صفحة 1 من 1

ندوة حزب التجمع المصري عن البحرين...نظرة مبتورة ورؤية مقلوبة

مرسل: الخميس أكتوبر 18, 2012 1:24 am
بواسطة دعاءمحمد
ندوة حزب التجمع المصرى عن البحرين... نظرة مبتورة ورؤية مقلوبة
---
شهدت القاهرة خلال الايام الماضية ندوة نظمها اتحاد الشباب الاشتراكى بحزب التجمع عن البحرين وما تعيشه اليوم من وقائع وما شهدته بالامس القريب من احداث مؤسفة، حيث تنبت الندوة من خلال المشاركين فيها رؤية واحدة ذات اتجاه واحد لا يقيم التوازن فى دراسة الاوضاع وتقييمها، بل يرى ان للحقيقة وجه واحد وللاباطيل وجوه متعددة، متناسين ان الحقيقة اذا كانت من وجه نظر صاحبها تظل مجروحة وغير صحيحة طالما لم توثق بسجلات واسانيد تضعدها، وهذا ما سجلته الندوة سواء من جانب المحاضرين او المشاركين، فالنظرة احادية التوجه والرؤية القائمة على قلب الحقائق وتزييفها وتضليل الاراء وتشتيتها هى التى سيطرت على اجواء اللقاء وفاعليته. وحتى لا يكون الحديث مرسلا على عواهنه بل مرسوم فى اطار محدد، يمكن تسجيل ثلاثة ملاحظات مهمة على هذه الندوة وفعاليتها:
أولاً- غاب عن الندوة امرين مهمين: الاول، التغطية الاعلامية السابقة للحدث حتى يسمح للجميع بالمشاركة فيها سواء بالحضور او المدخلات اثراءا للنقاش واجلاءا للحقائق، وهو ما جعل الرأى الذى خرجت به الندوة اشبه بالرأى الاعرج الذى يسير على احد قدميه مع بسر الثانية. اما الامر الثانى، اقتصرت الدعوة للمحاضرين على طرف واحد من اطراف الازمة البحرينية بل هو الطرف الذى يعتقد ان المملكة تواجه ازمه مجتمعية، فى حين ان الاستقرار والهدوء الذى اصبح يسود الشارع البحرينى اليوم يكذب تلك الافتراءات ويدحض تلك الادعاءات بما يجعل عقد مثل هذه الندوة ما هى الا محاولة يائسة وخطوة بائسة من اجل النفخ فى رماد يعتقد خطأ ان النار ما زالت دفينه تحته، متناسين ان القيادة السياسية وحكومتها الوطنية فى المملكة نجحت من خلال سياستها الحكيمة ورؤيتها الصائبة ونظرتها الثاقبة ان تحمى المجتمع البحرينى من الانزلاق الى متاهات الضلال والضياع والتشرذم والانقسام.
ثانيًا- يؤكد على ما سبق ذكره ما اثير فى الندوة من حوارارت وما سجلته الاوراق من سجالات ونقاشات، بل ما تم استخدامه من مصطلحات ومفاهيم تؤكد على خبث النوايا وسوء المقاصد وفساد النيات، فكما هو معروف ان مصطلح البحراينى لا يطلقه اهل البحرين الا اذا كان مقصودا به من ينتمى الى اصحاب المذهب الشيعى، وهو ما كرره المشاركون فى هذه الندوة بما يؤكد على الاصطفاف الطائفى والانقسام المذهبى والولاءات دون الوطنية التى سيطرت على اجواء الندوة واخرجتها عن حياديتها وحياديها الواجب توافره فى مثل تلك الندوات اذا كان الهدف منها كشف الحقائق وتوضيح الوقائع دون تهوين او تهويل.
ثالثا- كشفت الندوة فى مضمار نقاشاتها عن خلط للاوراق ولعب بالالفاظ وتضارب فى الاراء واخفاء للحقائق وتزوير للاحداث، وهو ما تجلى واضحا فى الربط بين ذكرى الزعيم الخالد جمال عبد الناصر الذى دافع عن رؤى قومية واجندات وطنية ضد التدخلات الاجنبية سواء الاقليمية منها او الدولية ، وبين الاحداث المؤسفة التى عاشتها المملكة بفعل بعض الخبثاء والخارجين على القانون الذى ارادوا استغلال ما تعيشه بعض البلدان العربية من تحركات شعبية وانتفاضات جماهيرية ضد حاكمها بسبب سوء الاوضاع الانسانية والمعيشية والفقر والذل والمهانة التى عاشتها تحت سطوتهم كما هو الحال فى ليبيا وتونس. ولكن الوقائع المعيشية والظروف الحياتية فى دول الخليج بصفة عامة ومملكة البحرين على وجه الخصوص تؤكد على نجاح حكومات هذه الدول فى توفير ضمانات المعيشة اللائقة بل وصلت طبقا لما هو مسجل فى التقارير العالمية والاقليمية كتقرير التنمية البشرية إلى مستويات المعيشة المحققة فى البلدان المتقدمة. وفى الاطار ذاته يربط بين الاحتلال الامريكى كما هو الحال فى العراق والاحتلال الصهيونى كما هو الحال فى فلسطين، وبين التدخل المشروع لقوات درع الجزيرة الى مملكة البحرين لضمان استقلالها والحفاظ على امنها وامن مواطنيها بعيدا عن النزاعات الطائفية والانقسامات المذهبية. وامتد هذا الخلط عند الحديث عن الاعلام، فصحيح ان بعض وسائل الاعلام مضللة ومزيفة للواقع واحداثه كما اشارت الندوة إلا انها تجاهلت الدور المشبوه والمتحول الذى تقوم به قناه العالم الايرانية بصفة خاصة والقنوات الشيعية على وجه العموم.
خلاصة القول، اذا كان من البديهى ان تبقى مصر هى قلب الامة العربية النابض وحاملة لواء مشكلاتها وقضاياها سواء القومية الجماعية ام القطرية الفردية، إلا انه ليس بديهيا ان يقوم البعض منتهزا الاوضاع التى تعيشها الدولة المصرية اليوم فى ظل المرحلة الانتقالية من ان يبعث برسائل غير نزيهة تجافى الواقع بحقائقه والاحداث بصرامتها، وهو ما يستوجب ان يكون هناك ردا سريعا على مثل تلك المغالطات والافتراءات حتى لا تصبح حقائق لدى بعض ضعاف النفوس. فصحيح ان الرد على الصغائر التى اثارها المشاركون فى الندوة لا تستوجب الرد، إلا ان الصمت على محاربة الذبوب الصغرى تحولها الى معاصى كبرى، وكما يقال فى المثل ان كبرى الحرائق من مستضغر الشرر، فهل يصبح الرد حاضرا اليوم قبل الغد؟