صفحة 1 من 1

الحملة الصليبية الثانية

مرسل: الأربعاء أكتوبر 03, 2012 1:10 pm
بواسطة عبدالرحمن العتيبي101
الحملة الصليبية الثانية كانت ثاني حملة صليبية رئيسية تنطلق من أوروبا، دُعي إليها عام 1145 كرد فعل على سقوط مملكة الرها في العام الذي سبق. حيث كانت الرها (إديسا) أول مملكة صليبية تقام خلال الحملة الصليبية الأولى (1096 - 1099) وكانت أول مملكة تسقط كذلك. دعا إلى الحملة الثانية البابا إيجين الثالث، وكانت أول حملة يقودها ملوك أوروبا، وهم لويس السابع ملك فرنسا، وكونراد الثالث ملك ألمانيا، وبمساعدة عدد من نبلاء أوروبا البارزين. تحركت جيوش الملكين كل على حدة في أوروبا، وأخرهم بعض الشيء الإمبراطور البيزنطي مانويل كومينوس؛ وبعد عبور الجيوش المناطق البيزنطية من الأناضول، هُزم كلا الجيشين على يد السلاجقة، كل على حدة. ووصل كل من لويس وكونراد وشراذم جيوشهما إلى القدس عام1148 م، وهناك اتبعوا نصيحة اتضح أنها سيئة بالهجوم على دمشق، حيث فشل الصليبيون فشلاً ذريعاً.
كانت الحملة الصليبية الثانية إلى الشرق فشلاً كبيراً للصليبيين، ونصرا للدويلات الإسلامية. وأدت نتائجها إلى استرجاع المسلمين للقدس، وقيام الحملة الصليبية الثالثة في نهاية القرن الثاني عشر الميلادي بعد سلسلة من الأحداث في الشام.
كان النصر الصليبي الوحيد في تلك الحملة على الجانب الآخر من البحر الأبيض المتوسط، حيث توقفت سفن الصليبيين الإنجليز أثناء عبورهم للبحر قرب لشبونة مصادفة، فساعدوا جنود قشتالة في السيطرة عليها عام 1147 م. وفي تلك الأثناء، في أوروبا الشرقية، كانت أولى الحملات الصليبية الشمالية لتحويل القبائل الوثنية للمسيحية قد بدأت، واستمرت تلك الحملات بعد ذلك لقرون.
كان حماس الغرب الأوربي قد فتر بعد استيلاء الصليبيين على بيت المقدس، لذا فهو بحاجة إلى صدمة تنفخ فيه روح الحماس من جديد، فشكل سقوط مملكة الرها التي جاءت بمثابة كارثة حقيقية هي الصدمة المطلوبة . فقد وصل أنباء سقوطها إلى أوروبا على يد الحجاج المسيحيين في 1145 الذين كانوا يحجون إلى الرها كمجمع للكنائس ومكان مقدس، ثم أكد تلك الأنباء مبعوثين من أنطاكية والقدس وأرمينيا. وكان الأسقف هيو من دوقية جبلة في أنطاكية هو الذي أوصل الخبر إلى البابا أيوجينيوس الثالث والذي أصدر مرسوما باباويا في 1 كانون الأول/ديسمبر من ذلك العام يدعو فيه إلى حملة صليبية ثانية.[7] كما أخبر الأسقف هيو البابا عن المملكة المسيحية الشرقية، وكان يأمل بأنه سينجد الدويلات الصليبية في الشرق. لم يكن لأيوجينيوس السلطة على روما، وعاش في منطقة فيتربو, ولكن مع ذلك، كانت الحملة الثانية أكثر تنظيما وأكثر مركزية من الحملة الأولى. كان البابا يوافق على واعظين محددين، وقيدت الجيوش من قبل أقوى ملوك أوروبا. وكان خط مسير الجيوش مخططاً مسبقاً. في البداية تم إغفال هذه التخطيطات. وكان الملك لويس السابع ملك فرنسا يخطط لحملة صليبية جديدة بشكل مستقل عن الباباوية، الأمر الذي أعلنه لمجلسه في عيد الميلاد. ولكن لعل المرسوم لم يكن قد وصل إلى لويس بعد! وفي كل الأحوال فإن رئيس الدير سوجر ونبلاء آخرون لم يكونوا في صف خطط لويس. فاستشار لويس برنارد من كليرفو، والذي بدوره وجهه إلى البابا أيوجينيوس. وهنا أصبح لويس يعرف بشأن المرسوم بلا شك، وأصبح أيوجينيوس داعما متحمسا لحملة لويس. تم إعادة إصدار المرسوم في 1 مارس 1146، وخوّل البابا أيوجينيوس برنارد رئيس دير كليرفو أن يعظ وينشر الخبر في أنحاء فرنسا.