ســوريــا..!
مرسل: الثلاثاء أكتوبر 16, 2012 10:12 pm
لم يكن في وارد اي سوري ماحصل ويحصل اليوم على ارض سوريا. فلم يعد امام العقل الكثير من مساحات للتفكير امام هذا الخراب والتدمير المنهجي لكل ماكان بعقولنا سوري جميل.
لا يمكن التصور وبأي شكل مدى وحجم الإنتقام الذي بثته فيديوهات اليوتوب حول رمي الناس من اسطح البنايات، او ذبح احد السوريين بكل دم بارد بالسكين، او اخراج رجلاً من صندوق السيارة، ثم اطلاق النار عليه، وافراغ رشاشات بجثته.
لن نبرر لاحد ، لن نبرر فعل القتل من اي طرف. فما يحدث اليوم في سورية، قد يخرج اويخرج عن اطار هذا المجتمع. بفعل جهلنا اولاً به اوبفعل التدخلات الخارجية والإصرار على استخدام كافة الوسائل المتاحة وغير المتاحة لتدمير منهجي لكل البنى المادية والإنسانية للمجتمع السوري.
هل سوريا الحقيقية هي مايحدث اليوم على الأرض من فعل العنف والقتل والدماء والخراب والدمار وتشويه كل قيمة إنسانية بأي شعار كان.
إن مايحدث في سورية اليوم اكبر من تصوراتنا كلها، لقد كتبنا وبأكثر من مقال على صحفات الأنترنيت وعلى مواقع متعددة عدة مقالات بعنوان : سوريا في خطر وحذّرنا من اخطار ثلاثة:
تقويض الدولة، وهذا حاصل اليوم
وحرب اهلية سورية، وهذا مارأيناه في حمص اكثر من غيره بين بعض الأحياء، وما حصل من تهجير لأكثر من مليون حمصي.
وحذرنا من تقسيم سوريا؟ وهذا هو الرهان الأخير، خاصة بعد تحذير امريكا لإيران من تشكيل مليشيات مسلحة للدفاع عن النظام مقابل الجيش الحر وتنظيمات القاعدة.
كنا نطرح ومازالنا الحوار للخروج من الأزمة السورية، لكن المعارضة رفضت ولم يعد لها اي تأثير فيما يحدث على الأرض.
والأمر اصبح في معادلات دولية. لابل بتوقع عالم جديد، يبدا من دمار الوطن السوري الجريح ..
وطن يجرع اهله كأس الموت على ارضه كلها، اهلنا
اهلنا .. هل من عاقل يسمع؟
******
وقف النزيف.. اولاً !
اصيبت حياة السوريين بالدهشة. وتباعد من كان يلتقي مع الأخر، وحل التوتر والعصبية مكان اللقاء وما كنا نعتقد انه ”التسامح السوري المميز في بلاد العرب اوطاني“. واصبح الحوار حدياً وعصبياً لا بل تطور مرّات بين الأخوة والأصدقاء والأحباء إلى حوار تجاوز كل المعايير التي كنا ندّعيها. وانقلب الحوار من حوار حول الرأي والفكرة، وحق اي إنسان بهما، إلى حوار تقييم واتهامات ، وفهم او عدمه، ووعي او غيابه، وحوار اشباه المثقفين، ”على الأقل بالشأن السياسي“، حيث ان كل سوري سياسي بالفطرة. هذا مايقال وندّعيه.
تطورت المأساة السورية، ليس داخل الوطن السوري فقط، بل خارجها، وبين افراد ومكونات جاليتنا هنا في كندا. فمنهم من اصطف نهائياً إلى جانب الإحتجاجات، ومنهم من رفض ذلك وبقي في صف النظام، ومنهم من رفض النظام وسلوكه ورفض الإحتجاجات وادواتها المسلحة ايضاً.
من كان على مستوى سطح الماء في كل وعيه وعلمه وثقافته، تحول إلى نشاطات اخرى، كونه كان مسترزقاً ونقمة على السوريين في حياتهم الإغترابية، وقفز إلى استرزاق مادي تافه ايضاً، وإن سألته كيف يتم ذلك، ينسلخ عن سوريته وألام الشعب السوري ومايحدث في ماكان يدّعي انه وطنه وشعبه، لتكتشف انه كان كنقطة الزئبق التي تطوف في اية بيئة تجد مرتعاً لها. لكنها بالتأكيد ، لم يكن لها علاقة باي قيمة لها علاقة بما يسمّى وطنية او سورية او جالية. بل فردية بدائية محملة بالغرائز ، وغير قادرة على محاكاة او فهم او وعي اية قيمة إنسانية تخرج عن دائرة مصالحها.
بالمقابل، تتصل ببعض الأصدقاء، وتقّدر حالتهم ومشاعر الحزن والألم والمعاناة، لا بل وصل الأمر لدى البعض إلى حالات من الإكئتاب والقلق المتقطع او المزمن، يصبيهم بين الحين والأخر، بسبب مايحدث من قتل وموت ودمار وبسبب فظاعة الأحداث التي تتسارع بشكل مرعب.
على الطرف الأخير، مازال بعض من كان على الهامش في كل مما يحمل من ادعاءات بالثقافة او السياسة او الوطنية، قد دخل مرحلة من التماهي المنافق في ايدلوجيات كان ينظر إليها في الماضي من وجهة نظر محايدة او علمانية، او بمعايير اولية على الأقل على انها مناقضة لطبيعة المجتمع السوري على مستوى السياسة. تراه قد دخل في متاهة من الحلم والذاتية والأنانية بفضاءات لاعلاقة لها بواقع مايحدث وما سيحدث للوطن والشعب السوري كله.
نعم تباعد السوريون عن لغة الحوار، لا بل هرب البعض من شاشات التلفزة ومن متابعة الأخبار والصور المرعبة بالقتل والذبح واطلاق الرصاص، او التدمير الناتج عن المواجهات اليومية بالأسلحة المتنوعة حتى الطائرات. لإنه وبرأيه لايرى إلا نفقاً اسوداً، تعانق صوره تلك الصور القاتمة والمرعبة من مدن حمص واحيائها المدّمرة، وكناشها وجوامعها، او مدن ادلب واعزار وحلب.
تباعد السوريين في وجهات نظرهم، بدون النظر إلى مجتمع جديد اسمه كندا، بتساؤل يحق لنا ان نطرحه عليهم، ماذا علمتكم كندا؟ وهل حاول البعض دراسة هذا المجتمع الحضاري والإنساني الراقي، والذي اعتبر ومازال من افضل دول العالم؟
ماذا علمتنا كندا، والعيش المسالم لاكثر من 90 جنسية احتوتها وجنستها، وتسامحت معها في كل المعايير. هذه المعايير التي ترفض الدخول إلى عقول السوريين وبعض العرب.
الا يحق لنا السؤال عن : إلى متى سنبقى في دوائر الإيديولوجيات التي لم تثبت وعبر التاريخ الإنساني كله انها الحل الأمثل للعيش المشترك لمجموعة من البشر مختلفين في اصولهم وعقائدهم واديانهم او جنسهم؟
لماذا لايرغب الإنسان ان يمارس دور العقل الأساس في اي تطور إنساني وبشري عبر هذا التاريخ الهائل من تعاقب وتناوب الحضارات؟
إلى متى سيبقى السوريين يقتتلون فيما بينهم من اجل سلطة سياسية، اسمها سلطة الشيطان؟
إن نرتقي، ونوقف النزيف، اسئلة غامضة في مستنقع الموت السوري، وكأسه السوداء.
لا يمكن التصور وبأي شكل مدى وحجم الإنتقام الذي بثته فيديوهات اليوتوب حول رمي الناس من اسطح البنايات، او ذبح احد السوريين بكل دم بارد بالسكين، او اخراج رجلاً من صندوق السيارة، ثم اطلاق النار عليه، وافراغ رشاشات بجثته.
لن نبرر لاحد ، لن نبرر فعل القتل من اي طرف. فما يحدث اليوم في سورية، قد يخرج اويخرج عن اطار هذا المجتمع. بفعل جهلنا اولاً به اوبفعل التدخلات الخارجية والإصرار على استخدام كافة الوسائل المتاحة وغير المتاحة لتدمير منهجي لكل البنى المادية والإنسانية للمجتمع السوري.
هل سوريا الحقيقية هي مايحدث اليوم على الأرض من فعل العنف والقتل والدماء والخراب والدمار وتشويه كل قيمة إنسانية بأي شعار كان.
إن مايحدث في سورية اليوم اكبر من تصوراتنا كلها، لقد كتبنا وبأكثر من مقال على صحفات الأنترنيت وعلى مواقع متعددة عدة مقالات بعنوان : سوريا في خطر وحذّرنا من اخطار ثلاثة:
تقويض الدولة، وهذا حاصل اليوم
وحرب اهلية سورية، وهذا مارأيناه في حمص اكثر من غيره بين بعض الأحياء، وما حصل من تهجير لأكثر من مليون حمصي.
وحذرنا من تقسيم سوريا؟ وهذا هو الرهان الأخير، خاصة بعد تحذير امريكا لإيران من تشكيل مليشيات مسلحة للدفاع عن النظام مقابل الجيش الحر وتنظيمات القاعدة.
كنا نطرح ومازالنا الحوار للخروج من الأزمة السورية، لكن المعارضة رفضت ولم يعد لها اي تأثير فيما يحدث على الأرض.
والأمر اصبح في معادلات دولية. لابل بتوقع عالم جديد، يبدا من دمار الوطن السوري الجريح ..
وطن يجرع اهله كأس الموت على ارضه كلها، اهلنا
اهلنا .. هل من عاقل يسمع؟
******
وقف النزيف.. اولاً !
اصيبت حياة السوريين بالدهشة. وتباعد من كان يلتقي مع الأخر، وحل التوتر والعصبية مكان اللقاء وما كنا نعتقد انه ”التسامح السوري المميز في بلاد العرب اوطاني“. واصبح الحوار حدياً وعصبياً لا بل تطور مرّات بين الأخوة والأصدقاء والأحباء إلى حوار تجاوز كل المعايير التي كنا ندّعيها. وانقلب الحوار من حوار حول الرأي والفكرة، وحق اي إنسان بهما، إلى حوار تقييم واتهامات ، وفهم او عدمه، ووعي او غيابه، وحوار اشباه المثقفين، ”على الأقل بالشأن السياسي“، حيث ان كل سوري سياسي بالفطرة. هذا مايقال وندّعيه.
تطورت المأساة السورية، ليس داخل الوطن السوري فقط، بل خارجها، وبين افراد ومكونات جاليتنا هنا في كندا. فمنهم من اصطف نهائياً إلى جانب الإحتجاجات، ومنهم من رفض ذلك وبقي في صف النظام، ومنهم من رفض النظام وسلوكه ورفض الإحتجاجات وادواتها المسلحة ايضاً.
من كان على مستوى سطح الماء في كل وعيه وعلمه وثقافته، تحول إلى نشاطات اخرى، كونه كان مسترزقاً ونقمة على السوريين في حياتهم الإغترابية، وقفز إلى استرزاق مادي تافه ايضاً، وإن سألته كيف يتم ذلك، ينسلخ عن سوريته وألام الشعب السوري ومايحدث في ماكان يدّعي انه وطنه وشعبه، لتكتشف انه كان كنقطة الزئبق التي تطوف في اية بيئة تجد مرتعاً لها. لكنها بالتأكيد ، لم يكن لها علاقة باي قيمة لها علاقة بما يسمّى وطنية او سورية او جالية. بل فردية بدائية محملة بالغرائز ، وغير قادرة على محاكاة او فهم او وعي اية قيمة إنسانية تخرج عن دائرة مصالحها.
بالمقابل، تتصل ببعض الأصدقاء، وتقّدر حالتهم ومشاعر الحزن والألم والمعاناة، لا بل وصل الأمر لدى البعض إلى حالات من الإكئتاب والقلق المتقطع او المزمن، يصبيهم بين الحين والأخر، بسبب مايحدث من قتل وموت ودمار وبسبب فظاعة الأحداث التي تتسارع بشكل مرعب.
على الطرف الأخير، مازال بعض من كان على الهامش في كل مما يحمل من ادعاءات بالثقافة او السياسة او الوطنية، قد دخل مرحلة من التماهي المنافق في ايدلوجيات كان ينظر إليها في الماضي من وجهة نظر محايدة او علمانية، او بمعايير اولية على الأقل على انها مناقضة لطبيعة المجتمع السوري على مستوى السياسة. تراه قد دخل في متاهة من الحلم والذاتية والأنانية بفضاءات لاعلاقة لها بواقع مايحدث وما سيحدث للوطن والشعب السوري كله.
نعم تباعد السوريون عن لغة الحوار، لا بل هرب البعض من شاشات التلفزة ومن متابعة الأخبار والصور المرعبة بالقتل والذبح واطلاق الرصاص، او التدمير الناتج عن المواجهات اليومية بالأسلحة المتنوعة حتى الطائرات. لإنه وبرأيه لايرى إلا نفقاً اسوداً، تعانق صوره تلك الصور القاتمة والمرعبة من مدن حمص واحيائها المدّمرة، وكناشها وجوامعها، او مدن ادلب واعزار وحلب.
تباعد السوريين في وجهات نظرهم، بدون النظر إلى مجتمع جديد اسمه كندا، بتساؤل يحق لنا ان نطرحه عليهم، ماذا علمتكم كندا؟ وهل حاول البعض دراسة هذا المجتمع الحضاري والإنساني الراقي، والذي اعتبر ومازال من افضل دول العالم؟
ماذا علمتنا كندا، والعيش المسالم لاكثر من 90 جنسية احتوتها وجنستها، وتسامحت معها في كل المعايير. هذه المعايير التي ترفض الدخول إلى عقول السوريين وبعض العرب.
الا يحق لنا السؤال عن : إلى متى سنبقى في دوائر الإيديولوجيات التي لم تثبت وعبر التاريخ الإنساني كله انها الحل الأمثل للعيش المشترك لمجموعة من البشر مختلفين في اصولهم وعقائدهم واديانهم او جنسهم؟
لماذا لايرغب الإنسان ان يمارس دور العقل الأساس في اي تطور إنساني وبشري عبر هذا التاريخ الهائل من تعاقب وتناوب الحضارات؟
إلى متى سيبقى السوريين يقتتلون فيما بينهم من اجل سلطة سياسية، اسمها سلطة الشيطان؟
إن نرتقي، ونوقف النزيف، اسئلة غامضة في مستنقع الموت السوري، وكأسه السوداء.