منتديات الحوار الجامعية السياسية

على مقهى الحياة

المشرفون: عبدالله العجلان،عبد العزيز ناصر الصويغ

#54437
عند بداية الأزمة المالية العالمية انصب اهتمام وسائل الإعلام ومن خلفها الرأي العام العالمي على متابعة أخبارها المباشرة والمثيرة ، والجهود المبذولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . أما اليوم وبمرور سنة كاملة على بداية هذه الأزمة ، فقد أن الأوان لاستخلاص العبر والدروس عل في ذلك ما يساعد العالم على تلافي أزمة مماثلة في المستقبل . الدكتور فكتور سحاب ، يعرض بعض الدروس المستفادة من وجهات نظر مختلفة ، ربما تكشف قراءتها بعمق أن الخبراء ما زالوا منفتحين على البحث في أي درس جديد ، خاصة وأن الأسباب العميقة للازمة ما زالت موضع مراجعة .
اعرف الأسباب الحقيقة ، تجد الحلول السليمة !
لكن المشكلة هي أن العارفين يختلفون في تشخيص الأسباب الحقيقية التي تعزى إليها أزمة المال العالمية . وإذا أسانا تفسير أسباب مشكلة ما ، أسانا قطعاً الاستفادة من دروسها . لقد دعا بعض الكتاب إلى إلغاء وظيفة خبراء الاقتصاد من دنيا الأعمال والمؤسسات الرسمية والأكاديمية ، لان هؤلاء ( الخبراء ) فشلوا في توقع الأزمة المالية الكاسحة . بل إن بعض هؤلاء الاقتصاديين أثاروا الحنق الشديد ، لأنهم لم يتوانوا بعد وقوع الأزمة عن وضع نظاراتهم بوقار العارفين على أطراف أنوفهم ، لينظروا فيما حدث ونسوا ونسى معهم خلق كثير أنهم فشلوا للتو في تشخيص ( التسونامي المالي ) وهو ينذر بالاجتياح المدمر . فما هي الدروس المستفادة ، أو تلك التي يدور الحديث عنها في المقالات والأبحاث والآراء التي يدلي بها ( الخبراء ) ؟ هنا محاولة لرصد ما قيل في تفسير الأزمة .
مدرستان بفروع عديدة .
ينقسم مفسرو الأزمة المالية التي عصفت بالعالم إلى مدرستين مهمتين وإن تفرع من هذين القسمين فروع تتباين في تفصيل أو أخر ، فقسم يقول إن الخلل كان في تقنية عمل النظام المالي الأمريكي والضوابط التي بدأت تزال في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ز ومن هؤلاء من حصر الخلل في جشع مؤسسات الإقراض للرهن العقاري ، وقد تضخمت أعمالها في سنة 2006 إلى درجة خطرة ثم انفجرت فقاعتها .
أما القسم الثاني من المفسرين فينظر إلى الأمر نظرة تاريخية أوسع وأعمق مثل أندرو باسفتش أستاذ العلاقات الدولية والتاريخ في جامعة بوسطن ، أو مثل بول كريج روبرتس نائب وزير المال في عهد الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريجان ، أو جوزف ستجلتز الفائز بجائزة نوبل للاقتصاد . هؤلاء يقولون إن الأزمة مؤشر إلى شيخوخة الدولة العظمى الولايات المتحدة الأمريكية ، من جراء بدء انتقال مركز الثقل الاقتصادي والصناعي والتقني والمالي نحو الشرق إلى الصين والهند وروسيا ، بل الكتلة العربية في الخليج أيضاً وكذلك إلى الجنوب الأمريكي لاسيما البرازيل .