبعها الولايات المتحدة تجاه الصين فهي وان كانت تبدو ظاهريا وكانها ذات نوايا حسنه ولكنهافي الواقع ليست استراتيجيه علي المدى الطويل وانما هي تكتيك تفرضه الظروف وانالهدف الاستراتيجى سيظل تقسيم واحتواء الصين
وينبغي علينا ان نشيرايضا الي انهلايوجد اتجاه واحد داخل النخبه الامريكيه سواء (سياسيون ، اقتصاديون ،مفكرون ،…. الخ ) تجاه الصينفهناك اتجاهين ..
الاتجاه الاول : يرى ان الصين عدو قائم او قادم ويعارضونسياسة المهادنه التى تتبعها الولايات المتحدة مع الصين والتى ستجعل منالصين اقوى ، وبمساعدة امريكا نفسها ستصبح الصين قوه مهدده للولاياتالمتحده ولذلك فهم يرون ان انجح طريقه هو استعداء الصين او رسمها كعدو
وانعلى صانعى القرارفي الولايات المتحدة ان يدركوا ان الصين هي اكبر مهدد للامن القومي الامريكي .
وفينفس الاطار يدعو الكاتب ماريوفي كتابه الصراع القادم مع الصين يدعوفيهالى تقوية التحالف العسكري مع اليابان ودول اخرىفي منطقة اسيا – الباسفيكويرى كذلك ان نمط الايدولوجيا سيبقى عائقاامام تطوير العلاقاتالامريكية الصينية .
اما الاتجاه الاخر: فيريانه ليس من مصلحة امريكا معاملة الصين كعدو (عامل الصين كعدو تصبح عدو) ويفضلون ضمها داخل النظام العالمى عبر اساليب ترغيبيه مثل (الانضمام اليمنظمة التجارة العالميه ،الاستثمار داخل الصين، الاعتراف بالدور الاقليميالصينيفي منطقة اسيا ) وهكذا تتمكن الولايات المتحدة من منع الصين من تهديد المصالحالامريكية .
وهذا لا يمنع من استخدام بعض الاساليبالترهيبيه ( كفرض عقوبات تجاريه واثارة قضايا حقوق الانسان والحرياتالدينيه) كلما دعت الضرورة
واذا عدنا للوراء قليلا… ومنذ دخولالصينيون الشيوعيون شنغهاي واعلان جمهورية الصين الشعبيه وقد نظرت الولاياتالمتحدة لذلك باعتباره تهديدا للمصالح الوطنيةالامريكية
ومن هنا بدات قصة العداء بين البلدينفي اوائل الخمسينات ، ففيعام 1950 وقعت الصين تحالفا عسكريا مع الاتحاد السوفيتيالعدواللدود للولايات المتحدة وكذلكعندما بدأت الحرب الكوريةفي وقت لاحق من ذلك العام، وجدت الولاياتالمتحدة نفسها سريعا تقاتل الصينيينفي ساحات المعارك.
ولكن الموقف تغير قليلافي الستينات عندما بات الانقسام واضحا بين الصين والاتحاد السوفيتيوذلك لعدة اسباب لعل من اهما هو تخاذل الاتحاد السوفيتيفي مساعدة الصين من اجل امتلاك اسلحة نوويه .
ومن هنا استسعت الفجوة بينالصين والاتحاد السوفيتيوفينفس الوقت ظهر التقارب بين الصين والولايات المتحدةفي مواقف كثيره حول عدد من القضاياكما وجدتا مصالحهمافي التحالف ضد الاتحاد السوفيتيودخلتافي ما يمكن اعتباره تحالفا محدودا .
وعلينا ان نوضح ان العلاقاتالامريكية الصينية لا تسير علي وتيرة واحدة ولكنها متأرجحه بين التعاون والصراع ومنثم علينا توضيح
أبرز محدداتالعلاقات الصينية الأمريكية[1]
1-المحدد الاول يتجسدفي( فكرة الاحتياج الإستراتيجي)، وتعنى ان كلا الطرفينيحتاج الطرف الأخر وان اختلف معه وربما يفسر هذا الأمر مستوى التعاون بعدكل خلاف تشهده علاقات البلدين.
2- يتمثل المحدد الثانيفي سيطرة المنظور أو الفكر الواقعي فى إدارة كل طرف لعلاقاته مع الطرف الأخروذلك من خلال التركيز على اعتبارات الرشادةفي إدارة العلاقات الدولية دون الرغبةفي تقديم أية تنازلات.
3 - أما المحدد الثالثفيتمثلفي تأثير العوامل الداخلية على العلاقات الصينية- الأمريكية ، إذ يبرز دورالإعلام والكونجرس الأمريكي وكذلك جماعات حقوق الإنسانفي الضغط على الإدارات الأمريكية لدفعها لاتباع سياسة متشددة تجاه الصين. ومنذلك دور الكونجرسفي التأثير على القيادات الأمريكيةفيمايتعلق بقضايا حقوق الإنسانفي الصين.
ومما سبق يتضح ان الولاياتالمتحدة تنظر إلى الصين على أنها عائق لهافي مواجهةالطموح الأمريكيفي الهيمنة على الشئون العالمية.
ومنثم تحاولعرقلة وتقويض الصعود الصيني وتحجيم الدور الصينيالعالمي من خلال فرض العقوبات والضغط على الصينفي قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وتايوان، وكذلك العمل على دعم التحالفالأمريكي مع القوى الأخرفي آسيا، ومحاولة بسط النفوذ الأمريكي فى المجال الحيوي للتحرك الصيني (آسيا)، مع التأكيد على أن الولايات المتحدة لا تهدف إلى تدمير أو تفكيكالصين إذ تدرك أن تحقيق هذا الأمر ليس بالأمر البسيط كما أنهفي حال تحقيقه فإن النتائج التي تترتب عليه ستكون بالغة الخطورة.
تطورالسياسة الخارجية الامريكيه تجاه الصين
اذا ما نظرنا الى فترة الرئيس كلينتوننجدها من اكثر الفترات دفئافي العلاقاتالامريكية [2]الصينية، إذ حرص كلينتون على بث روح جديدة من خلال عقد عدة تفاهماتواتفاقات مع الصين مثل اتفاقية الاولويةفي التجارة وتبني مفهوم الشراكة الاستراتيجية .
ولم تخرج السياسة الامريكية تجاه الصين عن هذا المنوال في عهد بوش الابن، حيث التقي بوش في اكثر من مرة بنظيره الصيني ، فضلا عن زيارات متبادلة لمسئولين صينيين وامريكان ، وهو ما دفع البعض الى القول ان العلاقات بين الطرفين تتمتع بفرص لتحقيق مزيد من النمو
ويبدو ان احداث 11 سبتمبر كان لها تاثير كبير في حرص الادارة الامريكية في عدم اثارة الصين في الوقت الحالي ، لذا فان الولايات المتحدة دعمت بشدة دخول الصين الى منظمة التجارة العالمية كما وضعت انفصالي تركمستان الشرقية والتي تطالب بمنح الاقليم حق تقرير المصير في لائحة المنظمات الارهابيه.
حقيقة العلاقات الامريكية الصينية
علي الرغم من الخلافات العميقة بين البلدين من حيث النظام السياسي ومسائل حقوق الانسان وحظر اسلحة الدمار الشامل ،الا ان الولايات المتحدة تحاول تجاهل كل هذه الاختلافات في سبيل استمرار التعاون وتسعي الولايات المتحدة الي اقامة علاقات بناءة مع الصين في المجالات التي تشترك فيها مصالحهما مثل( مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وشبه الجزيره الكوريه ومخاطر الصحة والبيئة ) واكدا على اهمية العلاقات التجارية بين البلدين فالصين تعتبر الشريك الرابع للولايات المتحدة حيث بلغ حجم التجارة بين البلدين نحو مائة مليار دولار امريكي
وعلينا الاشارة الي ان الصين تتخوف من التحالف الامني الامريكي الياباني – الاسيوي[3] بوصفه يستهدف اساسا الصين ، ومن اكثر القضايا المثيرة للخلافات بينهما هي قضية تايوان حيث تعد تايوان حجر عثر امام اي محاولة تقدم متين بين البلدين فبمجرد اثارة القضية التايوانية تتأزم العلاقة بينهما ويري عدد من المسؤلين الصينين والمهتمين ان هناك غرض اساس للافعال الامريكية تجاه تايوان والتبيت وهو محاولة زرع بذور التفتيت في الصين ، وقد اثار عرض مشروع قانون التفويض المالي لوزارتي الدفاع والخارجية لعام 2003 في الكونغرس حفيظة الصينين حيث تضمن مشروعي القرار على بنود تقترح فيها زيادة مبيعات الاسلحة الى تايوان ويطلب من الرئيس بوش ان يبيع اربع مدمرات من طراز كيد الى تايوان وهو ما دفع لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني الصيني الى اصدار بيان ندد فيها بما جاء من بنود اذا ما اقرت والتي من شأنها ان تعيد العلاقات بين البلدين الى الوراء بخطوات .
مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية[4]
يمكن القول إن مستقبل العلاقات بين البلدين لم يعد محكوما فقط بالمصالح التجارية والاقتصادية بين البلدين أو بالإستراتيجية العسكرية والأمنية لهما؛ ففي كل الأحوال يستطيع الطرفان تحقيق قدر ما من التوازن في مجمل هذه العلاقات في العقود الثلاثة المقبلة رغم الافتقار إلى الثقة المتبادلة على الصعيد السياسي بعد أن تمكنا من إحداث تطوير إيجابي نسبي في علاقتهما معا وهو ظهر في زيارة الرئيس الصيني للولايات المتحدة مؤخرا.
ومن ثم فإن العامل الإضافي المستحدث في علاقات البلدين، وهو لعب كل طرف على وتيرة الداخل لدى الطرف الآخر، وهو محور التجاذب القادم بين الدولتين. فالمحافظون الجدد في واشنطن يثيرون دوما مشكلات القوميات والأديان وحقوق الإنسان وتايوان، وتوجد قوة دفع ضخمة تضطلع بالتسلل الديني داخل الصين، وسعي حثيث للتأثير الأيديولوجي والثقافي، وغيرها من المشكلات الداخلية بالصين. والصينيون يقابلون ذلك بمحاربة التغريب وبقدر لا بأس به من الانفتاح المنظم والاحتماء بشعار الوطنية الصينية.
كذلك يلعبون على وتر الخلافات الداخلية مثلا بين رجال الأعمال الأمريكيين واتحادات العمال ومناهضي العولمة[5]
كما حاول الأمريكيون استغلال الحالة الصحية المتردية للزعيم دينغ عام 1996، وتحريك مشكلة وراثته بين القوى السياسية والحزبية والعسكرية، وراهنوا على انفجار صراع السلطة الدموي بعد وفاته، وعلى توليد صراعات عسكرية وسياسية وعرقية وطائفية.. لكن تلك الوفاة عام 1997 لم تفجر خلافات على السلطة بين أنصاره، ولا عطلت مسيرة الإصلاحات، ولا عرقلت التطور الاقتصادي والعسكري للصين الحديثة، وتمكن (زعيم الحزب) جيانغ زيمين من السيطرة على الموقف والحفاظ على الأمن الوطني والاستقرار السياسي، بل إنه نجح في استكمال خطة عودة جزيرة هونج كونج إلى الوطن رغم المناورات والمراوغات البريطانية.
وبذلك سقط الرهان الأمريكي على تفكك القيادة المركزية الصينية تحت وطأة الصراع على السلطة واضطرت الإدارة الأمريكية إلى الاعتراف بفشل سياستها العدائية تجاه الصين واقتضت الواقعية السياسية الأمريكية أن تعيد النظر في الاستراتيجية الأمريكية تجاه بكين، فاندفع التقارب بين البلدين بوتيرة متسارعة مع استمرار المخاوف من الأخطار التي تمثلها تنامي القوة الصينية (عسكريا واقتصاديا ومناطق نفوذ) على مصالح واشنطن في زمن زيمين (الذي أعطى أولوية خاصة لتطوير القوة العسكرية الاستراتيجية للصين).
وتراجعت تهديدات واشنطن واشتراطاتها السابقة على تطبيع العلاقات مع بكين عبر الزيارة التاريخية التي قام بها زيمين في أكتوبر 1997 حيث اعترف كلينتون صراحة خلال تلك الزيارة أن مستقبل العالم وتطوره في القرن الجديد يتحدد وبدرجة كبيرة وفقا للتطورات والسياسات الصينية، لذلك كان الاهتمام الأمريكي بالزعيم الصيني كبيرًا ولافتًا، وكان جدول الأعمال واسعًا ومتشعبًا، وكانت النتائج مثمرة وإيجابية، وبالتالي، لم يكن غريبًا أن يقطع الطرفان بسرعة فائقة المسافة بين التطبيع والشراكة حيث مثلت الزيارات المتبادلة اللاحقة تكريسا لشعار الشريك الآسيوي الأكبر، الذي أكده الرئيس كلينتون خلال زيارته لبكين.
وبالتالي فانمستقبل المصالح الأمريكية مرتبط باستقرار آسيا، واستقرار آسيا مرتبط بدور الصين الإقليمي، ودور الصين لا يمكن ضبطه والتحكم فيه إلا بتوثيق العلاقات معها، ومن ثم فإن الدور الصيني ـ من وجهة النظر الأمريكيةـ يتحرك في الإطار التالي:
التنسيق لوقف انتشار الأسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية، ويمهد لهذا الدور، ما حدث من انتقال تدريجي من كون الصين إحدى كبريات الدول المصدرة لتقنيات هذه الأسلحة، إلى دولة تنضم للعديد من معاهدات وقف انتشارها، وأوقفت مساعداتها النووية لكل من إيران وباكستان أو على الأقل تناور بها في ظل بيئة دولية مراوغة.
وخلاصة القول: إن هذا المزيج من المنافسة والتعاون في الشئون الخارجية والإستراتيجية في علاقة الصين بالولايات المتحدة قد أصبح نسيجا واحدا من التنافس في استغلال الوضع الداخلي؛ وهو الأمر الذي يحول العلاقات فيما بعد إلى صراع للأيديولوجيا، ويزيد حدة التناقض بين الطرفين سواء اتفقا أو اختلفا حول القضايا الإقليمية والدولية.
نظرة استنتاجيه حول العلاقات الامريكية الصينية
من كل ماسبق نستنتجانالعلاقاتالامريكية الصينية تسير وفق معادلة مركبة مكونة من عناصرمتآلفة ومتناقضة يحكمها قانون المنفعة ، لذا فمن الممكن توقع الاسوء بنفسالدرجة التي يمكنفيهاتوقع الافضل ويبدو ان المشهدالمستقبلي لتلك العلاقة تبعا لذلك هو مزيج من الصراع والتعاون.[6]
ويمكننا القول ايضاان العلاقات الأمريكية الصينية ذات طبيعة مركبة من عدة عناصر:[7]
الأولى: الحرص الأمريكي على علاقة شراكة مع قوة كبرىصاعدة.
الثانية: الحرص الأمريكي على منع اليابانوبلدان آسيا المجاورة من التعاون المفتوح مع بكين.
الثالث: الحرص الأمريكي على إبقاء التطور والنفوذ الأمريكي الصيني تحت المراقبةالأمريكية الدائمة



--------------------------------------------------------------------------------

[1] http://arabic.peopledaily.com.cn/200301 ... 60727.html

[2]د.باسل حسين،مقارباتفي العلاقاتالأمريكية الصينية،http://www.alarabnews.com/alshaab/GIF/1 ... /Basel.htm
[3]Pang Zhong Ying ،إلقاء ضوءعلى توجهالسياسةالأمريكية، 2006-09-13، http://arabsino.cafa.org.cn/news/2006/0 ... 66449.html
[4]ابراهيم غالي،أمريكا والصين.. تنافسبين قومية ووطنية، الأحد. مايو. 14, 2006، http://www.islamonline.net/servlet/Sate ... FNWALayout
[5]د. عمرو عبد الكريم، مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية، 14/9/1427،http://www.almoslim.net/node/85818

[6]د.باسل حسين،مقارباتفي العلاقات الأمريكية الصينية،مرجع سابق
[7]د. عمرو عبد الكريم، مستقبل العلاقات الأمريكية الصينية، 14/9/1427،مرجع سابق