صفحة 1 من 1

موقف الشيوعيين من الأديان والإسلام

مرسل: السبت أكتوبر 13, 2012 6:06 pm
بواسطة مهنا السياري 381
موقف الشيوعيين من الأديان والإسلام


أما عن موقف الشيوعيين من الأديان والإسلام

فحدث عنه ولا حرج، وحسبك أن ترجع – أيها الداعية – إلى أي مرجع من مراجع الماركسية، أو إلى أي قول من أقوال دعاتهم، فتجد الكفر البواح، والإلحاد السافر، والحقد الدفين، بل تجد الثورة الكبرى على الله، والأديان، والإسلام..

وإليك طرفاً من لافتاتهم الآثمة، وشعاراتهم الكافرة المعروفة لدى كل إنسان:

"لا إله في الكون، والحياة مادة".

"الدين أفيون الشعوب".

"الأنبياء لصوص كذابون".

"الله، والأديان، والرأسمالية، والإقطاع.. ما هي إلا دمىً محنطة في متاحف التاريخ..".

لقد هاجمت بعض الصحف العالمية مرة موجة الإلحاد في الاتحاد السوفيتي، وقالت: إن هذا شيء مجانب للحق والحقيقة، ومخالف لفطرة النفس الإنسانية، ومناقض لقانون السبب والسببية، فردت عليها صحيفة "برافدا" الناطقة بلسان الجزب الشيوعي وقالت:

.. ومن قال إننا لا نؤمن بشيء؟ إن من يقول ذلك يتجنى علينا، ولا يعرف حقيقة وضعنا.. نحن نؤمن بثلاثة أشياء: (كارل ماركس – لينين – ستالين).

ونكفر بثلاثة أشياء: (الله – الدين – الملكية الخاصة)[1].

ذلك قولهم بأفواههم يضاهؤون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون؟!!.



أما موقف الشيوعية من الإسلام

فهو أدهى وأعظم وأمر.. ذلك لأن رجال الفكر الشيوعي يعلمون علماً أكيداً أن في الإسلام قوة دفع حضارية، وطاقة انتشار عالمية.. وأن في أنظمته خاصية شمول، وطابع تجدد، وميزة ثقة، وسمة يسر وبساطة، وحقيقة استمرار وخلود..

لذا اتفقت كلمة الشيوعيين، ومن قبلهم كلمة اليهود والصليبيين.. على محاربة الدعوة الإسلامية، والطعن بمبادئها، والنيل من نبيها، وتشويه سمعة دعاتها.. حتى ينشأ الجيل المجانب للحق، المنسلخ عن الإسلام، التائه في بيداء الإلحاد والإباحية..

وإذا أردت – أخي الداعية – أن تعرف موقف الشيوعية من الإسلام فاقرأ ما جاء في "الوثائق السرية الخطيرة" التي نشرتها مجلة "كلمة الحق" في شهر المحرم سنة (1387 هـ)، الموافق شهر نيسان سنة (1967 م)، وقد أعده الشيوعيون في "موسكو"، وقدموه لعبيدهم المسخرين في أحد بلدان الشرق المسلم لينفذوه بدقة وإحكام.

وها نحن أولاء ننقل من مجلة "كلمة الحق" بعض ما يحويه المخطط الشيوعي لضرب الإسلام في دياره.

تقول الوثيقة:

(برغم مرور خمسين عاماً على الاشتراكية في الاتحاد السوفيتي، وبرغم الضربات العنيفة التي وجهتها أضخم قوة اشتراكية في العالم إلى الإسلام.. فإن الرفاق الذين يراقبون حركة الدين في الاتحاد السوفيتي صرحوا: "إننا نواجه في الاتحاد السوفيتي تحديات داخلية في المناطق الإسلامية، وكأن مبادئ "لينين" لم تتشربها دماء المسلمين".

وبرغم القوى اليقظة التي تحارب الدين، فإن الإسلام ما يزال يرسل إشعاعاً، وما يزال يتفجر بالقوة، بدليل أن الملايين من الجيل الجديد في المناطق الإسلامية، يعتنقون الإسلام ويجاهرون بتعاليمه مع أن قادة الحزب ومفكري المذهب لا يغيب عنهم يقظة الإسلام في المناطق الإسلامية بالاتحاد السوفيتي..)

وتقول الوثيقة:

(ومن هذا المخطط: أن يتخذ الإسلام نفسه أداة لهدم الإسلام نفسه، وقررنا ما يلي:

1- مهادنة الإسلام لتتم الغلبة عليه، والمهادنة لأجل.. حتى نضمن أيضاً السيطرة، ونجتذب الشعوب العربية للاشتراكية.

2- تشويه سمعة رجال الدين، والحكام المتدينين، واتهامهم بالعمالة للاستعمار والصهيونية.

3- تعميم دراسة الاشتراكية في جميع المعاهد والكليات والمدارس في جميع المراحل.. ومزاحمة الإسلام ومحاصرته حتى لا يصبح قوة تهدد الاشتراكية..).

وتقول الوثيقة:

الحيلولة دون قيام حركات دينية في البلاد مهما كان شأنها ضعيفاً، والعمل الدائم بيقظة لمحو أي انبعاث ديني، والضرب بعنف لا رحمة فيه لكل من يدعو إلى الدين ولو أدى إلى الموت.

تشجيع الكتّاب الملحدين، وإعطاؤهم الحرية كلها في مهاجمة الدين، والضمير الديني، والتّركيز في الأذهان على أن الإسلام انتهى عصره، وأن هذا هو الواقع، ولم يبق منه اليوم إلا العبادات الشكلية التي هي الصوم، والصلاة، والحج، وعقود الزواج والطلاق، وسنخضع هذه العقود للنظم الاشتراكية.

قطع الروابط الدينية بين الشعوب قطعاً تاماً، وإحلال الرابطة الاشتراكية محل الرابطة الإسلامية التي هي أكبر خطر على اشتراكيتنا العلمية.

إن فصم الروابط الدينية، ومحو الدين لا يتمان بهدم المساجد والكنائس؛ لأن الدين يكمن في الضمير، والمعابد مظهر من مظاهر الدين الخارجية، والمطلوب هو هدم الضمير الديني، ولم يصبح صعباً هدم الدين في ضمير المؤمنين به بعد أن نجحنا في جعل السيطرة والحكم والسيادة للاشتراكية.. ونجحنا في نشر ما يهدم مِنَ القصص، والمسرحيات، والمحاضرات، والصحف، والأخبار، والمؤلفات.. التي تروّج للإلحاد، وتدعو إليه، وتهزأ بالدين ورجاله، وتدعو للعلم وحده، وجعله الإله المسيطر.

خداع الجماهير بأن نزعم لهم أن المسيح اشتراكي، فهو فقير، ومن أسرة فقيرة، وأتباعه فقراء كادحون، ودعا إلى محاربة الأغنياء..

ونقول عن محمد صلى الله عليه وسلم: إنه إمام الاشتراكيين، فهو فقير، وتبعه الفقراء، وحارب الأغنياء المحتكرين، والإقطاعيين، والمرابين، وثار عليهم..

وعلى هذا النحو يجب أن نصوّر الأنبياء والرسل، ونبعد القداسات الروحية، والوحي. والمعجزات عنهم بقدر الإمكان، لنجعلهم بشراً عاديين حتى يسهل علينا القضاء على الهالة التي أوجدوها لأنفسهم، وأوجدها لهم أتباعهم المهوّسون).

وتقول الوثيقة:

نشر الأفكار الإلحادية، بل نشر كل فكرة تضعف الشعور الديني، والعقيدة الدينية، وزعزعة الثقة في رجال الدين في كل قطر إسلامي.

الإعلان بأن الاشتراكيين يؤمنون بالدين الصحيح لا بالدين الزائف الذي يعتنقه الناس لجهلهم، والدين الصحيح هو الاشتراكية، والدين الزائف هو الأفيون الذي يخدر الشعوب..

وإلصاق كل عيوب الدراويش، وخطايا رجال الدين بالدين نفسه، وترويج الإلحاد، وإثبات أن الدين خرافة، والخرافة تكمن في الدين الزائف لا الدين الصحيح الذي هو الاشتراكية.

تسمية الإسلام الذي تؤيده الاشتراكية لبلوغ مأربها، وتحقيق غاياتها بالدين الصحيح، والدين الثوري، والدين المتطور، ودين المستقبل.. حتى يتم تجريد الإسلام الذي جاء به – محمد صلى الله عليه وسلم – من خصائصه ومعالمه. والاحتفاظ منه بالاسم فقط، لأن العرب إلا القليل منهم مسلمون بطبيعتهم، فليكونوا الآن مسلمين اسماً، اشتراكيين فعلاً، حتى يذوب الإسلام لفظاً كما ذاب معنى..

أخذنا بتعاليم "لينين"، ووصيته بأن يكون الحزب الاشتراكي خصماً عنيداً للدين، ويحارب فكرته في المنتظر لما بعد الموت، بالفردوس الذي تحققه الاشتراكية العلمية التي تحقق العدالة الاجتماعية، وإذا وجد من الضروري مهادنة الدين وتأييده وجب أن تكون المهادنة لأجل، والتأييد بحذر، على أن يستخدم التأييد والمهادنة لمحو الدين...)[2]

هذا غيض من فيض مما تنفثه الشيوعية من حقد وتآمر على الإسلام.. واستئصال شأفة المسلمين، وطمس منار الهداية الإسلامية في الأرض.. ?ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين? [سورة الأنفال: 30].

?يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون? [سورة التوبة: 32].