صفحة 1 من 1

أفلاطون

مرسل: الخميس أكتوبر 04, 2012 1:18 pm
بواسطة عبدالاله الغنامي 1
أفلاطون
بيئته ونشأته :


هو فيلسوف يوناني ولد 427 ق . م , لأسره أرستقراطيه , فكان بحكم مولده هذا شديد التطلع إلى الحكم ,
وقد حاول محاولات عديدة في هذا الصدد باءت كلها بالفشل فصدم في الواقع , ثم كانت صدمته الثانية عندما قامت حكومة أثينا بإعدام سقراط الذي كان يمثل لأفلاطون أستاذه ومثله الأعلى وأرجح الرجال عقلا في زمنه .
ونظرا لهذه الصدمات وغيرها أنصرف أفلاطون عن الواقع واتجه بفكره إلى عالم الروح
فيقول : " لا حقيقة في العالم المادي المحسوس ( عالم الواقع ) وإنما الحقيقة هي من شان عالم الروح السابق على عالم المادة (الميتافيزيقا ) "
وقد زار أفلاطون بلاد الشام ,حيث ازدهرت الحضارة الفينيقية في زمنه , وانتشرت ديانة التوحيد
وعلى الرغم من انه ابن حضارة وثنيه فقد قال : " إنه ثم إلها واحدا أبدع الكون وخلق البشر وألهمهم القيم "
وقد توفي أفلاطون 347 ق . م

منهجه


يعتبر أفلاطون رائد المنهج الفلسفي المثالي ، ويمثل فكره نموذجا لمنهج فلسفي مثالي , يبدأ عملية المعرفة من مقدمات ميتافيزيقية ، ثم يدخل عليها سلسلة من عمليات الاستنباط ، مستهدفا الكشف عما يجب أن يكون عليه المجتمع حتى يكون مثاليا فاضلا .
فكره السياسي
قدم أفلاطون ثلاث محاورات ( بمعنى كتاب بلغة السؤال والجواب ) في مجال الفكر السياسي ومن خلال مدرسته المعروفة بالأكاديمية ، وتتمثل هذه المحاورات في : 1) الجمهورية 2) والسياسي3) والقوانين .


محاورة الجمهورية


أسس أفلاطون مدينته الفاضلة ارتباطا بمسلمتين هما :
1)الفضيلة هي المعرفة .
2)تقسيم العمل هو أنسب السبل لنجاح الحياة الاجتماعية ( للرجل الواحد وظيفة واحدة).
وبنا المدينة هذه على منوال جسم الإنسان معتبرا أن هذا الجسم هو خلق مثالي لأن الله هو الذي خلقه ، وبالتالي فقد خلقه على فضيلة ومثالية ، والإنسان في تصور أفلاطون هو ذكاء وطاقة وأعضاء ، وبناء عليه فإن المدينة الفاضلة يجب في رأيه أن تتكون من ثلاث طبقات هي الفلاسفة(تقابل الذكاء في جسم الإنسان) والمحاربون (تقابل الطاقة في جسم الإنسان) والحرفيون(تقابل الأعضاء في جسم الإنسان) .
ثم يقسم أفلاطون العمل بين الطبقات الثلاث :
أما الحرفيون فوظيفتهم هي القيام بعملية الإنتاج لمد أفراد المدينة بما يلزم من غذاء وملبس.
وأما المحاربون فتنحصر وظيفتهم في الدفاع عن أرض المدينة, ( الاحتراف العسكري) لا يحق لهم التدخل في أمور السياسة والحكم .
أما الفلاسفة (ونظرا لأن الفضيلة هي المعرفة) فوظيفتهم الحكم ، لأنهم هم الحكماء القادرون بعقولهم الراجحة على الوصول بسفينة المدينة إلى بر الأمان ، فيقول :"على الفلاسفة أن يكونوا ملوكا ، وعلى الملوك أن يكونوا فلاسفة " ، ويقول كذلك : " لن ترى المدن (أي الدول) خيرا ما لم يصبح الفلاسفة ملوكا أو يتشبع ملوك هذه الدنيا بروح الفلسفة" ، وعلى ذلك فإن أمثل أشكال الحكومات عند أفلاطون هي (حكومة الفلاسفة)، وهي حكومة مطلقة لا تتقيد بأي قانون ، لأن تقييد الفلاسفة بقانون يعني وضع قيود على إبداعهم وعبقريتهم وعقولهم المستنيرة . فالقانون في رأي أفلاطون هو( كالرجل الأحمق الذي لا يغير رأيه مطلقا مهما كان خاطئا) .
وبالنسبة للكيانين الاقتصادي والاجتماعي للمدينة ظهر في محاورة الجمهورية ما يعرف بشيوعية أفلاطون حيث رفض أفلاطون نظام الملكية الخاصة لأنها تصرف الناس عن الاهتمام بالصالح العام فلا يهتمون إلا بممتلكاتهم . كما رفض أفلاطون نظام الأسرة لأنه سيشغل الناس بأبنائهم وزوجاتهم عن الآخرين من أبناء المدينة .وهكذا جاءت أفكار أفلاطون في محاورة الجمهورية بعيدة عن الواقع محلقة في عالم الخيال.