صفحة 1 من 1

غيرت سياستي ولم اغير عقيدتي

مرسل: الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 12:31 am
بواسطة مهند المالكي 81
غيرت سياستي و لم أغير عقيدتي !


عقيدة بلا رؤية سياسية :

لقد عشت عمري، لا أرى العمل بالسياسة الديمقراطية العلمانية إلا كفراً بواحاً ،عندي فيه من الله برهان ! فما كانت السياسة إلا تشريعا ًمن دون الله ، و ما كانت السياسة إلا حرباً على شرع الله ! فما السياسة إلا ديمقراطية ؛ و ما الديمقراطية إلا تغليب لحكم الأغلبية على الأقلية ، بدستور لهم شرعوه، و من عند أهوائهم بعيداً عن شريعة ربهم ابتدعوه ! فالسلطة و التشريع والحكم في هذه السياسة من أهواء البشر ،لا من عند الله ! و ما السياسة الديمقراطية إلا شرعة علمانية ، يتم بها فصل الدين عن الدولة ! و ما كانت هذه السياسة الديمقراطية إلا ولاءا للكافرين ، وتوليا عن شرع رب العالمين ! فها هي معاهداتهم مع اليهود والصليبيين، لا تحمل إلا ذلاً لشعوبنا، و خضوعاً لأعداء ربنا ! و ها هي السياسة الديمقراطية تقودها أمريكا واليهود خارجياً ،
وينفذها عملائهم من الطواغيت داخلياً ! قهراً لشعوبهم بالسلاح ؛ و كذباً باسم الديمقراطية ! وها هي سياسة و ديمقراطية الصناديق المزورة قد رأيناها! والمشاركات الإسلامية المبررة عايشناها ! ضحكاً على البسطاء و تمويها على الحكماء ! و ما السياسة الديمقراطية التي عايشناها إلا اعتقالات للموحدين الربانيين ، وبطشاً بالدعاة المخلصين !
من أجل ذلك ! ....كفرت بالمشاركات السياسية الديمقراطية! قناعة مني بكفرها (أي الديمقراطية ) وكفرمن يعتقد صدقها وحسنها. فما هي إلا تشريع من دون الله و حرباً على أولياء الله .
و من أجل ذلك ، أجرم من أعتقد كفرها ، و التزم خوضها ! (المعنى غير واضح ) فما كانت مشاركات بعض الإسلاميين في زمن الكافرين المسيطرين، إلا عبثاً و تثبيتاً للمفاهيم العلمانية السياسية باسم الديمقراطية؛ حتى لو قصدوا غير ذلك ! فضلوا وأضلوا عن سواء السبيل! و من أجل ذلك ، فضلت أن أكون صاحب عقيدة بلا رؤية سياسية!

سياسة بلا رؤية عقدية :

لقد تبني العمل بالسياسة العلمانية باسم السياسة الديمقراطية قبل الثورات العربية فريقان: فريق آمن بها ديناً وشرعةً و طريقاً للنجاة ، من العلمانيين والليبراليين و من شايعهم من عُباد الدرهم والدينار! فاشتغلوا بالسياسة بلا ديانة إسلامية ؛ بل أعلنوا وصرحوا بفصل الدين عن الدولة بلا مواربة، ولا يحتاج لإثبات حكمهم في الدين إلى دليل! و فريق آخر كفر بالعلمانية والليبرالية ولم يؤمن بها ، ولكن اشتغل تحت عباءتهم بسياستهم متأولاً ، أنه يذب عن المسلمين ، و أنه على ثغر من الدين ! فتنازلوا عن كثير من الثوابت الشرعية ، و خاضوا في المصطلحات الأرضية وتركوا المصطلحات الشرعية ؛ فتاهوا في أدغال الديمقراطية العلمانية و لم نحصد منها إلا شرا! فكان طريقهم سياسة بلا رؤية عقدية !



عقيدة برؤية سياسية!
لماذا غيرت قناعتي؟!
لقد منَّ الله على الأمة الإسلامية في منطقتها العربية ، بأن أراد الله لها الحياة والنهضة من كبوتها ، فلم يكن لجهة أو فئة أو جماعة أو فصيل ما بعينه فضل على الأمة في قيام ثوراتها ؛ ولا يتجرأ أحد أن ينسب الفضل له ؛ (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) يونس آية 58. فكم هي الفرحة ، بل الدهشة ، التي أذهلت حتى الدعاة ، لأنهم كانوا لا يتوقعون هذا السقوط المدوي للكفر وآلته! فكأن الله سبحانه وتعالى ، يقول لنا بعد سقوط الطغاة ، ماذا أنتم فاعلون؟!

فغيّر الله الواقع لنا، فتغير المناط ،الذي هو الوصف المؤثر في حكم المشاركات السياسية في الواقع الديمقراطي العلماني ،ليتغير تبعاً لذلك الحكم !

فأصبحنا أمام واقع جديد ، بوصف جديد للمناط ،الذي يؤثر في حكم المشاركات السياسية . فلقد سقط الدستور الحاكم بغير شرع الله ، و لقد سقط الطاغوت الحاكم بغير أمر الله، و لقد أذل الله آلة الطغيان من وزارة إرهاب الدولة ، ففتحت السجون ، و انتعشت الشعوب ، وتنسمت رحيق الحرية ؛ و طاش عقل القوى الأمريكية
والصهيونية ؛ فانهارت كل مخططاتهم و سقطت كل حساباتهم ؛ فأصبحوا بلا عملاء مخضرمين ؛ فسعوا بالنفاق محتارين لاستقطاب عملاء جدد غير مدربين ؛و ما هم بفالحين !
فأصبحت الساحة المصرية أمام فراغ دستوري وسياسي ، فتصارع على الساحة عملاء جدد غير مخضرمين من الليبراليين والعلمانيين ،أمام فئة من الإسلاميين ؛ فإما أن يترك الإسلاميون الساحة فارغة أمام أعداء الشريعة ،ليمسكوا زمامها بغير شرعنا ، أو ننازلهم في الساحة لفرض أمر ربنا وسنة نبينا! فنحن أمام أمرين لا ثالث لهما :
إما أن نترك الفراغ لغيرنا ليتسلطوا على رقابنا وينحوا شرعنا الذي هو روحنا وحياتنا ؛ أو ندفعهم مدافعة الصايل ؛ لحماية روحنا التي هي عقيدتنا و شرعنا ، و حماية أعراضنا وأموالنا ؛ فما كان إلا الخيار الثاني وهو دفع الصايل ، الذي هو عدو شريعة ربنا و سنة نبينا! فليس من الفقة في الدين تقديم رقابنا لأعداء ديننا!
و لكن حذري و محذوري، من مداهنتهم في كفرهم و تبني مصطلحا تهم ،إرضاء لإعلامهم أو ترسيخاً لمفاهيمهم ؛ بل هناك محاذير قبل المسوغات للمشاركات!
محاذيير!

· إخفاء عقيدتنا و شريعتنا، التي هي روحنا وحياتنا، في مواجهة العلمانيين والليبراليين ،لهو من أكبر المحاذير في المشاركات السياسية بعد الثورة.
· الظهور الغير إسلامي في الإعلام للإسلاميين، باستخدام المصطلحات العلمانية و الديمقراطية المموهة التي تلبس على العامة أمر دينها.
· إقناع عامة الشعب من المسلمين، أن لهم الخيار بين الشريعة الإسلامية وغيرها، كما لهم الخيار بين المسلمين وغيرهم، وأن ذلك من الحرية والديمقراطية. فهذا ترغيب للأمة لاختيار الكفر بديلاً عن الإسلام ! فلابد أن تعلم الأمة أنه لا خيار لها غير الدين ، لأن النجاة بالدين ليس بسواه!
· التنافس بين الإسلاميين، سواء كانوا أفرادا أو أحزابا، على الانتماء أو الجماعة
والتناحر على السلطة،لهو من التحزب والتشيع المذموم. فالحذر من أن تعمل في إطار الانتماء الخاص لحزبها وأن يكون ولاء العاملين بالسياسة لطائفتهم وليس للمسلمين كافة!

مسوغات للعمل السياسي !


· كما ذكرنا سلفاً أن فراغ الساحة من تسلط الطغيان المتمثل في الدستور و الطواغيت و آلاتهم ،من البرلمان و رجاله ، والحزب الوثني المخرب و نوابه،
ومؤشرات الضعف و الارتباك والسقوط الإمبريالي الأمريكي ، وتكالب الليبراليين والعلمانيين ووقوفهم صفاَ في خندق حرب الشريعة؛
فكان لزاما على أهل الحق التصدي لهم وملئ هذا الفراغ ودفع هذا الزحف العلماني الليبرالي بشروط منها :
· لا مانع من تعدد وتنوع المشاركات الإسلامية السياسية لملئ الفراغ، بشرط وحدة الهدف العقدي المنهج الإسلامي.
· الخروج من محدودية المقاصد الإنتمائية الفرعية إلى أفق المقاصد الشرعية الإسلامية.
· تقديم الولاء العام للمسلمين على الولاء الخاص للحزب.
· الحفاظ على الهوية والعقيدة الإسلامية جملة وتفصيلاً، عقيدة السلف الصالح ، عقيدة أهل السنة والجماعة.
· الإلتفاف حول علماء الأمة و عدم الإفتئات عليهم .
· الطرح الإسلامي للتشريع والحكم والسلطة والسياسة لا لغيره!

و الله أسأل أن يوفق المسلمين للإجتماع والعمل بشرع ربنا وسنة نبينا ،
و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين